صدام حسين .. لقد قتلتنا حباً أيها الشهيد

 

 
شبكة المنصور
ميرغني سوار الدهب

قبل أيام قليلة مرت علينا نحن أمة العرب ذكرى مزيج من المرارة والتباهي خليط من الحزن والافتخار شئ من فقد وكثير من اضافة وهي ذكرى تزكم أنوف العملاء والمنبطحين واصدقاء المارينز والصهاينة الجدد وماسحي أحذية الغزاة وهي ذكرى استشهاد البطل العربي الثائر الذي اعطاه الله ميزة ان يكون شهيداً ووالد شهيدين وجد شهيد فكانت عائلة بأكملها من زمرة الشهداء، حين نقول صدام حسين فإننا لا نعني ذلك الرئيس العراقي الشهير ولا ذلك الفتى الصغير وهو ينضم عن قناعة لتنظيمات حزب البعث وليس هو ذلك الرجل الذي اخاف بلبسته الحزبية
الزيتونية (اشارة الثورة) عروش ملوك وامراء الانبطاح والكيان الصهيوني الغاصب والاطماع الصفوية الفارسية في ابتلاع الامة؟! ولكننا أحببنا صدام حسين الانسان والاخلاق .. صدام حسين المبادئ والقيم..
صدام الشجاع والرقم الصعب الذي حير علماء رياضيات التسوية فوجدوا انه رقم لا يقبل القسمة على اثنين!! صدام الذي إنبلج صباحاً على امة ادمنت الانسكار وضياع حقوقها بعد أن سادت العالم قروناً طويلة، ولقد رأينا من قبل مسلسل رائع اسمه (ضمير ابلة حكمت) كان درساً للضمير الانساني بأكمله حيث تأسر فيه الممثلة القديرة فاتن حمامة عقول وقلوب المشاهدين من المحيط الى الخليج وهم يقفون امام نموذج آخر صارم لامرأة تتصدى للمفسدين وسط مجتمع برجوازي يتفاهم بلغة المال، كما رأينا نموذجا حياً للفساد كوالد الطالبة البراجوازية المستهترة بقوانين المدرسة والذي يتعامل مع المدرسة باعتبارها جزء من اقطاعيته حتى استفاق بتصدي مديرة المدرسة، حينها علم ان امواله قادرة على شراء كل شئ سوى شئ واحد وهو الضمائر الحية.
قبل عدة اعوام وفي عيد المسلمين الأكبر ذبحت الصهيونية الضمير الانساني وكشرت عن أنياب الدراكوالا حين اغتالت في صبيحة العيد عدوها الاكثر ثباتاً تجاه مبادئه الشهيد البطل صدام حسين، والآن نتذكر مع كل عيد، نتذكر بقوة ان حقوق الانسان والديمقراطية على النمط الامريكي وفوضى الاتهام بالارهاب ما هي سوى شماعات لخنق الخارجين على الطاعة الامريكية، نتذكر في كل عيد اضحى وجه رئيس عربي صوره الاعلام العالمي تقوده عصابة من الملثمين تحت عيون منظمات الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان!! وشعوب العالم كلها يساق على يديهم نحو المشنقة فيتم ذبحه بطريقة همجية كانت الأكثر تأثيراً في خلق هوة طائفية بين العراقيين ثم تعمد هذه العصابة الى تشويه جثته!! نتذكر في كل عيد انه ليس هناك شرعية دولية سوى شرعية الغالب والخضوع للارادة الامريكية والاعتراف بالكيان الصهويني الغاصب لارضنا العربية، نتذكر ان منظمات مثل هيومين رايتس ووتش التي تقيم العالم ولا تقعده حين تعدم المملكة العربية السعودية رجلاً حداً لجرمه بادخال خمسين كيلو جرام من الهرويين تكفي لتدمير وقتل مليون شاب وتخرج هذه المنظمة بالتقارير التي تدرج السعودية ضمن الدول المنتهكة لحقوق الانسان بسبب وجهة نظرهم في اللا انسانية حد القتل بالسيف، ولكننا نتذكر ان مثل هذه المنظمة قد فضحها التاريخ حيث اكتفت بالقول امام اكبر جريمة في العصر الحديث من احتلال دولة عضو في الامم المتحدة واسقاط نظام ثوري وابداله بنموذج اليوم الطائفي وابدال الجيش العراقي القوي والذي صنف السابع عالمياً بمليشيات كردية وشيعية وسنية وقتل اكثر من مليون ونصف مليون عراقي وعراقية على يد الاحتلال وعملائه ثم ذبح رئيس تلك الدولة الشرعي المخطط له في يوم عيد خمس سكان العالم، ولكن هيومن رايتس ووتش اكتفت بالقول (ان التاريخ سيحكم على هذه العملية بقسوة) !! وكان هذا مبلغ غضبهم وانسايتهم ومهنيتهم!! ولهذا تأكدنا ان الامبريالية وفقا لمصالحها لا تسمح ابدا لاية مؤسسة دولية او منظمة ذات نفوذ ان يكون من هم على رأسها من الشرفاء والذين تتقاطع مصالحهم ومفاهيمهم معها تماما، نتذكر في كل عيد ان هنالك وجوه عربية ومسلمة ولكنها عملية تآمرت على امتها اشد التآمر وفضحهم (الكيل بمكيالين) وهم مصابون بمرض العمالة والعمالة هي حقيقة مرض نفسي بالدرجة الاولى اذ لا نفهم كيف يتآمر شخص سوي على شعبه وامته بل على ابناء البشر جميعهم لاهداف شخصية من بينها الدولار!! ولقداخبرنا التاريخ بأن هيرودوت قدم رأس نبي الله يوحنا المعمدان مهرا لبغي، نتذكر في كل عيد ان العملاء يتدرجون من عملاء النجمة الواحدة وحتى عملاء الخمسة نجوم، وعملاء الخمسة نجوم هم اؤلئك الرؤساء الذين يفردون احضانهم لقادة الصهيونية ويقتلون ابناء شعبهم بالدبابات والطائرات، ولقد فسر (دوستويفسكي) الوجه الآخر لهم حين قال في (الاخوة كرامازوف) مايلي : ليس ثمة من علم يمكن ان يمنح الخبز للجنس البشري طالما بقى حرا الا انه لابد في نهاية الامر ان يضع حريته تحت اقدامنا ويقول : (لا اعتراض لدينا على ان نكون عبيداً طالما انكم تطعموننا)؟!! نتذكر في كل عيد ان الزعيم السوداني الخالد محمد احمد محجوب المفوه والفيلسوف المتمكن في علم السياسة قد تأمروا على سرقة خطابه داخل مبنى الجمعية الاممية وهو يتجه الى المنصة مخاطباً الامم المتحدة حتى لا يفوز بمقعد الامين العام!!
نتذكر في كل عيد ان نسبة الاقلام الشريفة التي كتبت عن استشهاد البطل صدام اكبر بكثير من تلك العميلة ونتذكر ان العاطفة الجياشة قد اجتاحت حتى اعداء صدام حسين، ذلك الرجل الذي اختار الله له تلك القيمة الجميلة والنبيلة قيمة المؤمنين اصحاب المبادئ وكم كان استشهاده نبيلا حين كان صدام حسين حقيقة بقدر قامة صدام حسين حيث نفذ الممات الذي يغيظ الاعداء، وحيث شكل العراق عقودا طويلة حجر العثرة امام الاطماع الامبريالية الصهيونية فلقد حزمت الامر على تدميره وربط ذلك الثور العراقي الهائج ذي القرون الصاروخية التي بقرت بطن تل ابيب ذات ليل فكان لابد من ربطه بسلاسل الطائفية والعرقية وتفتيته ليسهل الاستيلاء على نفطه ثم لا يعود يشكل خطراً على دولتهم الصهيونية الوليدة، ولكننا نتذكر ايضا أن وعد الشهيد وجيشه الهمام وشعبه الباسل كان حقاً حين تصدوا لامريكا واستنزفوها بحرب شوارع طويلة وعصابات كانت بالنسبة لها فيتنام نعيماً ، نتذكر الآن بعد اكثر من ستة اعوام ان الاحتلال الامريكي يفر بجلده من بغداد الرشيد ما بين قتيل او مفقود او مصاب بعاهة او عاد لبلاده معتوها، نتذكر في كل عيد ان الشهيد وعدهم بالموت على اسوار بغداد وانه قد ذهب شهيدا، والشهادة دائما هي مصدر فخر واعتزاز حيث جلس في عرش التاريخ على كرسي البطولة المرصع بالمبادئ والايمان، نتذكر انه صدام حسين الذي ما باع ولم يخن ولم يكب على الامة ولم يرتاد رحلات السياحة لبلاجات اوروبا لكنه زار جبال اليمن ووقف مليا امام قبور الصحابة حين حج بيت الله الحرام، نتذكر ان الامبرياليين وعملائهم رموه بالدكتاتورية لانه جعل لكل بيت عراقي حصة غذائية متكاملة ومجانية شهريا، ووصموه بالقاتل لان العراق في اخر السبعينات اخذ شهادة من اليونسكو بالقضاء على الامية وشهادة اخرى في بداية الثمانينات من قبل منظمة الصحة العالمية بأفضل نظام صحي في الوطن العربي وافريقيا، ورموه بالفساد لانه جعل العراق دولة تصنع من الابرة وحتى الصاروخ ورموه بتدمير العراق لانه استطاع ان يؤهل اكثر من 25.000 عالم في كل المجالات؟!! الآن دعني اهنئك سيدي بالشهادة اولا وبالمقاومة ثانيا وبالخلود ثالثا وبالعيد رابعا، والف الف شكر صدام حسين لان العراقي في عهدك لم يعرف سوى العراق جنسية وسوى الوطنية طائفة وسوى التحضر مذهباً وسوى الكرامة عقيدة، الف الف شكر لانك كنت (اللا) الواحدة وسط حقل من (النعمات) لامريكا .. وألف شكر لان الشعوب العربية ودعتك بالهتاف والبكاء والقصائد واطلاق الرصاص وعمليات المقاومة وودعت معتوه امريكا اليميني المتطرف بوش (بالجزمة)!؟؟


وألف شكر فقط لانك صدام حسين .. اما انتم ايها العملاء فتباً لديمقراطيتكم المطرزة صهيونياً وتباً لاقلامكم.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور