لمناسبة حلول الذكرى الثالثة لاستشهاد سيد شهداء العصر
عراق صدام حسين وعراق ما بعد صدام حسين

 
 
 
شبكة المنصور
نبيل ابراهيم

تاريخنا ملئ بمحطات نضالية ، ذات دلالات وابعاد مميزة ، تنير الدرب وتقدم للبشرية دروسا في الاستنهاض والوعي والعيش بكرامة , وآخر هذه المحطات , سجلت في الزمن القريب ، و ستبقى مكتوبة في تقويم التأريخ العراقي والعربي المعاصر، مستمدة مقومات ثباتها من معانيها ومن الظروف المحيطة بها، فهي اقترنت بتوقيت حجية الأضحى، إلا أنها لا تتحرك على قاعدة الدورة الزمنية للأضحى ، لأنها اكتسبت ثباتها الزمني من مكوناتها التي تقاطعت فيها العناصر الذاتية مع العناصر المحيطة بها والمسببة لها ، فأصبحت بذلك محطة قائمة بذاتها باكتمال مواصفاتها التي تجعل منها حدثاً هاماً في حقبة تاريخية هامة.  إن هذا الحدث ، الذي إليه توجهت الأنظار، وانحبست في مواكبته الأنفاس، وقع في يوم محدد من التأريخ الزمني ، وفي لحظة من التأريخ السياسي وأهميته إنه شكل بداية تأريخ  لمرحلة جديدة لأنه كان يوماً فاصلاً في التاريخ العراقي , يوما فصل التاريخ العراقي الى مرحلتين هما:

 

- مرحلة عراق صدام حسين.

ـ مرحلة عراق ما بعد صدام حسين.

 

فعراق  صدام حسين ، كان عراق النهوض الوطني في كل مجالات الحياة، عراق التقدم والتحديث، عراق الأمن الاجتماعي والصحي والعلمي والاقتصادي، عراق التكامل السيادي والحصانة الوطنية من أعداء الخارج ومن قوى تخريب الداخل وعراق  صدام حسين، كان عراق العرب، عراق فلسطين وعراق كل قضية وطنية تمليه عليه واجبات الانتماء القومي، أن يكون رافعة لقضايا النضال الوطني في أي ساحة تتطلبها ظروف ومعطيات النضال العربي ، كان عراق النهج الاستقلالي بعيداً عن الالتحاق بمحاور الاستقطاب الدولي وبعيداً عن تطويع سياسة العراق الوطنية في غير الاتجاهات التي تخدم مصلحة شعب العراق وأمة العرب من محيطها إلى خليجها.

 

ولأن عراق صدام حسين كان هكذا، كثر أعداؤه، ووصل الأمر بهم أن تحالفوا في حلف شرير لإسقاطه موقعاً ودوراً ورسالة. لقد تحالفوا لإسقاط العراق كحصن منيع على البوابة الشرقية للوطن العربي، وتحالفوا ضده لإسقاط  دوره في عملية الاستنهاض الوطني الشامل والحضور الفاعل في قضايا النضال العربي والأخص قضية العرب المركزية قضية فلسطين بما هي قضية شعب وأمة.

 

وتحالفوا لمنع تمكين عراق صدام حسين، من انجاز تحقيق ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) موضع التطبيق المثالي والفعلي والحقيقي بعدما أصبح بما يملك من مقدرات وإمكانات مهيئا ذاتياً وموضوعياً لحمل هذه الرسالة والعمل على تحقيقها.

 

ان تحالف قوى الشر المتمثل بالصهيونية والصفوية والامبريالية الغربية ضد عراق صدام حسين يعني أن العراق كان يشكل حالة مميزة ومتميزة وهذا التميز والتمايز كان بفضل القيادة السياسية التي كان صدام حسين يتبوأ الموقع المؤثر ومن ثم المحدد لاتجاهاتها العامة بعدما أصبح الأول في قيادة الحزب والدولة.

 

شكل عراق  صدام حسين حالة نوعية من ناحية  تصديه لمشاكل وتحديات الداخل في البناء الوطني والسيطرة الوطنية على مقدرات البلاد ومن ناحية تصديه لمشاكل وتحديات الخارج بدءاً من مواجهة  الاحتكار النفطي العالمي وتأميمه لنفط العراق مرورا بالعدوان الصفوي الفارسي الاصفر والذي انفجر حرباً على العراق في 4 أيلول 1980، واستمر لثماني سنوات خرج العراق من هذه الحرب أكثر قدرة واقتداراً، فكان أن طورت القوى المعادية من أدواتها وقوى تحشدها بما يوازي حجم العراق الخارج من الحرب مع إيران منتصرا , فكانت مؤامرة  يهود الخليج , آل الصباح , ثم صفحة الغدر والخيانة وكان ابطالها خونة العراق وابناء الرذيلة من عبيد المجوس بقيادة ايران , لتقوم القوى الغربية بمساعدة الانظمة الرسمية العربية من فرض حصار قاتل وشامل على الشعب العراقي استمر لثلاثة عشرة عاما وليختتموه بأحتلال امريكي صهيوصفوي عملوا ما استطاعوا لتدمير العراق ولتدمير البنية التحتية ولتدمير الانسان العراقي وتدمير كل ما تم بناؤه في زمن الشهيد صدام حسين بعد ان قاموا بأغتياله قبل ثلاث سنوات .

 

ان عراق  صدام حسين، كان يمثل الثقل الاعظم بالنسبة للعرب ، وأنه طيلة أربعة عقود كان صدام حسين دائم الحضور في صياغة القرارات الكبرى سواء من موقع المبادر او من موقع المتصدي لاعداء العرب والعروبة، ولهذا فإن من خطط ونفذ ضرب العراق، كان يسعى دائماً للنيل من صدام حسين الشخص نظراً لموقعه ولدوره في قيادة الحزب والدولة وللمعطيات التي تجعله نقطة الارتكاز في المركز الوطني الجاذب الذي شكل الضمانة الفعلية لوحدة العراق الوطنية على مستوى الأرض والشعب والمؤسسات.

 

من هنا فإن تحالف قوى الشر الصهيوني الصفوي الامبريالي الغربي كان يريد النيل من العراق ومن الثأر من العراق و إضعاف العراق بل تدميره ، ولتحقيق هدفه كان لا بد إن ينال من شخص صدام حسين، كحالة رمزية وطنية، لا يمكن فصلها عن النيل من العراق كموقع وطني ، والنيل من صدام حسين كحالة قيادية، لا يمكن فصلها عن النيل من العراق كحالة متقدمة تتبوأ موقع القيادة لحركة النضال العربي، في زمن ضربت فيها المواقع العربية بعدما تم احتواءها لمصلحة المشروع الأميركي الصهيوصفوي.

 

انطلاقاً من ذلك، فإن النيل من صدام حسين الشخص، جاء في سياق الحرب الشاملة على العراق أولاً، وعلى الأمة العربية ثانياً، وهنا، فإنه اللحظة التي استشهد بها كان في جولة منازلة مع أعداء العراق والأمة، وأن استشهاده اكتسب دلالات ومعاني نضالية، لأنه أكد على حقيقة ثابتة كانت معروفة للبعض ومشوشة عند البعض الآخر، وهو أن العراق قبل استشهاده كان عراقاً مع صدام حسين شخصاً وقيادة سياسية، وبعد استشهاده أصبح العراق عراقاً بدون صدام حسين شخصاً لكن الحاضر استلهاماً وروحية نضالية.

 

هذا هو صدام حسين، الذي أخاف الأعداء في حياته، كما يخيفهم بعد استشهاده، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن صدام حسين، لم يكن في الدلالات السياسية شخصاً منفصلاً عن قضايا شعبه، بل كان شديد الاندماج بها، إلى حد صعب التفريق بين صدام حسين الشخص وصدام حسين الموقع السياسي. وعلى هذا الأساس، فإن قضية العراق الوطنية بما هي قضية تحرير أرض وإنسان وتوحيد أارض وشعب، هي القضية التي كان صدام حسين يحل فيها حلولاً صوفياً وبالتالي من الاستحالة الفصل بينهما، ولهذا فهو يستمر حلولاً صوفياً في هذه القضية، ومعه كحالة رمزية تستمر قضية العراق قضية حية إلى أن تتحقق الأهداف التي استشهد لأجلها وهي رؤية العراق في حالة انبعاث جديد بعد أن يكون قد طرد المحتل وأسقط كل المتعاونين معه، وعاد العراق حراً عربياً موحداً.  

 

هكذا اختار الشهيد صدام حسين أن يكون موته بمثابة تجديد لرسالة الآمة والبعث وعلي طريقه تمضي المقاومة في العراق وفي كل مكان فالبعث بحسب كلمات القائد المؤسس يري الآن وكما في الأيام التي أعقبت هزيمة يونيو ـ حزيران عام 1967م أن الآمة موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح.  وفي العراق كما في فلسطين تولد الأمة والبعث من جديد عبر الفعل المقاوم وعلي هدي المثال العظيم الذي اختطه الرفيق صدام حسين بدمه الزكى، ومهره بروحه الطاهرة.

 

لذلك تبقي لذكري استشهاده الثالثة ، بمثابة حافز جديد لأبناء الأمة لتجديد العزم علي المضي علي طريق الشهيد حتى مطلع فجر الوحدة والحرية والاشتراكية.

 

فقد جاء اغتيال صدام حسين، بعد غزو واحتلال العراق تعبيراً عن لحظة حاسمة وصلتها المواجهة الحتمية بين المشروع الوطني القومي النهضوى، الذي جسده البعث وصدام حسين في العراق، كحالة تعبيرية، تنبض بالحيوية والبطولة، في تعبيرها عن حقيقة الأمة العربية من جهة، والمشروع الأستعمارى الامريكي الصهيوصفوي الذي جسده تحالف قوى الشر( الصهيونية والصفوية والامبريالية الغربية مضافا لالى هؤلاء قوى الانحطاط والتبعية والرذيلة في المنطقة) , واحدة من تداعيات تلك اللحظة الحاسمة أن البعث والعراق، أو صدام حسين والأمة، استطاعا ولأول مرة في التاريخ الحديث أن يجعلا ميزان القوي راجح لمصلحة الأمة العربية في منطقة تحتل موقع الصدارة في أجندة المشروع النقيض، الذي أنتهز من فرصة الاختلال في ميزان القوي الدولي بعد انحسار الدور الدولي للاتحاد السوفيتي توقيتاً مؤاتياً لتنفيذ إطماع وأهداف قديمة  وهنا نبرز بعض من هذه الشواهد :

 

ـ في مطلع 1971م، أصدر ريتشارد نيكسون كتابه (الحرب الحقيقية) الذي جاء فيه (...الحرب الحقيقية التي ينبغي أن تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية، دفاعاً عن مستقبل أجيالنا هي في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد في العراق، الذي يقوده عملياً صدام حسين بنظام راديكالي، مهماً كانت خسائرنا المادية والبشرية، فإن الخسارة الكبرى لأمريكا أن لا تخوض هذه الحرب...) .

 

ـ بعد شهر من وقف العمليات الحربية العراق بين وإيران وفي 18ايلول 1988م صرح قائد أركان الجيش الصهيوني (...ان وجود جيش قوامه أكثر من تسعة فرق تتمتع بخبرات قتالية اكتسبتها من خلال أطول حرب في التاريخ الحديث في العراق يشكل تهديد جدي لأمن إسرائيل وهو ما لن نسمح به...) .


ـ في مطلع 1991 صرح الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب قائلاً (...صدام حسين يقف حائلا دون تعميم النظرة الأمريكية للحياة في المنطقة..) .

 

ـ وفي مطلع عام 2001 صرح رامسفيلد قائلاً (... ان إسقاط صدام حسين يسهل علينا مهمة إعادة تشكيل المنطقة...) .

 

ان تاريخ استشهاد صدام حسين  بالنسبة للعراقيين هو تاريخ يفصل بين ما يلي ...

1ـ بين مرحلة الوجود الوطني العراقي الطامح إلى تحقيق ذاته قوميا و وطنيا وبين مرحلة التشظي الوطني إلى كتل عرقية وطائفية ومذهبية وقبلية وحزبية.

 

2ـ بين مرحلة تصليب الوحدة الوطنية استلهاما لكل ما هو إيجابي في التراث العربي الإسلامي وبين مرحلة تفتيت الهوية العربية الإسلامية كشرط لا غنى عنه لضرب الوحدة الوطنية بين العراقيين وعزلهم عن عمقهم ومحيطهم الجغرافي السياسي الطبيعي .

 

3ـ بين مرحلة الأمن الوطني والأمان الشخصي واطمئنان الناس على أنفسهم وأموالهم ومعتقداتهم ومعابدهم وبين مرحلة الخوف على أمنهم وحياتهم وأعمالهم والخشية من ممارسة شعائرهم الدينية وعبادة الله الواحد الأحد باللغة التي يريدون وبالوسيلة التي يرى فيها كل منهم طريقا إلى رحمته وغفرانه بعد أن انطلقت شياطين فرق الموت الظلامية تقتل النفس التي حرم الله قتلها على الهوية الدينية والعرقية .

 

4ـ بين عراق كانت فيه المرأة العراقية أما وزوجة وابنة معززة مكرمة لها ما لزوجها وإخوتها من الحقوق السياسية والمدنية وبين عراق باتت فيه المرأة تحرم من ضوء الشمس كما من هذه الحقوق بالقوة القاهرة لمن يتسترون بالدين الحنيف ممن أعادوها إلى الوأد راشدة بعد أن كان الإسلام قد حرم وأدها طفلة وممن خلقوا منها جيشا يزيد تعداده على ثلاثة ملايين أرملة يتعذبن على الحد الفاصل بين العفاف وبين الرذيلة للقيام بأود أطفالهم الذين يتمهم الاحتلال .

 

 5ـ بين عراق كان المواطن فيه يعيش في وطن يستطيع التنقل والإقامة في أي بقعة منه ويستطيع أن يتزوج ويصاهر من يريد فيه وبين عراق أصبح فيه الانتقال إلى شماله والإقامة فيه بحاجة إلى (فيزا وكفيل) , حيث رفع العلم الوطني محظورا حتى على قطعات عسكرية يقال إنها جزء من ما يسمى بـ  (الجيش العراقي الجديد) وأصبح التزاوج بين مذهبين إسلاميين مناسبة نادرة جديرة بتغطية إعلامية خاصة .

   
6ـ بين مرحلة الحدود الوطنية المنيعة التي يحميها رجال العراق وبين مرحلة الحدود الوطنية التي انهارت حصونها وباتت معبرا سهلا للجيوش والمليشيات الأجنبية الطامعة وعصابات المهربين والإرهابيين والهاربين من العدالة في بلدانهم .

 

7ـ بين مرحلة البناء والتعمير ونقل العراق بقفزات نوعية إلى العصر الحديث وبين مرحلة الهدم والتخريب وإعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة.

 

8ـ بين مرحلة التعليم والعلاج المجانيين والأمان الوظيفي وحماية الدولة لأمن المواطن الاقتصادي ولو بالحد الأدنى حتى في زمن الحصار والحرب وبين مرحلة بات العراقي لا يجد فيها قوت يومه ويخشى على حرائره أن تضعف أمومتهن أمام أفواه الأطفال المفتوحة بانتظار ما يقيم الأود ولا يأمن فيها على إرسال أطفاله إلى المدارس التي باتت الطرق المؤدية إليها طرقا للموت وباتت قاعاتها مرتعا لكل المزورين للتاريخ الوطني والمشعوذين الذين قاموا بغزوها بعد أن هجرها أهل العلم والتربية هربا من الموت الذي يدق أبوابها وأبوابهم ومن الجهل الذي يطبق على مناهجها ويريد التحكم في عقولهم وألسنتهم .

 

9ـ بين مرحلة جاذبة للعلماء والخبراء في كل شؤون النهضة وبين مرحلة طاردة للخبرات والمهارات الوطنية قبل الأجنبية .

 

10ـ بين مرحلة كان العراق فيها قبلة للعرب والمسلمين وبين مرحلة أصبح فيها محجة للشعوبيين محظورة على كل ما هو عربي .

 

11ـ بين مرحلة كان العراق فيها سيد موارده الطبيعية وثروته النفطية وبين مرحلة تتكالب فيها على هذه الثروات ذئاب العولمة والخصخصة والخارجون على الصف الوطني من لصوص الفرص السانحة .

12ـ بين مرحلة السيادة الوطنية المهيبة والمهابة وبين مرحلة انهيار الدولة الوطنية والجيش الوطني ومحاولة استبدالهما بدولة وجيش يحملان اسميهما يصنعهما الغازي المحتل لتأمين نظام حكم يضمن له أهداف غزوه واحتلاله إلى أمد غير منظور .

 

13ـ بين مرحلة كان الوطن فيها يضرب جذوره عميقة في إرثه الحضاري والإنساني وفي تراث أمته الروحي والتاريخي بينما يتطلع واثقا متفائلا إلى المستقبل للانفتاح على الحضارات والثقافات والتواصل معها ومع منجزاتها وبين مرحلة أصبح الوطن العراقي فيها رهينة الانغلاق الفكري والثقافي والسياسي في منغلق لا ينفتح إلا على الشعوبيين ولصوص المتاحف الوطنية وجواسيس الدول المعادية ومرتزقة (الشركات الأمنية) وصيادي الإثراء السريع وسراق الشعوب من دهاقنة الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات الذين لا وطن ولا دين ولا أخلاق ولا مبادئ لهم ممن لا يعبدون سوى إله الربح .

   
 
14ـ بين عراق يعدم جواسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي ويرسل قواته الوطنية لخوض كل حروبها العدوانية على الأمة بالرغم من عدم وجود حدود مشتركة له معها ، عراق كان دائما عماد الجبهة العربية الشرقية معها وكانت هذه الدولة دائما ولهذا السبب تعتبره العدو الإستراتيجي لها ، عراق كان دائما العمق الإستراتيجي لدول المواجهة العربية في المشرق ، وبين عراق يستدعي الحليف الإستراتيجي الأهم لهذه الدولة ليبني له دولة عراقية تتصاغر إلى القبول بما تقبل به الدويلات العربية الصغيرة التي تستظل بالحماية الأميركية والقبول بما تقبل به القيادة الفلسطينية المحاصرة تحت الاحتلال في المواجهة معها ، عراق يفتح أبوابه للتغلغل الإسرائيلي عبر بوابة المحتل الأميركي بمجنديه ذوي الجنسية الأميركية – الإسرائيلية المزدوجة ليحتفلوا بأعيادهم اليهودية في قصور الرئاسة العراقية ، رمز السيادة الوطنية بغض النظر عن حب أو كره الشهيد الذي بناها ، كما عبر منافذ كردية وتركية وأخرى عربية تتسلل منها الشركات والسلع وأجهزة المخابرات الإسرائيلية ومرتزقة "الشركات الأمنية" الإسرائيليون .

   
 
15ـ بين عراق كان يضع القضية الفلسطينية في صلب عقيدته الحزبية وفي مركز إستراتيجيته كدولة ويقيم علاقاته الدولية على أساس الموقف منها سلبا أو إيجابا ، عراق منفتح الأرض والعقل والقلب لكل عرب فلسطين ، وبين عراق لم تعد فيه قضية فلسطين سوى عبئا لا ضرورة له ولم يعد يتسع حتى لحي في العاصمة يأمن فيه اللاجئون من فلسطين على حياتهم بينما تنفتح الأرض العراقية أمام شتات هجين يجتاحها من الجهات الأربع تستضيفه ثقافة شعوبية تتسامح مع اعتماد الفارسية شبه لغة رسمية بينما اللهجة العربية الفلسطينية تحولت إلى رطانة إن سمعت قد تودي بصاحبها إلى التهلكة .

   

لقد أختار صدام حسين أن يدشن سفرا جديداً من حياته (بالاستشهاد) مجسداً بواقعية منقطعة النظير أسطورة البطولة والفداء التي جسدها الصحابة العظماء الذين بعثوا من جديد في تاريخنا الحديث من خلال عمر المختار ، وعبدالقادر الجزائري وبوحيرد وغيرهم كثيرون ، مؤكداً بطلعته الواثقة المطمئنة و ابتسامته البهية وهو يغازل حبل المشنقة . أن امتنا حينما تستفز تنتخى أحد أبطالها ليدافع عن حقيقها ومستقبلها بالقيم التي تجدد معاني الحياة الإنسانية، ومعبراً في ذات الوقت عن مقوله مؤسس البعث أحمد ميشيل عفلق حينما قدم روحه بكرم فياض ضمانه لتجدد حيوية الأمة ورسالة البعث العظيم.

 

أستشهد شهيد الحج الأكبر صدام حسين المجيد من أجل حرية الوطن والعقيدة، أستشهد شجاعا مرفوع الرأس شامخا كشموخ جبال العراق الصامدة بوجه الرياح الصفراء العاتية، إن إستشهاده من أجل الحق والعقيدة أرجعت كرامة العراق والأمة العربية، جعلتنا نفتخر بأنفسنا وإنتمائنا كعراقيين وكعرب مرفوعي الرأس. صدام أستشهد من أجلنا جميعا..... ولكنه لم يمت لأنه إخترق حاجز جدار الخلود , فأصبح خالدا كخلود كلكامش جدنا الاكبر , وهذه هي سمتنا نحن العراقيون ان يكون من بيننا دائما وابدا قادة خالدون ابد الدهر.

 

ختـــــــــاما

إن العراق اليوم بدون صدام حسين الشخص ،  لكن بوجود رفاقه وجنده والمؤمنين بفكره , وبشعبه الذي عاهده , هو عراق فكر صدام حسين وعراق مبادئ صدام حسين وسيبقى هو العراق المستمر في أداء الدور النضالي الذي استشهد لأجله قائد العراق، هو عراق المقاومة التي خطط لها وأطلقها وقاد مسيرتها منذ اليوم الاول للاحتلال، وهي إذ تستمر، فلأن مناضليها يستلهمون معاني الفداء والتضحية التي جبلت بها شخصية صدام حسين، والتي عبر عنها في وقفة العز التي اعتاد وقوفها وهو يواجه التحديات بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، ومؤكداً في أقسى اللحظات حراجة بأن الثابت عنده هو المبادىء والأهداف الكبرى وثقته بشعبه وبأمته، ولهذا، كان في اللحظة التي سبقت استشهاده, شديد الثقة بنفسه وبالتركة النضالية التي أورثها لجيل تربى على حب الوطن والوطنية ورفض أن يساوم على أهداف آمن بها مهما بلغت التضحيات.

 

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية الباسلة بجميع فصائلها ومصنوفها ومسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق والامة وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين

عاشت فلسطين حرة ابية

الحرية لاسرى العراق ورفاق الشهيد

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور