أيادي ناعمة ... في برك من دماء - التاريخ يكشف الوجه القبيح لادوار لفني الاجرامية إرهابية تمارس إرهاب الدولة وقبلها التجسس والسقوط الاخلاقي

 
 
 
شبكة المنصور
رتيبة عجالي
تسيبي لفني، سليلة الإرهاب الصهيوني، بإمتياز، فهي رأس الأفعى الصهيونية، سلوكا، ومهاما وبتوليها منصبي وزيرة الخارجية ونائبة رئيس الوزراء واحدى القاتلات في مذابح غزة قبل عام ، يشبهها البعض بأنها نسخة من غولدا مائير حين تولت حينها حقيبة وزيرة الدفاع عام 1956، ورئاسة الوزراء بين عامي 1969و1974.


وُلدت ليفني في تل أبيب عام 1958، ورثت الميل إلى العنف من محيط عائلتها . كان والداها "إيتان وسارة ليفني" من أفراد منظمة الإرجون المسلحة بقيادة مناحيم بيغن والتي بدأت جرائمها قبل قيام الكيان الصهيوني 1948 . منذ أيام الانتداب البريطاني على فلسطين. وصل أبوها إيتان ليفني الى عضوية الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) عن حزب الليكود بين السنوات 1973 و 1984 ، والدها عُرف انه كان إرهابيا وقاتلا معروفا، وقد تم اعتقاله من قبل سلطات الانتداب والاحتلال البريطاني في فلسطين والحكم عليه بالسجن 15 سنة لمهاجمته قاعدة عسكرية بريطانية في فلسطين، لكنه فر من وراء القضبان" . أما والدتها سارة، فكانت قائدة لإحدى خلايا منظمة "أرغون" الارهابية المتطرفة التي ترأسها في الثلاثينات رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق مناحيم بيغن.


وفي رواية لسارة ليفني، في إحدى المقابلات الصحفية وهي تتحدث عن ذكرياتها الاجرامية، قبل وفاتها عن عمر يناهز 85 عاما، "... أنها سطت على قطار، وسرقت 35 ألف جنيه إسترليني منه، ومن بعدها قامت بمهاجمة وتدمير قطار آخر وهو في طريقه من القدس إلى تل أبيب". إن ليفني الإبنة سارت على خطى والديها لاحقا ، فهي تلميذة وفية لصاحب مجازر صابرا وشاتيلا، مؤسس حزب كاديما أرييل شارون، الذي يقال عنه انه يرقد بين الحياة والموت، والذي حملته لجان التحقيق الصهيونية المسؤولية عن مجازر صبرا وشاتيلا، التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من الفلسطينيين العزل. رغم هذه الصورة السوداء الملطخة بالدم الفلسطيني إعتنقت ليفني الخط السياسي لشارون الذي يدعو إلى الحفاظ على الدولة اليهودية على حساب الإبادة للفلسطينيين.


تولت تسيبي لِيڤني قيادة وزارة خارجية إسرائيل في الوقت الحالي، وزعيمة حزب كاديما منذ 18 سبتمبر 2008. إستوزرها أرئيل شارون عام 2005 بعدما انسحب بنيامين نتنياهو مع باقي أعضاء حزب الليكود من الوزارة. وبعد نجاح حزب كاديما الذي أسسه شارون في الانتخابات التشريعية في مارس 2006، قام إيهود أولمرت بتشكيل حكومة صهيونية جديدة فضمها الى وزيرة للخارجية. لكن الحية السوداء عرفت كيف تصفي شريكها وحليفها الخائب بحرب لبنان بعد ظهور قضايا الفساد التي لاحقت أولمرت. جرت انتخابات داخلية في كاديما انتهت بفوز ليفني برئاسة الحزب وذلك في 17 سبتمبر 2008.


أول ما يلفت الانتباه عند مطالعة السيرة الذاتية لزعيمة حزب كاديما الجديدة ورئيسة وزراء إسرائيل الجالسة على كرسي الاحتياط و المحتملة تسبي ليفني، هي أنها بدأت نشاطها كجاسوسة من الدرجة الأولى في خدمة جهاز الموساد الصهيوني. وكأي جاسوسة محترفة تأخذ دورا سياسيا فإنها التزمت بصمت أبي الهول ولم تتحدث بعد عن انخراطها في منظومات الاستخبارات خلال الثمانينيات رغم أن هناك تقارير خاصة، ربطت اسمها بالعمل كجاسوسة في فرنسا أوائل الثمانينات، وتوزع عملها ما بين جمع معلومات عن "إرهابيين عرب في أوروبا" إلى العمل كمدبرة منزلية والاشراف على عدد من الاقامات المشبوهة في العاصمة الفرنسية انطلقت منها عمليات اغتيال واستدراج واسقاط العديد من الاشخاص المستهدفين من قبل الموساد.


خطورة عمل ليفني مع الموساد في تلك الفترة يكمن في أنها كانت في وحدة النخبة بحسب تقييم "أفرام هالفي" المدير السابق للموساد ، والذي لأسباب أمنية لازال يرفض إعطاء تفاصيل عن المهمات القذرة التي قامت بها ليفني ونفذتها في الفترة ما بين عامي( 1980 ـ 1984).


ليفني تتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، عملت في باريس التي كانت، وقتئذ، ساحة لمعارك طاحنة بين الموساد وعدد من قيادات الفصائل الفلسطينية و طموحات العراق النووية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين بعد توقيع الاتفاقيات النووية للتعاون مع فرنسا في بناء مفاعل تموز النووي الذي تم تدميره مرارا في مراحل بنائه في فرنسا وانجازه على ارض العراق بعدقصفه من قبل طائرات العدو الصهيوني.


ليفني كانت هناك في باريس مصدرا في الاستخبارات الإسرائيلية ، بعد تجربة طويلة انخرطت خلالها في صفوف الموساد عن طريق صديقة طفولتها ميرا غال التي خدمت بالموساد 20 عاماً وهي لازالت الى جنبها تعمل حالياً كمديرة لمكتب ليفني .


وكباقي المتطوعين والمنخرطين في جهاز الموساد، بدأت ليفني بأعمال النشاط الطلابي والشباني لاختراق النخب الفرنسية والعربية، أين نشطت هناك كبولونية، و تنقلت في القارة الأوربية خاضت العديد من الاختبارات التي لا تخلو في معظمها من المخاطر، وتركزت معظم مهامها بالتكليف بالعمل كخادمة أو مدبرة منزلية أو تسهيل الايواء والبيوت لعدد من المطلوبين للرصد والمراقبة والتصفية ولاستدراج ضحاياها من العرب الى الاةكار الصهيونية .


بعد العمل في المنازل انطلقت ليفني للعمل الميداني، تلقت تدريبات حول كيفية تجنيد الجواسيس، وجمع المعلومات في وقت كانت إسرائيل تواجه خصومها الكثر في الساحة الفرنسية، خاصة بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت و انتقالها إلى تونس.


المعروف منذ حرب جوان 1967 تتخذ إسرائيل من باريس محوراً لعملياتها في أوروبا بسبب العلاقات الطيبة والتنسيق الواسع بين جهاز الموساد مع الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية لإستهداف عدداً من القيادات الفلسطينية التي اختارت باريس للعيش فيها وتكون الاقرب الى تونس مقر نشاط منظمة التحرير.


من هناك كان عدد من عملاء الموساد من خارج باريس يقومون بعمليات اغتيال واختراق لعدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم كارلوس و أبي نضال... وغيرهم من خلال القيام بعمليات قتل غالباً ما كانت تنسب لهذين الرجلين.


عمل عملاء الموساد، ومن ضمنهم ليفني، على إحباط مخططات الرئيس الراحل صدام حسين لبناء مفاعل نووي عراقي بمساعدة فرنسية ، ففي جوان من عام 1980 وجد العالم النووي العراقي " الدكتور المشد من اصل مصري" كان يعمل بالبرنامج النووي العراقي مقتولاً في غرفته بالفندق. اتجهت أصابع الاتهام نحو الموساد. ولكن الجريمة فبركت من خلال واحدة من فتيات الليل التابعات لشبكة ايفني التي إدعت بأنها اكتشفت أمر الجريمة بعد سماعها أصواتاً تنبعث من غرفة العالم العراقي. وقد تم قتلها بعد شهر من الحادث في ظروف غامضة لإخفاء سير التحقيق. كما ان شبكتها كانت وراء تجنيد وإسقاط عالم الذرة العراقي حسين الشهرستاني في شبكة تجسس كانت تعمل مع الموساد من دون علمه، وقد وصل الشهرستاني أخيرا الى السلطة كوزير للنفط العراقي ضمن الائتلاف الشيعي الذي قاده عبد العزيز الحكيم في العراق.


مناحيم بيغين ، وبيريز ، كانا يتابعان أولا بأول المشروع النووي العراقي وحذرا فرنسا مسبقا في ذلك الوقت وتمنى مناحيم بيغن الذي كان رئيسا لحكومة العدو على فرنسا أن تكون قد تعلمت درساً قاسياً، كي تتوقف عن مساندة البرنامج النووي العراقي ، و بعد ذلك بنحو عام تم قصف المفاعل النووي العراقي بتدبير وتنسيق مع الفرنسيين أنفسهم حيث تشير المعلومات ان أحد الخبراء الفرنسيين قد وضع المتفجرات في قلب المفاعل أثناء الغارة الاسرائيلية وقتل داخله قبل أن يتمكن من الخروج من المفاعل .


هناك تقرير فرنسي كشف أن تسيبي ليفني كانت ضمن الوحدة الخاصة التي دست السم أيضا لعالم نووي عراقي آخر قتل في باريس عام 1983 وهو كان مسؤولا عن اعداد المنشئات المدنية للمركز النووي العراقي خلال زيارته لباريس.


من مشاريع ليفني ضمن توجهات اليمين المتطرف الصهيوني التوسعي التهجير, الاحتلال , والاستيطان والقتل و التدمير . كما سعت الى ضم وإلحاق الكتل الاستيطانية الكبرى (معاليه أدوميم، جفعات زئيف، افرات، غوش عتصيون، كريات أربع، وارئيل) "بالكيان الصهيوني, وهي بذلك تسعى الى تحقيق حلم "تبادل الأرض والسكان" .


لم تشبع ليفني مصاصة الدماء، من سفك دماء أبرياء غزة في الهجومات الأخيرة، لتأتي وتقول "اعتقد ان قسما من اهدافنا الميدانية انجز، كانوا مصدومين من الضربات الجوية، ومن بعدها لم يصدقوا ان اسرائيل ستجتاح القطاع بريا، ولهذا اعتقد انها نقطة مفصلية، فهمت فيها حماس ان المعادلة تغيرت وحصلنا على الردع". واسرائيل لن تتهاون مع اطلاق الصواريخ من غزة، رغم قرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار، وصرحت "لا نطلب من المجتمع الدولي ان يحارب الى جانبنا، بل نطلب منه تفهما ووقتا".


ربطت دائما علاقة صداقة بين تسيبي لفني ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا رايس، وهي صداقة اجرام أكيد، وماذا يأتي من وراء أمثالهن، وعن رايس سنختصر الحديث ببضع جمل لصاحبها، تختصر وصف حياتها الاجرامية، على امل العودة لها مرة اخرى. وقفت رايز الى جانب لفني وخير دليل امتناعها عن التصويت في لوقف لهيب نار غزة ومحرقتها التي سعرتها صديقتها ليفني.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٩ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور