المرســــــى - تاريخية العلاقات الأميركية الإيرانية

وكانت الحكومة الإيرانية قد أوكلت إدارة المفاوضات الأميركية الإيرانية بسفارة سويسرا في طهران حتى العام 2000 حينما انتقل السفير في وزارة الخارجية الإيرانية صادق خرازي ابن شقيق وزير الخارجية السابق كمال خرازي الى باريس ليدير اللقاءات والمفاوضات مباشرة، ليصل الحال بالسفير السويسري في طهران الى التصريح الواضح والمفهوم وهو ان العلاقات الأميركية الإيرانية تسير بانتظام ولم يعد وجودنا ضروريا.

ووجهت وزارة الخارجية الأميركية الدعوة الى منوشهر متكي وزير الخارجية الإيرانية أواخر سبتمبر من عام 2009 الى الولايات المتحدة للتباحث مع الحكومة الأميركية، واعلن البيت الابيض ان متكي سوف يلتقي مع ممثلي ادارة الرئيس اوباما للتباحث بشأن القضايا المشتركة، وفي الوقت ذاته كان سعيد جليلي يترأس الوفد الايراني في جنيف للتفاوض مع الأوروبيين والأميركيين المفاوض بشأن الأزمة النووية الإيرانية.

أطلق يفغيني ساتانوفسكي رئيس معهد الشرق الاوسط في موسكو على اللقاءات الأميركية الإيرانية بانها لقاءات الصدفة وقال في تحليل لوكالة ترند نيوز الروسية: إن تنظيم رابط بمسؤول رفيع المستوى لدى وزارة الخارجية الأميركية كان من شأن السفير الأميركي السابق لدى روسيا ونائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز وذلك لاستشعار الوضع العام في العلاقات وتلك مناورة تقليدية للدبلوماسية الأميركية، الا انه ثمة إمكانية تواجد طفرة دبلوماسية في هذا المجال حسب تقديراتهم (الاميركان) فمن المحتمل ان يدخل الغرفة صدفة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون او حتى الرئيس اوباما نفسه.

وعلى حد رأي جوشوا لنديس مدير مركز دراسات الشرق الاوسط لدى جامعة أوكلاهوما، ان زيارة وزير الخارجية الايراني للولايات المتحدة يمكن ان تُعِدّ قاعدة لمفاوضات لاحقة، فان الولايات المتحدة وعددا من بلدان الغرب يتهمون ايران بمحاولة صنع سلاح نووي تحت تغطية البرنامج النووي السلمي، وترفض طهران هذه الاتهامات مصرحة بان برنامجها النووي موجه الى تغطية حاجات البلد الى الطاقة الكهربائية.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة طهران هرميداس: ان الولايات المتحدة سمحت بزيارة متكي الى واشنطن كي تحدث ظروفا ملائمة لإجراء مفاوضات ثنائية فهي تعي دور ايران الاقليمي في المنطقة والمساعدة التي يمكن لإيران تقديمها لحل المشاكل في العراق وأفغانستان.

وكما هو معروف جاءت زيارة متكي لواشنطن قبل يوم واحد من بدء لقاءات جنيف بين الممثل الرفيع المستوى للاتحاد الأوروبي في السياسة الخارجية وسياسة الأمن خافيير سولانا مع امين المجلس الاعلى في الامن الوطني الايراني سعيد جليلي باشتراك المديرين الساسة للسداسية في البرنامج النووي الإيراني.

في الاول من اكتوبر 2009 اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ويليام بيرنز التقى الخميس في جنيف رئيس الوفد الايراني المفاوض سعيد جليلي على هامش المحادثات حول الملف النووي الايراني، ولم يذكر التقرير الاميركي المقتضب عن الاجتماع سوى انه دام لتسعين دقيقة فقط.

وعلق  الرئيس احمدي نجاد بان الاجتماع الذي دام لتسعين دقيقة كان اجتماع مجاملة فقط، ويبدو ان الإيرانيين الذين عرفوا في التاريخ على انهم شعب يحب المجاملة قد أطالوا وقت المجاملات لساعة ونصف الساعة من الزمن، في حين ان الاجتماع الثاني المطول الذي عقد أواخر اكتوبر لم يثر إليه الانتباه ولم يتحدث عنه الطرفان.
علق مارك مديش مستشار الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون وكبير الخبراء في مؤسسة كارنيغي بأن المباحثات التي تجري حالياً على أساس الاحترام المتبادل وفي مسار بناء الثقة بين إيران والغرب يمكنها ان تكون اساسا لحل قضية ايران النووية. وأكد مديش أن الجولة الجديدة من المباحثات بين إيران واميركا رهن بتوفير المصالح المشتركة.

ومهما حاولت ان تقلل من شأن هذه العلاقات او على العكس من ذلك اعطيتها حجما اكبر منها، فانك لا تستطيع الا القبول بها كأمر واقع بين دولتين في هذا العالم الصغير،  دولتان تربطهما المصالح المشتركة وكذلك بعض الآراء المتقاطعة التي تحتاج الى مفاوضات لحلها، وهذا ما يحصل بين غيرهما من الدول، وسوف ننهي موضوعنا  عند هذا الحد في حين ان العلاقات الأميركية الإيرانية لها تتمة ....