أكاذيب عظمى لدول صغرى

 
 
 
شبكة المنصور
عمر فاروق
غربت عنها الشمس منذ القرن الماضي وصارت بريطانيا العظمى بالاسم فقط عظمى وبكل شيء صغرى ، على الرغم من انتصار الحلفاء إلا أن حليفتها اللدود الولايات المتحدة وضعتها على مذبح الفرصة التاريخية لما سنحت لها لتسقط مقصلة أبدية وتقطع دابر بريطانيا من نادي التكبر الدولي .

 

اقتصاد بريطانيا محطم منذ الحرب العالمية الثانية ولم يعد يسمع له إلا تراجع وتقهقر وهجرة لعقول بريطانية للعمل في الولايات المتحدة أو غيرها واليوم يملئون الخليج العربي توسلا ، السويد والعديد من الدول الناهضة اقتصادها واعد ومعافى والاقتصاد البريطاني يموت يوما بعد يوم ، ماليزيا وغيرها تسلق اقتصادها ويتسلق وبريطانيا واليوم حتى الولايات المتحدة تنحدر وتنحدر .

 

تسليحيا .. صغرى ولا تتجرأ على دخول ظلام المجتمع الدولي منفردة بل تنسج خيوط عنكبوت هرم حول بيتها المتداعي والجميع ينظر لتجاعيد الدولة العجوزة .. بريطانيا ، اليوم كوريا الشمالية ولا نقول الصين وروسيا العائدة على عجل لنادي القوى العظمى اجتازت بمسافات بعيدة عسكريا خطوطا كانت بريطانيا تعتبرها محدودة البلوغ والنهاية ، حلقة واحدة بقيت في ذمة التاريخ ومفاجأته ؛ متى يستنهض التاريخ الأرجنتين لتسترد جزرها في فوكلا ند ؟ ومتى يسجل الأيرلنديون ما قد يكون أطول زمن ليتحرروا من الانكليز في أيرلندا ؟ ومن يكتب لنا تاريخا نهائيا لوزارة المستعمرات البريطانية سيئة الصيت ؟ ..

 

سياسيا .. منذ أن وضعت الحرب الثانية أوزارها أنخدع العالم بتسمية المنتصرين والمهزومين فوضع بريطانيا في صف الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا خطأ تاريخي وتاريخ العلاقات السياسية لبريطانيا مع دول الحلفاء تؤشر ضعفا بريطانيا واضحا في النظرة الدولية لحلفاء بريطانيا بالأمس تجاهها .

 

محور ما أكتبه لكم ما تدعيه بريطانيا وتدعي أنه لا يزال عظيما فيها وغير منتقد .. الديمقراطية الزائفة والحرية المكفولة بالدستور ، والتي يسجلون ريادة بريطانيا بها على العالم زورا وكثيرا ما يفحمون المثقفين العرب خصوصا " أنك في بلدك لا تستطيع التحدث بحرية كما تفعل في بريطانيا " .. زيف وخداع إلا أنه دستوري . دستوريا وتحديدا ما يدور الآن في التحقيق حول جرائم بلير التي يعرف العالم بأجمعه والبريطانيون بشكل خاص أن رئيس الوزراء البريطاني بلير أيام حكم بوش لم يكن سوى تابع ذليل .. ما يدور ألان تعمية للحقيقة ونوضح بتفصيل :

 

لماذا لا يحقق .. بحوادث حدثت لبريطانيين يشوبها الكثير من الغموض منها " وفاة جون كيلي عالم الكيمياء الحياتية " الذي وجدت في منطقة منعزلة قريبة من بيته " ميتا " حيث الحكومة البريطانية تؤكد أنه " مات منتحرا " ؟؟ .. والتحقيق الجنائي لظروف وفاة هذا العالم يصب في صلب أهداف التحقيق ، ومن الضروري والبديهي الدعوة لتحقيق فيه أكثر من طرف حيث العالم " المشكوك في سبب موته " أكد وبالعلن ولعدة مرات وبصريح العبارة العلمية " أن العراق لا يستطيع وليس لديه القدرة لتصنيع قنبلة بيولوجية في مختبر متحرك خلال 45 دقيقة " !؟ .

 

لماذا لا يحقق .. بحادثة عناصر الاستخبارات البريطانية المتنكرين بالزي العربي الذين أوقفوا من قبل الشرطة العراقية في محافظة البصرة ومعهم أسلحة ومعدات للقتل والاختطاف وبسيارات تحمل لوحات تسجيل عراقية ؟؟ أليس من الضروري التعمق بأسباب هذا التنكر ؟ لماذا تتنكر قوة محتلة واضح من الأدوات المضبوطة معها الغاية من تنكرها ؟ أليس من حق المواطن البريطاني أن يعرف ماذا يسجل الموظفون العموميون البريطانيون الحاليون في تاريخ بلده من حوادث ؟ كم عمر هذا النهج الأستخباري الخطير ؟ من ضحاياه ؟ .

 

لماذا لا يحقق .. بحادثة اختطاف البريطانيين الخمسة ؟  لماذا اختطفوا في ساحة ومنطقة نفوذ للبريطانيين حيث البصرة ليست ساخنة ضدهم ؟ مدة الاحتجاز الطويلة ألا تبعث على الاستغراب ؟ كيف يتمكن فصيل من فصائل المقاومة دون " مساعدة حكومية من الاحتفاظ بسرية العملية وديمومتها بالرغم من المدة القياسية " ؟ لماذا لم تلقى جثة أحد المختطفين إلا بالتزامن مع التحقيق البريطاني الذي أراده مجلس العموم علنيا وأرادته الحكومة سريا ؟ ولما تلك البشاعة في حرق الجثة إلى غير ذلك من صعوبة التعرف عليها في وقت مستغرب ؟ ألا يبعث ذلك على التساؤل في أمكانية أن يكون الأسلوب الأمريكي في العمليات القذرة واضح الأركان في ظروف احتجاز البريطانيين الخمسة ؟ من .. من المقاومة الوطنية يعرف لنا " فصيل عصائب أهل الحق " ؟ لماذا لا تتخذ إجراءات صارمة من المحتلين والحكومة على الرغم من علنية التصريح لرئيس وزراء حكومة الاحتلال في العراق عن استعداده التفاوض مع " عصائب أهل الحق " في حين يتطاير منه الشرار عند الحديث معه عن ضرورة مفاوضة المقاومة ؟

 

لماذا أخيرا لا يحقق .. في استمرار الاحتلال الغربي في أفغانستان والعراق ؟ وهل هناك ضرورة أمن قومي بريطاني حقيقية تطلبت الاشتراك المذل والمكلف في دماء البريطانيين ؟ والأهم بعد الكشف عن كثير من الحقائق التي عدلت أكاذيب اعتمدت في دخول الحرب .. يتطلب الأمن القومي البريطاني ويحتمل كلفة اعتبارية واقتصادية للاستمرار بالحرب ؟

 

البريطانيون مغلوبون على أمرهم وغلبة أمرهم أكثر من الشعب العربي الذي أيضا مغلوب على أمرهم ؛ إلا أنه في كثير من أشراقاته لا يزال يقاوم غلبة الأطراف عليه بالرغم من تعددها .
 الشعوب يكتب التاريخ لها أنشاطها وحراكها ويكتب لها مقاومتها .. كما يكتب التاريخ الساعة الكثير من الإذلال للبريطانيين .

 

يا ترى تنقذ لجنة تحقيق تاريخا كاملا ؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور