نظم الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تظاهرة ثقافية لمناسبة إحياء الذكرى
الثالثة لاستشهاد القائد المجاهد صدام حسين ، أهم ما ميّزها العرض
الموسيقي الذي أحيته فرقة الكرامة يوم الأحد 27 ديسمبر 2009 . وقد واكب
هذا العرض جمع غفير من الشغالين و النقابيين و الشباب بعد أن استقبلهم
في مدخل دار الاتحاد الجهوي بوستير ضخم لذكرى استشهاد صدام و بعد أن
استوقفهم معرض وثائقي ضخم يدوّن بالكتابة و الصورة مسيرة الشهيد و
إنجازاته.
استهل الحصة الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس
بكلمة دعا في مستهلّها الحاضرين إلى تلاوة فاتحة الكتاب على روح الشهيد
صدام حسين وأرواح شهداء الأمة و الاتحاد . بعد ذلك تعرض إلى جريمة
اغتيال الرئيس صدام حسين و عبّر عن استنكاره لاختيار المحتلين يوم
العيد لتنفيذ جريمتهم و تسريب حقدهم الأعمى . و أكد أن أمتنا اختارت
طريق الاستشهاد في غزة فصنعت النصر رغم حرب الإبادة التي شنها العدو
الصهيوني في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة. و في ختام كلمته دعا
الحاضرين إلى التمسك بالرموز لأنهم رفعوا رأسنا عاليا ثم قال : لقد
فقدنا الرمز صدام حسين لكنه خلّف لنا مقاومة عظيمة ستصنع النصر إن شاء
الله. بعد ذلك ترك المجال أمام فرقة الكرامة التي مزجت بأغانيها
الرائعة بين استشهاد صدام حسين و تضحيات أهلنا في فلسطين فشكلت لوحة
فنية بديعة لمسنا خلالها عشق صدام للقدس و محبة فلسطين لصدام حسين.
إن هذا التلاحم بين قضيتين كبيرتين تزامن طرحه مع تلاقي بين ذكرى
استشهاد صدام حسين و ذكرى اندلاع العدوان الصهيوني على غزة و بداية
ملحمة الصمود الذي توجته المقاومة الفلسطينية بانتصار عظيم.
استهلت فرقة الكرامة هذه الحصة الغنائية وسط رفرفة الأعلام الفلسطينية
و العراقية برائعة من العراق تتغنى بالشهيد صدام حسين يقول مطلعها "
كلنا نحبك و نريدك صدام حسين... غيرك ما يرهم ضي هالعين " . كما تجسد
التلاحم الإبداعي بين قضية فلسطين و و قضية الشهيد صدام حسين في
الأغنية الفلسطينية المشهورة " كانوا ثلاث رجال ..."إذ تزيّن هذا
الابداع بحلّة الاستشهاد فارتقت معاني الأغنية إلى القيم السامية
فأصبحت كلماتها تقول" ماتوا ثلاث رجال... تسابقوا عالموت ...صدام و
برزان و عوّاد ... صاروا مثل يا خال " . كما أنشدت الكرامة في هذا
المعنى أغنية " القدس نادت ... وينك يا أبو عداي ..." و تغنت كذلك
ببغداد الجهاد فرددت أغنية " الله أكبر يا عرب غنّت بغداد ... حي على
الشهادة و على الجهاد..." لقد اختارت الكرامة لأغانيها عنوانا واحدا و
هو المقاومة و الشهادة لأنهما خير ما اتصفت به أمة العرب . فأهدت
لأمهات الشهداء في تونس و الوطن العربي أغنية " أم البطل" و البطل هنا
هو أحد شهداء معركة 1973 كما غنت للأقصى " يا أقصى ما انت وحيد سيجناك
قلوبنا... وسراجك زيت ودم حريتك مطلوبنا" و أنشدت لغزة عبر أغنية" شدد
حصارك... ولع بالأرض نارك..." و غنت للمقاومة في لبنان نشيد "هيهات يا
محتل ... هيهات منا الذل..." و غنت للجزائر و لجميلة بوحيرد أغنية "
كلنا جميلة " . و لم تنسى فرقة الكرامة أن تغني للعمال الصامدين و
النقابيين المناضلين و على رأسهم الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس و لكل من
يتمسكون بالخط النقابي المناضل و للشغالين الذين يخوضون مواجهات من أجل
الدفاع عن حقهم النقابي لكل هؤلاء و خاصة العمال المعتصمين في معمل
"فلورتاكس" و " الجراية " أنشدت الفرقة أغنية " إرادة الحياة " شعر أبو
القاسم الشابي .و اختتم العرض بقصيدة ألقاها أحد الطلاب تمجد بطولات
الشهيد صدام حسين و بنشيد لأطفال فلسطين غنّاه طفل صغير الذي أنهى
إنشاده بدعاء لنصرة المقاومة في فلسطين و العراق.
|