المدافعون عن الاستعمار الايراني : من هم ؟

﴿ الحلقة الخامسة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
صلاح المختار

الصديق هو الذي يعرف اغنية قلبك ويستطيع ان يغنيها لك عندما تنسى كلماتها

مثل

 

الحيلة الثانية عشر : التخيير بين حسن وحسني

 

ومن المواقف الاكثر غرابة ولفتا للنظر هي تلك المقارنة التي عقدها  ناصروي ( وليس ناصري ) مصري بين حسن وحسني ، وحسن هنا هو حسن نصرالله وحسني هو الرئيس المصري حسني مبارك ، وهذا ( الناصروي ) هو الاشد دفاعا عن الاستعمار الايراني رغم انه يرتدي بدلة الناصري ! في حيلته هذه ، وهي حيلة خبيثة جدا وموحية جدا ، ظهرت في مقال يلخص عنوانه جهد المخابرات الايرانية وهو ( أمة السيد حسن.. وأمة السيد حسني ) يقول هذا ( الناصروي ) العتيد ( إذا كانت من ضرورة لاختيار بين أمة السيد حسن وأمة السيد حسني ، فنحن نختار ـ بامتياز ـ أمة السيد حسن وليس أمة السيد حسني (!). أمة السيد حسن نصر الله هي أمة السادة ، وهي عنوان المقاومة ، وآية الصدق والوعد النافذ ، فقد حول السيد حسن حزب الله إلى أمة بذاتها ، أمة من لحم ودم وعصب عربي خالص ، أمة من رجال الله الذين لا يرهبون عدوا، ويستعينون بالصبر وحس الشهادة وحسن الاستعداد إلى حد الكمال الإنساني ، ويقهرون الجيش الذي قيل أنه لا يقهر ، ليس مرة واحدة بل مرتين، والثالثة تأتي، ونفخ في ريح أمة العرب المغلوبة على أمرها، والمنكوبة بحكامها وغاصبي سلطانها، وكان أول السطر في مقاومة عربية فريدة بزمانها ومكانها، مقاومة تبدأ بثقافة الاستشهاد، وتطور تكنولوجيا ملائمة ، ولا تنتهي إلى هزيمة في ميادين النار، بل تستنزف طاقة العدو، وتحطمه في المعني والمبني، وتضع أنفه في الرغام، وتحول قوة إسرائيل المهولة المفزعة إلى بيت عنكبوت، فلم تهزم المقاومة الجديدة أبدا، لا في لبنان ولا في فلسطين ولا في العراق،) .

 

هذا الكلام المحسوب يصدر هذه المرة من ( ناصروي ) وليس من اسلاموي ، وهو يضخم حزب الله الى درجة انه يلغي الامة العربية كلها ويغيب مقاومتها الاعظم في العراق ، ويسطو على مجد المقاومة الفلسطينية ويغيب حق شهداءها لانها كانت اول سطر في المقاومة العربية في العصر الحديث وليس حزب نصرالله ، ويضع حزب الله ثم ايران في مقام المقاوم الاول! والاغرب كما في حالة بقية من ينفذون خطة المخابرات الايرانية هو زج اسم المقاومة العراقية وسط هذه الدعاية الايرانية المفضوحة ! كيف تجرأ هذا ( الناصروي ) على تجاهل ان المقاومة العرقية هي التي رسمت طريق العرب التحرري بالحاق اكبر هزيمة في تاريخ الاستعمار بامريكا سيدة وحامية الكيان الصهيوني ؟ وكيف سطا ايضا على اسم تامقاومة العراقية  ودسه وسط زفة تتويج حسن نصر اله وايران ملوكا على العرب والعجم مع انها تقاتل سادة حسن نصرالله الذين يغزون العراق مع امريكا ؟

 

ان التركيز على ( امة حسني ) واظهار العرب كلهم وكأنهم نسخ من رئيس النظام المصري واهمال ( امة شهداء ) العراق التي اذلت امريكا ويغيب ( امة شهداء ) فلسطين ، يكشف الهدف المخبوء بعناية وهو تبرئة ايران من دورها المشارك لامريكا في غزو العراق ولصق صفة المقاومة بها عبر تمجيد ذيلها وتابعها وخادمها المطيع حسن نصر الله ، فالاصل هو ايران والفرع هو نصر الله والفرع لا يمكنه ان يفوق الاصل في أي شيء . انها حيلة من يريد تزويج ابنته الكبيرة القبيحة فيظهر ابنته الجميلة الاصغر ليراها من يريد الزواج ولكنه حينما يعقد ويريد الدخول في ليلة الدخلة يكتشف ان الاخت القبيحة هي الموجودة فقط ! باسم المقاومة العراقية التي زجها الكاتب بتعمد مع انها تقف ضد ايران الاستعمارية وضد نهج حزب الله الموالي لايران يريد ان يجمل القبيح ويسوق ما هو بائر ومرفوض .

 

في هذه الحيلة يتعمد هذا الناصروي تمجيد حزب الله ليترك القارئ امام بديل واحد وهو اختيار دعم ايران لانها من يدعم هذا الحزب ، خصوصا وانه بدأ بحيلة لا اخلاقية وهي ايهام القارئ بان خياره محصور بين حسن وحسني فقط مع ان المواطن العربي ، وهو يرفض الانظمة العربية التي سلمت الوطن للاستعمار ، كان يرى في المقاومة الفلسطينية قبل تدجينها الامل الاعظم ، وهو يرى الان في المقاومة العراقية الامل الاعظم الجديد مما يجعل لعبة حصر الخيار في حزب الله عملا مخابراتيا دقيقا . نعم هذا الكلام معد سلفا في مطابخ المخابرات الايرانية دون ادنى شك لانه يتوافق مع الحيل الاخرى التي اعدت بعناية لمحاصرة وعي الانسان العربي بحيث لا يجد مخرجا الا بدعم ايران مع انها الشريك الاول والاخطر لامريكا في غزو العراق ونشر الفتن الطائفية في الوطن العربي .

 

الحيلة الثالثة عشر ايران عمق جغرافي للامة العربية

 

وثمة حيلة اخرى وهي محاولة الايحاء باننا نحن وليس ايران من يعمل على حرماننا من عمق اسلامي وجغرافي تمثله ايران ، ولذلك يدعو الى العمل على المحافظة على صلاتنا بايران وجعلها عمقا جغرافيا لنا ! يقول كاتب سوري علماني ( اعتقد أن مستقبل أمتنا يكمن في الوصول إلى نقاط مشتركة بين كل قوى المقاومة بكافة توجهاتها السياسية والعروبة يجب أن يكون لها عمق اسلامي في دول الجوار التاريخي ايران - تركيا – افريقيا) ، ويقول ( القطيعة التاريخية لن تفيدنا بشيء العروبة رسالة انسانية للبشرية كلها فالأولى أن تكون لدول الجوار الإسلامي التي يربطنا بها تاريخ ، ثم هل المطلوب أن نقف مع سعد الحريري ووليد جنبلاط و سمير جعع ) . لاحظوا ان الحيلة نفسها يمارسها مصري ناصروي واخر اسلاموي تونسي واخر سوري علماني ، بوضع كل من يرفض ايران ودورها الاستعماري في صف سمير جعجع ووليد جنبلاط !

 

الوقاحة الفريدة لا تظهر الا اذا تذكرنا ان هذا الكاتب يطعن بالمقاومة العراقية ، سيدة مقاومات العالم ، حينما يضعها في صف واحد مع جعجع وجنبلاط الابن ! في الواقع لم يسبق ان لاحظنا تشابه بل تطابق منطق جماعة ما مثلما نلاحظ في حالة انصار ايران ، فكلامهم كله منسق ومدبر ومدروس ومعمم ، من يكتب من دمشق هو كمن يكتب من القاهرة بلا أي تغيير في المنطق والحجج ، ويتساوى في ذلك الطائفي الصفوي والطائفي السني في مصر ، والعلماني في سوريا ، والماركسي – اللينيني في لبنان ! كلهم مدربون على تكرار نفس الاعلان المعد سلفا من قبل المخابرات الايرانية .

 

في الفقرات السابقة لابد من ملاحظة ما يلي من حيل :

1 – حيلة ان ايران جاهزة لدعم العرب ولتصبح عمقا جغرافيا لهم ، مع انها وفي ضوء تجربة ثلاثة عقود من حكم الملالي برزت كقوة معادية للعرب باصرار لا يلين ابدا وصارت الجهة الاكثر اشغالا للعرب واستنزافا لطاقاتهم ، لان مشروعها الامبراطوري يقوم على تحطيم وحدة العرب وتفتيت قوتهم واخضاعهم لها .

 

2 – حيلة ان ايران تمثل مقاومة مع انها اهم شريك لامريكا في غزو العراق وافغانستان .

 

3 – حيلة ضرورة كسب دول الجوار الافريقي والاسلامي ، وهي حيلة لا تتضح الا اذا تذكرنا بان العراق بشكل خاص قد بذل جهودا جبارة لكسب الجوار الاقليمي في اسيا وافريقيا ، خصوصا ايران وقدم لها تنازلات هائلة من اجل تحييدها ومع ذلك كانت ايران كالكيان الصهيوني تأخذ ولا تعطي وتتوسع وتستفز وتمارس التقية لاجل تحقيق مكاسب على حساب العرب ، لذلك فالدعوة لكسب ايران حيلة كبيرة تحملنا مسؤولية عدم وقوف ايران الى جانبنا والتقصير في ذلك وتبرء ايران من المسؤولية في اشعال الصراعات والحروب داخل الوطن العربي .

 

4 – حيلة ان العرب هم من يستفز ايران ويعاديها في حين كان يجب كسبها ، والواقع الميداني والعياني يؤكد بان العرب ، كل العرب انظمة وجماهير ، كانوا ومازالوا يريدون التعايش مع ايران ولكن ايران هي التي كانت ومازالت تريد التوسع جغرافيا وسكانيا على حسابنا ، وما شعار تصدير ( الثورة الاسلامية ) ، والذي يعني امر واحد وهو اسقاط الانطمة العربية ، الا مظهر واحد لحقيقة ان من يخلق الازمات والمشاكل هو ايران .

 

هذه الحيل يمارسها كتاب تقربوا من المقاومة العراقية وكتبوا لصالحها لفترة من اجل تاهليهم للوقوف في مرحلة لاحقة مع ايران مباشرة وصراحة كما يفعلون الان .

 

الحيلة الرابعة عشر حزب الله سيثور المقاومة في العراق

 

ويصل غسل الدماغ الذي مارسه حزب الله على بعض الكتاب حدا مدهشا وغريبا ففي مقال مهم للدكتور سعد قرياقوس ينقد فيه مقال مهم لكاتبة وطنية عربية كتبت فجاة مقالا غريبا يثير التأمل والتساؤل كثيرا ، يقول د. قرياقوس ( قدَّمت لنا الكاتبة تفسيرًا لمقتل عماد مغنيَّة احتوى قدرًا من عناصر الخيال واللاواقعيَّة ، بإرجاع أسباب مقتله إلى " تدخُّل حزب الله في العراق " ، وإلى الأدوار التي كانت مناطة به كمخلِّص لشعب العراق من براثن الاحتلال وقيادته لإلحاق الهزيمة بالمشروع الكوني الأمريكي ! لماذا قتل عماد مغنيَّة ؟ أكثر ما يثير الاستغراب في هذه المساهمة ، استبعاد الكاتبة غير المباشر لاحتمالات

 

التورُّط الإسرائيلي في اغتيال مغنيَّة لأسباب لبنانيَّة ، وربطها اغتياله بتطوُّرات مستقبليَّة واقعة خارج الفضاء اللبناني . كان من المؤمَّل أن يلعب مغنيَّة دورًا قياديًّا في حسمها . أو كما عبَّرت عنه بصيغة استفسار: " هل هوشهيد الانتصارات الماضية المنجزة ؟ ام هو شهيد تحوُّلات يمكن أن تؤدَّي إلى انتصارات ما تزال إرهاصاتها في بداياتها ، في مكان آخر ؟ " لذا ، فاغتيال مغنيَّة ، وفقًا لما لمحت له الكاتبة ، مرتبط بالتطوُّرات المستقبليَّة للمشهد السياسي العراقي ! كيف؟ تذكِّر الكاتبة بأن ساحة المواجهة الحاسمة التي "تحدِّد مصير الإمبراطوريَّة الأمريكيَّة هي ساحة العراق وليست ساحة المواجهة في لبنان وفلسطين ، فهناك ، أي، في ساحة العراق سيتقرَّر مصير المنطقة ، ومصيرالإمبراطوريَّة ، ومصير العالم "! هذه النتيحة لن تتحقَّق إلاَّ إذا وصلت "المقاومة العراقيَّة لان تكون سنيَّة- شيعيَّة ". هنا نرى الكاتبة تذكر الحقيقة ، وهي ان ساحة المواجهة الرئيسية ليست في لبنان او فلسطين بل في العراق ، لكنها تلويها بطريقة مذهلة !

 

يواصل د. قرياقوس عرض ماقالته الكاتبة : كما وأنَّ فشل المشروع الأمريكي لن يتحقَّق إلاَّ بعد توفُّر شرط مهمٍّ ، أو كما أخبرها من وصفته بـ " سياسي أوروبي كبير خبير بشؤون المنطقة " قبل سنتين في باريس: " لن يفشل الأميركيُّون في العراق ، ولن يتحرَّرهذا البلد إلاَّ إذا تمَّ تثوير شيعته ضدَّ الاحتلال." السيِّدة الكاتبة لم تترَّدد في التلميح إلى أنَّ اغتيال مغنيَّة مرتبط بمشروع المقاومة في العراق، أو بمساعي تثوير "شيعته". ومرتبط أيضًا بـ "تدخُّل حزب الله في العراق". بعد تقديم هذه المؤشَّرات على " تدخُّل حزب الله في العراق "، فجَّرت الكاتبة  قنبلة "هوريشيميَّة " الحجم بكشفها سرًّا كان خافيًا على الكثيرين من متابعي ما يجري في أرض العراق! فالسرُّ الذي لم يعد سرًّا لها ولأنصار "حزب الله" يكمن في كون عماد مغنيَّة مسؤولاً عن تنفيذ التزام "الحزب" بالمقاومة العراقيَّة أو "المقاومة في العراق"، كما تصفها الكاتبة. ليس هذا فحسب، بل أنَّ مغنيَّة كان المشرف على عمليَّة "تثوير الشيعة "في العراق، وحقن مصل معادٍ الاحتلال بهذا المكِّون "المعوَّق وطنيًّا" من مكوِّنات شعبنا في العراق!

 

القنبلة "الهوريشميَّة " لم تكن الوحيدة التي فجَّرتها الكاتبة، فقد أبت إلاَّ أن تنهي مقالها بتفجير قنبلة "ناكازاكيَّة" التأثير، بإرجاعها أسباب اغتيال عماد مغنيَّة إلى تجاوزه "خطوط سايكس بيكو الحمراء والزرقاء" والليمونيَّة  أيضًا لتصميمه على نقل "تجربة لبنان إلى فلسطين والعراق"! انتهى الاقتباس من دكتور سعد قرياقوس .

 

هكذا اذن وحسب الكاتبة فالمقاومة العراقية ( معوقة ) وجزئية وغير قادرة على تحقيق النصر الا اذا تدخل حسن نصرالله لتثويرها وتعميمها وانقاذها من طائفيتها !! ماشاء الله على هذا المنطق الغريب جدا والمثير جدا للتساؤلات ، انتبهوا لما ياتي :

 

1 – ثمة تأكيد واضح جدا ، وملفت للنظر جدا ، على ان المقاومة العراقية تواجه مشكلة محدوديتها في المناطق السنية ، وكادت تقول في ( المثلث السني ) هل تذكرون من هو مخترع هذا الوصف ؟ انه الاحتلال الذي اراد تصوير المقاومة العراقية وكأنها مقاومة طائفية وهو ما تقوله الكاتبة في مقالها الذي لا تصنيف له سوى انه ينتمي لادب الخيال العلمي او الرغبات الجامحة المحرمة .

 

2 – الشعب العراق معوق ويحتاج لمن يعاونه في تجاوز عوقه فياتي قاتل العراقيين في السفارة العراقية في بيروت ومن قاتل العراقيين اثناء الحرب التي فرضتها ايران على العراق عماد مغنية ليقوم بالمهمة !

 

3 – الكاتبة تتجاهل حقيقة ثابتة وهي ان المشلكة في العراق ليست عجز المقاومة عن تثوير شيعة العراق ، فهم في الواقع في قلب المقاومة المسلحة فحوالي 65 – 70   % من شهداءها من جنوب العراق ، بل المشلكة في ايران ، سيدة حسن نصرالله المطلقة ، التي تركز جهدها على تصفية المقاومين الشيعة في الجنوب ومعاملتهم بقسوة اشد من معاملة اهل الوسط لانهم ، من وجهة نظرها ، ( شيعة صدام ) . نعم المقاومة العراقية كانت اضعف في الجنوب من الوسط والشمال ولكن السبب الرئيسي هو ايران وفرق موتها ومخابراتها والاحزاب التابعة لها ، والتي تولت مهمة تصفية كل من يحمل السلاح ضد الاحتلال . فهل يمكن لعميل ايراني كعماد مغنية ان يقوم بدور ( تثويري ) للمقاومة العراقية اذا كانت ايران هي الشريك الاول والاهم لامريكا في غزو وتدمير العراق ومحاربة مقاومته المسلحة ؟ وهل تنسى الكاتبة المحترمة ان عماد مغنية هو من درب جيش المهدي على ابادة العراقيين على اسس طائفية وقتل مئات الفلسطينيين في العراق لمجرد انهم عرب ؟

 

4 – تتجاهل الكاتبة المحترمة حقيقة ان ايران تخوض صراعا تنافسيا مع امريكا حول تقاسم الفنوذ في العراق وكل الاقطار العربية ، وهو امر اعترفت به امريكا وايران وعقدت بموجبه سلسلة لقاءات بين ايران وامريكا رسميا من اجل ما وصفه رسميا احمدي نجاد بانه ( محاولة مساعدة امريكا على الخروج من العراق ) . فهل يمكن لمن يتقاسم النفوذ مع امريكا ان  يثوّر مقاومة ؟ وكيف تكون ايران وهي شريك امريكا الاهم في غزو العراق مقاومة للنفوذ الامريكي الا اذا كان المطلوب هو طرد امريكا كي تنفرد ايران باستعمار العراق كما دعا خامنئي تحت غطاء ملأ الفراغ في العراق ! وكيف يكون حسن نصرالله عمل على دعم المقاومة العراقية وهو من درب جيش المهدي من اجل تصفيتها ؟

 

5 – ترسم الكاتبة للمقاومة العراقية صورة بائسة تجعلها بحاجة لعون عماد مغنية وانقاذه لها برسم طريق تحولها الى ثورة قادرة على الحاق الهزيمة بامريكا ! ونست الكاتبة انها اعترفت ، هي وغيرها ممن يعرفون معنى الستراتيجية ، بان المقاومة العراقية هي اعظم واهم مقاومة في تاريخ الانسانية تفجرت في بيئة معادية لها وبدون دعم دولي او اقليمي وانها ، كما اعترفت ، المقاومة الرئيسية التي تخوض الصراع الرئيسي في المنطقة والعالم واستبعدت المقاومة الفلسطينية وما يسمى ب ( المقاومة اللبنانية ) من معسكر من يخوضون المعركة الرئيسية .

 

هذه الصورة السلبية التي رسمتها للمقاومة العراقية ، بجعلها معوقة وبحاجة ماسة لدور عماد مغنية ليثورها ، تقدم شعب العراق ، شعب صدام الشهيد وشعب الاربعة ملايين شهيد منذ فرض الحصار وحتى الان ، كأنه يفتقر للقادة الان وعاجزا عن انجاب القادة والابطال ، مع ان ساحة العراق تشهد تمريغ انف امريكا في الوحل الان بذكاء وبطولة ابناء العراق ، وهو انجاز تاريخي عظيم وفريد عجز كبار العالم عن تحقيقه ، مثل الاتحاد السوفيتي السابق والصين واتحاد اوربا الذين احنوا رؤوسهم لامريكا وعاصفتها العاتية في حين ان شعب العجب ، كما كان سيد شهداء العصر صدام حسين يحب ان يصف شعب العراق ، هو وحده من اذل امريكا وهزمها مع انها تنفرد بحكم العالم . مع الاسف الشديد ان تتورط وطنية نحترمها بتقديم  صورة لشعب العراق ومقاومته الباسلة لم ترسم مثلها حتى الدعاية الامريكية المعادية للعراق ومقاومته .

 

ان السؤال الذي يجب طرحه الان هو : هل حقا ان المقاومة العراقية بحاجة لخدمات عميل ايراني قتل الكثير من العراقيين كعماد مغنية ؟ والسؤال الاخر المهم هو : ما الهدف من ترويج هذه القصة العجيبة الغربية عن قتل عماد مع ان هناك قصة مرجحة وهي ان عماد قد صفته المخابرات الايرانية ذاتها بسبب ما حام حول تصرفاته من شكوك اثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان ، واحد الادلة على صحتها هو ان احد لم يعرف ما هي نتائج التحقيق في مقتله في سوريا مع ان المخابرات السورية تعاونت مع المخابرات الايرانية في التحقيق ؟

 

يتبع

مطلع كانون الاول 2009

ملاحظة  كتبت هذه الدراسة بين أيار/ مايو  و آب / اوغست 2009 لكنها تركت مؤقتا ولم تنشر ، والان ننشرها بعد اضافة تصريحات ايرانية جديدة اطلقت في الاسابيع الماضية ، ووقوع احداث في ايران ولبنان وغيرهما اكدت ما ورد فيها .

 
salahalmukhtar@gmail.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢١ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور