(إذا اهتزت إمامك يوما ما قيم المبادئ في ظرف عصيب لأي سبب كان, فتذكر قيم الرجولة, لأنها لوحدها قادرة على إن تصنع منك بطلا )

قرات للدكتور فواز الفواز مقالا بعنوان (طرد من المستشارية ..فأصبح العدو المبين للمالكي )

إلا إن استوقفتني عبارات لاتعبر عن مبدئية وطروحات الأستاذ الفاضل التي تقول (العيب ليس في السياسة وإنما في الشعب الساذج الذي يصفق دون إن يسمع ويركض دون إن يفهم ويصرح دون إن يعي ... وينتخب وهو اعمي البصر والبصيرة ).

إن مثل هذه الطروحات خطيرة وبعيدة عن المبادئ القومية والإنسانية التي يؤمن بها كل مناضل شريف لان أي حركة وطنية أو قومية أو يسارية أو إسلامية تراهن على الشعب لأنه مصدر القوة والتغير فوجود أي حركة إلا بالجماهير لأنها صاحبة المصلحة الحقيقية في الوطن والأمة فكيف إن يوصف هذا الشعب الجبار شعب العراق العظيم الذي وصفه عميد الشهداء وسيدهم صدام حسين رحمة الله عليه عندما قال:( شعب العجب ) لان هذا الشعب لم يمنح ثقة لأي مدعي بالوطنية والقومية أو الإسلامية مالم يقتنع تماما بصدقهم .

يااخي فواز إن العيب كل العيب بالسياسة لأنها لعينة التي لم ترتبط بالفكر البطولي التاريخي ,فالعيب للحركات السياسية والتيارات التي لم تستطع من استيعاب وقيادة هذا الشعب, فالشعب العربي ومنه الشعب العراقي العظيم لاذنب له وانما الذنب على الحركات والأحزاب والممارسات السياسية التي لم ترتبط بالفكر التاريخي فتتحول إلى صحراء قاحلة وتصبح عنصر للتفكك والانقسام لأنها تفتقر إلى مشروع مستقبلي يلبي طموحات هذا الشعب العظيم.

فلا يحق لي ولك إن نصف شعبنا بهذه النعوت التي لاتليق أبدا بكاتب عرفناه من خلال شبكة البصرة شبكة المقاومة العراقية بحسه الوطني والقومي. فعذرا لك يااخ فواز لان المجاملات على حساب الحق والعدل تقود إلى النفاق والدجل والشك والريبة. فصدق شاعرنا الراحل أبو القاسم الشابي عندما قال

أذا الشعب يوما أراد الحياة         فلابد إن يستجيب القدر

ولابد لليل إن ينجلي                  ولابد للقيد إن ينكسر 

ومن يتهيب صعود الجبال           يعش ابد الدهر بين الحفر