الرهان على الانتخابات

 
 
 

شبكة المنصور

عراق المطيري

دخلت قوات الغزو الأمريكي إلى العراق ودخلت معها وتحت عناوين مختلفة وواجهات متعددة كثير من القوات الطامعة بالعراق شعبا وثروات وان اتفقت أو اختلفت في الأهداف والمشاريع وطرق تطبيقها وهذا ما لا يحتاج إلى دليل أو برهان فقد أثبتت الأحداث التي جرت في القطر خلال عمر الاحتلال البغيض صحة ما نذهب إليه وبطلان وزيف الادعاءات الأمريكية التي ساقتها للمجتمع الدولي لتبرير عدوانها وقد تبع دخولها أن دفعت إلى كراسي السلطة عملائها مزدوجي الجنسية الذين باعوا ضمائرهم وفقدوا إنسانيتهم وارتضوا أن يكونوا مداسا ومطايا تلك القوات في تنفيذ مشاريعها المعادية للشعب العراقي وتطلعاته في تطوير مجتمعه ليكون له كما هو شأنه على مر العصور التي تمثل تاريخه العظيم دورا فاعلا في حركة البناء الإنسانية , وبعد الخراب والدمار والنهب الذي طال البنى التحتية وأصاب شعب ودولة العراق العصرية التي أسس لها الحكم الوطني وعمليات القتل والتشريد وسيادة شريعة الغاب راحوا يشرعون ويؤسسون لدولة مهزوزة ليست عاجزة عن الدفاع عن وجودها فحسب بل يأكلها التناحر بشتى الاتجاهات , قوميا وطائفيا بل الأكثر من ذلك راحت دولة الاحتلال بعد أن سيلت انهار الدم إلى ممارسة محاولات شتى لفرض سياسة تذويب الولاء والانتماء إلى تربة هذا الوطن الغالية وتحاول إيجاد قاعدة لها تروج لهذا الجهد الخبيث من المنتفعين والانتهازيين وسراق قوت الشعب العراقي .

 

وإذ تعددت مخلفات الاحتلال وأخذت مردوداتها السلبية مدياتها العميقة والقاسية بين جموع جماهير شعبنا المأخوذ غيلة وغدرا فان أبشعها وأكثرها تأثيرا القانون الذي شرعته حكومة الاحتلال لتشكيلها والذي بناه ساستها على أساس المحاصصة الطائفية وراح ضحيته الملايين من الأبرياء بين شهيد ومشرد كجزء من تطبيقات الديمقراطية الأمريكية في العراق وذهب إلى منتهى القذارة والتطرف بإقصاء مئات الآلاف من الكوادر الوطنية التي ساهمت إبان الحكم الوطني  في بناء عراق متطور تحت عنوان اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي الذي طوروه فيما بعد ولم يطبق إلى ما يسمونه قانون المسائلة والعدالة الذي أوقف عجلة التطور والبناء العراقية وحرم شعبنا من خبرات عظيمة من جهة وقطع أرزاق مئات آلاف العوائل ناهيك عن قافلة الشهداء ممن يحملون بذور الوطنية .

 

لقد وضعوا شعار اجتثاث البعث عنوانا لتخلفهم وعجزهم عن إدارة شؤون الدولة وتارة يتداخل عندهم هذا الشعار مع الإرهاب وتارة أخرى مع اختلافاتهم وسباقاتهم على المناصب وثالثة لجرائمهم بحق شعبنا ولكن على الباغي تدور الدوائر دائما فكادوا ومكروا وكان مكر الله أقوى فشاء الله أن يفضح كل مقاصدهم أمام الرأي العام المحلي أو الإقليمي أو العالمي فانكشفت عصاباتهم ومليشياتهم وطارد بعضهم البعض وفضح بعضهم سرقات بعضهم ليتمظهروا بالوطنية وهي منهم براء ولم يعد هناك من لا يملك قائمة تطول وتعرض بأسماء القتلة واللصوص كأفراد أو عصابات منظمة انخرط معظمها في القوات الحكومية والإستقواء بها للتخلص من المحاسبة الشعبية سواءا في المحافظات أو في حكومة الاحتلال المركزية فعزز من التفاف شعبنا المضطهد حول فصائل المقاومة الباسلة وأصبح كله جيشها المقاوم للاحتلال ولحكومته العميلة فافشل اغلب المشاريع المطروحة التي تمس كرامته وتؤسس لسرقة ثرواته وأصبح قانون اجتثاث البعث سيفا بتارا لاجتثاثهم وباتوا يتخبطون في قراراتهم ودفعهم إلى المزيد من الجرائم المنظمة والقتل بعد الترصد بحق الأبرياء فعجل من نهايتهم وأصبح البعث يؤرقهم .

 

البعث فكرا عقائديا مستمدا من روح الدين الإسلامي الحنيف والعروبة مادته مبني على أساس الانتماء للوطن وللأمة تبنته الجماهير وساهمت في تطويره وإغناء تجربته التي منحته شرعية في قيادتها طيلة سنوات الحكم الوطني المجيدة , قاعدته كل جماهير شعبنا وان لم ينتموا إليه تنظيميا ولا يمكن أن يجتثه قرار من حاكم أجنبي كبول بريمر سيء الصيت أو عميل له كإبراهيم اشيقر الجعفري أو الإرهابي القاتل نوري المالكي أو سفاح دموي فارسي ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يهمش هكذا حزب بهذا الثقل الجماهيري

 

البعث والانتخابات

 

الآن إذا كانت كل أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي وكل بياناته وثوابته وبيانات القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ومنذ الاحتلال إلى حد هذه اللحظة ومستقبلا إن شاء الله تشير بوضوح صريح لا يقبل البس أو التشكيك انه يرفض بشكل قاطع الانخراط في حكومة الاحتلال بأي شكل من الأشكال ولن يتغير هذا الموقف فلماذا هذا الخوف والرعاش حد الجزع منه ويتعاظم الخوف ويشتد كلما اقترب موعد انتخاباتهم , وإذا كان الحزب لا يمتلك قاعدة شعبية ولا يمتلك تأثيرا في الشارع العراقي فلماذا حملات الاعتقالات المكثفة للعناصر الوطنية سواء كانت بعثية منظمة أو لا ؟ وإذا كانت حكومة الاحتلال صادقة في ما تدعي فلماذا هذا الخوف منه؟ ولماذا القتل والجريمة المنظمة بحق الأبرياء ؟

 

ببساطة شديدة ولما كان الحزب بهذه المواصفات كما تدعون نقول لهم أريحوا نفسكم من هذا العناء واتركوا الشارع العراقي يقرر من سيقود مسيرته من خلال صناديق انتخاباتكم وسنرى كيف ستكون النتائج ؟

 

للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها الكثير مما يدور في الساحة العراقية ولتكون الحقيقة واضحة فان من واجب كل مواطن شريف وغيور على أن تكون تربة العراق طاهرة من دنس المحتل وأذنابه بغض النظر عن انتمائه العقائدي أو الطائفي أو القومي أن يشارك في الانتخابات ويدلي بصوته لمن يتمتع بالوطنية الحقة ويمنع تكرار نفس المأساة التي أوصلت هؤلاء الشراذم إلى كراسي السلطة في غفلة من التاريخ وتحت حماية البندقية الأجنبية وهذا ما سنفعله رغما أنوفهم الموسومة بعار العمالة فلازال رحم العراق طيب وماجدات العراق ينجبن الأشاوس الأبطال الأحرار ويجب أن لا يكون على ارض العراق مكان لمن يبيع شعبنا للأجنبي بأبخس الأثمان .

 

يجب ن نعمل جميعا على دعم من يمتلك حسا وطنيا في محاربة الوجود الأجنبي سواء كان أمريكيا أو فارسيا أو من أي جهة كانت وبذلك سنستغل الإمكانيات المتاحة لبلوغ هدفنا مع حفاظنا على بنادقنا موجهة في صدور المحتلين والعملاء الذين بدأت ملامح الانهيار والتعب تفضح نواياهم وتقربهم من نهاية وجودهم وها هي بشائر النصر العراقي قد نضجت ونتائجها ليست للعراق فحسب بل لكل قوى التحرر العالمية بدلالة تصريح أوباما عن ستراتيجيتة بسحب قوات بلاده الشريرة من أفغانستان خلال ثلاثة أعوام .

 

مبروك لشعبنا انتصاره ولنتآزر جميعا من اجل الحفاظ  على هذا النصر الرائع ولنعززه بتغير توقعاتهم وحساباتهم من خلال دعم الوطنيين الذين سيدخلون الانتخابات المقبلة فهي القشة التي ستقصم ظهرهم إن شاء الله .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور