|
بسم الله الرحمن الرحيم
( انا لله وأنا اليه راجعون )
كان يزهو بعروبته .. قضى عمره في خدمتها لا يبتغي جزاء ولا شكورا ..
وكان رحمه الله لا يرجو سوى ان يلقى وجه ربه رضي النفس ، مرتاح الضمير
.. كان يبتهل الى الله ان يهدي بني قومه سواء السبيل ، ويأخذ بأيديهم ،
ويسدد خطاهم .
كان يحلوا له ان يردد في المعتقل سنة 1966 وفي المنفى من سنة 1967 –
2003 ، مقاطع من قصيدة للشاعر عمر أبوريشة :
( وطن عليه من الزمان وقار
النور ملء شعابه والنار
تغفو أساطير البطولة فوقه
ويهزها من مهدها التذكار
فتطل من أفق الجهاد قوافل
مضر يشد ركابها ونزار ) .
نعم ياسيدي اذكرك والرجال تذكر .
الى امتي ..
هكذا .. وانتهى السرى والسفار .. ومضى الفارس محمد امين الحافظ في
ابائه ووفاءه الجبار
رحل الفريق الفارس الى الرفيق الاعلى وعيونه على القدس الحزينة و
بغداد الاسيرة ، وقلبه مع رفاق الدرب رفاق فلسطين والعراق .
عذرا يا فارسا من فرسان امتي .. رفاقك الاحرار عن بعد شيعوك بالندى
والفخار .
رحلت اعزل تتجلبب بالكبر فغطى جثمانك الاكبار .. حملك الشعب على
السواعد سيفا عربيا ناحت عليه الشفار . و ما اجل اللقاء حتى مع الموت
اذا كرمت بنيها الديار .
يا فقيد الوفاء والاباء امنت بالفكر فحياك في العلى احرار
اناجي روحك من عمان مؤمنا بالله بما قدر الخالق باليوم الأخر
أيه ابا عبدو حملت هموم فلسطين والعراق فازدحمت تستاف من قلبك الحاني
وتعتصر
فكم بقبرك أمال مجنحة وكم تساقط فيه الزهر والثمر .
ايه ابا عبدو كانت امانيك ترى فلسطين وبغداد مطهرة من كل رجس .
نم قرير العين يا سيدي لابد ان تصحو الامة من غفوتها ، وتنهض من كبوتها
، وتعود من متاهتها ، الى تاريخها وتراثها .
فالعرب حيارى في قبضة عسراء و يخجل المجد ان يرى الليث شلوا
تحت انياب حية رقطاء ، ان هذه البلاد بعد بهاها صيروها مقابر الشهداء
!!
قد ترف الحياة بعد ذبول ويلين الزمان بعد جفاء .
عذرا سيدي .. والله انا ذاك الذي عرفتني اخا وصديقا ورفيقا و ما
ابعدني عن حمل جثمانك الطاهر الا القهر والمنع . و( لا حول ولا قوة
الا بالله ) .
وسأخلص لذكراك حتى أموت .
وسلاما عليك ابا عبدو ! ...
|
