هــل للفـــرس أطمــــــاع فـي العـــــــــراق ؟

﴿ الجزء السادس ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
نبيل إبراهيم

(( اللهـــــــــــم اجـعـــــل بيننــا وبين الفــرس جبــل من نــــار ))

الفاروق عمر بن الخطاب (رض)

 

دور السستاني في الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي وعلاقته مع بريمر

 

 

لعل من بين الأسماء الأكثر تردداً في مذكرات بريمر هو علي السستاني الذي يوصفه منذ البداية بأنه متعاون جدا من اجل مساعدة قوات الاحتلال على تحقيق أهدافها . يقول بريمر :

 

((...شجع القادة الشيعة ، بمن فيهم آية الله السستاني ، اتباعهم على التعاون مع الائتلاف منذ التحرير... )( . وأكد بريمر ((... أنه كان على اتصال دائم بالسستاني للاستفادة من استخدامه في السيطرة على الشعب العراقي ، لكن ذلك لم يتحقق بالصلة المباشرة بل كان يتم عبر وسطاء عدة منهم حسين الصدر ، وموفق الربيعي ، وعماد جعفر، واحياناً عادل عبد المهدي والجلبي . فالسيستاني يفضل أن لا يجتمع مع أحد من الائتلاف (قوات الاحتلال) لأنه كما فسر ذلك أحد مساعدي بريمر، لا يحتمل  أن يُشاهد علناً بأنه يتعاون مع القوى المحتلة ، فثمة أطياف لسنة 1920 ، وما صاحبها ، وعليه أن يحمي جانبيه من المتهورين مثل مقتدى . لكن آية الله سيعمل معنا . فنحن نتقاسم الأهداف نفسها  ,ولكي لا يسئ بريمر فهم السستاني ، لم يبخل السستاني في أن يرسل رسالة له يبلغه إلى أنه لم يمانع عن الاجتماع به  بسبب عدائه للائتلاف  ، بل انه  تجنب الاتصال العام مع الائتلاف يتيح له أن يكون ذا فائدة أكبر في مساعينا المشتركة ، وأنه قد يفقد مصداقيته في أوساط المؤمنين إذا تعاون علناً مع مسؤولي  الائتلاف ...)) .

 

يذكر إن السستاني كان قد أفتى بالجهاد لمواجهة الغزو الأميركي قبل بدأ الحرب بشهر او اكثر وظهر على شاشة تلفزيون بغداد جالسا ومجموعة من العلماء خلف السيد عدنان البكاء الذي كان يقرأ الفتوى , وعندما اشاع بعض مؤيديه في الخارج بان الفتوى غير صحيحة او انها أُخذت بالقوة ، عاد مكتب السستاني في النجف ليرد عليهم بتاكيد صحة الفتوى وانها كانت طوعية دون اكراه من احد .

 

والسؤال هو كيف تتحول فتاوي الجهاد الى تعاون كامل ، خفي مع غزاة يخططون ويحلمون بهذيانات مجانين ، ان ينفذوا اساطيرهم عن معركة  هرمجدون  ، التي يجب ان يقتل بها ملايين العرب المسلمين في المنطقة من اجل ان يمهدوا لظهور المسيح , ومن يتحمل ازر من قتل من ابناء الذين عملوا بالفتوى ممن قاوم الغزو خلال الحرب وقتل استجابة للفتوى , فما الذي تغير بعد وقوع الاحتلال ، واستمرار العدوان الذي لم يترك حرمة لرجل او طفل او امراة ، ولا لمدينة او موقع ديني او أثري , تجاوز في اعتداءاته كل الخطوط الحمر التي قال بها السستاني ، والتي على ما يبدو ، يعني بها منزله وحياته وامتيازاته فقط . اما دماء المسلمين ، فهي ارخص عليه من خطوطه الحمراء هذه. 

 

لتبرير سكوت السيستاني على الافتاء بالجهاد ضد الغزاة فقد حاول السستاني نفسه واتباعه اللعب بموضوعة الامام المهدي , فاشاعوا في الاشهر الاولى للاحتلال ، رواية مفادها ان الامام علي (رض) جاء بالمنام للسستاني ليقول له : احذر من ان تفتي بالجهاد لان الامام المهدي سيظهر ، وافتاءك بالجهاد سيعطل هذا الخروج , فهم اذن يستثمرون أسم آل البيت و يضحكون على عقول السذج والبسطاء من العامة من أجل التأثير عليهم ، ويركبون القصص الكاذبة عنهم , لكنهم يستخدمون نفس القصص لتشويه سمعة غيرهم , فبالنسبة لهم هي روايات مدعمة بالدلائل ومن يشكك بها فهو مرتد وخارج على الاسلام ، ولغيرهم فهي خرافات ، ودجل ، وخروج على التشيع .

 

ويبدو أن دور الغائب الحاضر هو دور مرسوم للسستاني او أنه أدرك بخبرته الذاتية ما هو مطلوب منه فراح يساير الاوضاع ، غياباً وظهوراً حسب الحاجة , وصف بريمر هذا الدور كما يلي : ((...ازدادت المشكلة تعقيداً بموقف السستاني العلني الغامض ، الذي يتقلب بين العزلة الروحية والمشاركة المباشرة في العملية السياسية ...)) .

 

فما هي المبررات الشرعية التي تدفع السستاني للتعاون والتحالف مع الاحتلال ؟. ليس هناك في الاسلام ، ومصادره القرآن والسنة والحديث ، من حكم يجيز ذلك ، ولم يتحقق اجماع لا بين المسلمين عامة ولا بين الشيعة خاصة على قبول العدوان ، وما هذا التراخي عند الحوزة في مقاومة الاحتلال الا نتيجة لتسويغات السستاني للاحتلال .

 

لم يوضح بريمر ولا مساعده ما هي طبيعة هذه الاهداف المشتركة بين الطرفين , لكنه في مكان أخر نكتشف أن سر أبتهاج السستاني بألاحتلال يعود لأيمانه بالديمقراطية لذلك وجدها فرصة للعمل مع بريمر من اجل مستقبل العراق , بينما يلمح بريمر في اماكن اخرى عن مظلومية الشيعة ، ويشير احياناً الى أن مصلحة السستاني التي تجمعه مع المحتل هو مصلحة الشيعة في الاستيلاء او المشاركة الواسعة في الحكم لتصحيح وضع تاريخي تعرض فيه الشيعة للظلم .

 

لم يكتفي السستاني عن مطالبة الاحتلال بالقضاء على الانتفاضة الصدرية ، بل انه جند 200 من اتباعه ومرتزقة قوات بدر ليرسلهم  الى  كربلاء لمقاتلة اخوتهم من الشيعة الصدريين .اللذين يقول عنهم بريمر انهم كانوا فقط 200 من الرعاع والمجرمين  ، رغم انه يقر في نفس الصفحة بان القوات الاميركية حجزت 40000 شخص من التحرك من مدينة الصدر الى مدينة النجف . ويعترف الكابتن كاري باتسون ( من قيادة قوات المارينز ), قال يوم 7/8/2004 ، ان قوات المارينز قتلت يومي 5و 6 آب فقط 300 شخص من المنتفضين ، وفي مدينة النجف وحدها , فكيف اذن تحتمل ذمة السستاني كل هذه الارواح التي زهقت فقط لانها طالبت بتحرير بلدها من المحتل ؟ . ما الذي يدفع هيوم أحد مساعدي بريمر ليقول عن السستاني ((... نحن نتقاسم الاهداف نفسها ...)) , ما هي هذه الاهداف التي يتقاسمها السستاني مع الاحتلال , و ماهي حقيقتها ؟.

 

الإجابة على هذا السؤال بسيطة للغاية فالأهداف و القواسم المشتركة تتلخص في ثلاثية الحقد الصهيونيالصليبي – الشعوبي الفارسي . وما يهمنا هنا الان هو الحقد الشعوبي الفارسي المجوسي وسنتكلم عنه لانه يعتبر محور دراستنا  .

 

الشعوبية الفارسية

الشعوبية حركة تأريخية نشات وانتشرت بين بعض الفرس المقيمين في العراق ، في بدايات قيام الدولة العباسية ، وترتكز في معتقداتها على اساس ان الفرس يمثلون عنصراً ارقى وانقى من العرب , وانهم امة او شعب ذا تاريخ عريق يوم كان العرب ما زالوا بدوا هائمين في الصحراء  لذلك فهو يتغنون بامجاد فارس ، وتسفيه او بخس دور العرب . حاول بعض رموزها ان يتلبس بادعاء التطرف والغلو في محبة ال البيت ، لمحاربة الاسلام ككل بما فيه التشيع . ولم تنتهي الحركة بأنتهاء وسقوط الدولة العباسية بل تظهر بين فترة واخرى لتعبر عن نفسها بأشكال مختلفة ، فمرة تتلبس بالشيوعية ، وتارة بالديمقراطية والليبرالية او الاقليمية ، المهم ان يكون هناك منفذاً ولو صغيرا للتعبير عن حقدها ولكن بأغطية مؤدلجة . المهم ان دينهم هو أن يقتل العرب ، كما عبر عن ذلك الشاعر العربي نصر بن سيار . فهم يلتقون في توجهاتهم مع توجهات الصهيونية العالمية واليمين المسيحي  المتصهين . لم تنتهي الحركة وظل لها مؤيدوها في ايران حتى ان الكثير ما زال يردد مقولاتها من بينهم علماء المعروفين بالعلم واتساع المعرفة ، كما يظهر ذلك بوضوح في كتاب مطهري  ايران والاسلام  .

 

وقد ابتليت الدولة العراقية الحديثة بالمستوطنين من اصل هندي او ايراني الذي جاؤوا للعراق كسحرة او جنود الكركة او متسولين أو طلبة للعلوم الدينية ، ممن تظهر الافكار الشعوبية وتتحول الى فعل موجه عند بعضهم ، تحت أغطية عدة ، ومظلومية الشيعة واحد منها .

 

ومن خدع الشعوبيين ، ولحماية انفسهم من كل نقد ، هي محاولتهم للربط بين حركتهم والتشيع ، لقمع واسكات الاصوات التي يمكن ان تكشف حركتهم واسرارها ، باتهامه بالطائفية ضد الشيعة ، مع ان ليس هناك من ربط بين الاثنين. فالتشيع والاسلام عامة براء منهم ، لكنهم نجحوا نسبياً في مخططهم ، وأخافوا الكثير من الكتاب في التطرق للموضوع , ففي أي مجال ترد كلمة شعوبية ، توجه له التهمة مباشرة بالطائفية .

 

وللعودة الى التفسير المنطقي المقبول للقواسم التي تربط السستاني بالاحتلال ، التي تحدث عنها بريمر في مذكراته ، هو شعوبية تتحكم بعقل السستاني ، الذي لم نسمع له صوت ، والمذابح اليومية المجنونة تعم مدن العراق . وكأنه مستانس بأكل الفسنجون ، وتكديس الاموال من حقوق فقراء المسلمين ليورثها لاولاده من بعد كما حصل مع اولاد محسن الحكيم والخوئي .

 

حقيقة السيستاني هي انه لا يوجد مرجع في العراق، توجد دمية يتكلمون بإسمها، ويضحكون على الناس ، لو كان السستاني مرجعا ويحترم نفسه لما سمح للمخانيث الذين جمعهم المحتل الامريكي من بقاع العالم، كانوا يتسكعون في العواصم العالمية للاستجداء, فهل يعقل أن يكون رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء و اعضاء البرلمان ان يكونون مجرد وسطاء تفاهم لما تنطق به المرجعية ؟ اين العقول اين الشهادات اين الخبرات السياسية اين الغيرة اين الوطنية ؟ كيف يمكن ان يسلم مصير بلد كالعراق وشعب بيد رجل عاش داخل الجحور ولا يعلم من الوطن الذي يفتي له سوى غرفة واحده ؟ .

 

الرجل الذي يدعى علي السيستاني لم يكن مرجعا، ولا قيمة له أمام الرجال العادين البسطاء فضلا عن طلاب العلم. وعندما يخرج صدر الدين القبنجي وموفق الربيعي وغيرهما من الحثالات والمخانيث ويقولون أنهم التقوا المرجع الفلتة، هل هو أخرس، أين وكلاءه وأين ابنه فلماذا لايصرح أحد من خواصه وحواشيه؟.

 

لانعلم هل هو الذي يرواغ أم أبنه ، ومن الذي يصدر البيانات الضبابية حول مايدور في العراق ، من يكن وراءها هل الامريكان أم أطراف دولية أخرى؟. دأب السيستاني وابنه ومن ارتبط به على اصدار البيانات والتلاعب بالالفاظ التي تخدر الشعب العراقي وتمتص غضبه ونقمته حتى يتمكن المحتلون وأعوانهم من تمرير مخططاتهم ونهب ثروات العراق وترك شعبه يعيش تحت خط الفقر ، ومنهم من يقف الان في طوابير أمام سفارات الدول الغربية طلبا للجوء .منذ البداية قلنا أن السيستاني والسيستانية خطر على الاسلام والتشيع والعراق , الرجل تم زرعه منذ سنين عندما أخفوه في دول الخليج فترة من الزمن وعاد الى العراق أثناء حرب الثمان سنوات عن طريق الكويت .

 

 كانت المراسلات بين بريمر وبين السستاني تجري بواسطة اكثر من مصدر ومن خلال اكثر من منفذ, وكان هناك شاب نجفي يدعى أبو تراب النجفي لديه هوية خاصة تسمح له بالدخول الى المنطقة الخضراء ولايخضع لاي تفتيش أمني من اي جهة كانت امريكية او عراقية حتى ان سكرتيرة بريمر اصطدمت معه في احدى المرات فامرها بريمر بعدم مضايقته مستقبلا لانه شخص مهم اتضح فيما بعد انه احد أقارب السيستاني وهو عراقي بالولادة فقط ويرافقه اكثر من ستة اشخاص لحمايته ، ويتقاضى راتبا وقدره ( 15 الف دولار شهريا ) تحت عنوان مستشار ديني للسفير بول بريمر وكان هناك راتب شهري قدره ( 25000 الف دولار) للسيد عبد الرضا السيستاني , يقصد محمد رضا , نجل السيد السيستاني خصصه بريمر له تحت باب مصاريف حماية المراجع الدينية في النجف .

 

لو كانت حجة السيستاني متأتية من أن الأمريكان انهوا نظام دكتاتوري حكم العراق منذ خمسة و ثلاثين عاما وجلبوا الديمقراطية وقيم الحرية وحقوق الإنسان من آخر الكون إلى العراق على ظهور دوابهم المدرعة , الم يكن في ذلك الوقت أيضاً مرجعاً وزعيماً للطائفة ولم ينبس بكلمة عن الدكتاتورية أو يطالب  بالديمقراطية ؟ ربما هي التقية ؟ ولكن بعد الغزو وسقوط النظام ألم ترى المرجعية نتائج هذا الاحتلال من قتل مليوني عراقي وتهجير أربعة  ملايين عراقي في الداخل والخارج وتدمير بنية الدولة العراقية وسرقة (9) مليار دولار على يد صديق المرجع الكبير بول بريمر وعشرات المليارات ألاخرى بل المئات التي نهبت ومازالت تنهب على يد زمرة من القابعين في المنطقة الخضراء من الخونة والعملاء؟ الم تكن فترة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية كافية بإخراج المرجعية من خرسها لتوقف الاحتلال عند حده وترفض تماديه في تدمير العراق وطناً وشعباً ؟ .

 

ولنعود الى ما قاله بريمر في مذكراته حول المرجع الكبير ومراسلاته المتعددة و منها قوله ((...غالبا ما كان السيستاني يناقش تفاصيل التكتيكات السياسية في غرفة الاستقبال البسيطة مع الحلفاء مثل حاجة العراق إلى ضوابط مشددة على الحدود وجهاز مخابرات داخلي فعال ومعارضة انضمام قوات من جيران العراق إلى الائتلاف في العراق...)) وفي مكان آخر يذكر بريمر ((... على الرغم من الصورة المنعزلة لآية الله العظمى فأنه مصمم على التأثير في العملية السياسية بشكل غير مباشر...)), وبشأن تخوفه من مقتدى الصدر يقول بريمر((... علمنا بأن السيستاني أرسل (200) مسلحا إلى كربلاء لمواجهة مقتدى وأفيد بأن بعض مقاتلي السيستاني هم أعضاء في ميليشيا المجلس الأعلى للثورة الإسلامية قوات بدر...)), وحول الدستور يذكر بريمر ((... بعثت رسالة إلى السيستاني عبر ثلاثة رسل في الأيام العشرة الماضية لطمأنة آية الله بان تكون العملية الدستورية شرعية في نظر العراقيين...)), وفي حواره مع موفق الربيعي يوبخه بريمر بقوله ((... تذكر بأن الائتلاف قطع شوطاً طويلاً للتكيف مع آية الله السيستاني وعلى كل شيعي في العراق أن يدرك ذلك ؟ ...)) , وحول انتخاب المجلس التشريعي في لقاء بريمر مع الرئيس بوش يذكر ((... تسلمت رسالة شخصية من السيستاني يذكر فيها انه مستاء من ملاحظات عبد العزيز الحكيم إلى الرأي العام, ويستطرد بريمر, استخدمت قناتي الخاصة جداً للاتصال بالسيستاني وهو العراقي الأمريكي عماد ضياء أحد المقيمين في ديترويت وغالبا ما أثبت كفائتة كقناة سرية للاتصال بآية الله العظمى...)), وفي مكان آخر ((... كتبت رسالة سرية إلى آية الله مستخدماً غطاء رسالة تقليدية للتهنئة بعيد الفطر وبعد التهنئة  كتبت له أنني استمع بعناية منذ أشهر عديدة إلى آرائكم بشأن الانتخابات و إنني آمل أن تشاركني تفاؤلي وأن تواصل عملك المهم في المساعدة على دفع مستقبل هذا البلد إلى الأمام  وفي تلك الليلية عاد عماد حاملا معه إجابة آية الله , أنه عصر السرعة في نفس الليلة يرجع الجواب من السيستاني للعزيز بريمر...)).

 

كيف يمكن اذن تبرأة  المرجعية من دورها في مساعدة الاحتلال ضد القوى الوطنية ؟ وكيف تثبت بأنها كانت خارج الميدان وليس لاعباً رئيسيا مع العلم أن موقف المتفرج بحد ذاته غير مشرف للمرجعية والوطن يعيش اخطر مرحلة في تأريخه؟.

 

لقد تمادى السستاني ولمرات عديدة ليغلب حق القوات الاميركية في التواجد على حق المقاومين العراقيين ، عندما دعى الى خروج ما اسماهم بالمسلحين من النجف لابطال حجة الاميركان في مواجهة هؤلاء السكان بسبب تواجدهم في مساكنهم ومدنهم .

 

 لانستغرب ان نجد كتاب المسائل المنتخبة للسستاني المؤلف من 600 صفحة ، و1452 مسالة ،ليس من بينها واحدة تتناول موضوعة الجهاد ، وكأن السيد لايحسبه فريضة من الفرائ الخمسة ، مع انها وباتفاق علماء المسلمين – والشيعة من ضمنهم – يمثل الركن الخامس من اركان الدين ، اي العبادات الخمسة ، الصلاة والصوم ، الزكاة ، الحج ،الجهاد ، الا ان  السستاني يلغي الجهاد ويتجاهل ذكره ويضيف الخمس كركن خامس بدلا منه مع ان الكتاب يخصص 19 مسالة في الذباحة ، و23 مسالة في الصيد ، و32 مسألة في الخمس.

 

فتوى السيستاني بخصوص الانتخابات

 

وقفت المرجعية النجفية  ضد الانتخابات في بداية تكوين الدولة العراقية 1922 و بالذات العلماء الايرانيين وفتاويهم التي تحرم الانتخابات وعرضت فتوى الايراني السيد ابو الحسن الاصفهاني و التي جاء فيها فمن انتخب بعد علمه بحرمت الانتخابات ؛((... حرمت عليه زوجته ولايجوز السلام عليه ولا يدخل حمامات المسلمين...)) .

 

 

 

عند الوقوف على فتوى السستاني في الانتخابات الاولى نجد انها مؤرخة في 26 شعبان 1425 هـ ؛ ونرى ان طبيعة الاستفتاء او الفتوى كان منظما او معد مسبقا بين جمع من المؤمنين ومكتب السستاني ؛ وتكشف اجابة مكتب السستاني او لجنة الاستفتاء؛ كأن المرجعية هي احد دوائر الانتخابات ؛ والاهم من ذلك ان الاستفتاء جاء من ايران وليس من النجف ؛ ويمكن ملاحظة رقم الهاتف المذكور في خلف الفتوى؛ وربما السستاني لايدري بما يحدث من حوله ؛

 

وما معنى أن يفتي السستاني بأن كل من لايشارك بالانتخابات ولاينتخب القائمة الشيعية تحرم عليه زوجته ويحرم عليها زوجها؟ , وما معنى أن توضع صورة السستاني في الدعايات الانتخابية الخاصة بالقائمة الشيعية سكوت الحوزة والمرجعية عن ذلك؟ . هو اذن يشارك بطريقة مباشرة في شرعنة الاحتلال ولا هم له سوى نهب خيرات العراق  فللسستاني في إيران وحدها , 300حوزة علمية و49 ألف طالب و21 مجمع سكني ومدينة كاملة بكل متعلقاتها تحمل اسم السيستاني  , وله ايضا  في ايران ما يلي

 

ـ مركز لمساعدة الفقراء الإيرانيين والمحتاجين ومتضرري السيول والزلازل

ـ مركز مساعدة المهاجرين الأفغان من الطائفة الشيعية

ـ مستوصف الإمام الصادق الخيري

ـ مستشفى العيون التخصصي

ـ مستوصف الإمام الحسن المجتبى الخيري

ـ مستشفى رقية الخيري للولادة

ـ مجمع المهدية السكني

ـ مجمع الزهراء السكني

ـ مجمع ثامن الحجج السكني

ـ مجمع سراجة السكني

ـ مرتضى كشميري زوج بنت السيستاني ووكيل أعماله اشترى فيلا بثـلاثة مليون جنيه استرليني في لندن .

 

من المعروف أن من الواجبات المفروضة على ( المرجع) مثلما هي بالنسبة للمراجع عبر تاريخ الحوزة العلمية في النجف هي:

 

ـ أن يدرس مجاميع من طلاب الحوزة ، وبشكل خاص من هم بمرحلة ( البحث الخارج)، التي هو مجموعة حوارات بين المرجع وطلابه من أجل منحهم درجة الإجتهاد بعد ذلك.

 

ـ الصلاة إماماً في المصلين في حضرة الامام علي عليه السلام ، في صلاة المغرب والعشاء ، أو على الأقل في أحد أيام الأسبوع.

 

ـ استقبال الناس لتسلم أسئلتهم الشرعية والإجابة عليها،والإجابات عليها تكون بمثابة ( فتاوى للمرجع).

 

ـ زيارة مرقد الإمام الحسين في كربلاء كل يوم خميس ، والصلاة هناك، واللقاء بالناس هناك.

 

ـ استقبال الناس في مكتبه ، المسمى في النجف بـ ( البراني)، أي خارج دار سكن عائلته، والتحدث معهم وإرشادهم دينياً.

 

ـ متابعة أوضاع المجتمع وإعطاء رأيه بالقضايا التي تواجه الناس، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم.

 

ـ تسلم الحقوق الشرعية ( الخمس)، وتقديم المساعدات لمن يحتاجها.


هذه هي بعض واجبات المرجع الديني، لكن السيستاني لم يمارس مهمة المرجع منذ عام 1996 حيث لم يغادر داره منذ ذلك العام ، و لم يقم بواجباته ، فانه لا يدرس ، ولا يصلي إمام، ولا يقابل أحد ، ولا يزور مرقد الإمام علي عليه السلام على الرغم أنه لا يبعد عن داره أكثر من 200 متراً، ولا يرد على إستفتاء، ولا ,, ولا,,  ولا اي شئ آخر ,بل إنه يمارس واجب واحد هو تسلم ( الخمس)، على أن يكون بالدولار وليس بالدينار العراقي.

 

يتبادر الى الاذهان سؤال مهم وهو أن هذا الرجل (السستاني) الفارسي لا يجيد التحدث باللغة العربية ، فكيف إذن يدرس علوم القرآن وتفسيره ، ويوضح ما يعنيه الحديث النبوي ، أو الرواية عن آل البيت عليهم السلام؟. كذلك أن من أولويات الإعتراف بالمرجعية هو أن من يدعيها يجب أن تكون لديه ( رسالة عملية)، أي رسالة تتضمن رأيه في كل قضية شرعية، من أجل أن يرجع إليها من يقلده ويعمل بموجبها ، لكن جميع من درس في ( الحوزة العلمية في النجف) يعلم أن السيستاني ليس لديه مثل هذه الرسالة .

 

أما موضوع ابنه ( محمد رضا) فهذا موضوع آخر يحتاج إلى حديث طويل، حيث إن المذكور هو الذي يتكلم بإسم والده ، وكل من يقول من هؤلاء الذين نصبهم المحتل في الحكومة العراقية ، بأنه قام بمقابلة السيستاني وقال له كذا، فهذا كذب يعرفه أبناء النجف، حيث إن كل هؤلاء يقومون بمقابلة ( محمد رضا)، ويسمع منهم ، وبعدها يقول لهم ( السيد يقول كذا)، وهم بعد ذلك يقومون بالتطبيل لما يقوله في الفضائيات.

 

السيستاني لا يستطيع الحديث بخمس كلمات في اللغة العربية ، ولا يعرف من السياسة شئ ، ولا يلتقي بأحد ، لذلك هو في وضع أصبح مثل الطفل الذي لا يفقه شئ , لذلك فإن كل أموره بيد ابنه محمد رضا ، المعروف بين وسط طلاب الحوزة بأنه يكره العرب بشكل كبير ، ويعامل طلاب الحوزة من العرب باحتقار ، ويفضل الايرانيين والأفغان عليهم ، لأن هؤلاء يقومون بخدمته .

 

أما الشخص الآخر الذي بيده أمور السيستاني فهو ( حسين إسماعيل الصدر)، وكيله في بغداد ، والذي يسكن منطقة الكاظمية، حيث إن المذكور هو البوابة التي دخل منها بريمر على السيستاني ، عندما زاره بريمر ( حسين الصدر) في داره ومعه (باول) وقدم له هدية قرآن مرصع بالذهب، وقال له ( باول) في وقتها : ( سيكون لك دور في مستقبل العراق) ، وبعد هذه الزيارة تبادل بريمر مع السيستاني 30 رسالة نقلها ( حسين الصدر) له ، وجلب لبريمر الإجابة. وهذه ليست إتهامات غير موثقة ، وإنما معلومات ذكرها بريمر في الكتاب الذي أصدره حول مذكراته في العراق

 

ـ يتبع ـ

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور