عرس الأضحى

 
 
 
شبكة المنصور
حسن شيت

كلنا قــــــــــــــادم رحالنا

وإن طال بالعُمرِ الزمان

وتراب الأرض لا يزيده ترابنا

وإن ضاق به المكان

وإن أمطَرَت السماء دِماءنا

فلن يحجب بريق القنا الدم القاني

والجبال ما أثقلتها أكوام عِظامنا

لكنها تَصَدَّعت من شِدَّة الأيمان

والشهداء ما رحلوا عنا بطرا

لكنهم أشد من الجبال إيمان

لا يُخَلًَّدُ فينا إلا أخيارنا

لكن ما افلتت قبضتهم يوما وإن رحلوا عِنان

سجل غاصت في صفحاته أفعالنا

فما وجَدَتْهُم إلا خيِرَةَ الفُرسانِ

والأرض صانوها مثلما عقيدتنا

يا خيرَ الجذورِ أَنتمُ يا خيرَ عنوانِ

أَبناء خَيرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ للناس

أَبناء خَيرَ بُستانِ

فلولا دماؤكم

ما كانت أزهارنا

ولولا سواقيكم

ما شَمَخَت جذوع

ولا صمَدَت بوجه عواصف هذا الزمان أغصان

هذا العراق إن تَجهَله

حمول وَلُود مفاخِرَ الأزمانِ

سَلْ عن قِيَم لنا تَنتمي

وعن ملاحِمَ صَيَّرَتْ من الطينِ

أعظم الحضارات وأعظم الأوطان

دَع الفُرس يخبروكَ بعارهم

والروم بخيبتهم

من هُمُ  خير الفكر

وخير مَن  في الأرض عمران ؟

و سَلِ عن القعقاع في القادسية

كم من الرؤوس أطاحَ والتيجان

وعن خالد في اليرموك

كم من صولة

كَسَّرَ فيها من الصلبانِ ؟

بغداد الرشيد تبقين عفيفة

عصية على عَبَث الغِلمان

يا نخلَة كريمة المنبت

يا إبنة المنصورِ يا أخت صدام

يكفيكِ فخرا يا عروسة الدنيا

ما تجرأ على حُبكِ أحد الآ من الفرسانِ

ومَهرُكِ شرطُ أن يَحمي الحمى

ويجعل كل مَن في الدارِ أخوانِ

كم  من شاعر غنّاكِ

على ما فيك من شطآن

وكم من عاشق تمنى أن يُعَمَّدَ

مع الحبيب بدفئ شمسك في نيسان

ودارك رحب كرام أهله

وضيفك عزيز لا يُضار  فيك

وقلبه مُفعَم بالأمانِ

( لكن الطاعون دائما يأتيك من شرقكِ

يحمله البرغوث والجراد والفئران

القادم من هناك

يعصف بزرعكِ

بأرضكِ

يحرق كل ما فيكِ

يحرق حتى أنهاركِ

مزدكيون بابيِّون قرامطة بويهيون

كثيرة أسماؤهم

لكنهم جميعهم 

لا يريدون الا ذَبحكِ

تمزيقكِ

تشتيتك في القفار

وقتل كل اولادكِ

مِعوَجُّّ لسانهم ان حاولوا تقليدك

لا يدخلون الا متسللون بثوبكِ

تقصَِّينَ ظفائركِ

فتنتفض الفيانق ال فيكِ

من تحت رماد جمركِ

وتأخذ بثأركِ

وتعيد لك زهوكِ

جمالكِ )

فجاءت البشرى

خير الفيانق جاء

حين أوشكت أن تنطفئ تحتك النيرانِ

خير الرجال جاء

في زمن تمرجلت فيه العبيد والخِصيانِ

ال جاعل من إسمكِ مالئ الأرجاء

لتصبحي على الجباه اجمل العنوان

ال صانع أمجادكِ شمسا  تشع في الفضاء

فتهرب الغيلان والغِربان

فلقد أرادوا أن تكوني نسيا

يصيبك بصمته الفناء

فأنشدتِ بوجوده تباهيا

الموت للجراد والبرغوث والطاعون

الموت للفئران والنسيان

الله اكبر

جاء

الفارس في نيسان

مثل تموز جاء

في زمن يحف بالنسوانِ

جاء العريس جاء

في أصعب الأزمان

جاء صدام جاء

مقارع العدوان

يا هازم الأغراب واليباب

يا هازم الغدر والطغيان

كَبَّرالحجيج والناس والملائِكِ

في أول الضياء

قالها الجمع جاء

حاملا وضوءه وروحه وفي يمينه القرآن 

نجدد العهد والوفاء

ونُقسِم بالواحد الدَيِّان

عرس في الأرض

عرس في السماء

يا أجمل زَفَّة

لخير مَن فيها مِن العِرسان

يا أيهذا الشامخ عنفوان

 يا أَنتَ

يا خلاصة الأنسان

ما أحتفت بعرس كما بعرسك

جميع مَن في هذه الأكوان

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور