الذكرى الثالثة لاستشهاد / أمير المؤمنين صدام المجيد

( رسالة الى سيدي القائد )

 
 

 
شبكة المنصور
الرفيق / ليث الراوي
ثلاثة أعوام مضت على استشهادك سيدي، ثلاثة أعوام مضت على ملحمة كنت بطلها، ثلاثة أعوام مضت على دموع حزن ووجع وحرقة انهمرت مدرارا على الرغم منا، ثلاثة أعوام مضت على يوم بكينا فيه كما لم نبك أبدا ... نحن لم نبكيك سيدي شخصا لأن الموت حق وكلنا زائلون وتلك هي سنة الحياة والبقاء لله وحده وإنما بكينا رمزا عظيما رمزا لكل القيم النبيلة والمبادئ الفاضلة والخصال الحميدة، بكينا رمزا فريدا للصمود والتحدي والثبات والنصر والصبر والإيمان والرجولة والبطولة والوطنية والتضحية والفداء والإباء ونكران الذات والأنفة والشموخ والعزة والكرامة والشجاعة والإقدام والعزيمة والإصرار والشرف.


لم نبكيك سيدي الا ونحن نرى المجرمين الأوباش وضعوا حياتك في كفة والعراق والأمة العربية في كفة ثانية، وساوموك على الوطن والأمة وأرادوا منك أن تبيعهم نفسك والعراق والأمة، ولكن في النهاية وبشجاعة الأبطال الأفذاذ وحكمة العظماء الأقوياء وقوة الجبابرة انحزت انحيازا رائعا وبكل ثبات ودون تفكير أو تردد إلى الكفة التي يجب أن ينحاز إليها  عطماء الأمة ، لقد انحزت ببساطة شديدة إلى العراق والأمة لأنه لن يقدر أن يفعل ذلك الا صدام حسين، لأن المجرمين الأوغاد ساوموك في أمر لا يقبل المساومة، لأنهم خيروك في أمر لا يجوز فيه الاختيار، لأنهم في الظاهر قدموا لك خيارين (إما أن تتنازل عن حياتك وإما أن تتنازل عن الوطـــــن والأمة والقيم والمباديء، ولكنك سيدي لم تنظر إلى الخيار الثاني، ولم تهتم به فهو ليس مطروحا بالنسبة إليك، فتجاهلته بكل تحدّ وثبات، وكان أمامك سيدي في النهاية خيار واحد  انت  وضعته نفسك بنفسك وهو الموت من أجل صيانة العراق واحدا صامدا لا ينحني للأعداء ولا تنكسر إرادته حتى وإن احتلوه ومن أجل المحافظة على شرف الأمة وكرامتها وعزتها.


لقد أعلنها مدوية قوية صريحة في وجوه المجرمين الأنذال( العراق والأمة أولا)، فلم يفهموا بعد ولم يستوعبوا من أي جنس هذا الرجل ... من أية طينة هذا البطل المغوار ... هزمهتم وحيدا على كثرتهم ... صمدت أمامهم أعزل على وفرة أسلحتهم ... أرعبتهم في أمكنتهم بنظراتك المتحدية على شجاعتهم الظاهرة ... أرهبتهم بإقدامك وثباتك على إجرامهم وقسوتهم وجبروتهم وتقتيلهم للأبرياء ... لقنتهم درسا ظلوا يراجعونه إلى الآن ويبحثون في محاوره وعناصره وأجزائه لعلهم يقدرون على فك رموزه وألغازه و فهم محتواه من معان وعبر وقيم وأفكار جديدة ... قلبت كل المعادلات والمفاهيم :

 

1- السجان الطليق الحر المدجج بالسلاح مرعوب خائف مرتعش عاجز مقيد الإرادة،،، والسجين مطمئن هادئ هانئ البال.


2- القاتل الجلاد السفاح مرتعد مصفر الوجه غائر العينين 'يكاد يفعلها على نفسه' ،،، والقتيل ثابت صامد شامخ لم ينحن ولم يرتعش ولم يضطرب ولم يتوسل لجلاديه طالبا منهم الرحمة والعفو ولم يبك ولم يحزن ولم يتوجع ولم يتأوه ولم يئن ولم تتحرك له شعرة واحدة.


3- المجرم النذل الحقير الحقود ضعيف لا حول له ولا قوة ولا إرادة كالريشة في مهب الريح،،، والضحية جبل صامد لا يتزحزح من مكانه قيد أنملة و"ما يهزه ريح".


لـفـّوا ـ المجرمون القتلة ـ الحبل على رقبتك سيدي كأنهم يلفونه على رقابهم خوفا ورهبة، لفوه بأيد مرتعشة مضطربة كلها خشية ورعب لأنهم يعلمون أنهم في حضرة أسد مقدام لا يهاب الموت ولا يرهبه ... رفض بشجاعة نادرة وتحدّ لا مثيل له تعصيب عينيه قبل تنفيذ جريمتهم النكراء شماتة فيهم وصمودا أمامهم وحرمانا لهم من فرصة إهانته وإذلاله وإمعانا في التحدي لأنه على يقين أنه أرهبهم حيا بنظراته المملوءة حبا للوطن والأمة وشجاعة وإقداما أمام قسوتهم وإجرامهم ونذالتهم وحقدهم الأسود وأنه سيرعبهم ميتا بنظراته المملوءة سخرية مما أقدموا عليه وتهكما على ما ينتظرهم من سوء المصير.


حكم المجرمون الحاقدون الأنذال القتلة القساة أعداء العراق والأمة عليك بالإعدام ونفذوه فيك بكل حقارة ونذالة وحقد وقسوة يوم عيد الأضحى لا بسبب واقعة الدجيل ولا من أجل الهجوم الكيمياوي على حلبجة الكردية ولا انتقاما لقمع انتفاضة الجنوب وإنما لأنك كنت وطنيا صادقا حد النخاع وكنت عاشقا للعراق حد الجنون وكنت وفيا للأمة ومحبا لأشقائنا العرب حد الهوس، لأن مواقفك من أهم قضايا الأمة كانت شريفة كما لم يكن الشرف أبدا، لأنك رفضت أن تكون خائنا عميلا لأعداء العراق وأعداء الأمة ، وإن في الإسراع بتنفيذ حكم الإعدام فيك لهُـو محاولة يائسة لضرب المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي في الصميم ولإهانة الأمة العربية قاطبة وتمريغ أنفها في التراب ولفسح المجال أمام الكيان الإسرائيلي حتى يفتح جناحيه ويعبث كيفما شاء في العراق والأمة العربية، وبالتالي تمّ بإعدامك التخلص من هاجس وكابوس مخيف يؤرق العدو الإسرائيلي  وحتى بعد استشهادك مازلت تثير فيهم الرعب الشديد والفزع الكبير ولذلك راحوا يختلقون الأكاذيب والأراجيف لتشويه سمعتك ولتقزيم إنجازاتك البطولية الرائعة وللتغطية على فشلهم في تحقيق كل أغراضهم الدنيئة الخفية منها والمعلنة.


فماذا حققوا بعد استشهادك؟! وما هي الإنجازات التي يمكن أن يذكرها التاريخ لهؤلاء المجرمين القتلة؟! لا شيء سوى الدمار والموت والتشريد (نزوح وهجرة) والأوبئة (الكوليرا مثلا) والمجاعات والفقر والخصاصة والبطالة، لا شيء سوى الصراعات الطائفية البغيضة وتصفية الحسابات والعمل على تمزيق العراق وتفتيته وتقديم أجزائه هدايا للخونة والعملاء والباحثين عن السلطة ولصوص النفط وناهبي قوت الشعب العراقي المسكين ... بم استفادوا من تحقيق غرضهم الدنيء وهو تصفية بطل في السبعين من عمره أرعبهم وهو في السلطة وأرعبهم وهو يشارك في صد العدوان على بلده وأرعبهم وهو مطارد وأرعبهم وهو مسجون وأرعبهم وهو يُحاكم وأرعبهم وهو تحت حبل المشنقة وأرعبهم وهو ميت؟


لقد قدموا لك هدية لا تقدر بثمن حينما أغتالوك فجر عيد الاضحى المبارك حتى تنسج خيوط ملحمة عظيمة، قائدا في السبعين من عمره كان رئيسا لدولة نفطية غنية حوصر بلده لأكثر من اثني عشر عاما وحورب مرتين وتمت مساومته في المرة الأولى ولكنه رفض وتعرض بلده إلى غزو ظالم وأطيح بنظامه وقـــُـتــل ابنائه قصي وعدي وحفيده مصطفى وتشردت عائلته وطورد لأشهر وقبض عليه وقــُدم حدث القبض عليه في شكل مسرحية هزلية القصد منها إهانته والحط من معنوياته والنيل منها لكن هيهات، وسُجن وتمت مساومته في المرة الثانية ورفض أيضا وقُدّم للمحاكمة فحاكم جلاديه وحـُكم عليه بالإعدام وتم الإسراع بتنفيذه فيه يوم عيد الأضحى المبارك، وعلى الرغم من كل ذلك ظل صامدا ثابتا على مواقفه رافضا لأن يبيع نفسه والوطن والأمة، على الرغم من كل تلك المصائب والكوارث والرزايا التي لن يصمد أمامها أي إنسان لم يضعف ولم يتهاو ولم ينهر ولم يجبن ولم ينثن ولم يتراجع ولم يعط الفرصة لأعدائه حتى يهينوه ولم يستطع أحد أن يسجل عليه لحظة خوف أو تردد أو ندم أو شك في قدراته ولم يخش لحظة الموت التي عاشها بكل ثقة في النفس وبشجاعة نادرة وبسخرية من جلاديه الجبناء الضعفاء، فهل يقدر أعداؤه أن يفعلوا ما فعل لو كان أحد منهم في مكانه ووضعيته وتعرض لما تعرض له؟! هل يقدر الجلب أي أو الزنيم أو بلاوي أو الجيفري أو الشاهبوري أو الملوكي أو البرازاني أو الطليباني أو الهوش زيباري أو الارعن بوش أو القرد الذليل بلير أن يقفوا ذلك الموقف أمام حبل المشنقة وأن يصمدوا مثلما صمد وأن يثبتوا مثلما ثبت؟....... محال.


واننا لعائدون باذن الله العزيز الجليل وسنحتفل العام القادم بالذكرى الرابعة لاستشهاد امير المؤمنين/صدام المجيد في عراق الشموخ والكرامة.


عاش العراق العظيم وشعبه الصابر الامين
المجد والخلود لامير المؤمنين / صدام المجيد ولرفاق دربه الاوفياء ( طه ياسين رمضان وبرزان التكريتي وعواد بندر السعدون ) والى ابنائه الليوث والى  حفيده مصطفى العراق والى كل شهداء العراق العظيم
الله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر


وليخسأ الخاسئون من عرب الجنسية والصفويين الجدد والصليبيين والصهاينة

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور