معنى الاستتباب الامني في العراق الجديد

 
 
 
شبكة المنصور
أ.د.  كاظم عبد الحسين عباس - اكاديمي عراقي

نحن بلا اي حرج لانعترف بحكومة الاحتلال بغض النظر عن من يراسها من عرابي الاحتلال وعبيده بل ونعمل علنا بكل ما اوتينا من طاقات لفضحها واسقاطها سوية مع الاحتلال لما أنتجته من دمار وفساد وضع العراق على راس قائمة الدول الفاسدة. ولا نتحرج قطعا بل يشرفنا ان نعلن ان هذه الحكومة هي عبارة عن تشكيلة غير متجانسة من اللصوص وعديمي الاخلاق وغير المؤهلين لاعلميا ولا اداريا وانها أداة رخيصة في تنفيذ برامج الغزاة والمحتلين في نهب ثروات العراق وتمزيقه اجتماعيا وجغرافيا . وبالوقت الذي نعتبر به هذه الحكومة وازلامها محض قردة في سيرك الاحتلال ولعبته المخابراتية فاننا نبحث في كل شاردة او واردة تفضحها وتقزمها وتكشف عن كل عوراتها وانها , اي الحكومة , قد سهلت علينا مهمتنا بسقوطها في برك الفشل الذريع والافلاس الاداري التام وتقدم لنا كل يوم الف تصرف وتصرف يمكننا ان نستخدمه لنهاجمها نيابة عن 27 مليون عراقي شريف.

 

ومع ذلك فان كل مظاهر فساد وشطط وزلل وفشل حكومة الاحتلال يمكننا ان  نحتويها ونتمثلها ونفهمها ونفسرها او ان نبحث لها عن مبررات او تفسيرات , حتى سقوط هؤلاء الحكام تحت ارادات الدول المحتلة كاميركا وايران والصهيونية يمكن ان يكون مفهوما اصلا لدينا فنحن نعرف هؤلاء يوم كانوا يسمون انفسهم معارضة للدولة العراقية الوطنية التي تامروا عليها مع مخابرات الدول المعروفه لثلاثين عاما انتهت بجلب الاحتلال .

 

الشئ الذي لايمكن ان نجد له تفسيرا مقنعا على الاطلاق هو ان تكون هذه الحكومة ماكنة موت تحرق العراق بشكل منظم وخاصة العاصمة بغداد وتجتهد في تنفيذ وسائل الموت بابناء شعبنا وعلى وفق جدول زمني مرتب.

 

لقد صار واضحا الان ان جعجعة الاعلام الاحتلالي عن استتباب الامن في العراق لايعني غير امر واحد فقط لاغير وهو تامين الحماية النسبية للمنطقة الخضراء ولمواكب المسؤولين بعد ان تم تدريب مئات الالوف من الشرطة والحرس بل ان العدد قد يصل الى قرابة مليون او اكثر وانفاق مليارات الدولارات لهذا الغرض . فالحق يقال اننا لم نعد نسمع كثيرا عن محاولات اغتيال للمسؤولين الكبار في الدولة وتامين الطرق التي يسلكونها في بغداد او بين المحافظات . غير ان ماكنة قتل المواطنين ما زالت بعيدة عن التوقف وبعيدةعن تحديد مصادرها وادواتها . وعدم تحديد مصادر قتل الالاف من العراقيين من قبل الحكومة يعني احد امرين لاثالث لهما هما اما ان الحكومة غير قادرة على حماية المواطنين واما انها تغض الطرف و شريكة في القتل , وليس اجحافا ان ندعي انها مجرمة بكلتا الحالتين.

 

وفي كلتا الحالتين فانها تحت هكذا وصف وحال لاتصلح ان تكون او ان تسمى حكومة . فأمن الحكومة النسبي منعزلا عن أمن المواطنين هو جريمة منظمة ضد المواطنين وتفجيرات الشوارع والمباني الحكومية لا يمكن ان تحصل بهذه السعة والسهولة مع نجاح كبير في تامين حماية الاسماء الكبيرة في سجل العمالة والخيانة الا اذا كانت مقننه ومرسومة بهذا الشكل, اي تجنيد مليون شرطي لحماية العملاء واسيادهم وترك العراقيين عرضة للقتل المنظم والتفجيرات الاجرامية والحكومة لاتمتلك غير ان تردد كالببغاء البليدة اسماء اطراف تتهمهم بالتنفيذ ونماذج منهم جاهزة تحت اليد في المعتقلات او تحت سيوف التعسف والاجرام لجلبهم امام شاشات التلفزة للاعتراف بجرم لم يقترفوه ولا علم لهم اين ومتى حدث !! .انها أدلة قاطعة عن خطط مبرمجة لارهاب الحكومة واحراق متعمد ياتي على ما تبقى من عوامل الحياة في العراق عموما وبغداد بشكل خاص فمتى سيثور شعبنا في كل العراق ليقض أوكار الاحتلال وقردته الخاسئين؟.

 
aarabnation@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور