رسالة إلى القائد المعلم والشهيد المكرم في ذكرى استشهاده الثالثة

 
 
 
شبكة المنصور
الأستاذ الهادي المثلوثي
أحييك سيدي


وألتمسك منك العذر على عدم الإيفاء بواجب تحية العظماء. فمثلك لا تفي بقدره الكلمات ولا تتسع لمخاطبته المجاملات، لأن مكانتك تجاوزت كل التصورات. فدعني سيدي على بساطتي أمارس تحياتي.


قلبت سجل القائمين على أوضاعنا ومن المحيط إلى الخليج، فما وجدت مثيلا أو شبه قرين لك، فهل أخطأ القدر في التوقيت لمجيئك أم أخطأ حظك فأعطاك ما ليس لك؟. لا جواب عندي والصواب أن نسأل شعبك وأمتك. الكثير ودون شك يفتقدك يا سيدي، فما غبت عن أعين المخلصين ولا غادرت قلوب المؤمنين رسالتك. ومن منا ينسى ما أوحت به صولتك وأنت في الأغلال وأنت تحاكم من يقاضيك دون حق. كنت تقارعهم والكتاب المقدس في يدك، حملت الرسالة الخالدة لتكون من الخالدين، في حركاتك رسائل، وفي نظراتك رسائل، وفي عباراتك رسائل. فحتى الصبي وحتى الجاهل لا بد أن يفهمك. فهمنا سيدي أن الحياة كتاب وأن المصير مكتوب وأن الإيمان وقاية من الخوف وأن القيم هي عماد الرجولة وأن المصحف الشريف لا يحمله إلا الشرفاء والأتقياء والمجاهدين. وأن ما فعلته وتفعله هو رفع راية الحق بلا تردد ولا قلق. والتضحية الحقيقية في سبيل الله هي تضحية عملية من خلال التضحية في سبيل الوطن وكرامة الأمة وشرف القيم. إنك والله صاحب رسالة بل رسول هذا العصر إلى أمة الرسل والأنبياء وإلى أحرار وشرفاء الدنيا بأسرها. فمثلك سيدي عز به الزمان ومثلك سيدي لا يطال. كنت القائد المعلم في كل عبارة تطلقها وفي كل حركة تهم بها. وحتى صعودك إلى منصة الشهادة كان رسالة لا يؤديها إلا من كان مؤمنا بالله محتسبا ومقدما على لقاء ربه نقيا. لقد أديت الأمانة وبلغت الرسالة ونلت مكانة لا ينالها إلا من كان من أمثالك. ومثلك سيدي ليس له بعد أوان. فلا المال أغراك ولا البنون، ولا الخوف اعتراك ولا الظنون، ولا العرش أغواك ولا المجون.

 

استبد بك حب العراق فكنت له بانيا
واشتدت فيك النخوة فكنت له حاميا


وقضيت شهيدا وأنت أبو الشهداء وعلى دربك لا يزال صحبك يقضون الشهيد تلو الشهيد انتصارا للحق وتحرير العراق ودفاعا عن شرف الأمة وكرامة الإنسان. على خطاك وهدى الرسالة الخالدة تمضي قوافل المقاومين والمجاهدين وينتصر الحق يوما بعد يوم في عراق الأنبياء والشهداء. إن العراق الذي بنيته والذي حميته وحصنته بالقيم الوطنية والقومية وعلمته مبادئ النخوة والعزة والرجولة لن يستسلم لعدو غاصب وعميل حاقد ومرتد غادر. سينبعث عراق الرسالات والحضارات وسيستعيد دوره ويعلم المعتدين والغادرين والخائنين درسا لا يحسن أداءه وتبليغه إلا من كان عراقي النخوة وعريق الأصل وعميق العقيدة. والعراق يا سيدي غني بأصحاب النخوة والأصالة والعقيدة من أبناء حمو رابي ونبو خذنصر وآل البيت والصحابة والمنصور والرشيد وصلاح الدين والأحرار المجاهدين الوطنيين والإسلاميين والبعثيين ورفاق صدام حسين الميامين. فحتى ذكراك سيدي صارت مصدر إلهام للصمود والجهاد تسند المقاتلين بروح الفداء وترفع قاماتهم عاليا لأنها ذكرى استشهاد بامتياز في يوم الحج الأكبر والعيد الأكبر. إنها الوقفة الأكبر على منصة التضحية والفداء وكنت الجدير الأول بها، وقد جعلتها طريقا للسمو والكبرياء والبطولة والشهادة التي كانت قدرك في الدنيا فنلتها باقتدار، وكانت نصيبك في الآخرة فهنيئا بها لك. وذكراك هذه أصبحت وستظل كابوسا يلاحق أعداء العراق وأعداء البعث والأمة ويلوي أعناقكم خسة وذلا ويقض مضاجعهم غما وهما.


وأخيرا تأكد سيدي أنه:
كلما مر عام ازددنا بذكراك حنينا // إلى الجهاد وازددنا بالرسالة يقينا // وبالبعث سبيلا وبك رسـولا مبينا //  يا من جعلت القـيم حصنا حصينا //  يا من تمسكت بالكتاب عزا متينا // وعلمتنا نهج الحق نهج المرسلين // ونهج الحق لم يرض أبدا أعادينا // ولكن من كان الله معه فلـن يهون // ولن يبقى العراق في يد المعتدين // طالما فيه من بالـرسالة يؤمـنون // لقد كنت وستبقى رمزا ساكنا فينا // ونعم الاستشهاد يا من كنت والينا //.


وستبقى القائد المعلم والزعيم المقدم والشهيد المكرم والخالد المنعم. وسيبقى صحبك على اقتدارهم يلقنون المعتدين الدرس تلو الدرس حتى يتوارون هروبا وما النصر ببعيد. وأما الذين بالعدو استقووا على العراق وعلى ملتهم فلا مكان لهم على أرض البطولات والرسالات والتي ارتوت بدماء الشهداء الزكية والتي علمت البشرية القيم الحضارية والإنسانية ولازالت تعطي دروسا في الإباء والاستعصاء ولا زال أبناؤها يسطرون أروع ملاحم الفداء والجهاد.


فتحية لك يا سيد الشهداء وتحية للسائرين على نهجك
والخلود لك والنصر للمقاومة وأسودها الأوفياء
 والرحمة على الشهداء الميامين
 وعاش العراق حرا موحدا وعاش شعب العراق أبيا وفيا
والسلام عليك يا قائدنا الموحد وزعيمنا المخلد

 

الذكرى الثالثة لاستشهاد تونس

في ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور