لماذا لم تعتمد امريكا على شيعة العراق العروبيين ؟

 
 
 
شبكة المنصور
طلال معروف نجم
امريكا ومن اليوم الاول لغزوها أرض العراق العظيم ,   كانت على تنسيق مسبق مع ايران , بنبذ التعامل مع شيعة العراقالعروبيين. فما وفد من ايران من عراقيين لاجئين حملوا معهم عشقا للمد الصفوي . وعناصر ذات اصول فارسية بحتة دخلت بأوراق عراقية مزورة , كانوا جميعا نواة تشكيل عراق اليوم . وبدأت ومنذ الاشهر الاولى, غربلة العناصر غير الموالية لايران . فترك العملية السياسية من هم لايدينون بالولاء للخط الفارسي الشوفيني . فيما لم يقدم على دخول العراق بالمرة , جمهرة المثقفين الشيعة , من سياسيين وشعراء واكاديميين وفنانيين وحتى المطربين , وآثروا الانتظار ولكن هذه المرة , قريبا من ارض الوطن . عند قطري الاردن وسوريا. 


إذ لايعقل ان يدخل العراق مناضل رافض لكل اشكال الهيمنة الامبريالية الامريكية , مثل الشاعر العروبي مظفر النواب صاحب قصائد "صريفة رقم واحد" او"الريل وحمد" . فيرى الدبابات الامريكية تجوب بغداد , او يمر من جانبه اليانكي بملابسه القتالية القذرة .


هناك .. كثيرون من اشعاعات العراق الفكرية, يعز عليها ان تعود الى العراق , وهي ترى العراق يئن تحت دبابات المحتل .. حتى اسفلت شوارع بغداد, هي الاخرى تتلوى تحت مجنزرات اليانكي . لابل ان مايجوب عواصم العرب المحيطة بالعراق او البعيدة عنه , هي جمهرة من المطربين ومؤلفي الاغنية الشعبية والادباء , يكاد جلهم من الشيعة العروبيين النجباء, فروا من العراق بعد الاحتلال , بعد ان ضاقت بهم الحياة . فكانت اغانيهم كلها نزيف وأناة تتغنى بعشق العراق العظيم . وهذا ما يخيف ويرهب ايران قبل امريكا . فشيعة حكومة المنطقة الخضراء تدين بالولاء لايران . وشيعة العراق النجباء مع كل العراقيين من سنة ومسيحيين وتركمان واكراد وكرد فيليــة واثوريين وصابئة , يرقبون العراق عن كثب ,وقلوبهم تتقطع وهم يرونه يغوص في اوحال التمزق والطائفية والاحقاد والسرقة . 


غريب أمر المحتل الامريكي . فهو من جهة يكيل الاتهامات تلو الاتهامات الى شريكته ايران, في اضطراب الساحة الامنية العراقية . ومد المسلحين كل المسلحين ومن كل الاطراف بالسلاح . ومن جهة اخرى يتعكز على حكومة واهية جلها تأخذ اوامرها من السيد الفارسي . وعمالقة العقل العراقي من شيعة وسنة بعيدا عن السلطة . 

 

ويؤكد ما قلته أن سقطت الاقنعة عن عملاء ايران , يوم اقدمت دولة الشعوب الايرانية , على أحتلال بئر الفكة العراقي , فلم يحرك منهم ساكنا البتة . حتى المحتل الامريكي راعي الاحتلال صمت واعتبر احتلال الفكة شأن داخلي . لابل تعالت أصوات الرفض لهذا الاحتلال من قبل العشائر العربية الشريفة في ميسان والبصرة وواسط . وكانت العشائر العربية في كربلاء تعكس صورة مشرفة عن أصالة شيعة العراق العروبيين . واعترف بأني كتبت مقالة قبل سنتين , أحذر من تحول كربلاء الى أمارة صفوية , و قد استشاطت السفارة الايرانية في عمان وقتذاك من المقالة , ما حدا بنائب السفير الايراني الى زيارة المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية , وتوجيه تهديد ضمني ليّ مباشرة .

 

الأمر الذي جعلني اترك المعهد لا بل واترك الاردن ايضا للأقامة في دولة أخرى . وأعترف اليوم بأني كنت على خطأ يوم خفت على عروبة كربلاء , فعشائر كربلاء العروبيين أحبطوا وسيحبطون كل مخططات فيلق القدس الارهابي . وستظل هذه المدينة رمزا لبطولات عشائر الفرات الاوسط والجنوب .


تحية لأهلنا الابطال في مدينة أمير شهداء الدنيا سيدنا الحسين عليه السلام .   

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور