صدام حسين  - معيار بين نظرتين وضرورة الى وحدة الموقف

﴿ الحلقة الأولى ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
صادق احمد العيسى
ان المؤثرات السمية الاعلامية المضادة ودافع تغليب المصالح الضيقة (الانانية)مهما كان اللبوس الذي تظهر به كمبرر، فانها بعد ان تتمكن من طبع الشخصية بطابعها تعمي البصائر وتتجه بصاحبها الى مسالك يظهر بها الضحية شخصية اخرى بمعنى شخصية مخربة فاقدة لاشياء كثيرة في المقدمة منها ربما بداياته الفكرية التي ابتدأ بها وربما كانت تلك البدايات تمتلك شيىء من المعقولية، تلك الشخصية قد تصبح بعيدة عن الوطن والمواطنة، مع اصرار منها على انها تمثل الاتجاة الصحيح لمصلحة الوطن بل وتمتلك البرنامج القادر على الوصول بالوطن الى اعلى درجات الرقي وهكذا يتراءاى لصاحب تلك الشخصية، ولم يكن ذلك غريبا على المشتغلين في هذا الحقل يجد ان صاحب لشخصية الثانية يرى الاخرين على خطأ في كل تصوراتهم وحقيقة ان الاعلام المؤثر له القدرة على خلق شخصية اخرى للعنصر الذي يقع تحت تأثيرة ان لم يكن لهذا العنصر الحصانة التي تحميه.


مثل هؤلاء ليسوا معنيين بموضوعنا الان لان لهم لغة خاصة وبرنامج خاص يقتضي اولا ان يعودوا الى التفكير الصحيح اولا ثم نبدأ الحوار.


فئة الخطاب المعنيين الان هم من يعتقدون ان العراق خيمتنا والهدف الاسمى الذي لا يسمو عليه هدف اخر .الهدف الذي تخضع له اجتهاداتنا ، وليس الوسيلة لبوغ المآرب الشخصية والطموحات الذاتية .


قبل ا رتكاب الغزاة جريمة الاحتلال بحق الشعب العراقي وجريمة الاعتداء على القانون الدولي والمجتمع الدولي ،كانت هناك مشكلة في العراق وهي تباين نقاط الوقوف ،هذا التباين اظهر موقعين ، موقع ا لشخصية صاحبة المشروع ونقطة وقوف الاخر ، فكانت نقطة وقوفة في مستوى اقل تماما يمكن تصوير ذلك كمن يقف في قمة الجبل واخر في قاعدة الجبل ، فالواقف في القمة يرى اشياء لا يتمكن لمن هو في القاعدة ان يراها لذا عندما يستعجله في الحركة والالتحاق ويلح على ذلك قد يشكل عبء على الثاني ،ذلك ان الذي يقف على القمة يمتلك الكثير من المعلومات التي يفتقد لها الاول فهو يراة بالكامل ويرى المكان الذي يمكن ان يحقق له الحماية ويرى حركة العدو باتجاهة هذا هو الفرق بين صاحب المشروع الذي يمتلك الصورة النظرية لبناء المجتمع والاخر الذي لا يملكها.


صورة العراق بالنسبة لصاحب المشروع الحضاري والكيفية لتطويره وحجم العراق وتاثيره بسواه وعلاقة هذا التأثير بمصالح الغير واضحة لمن يقف في القمة كما يرى التحرك المضاد لمن له مصلحة بعدم تقدم العراق ليس ذلك فحسب انما يرى الاهداف التي يجب بلوغها كي تمنع العدو من تحقيق اهدافه،ولذا يضع امكانات عزيزه من اجل بلوغ هذا الهدف الذي لا يستطيع من هو في القاعدة ان يراه او يتصوره واذا اضفنا نقطة مهمة ان ايضاح كل تلك الاهداف والمخططات لمن هو في القاعدة قد تمكن العدو من معرفة النوايا فيجعل الهدف مكلف ان لم يكن مستحيل عندما يضع مستلزمات اضافية بمواجة صاحب المشروع وهذه نقطة مضافة تجعل من هو بالقاعدة يعيش افكارا خارج المشروع الحضاري بل وربما يرجح مصالح تخدم العدو بشكل مباشر او غير مباشر .


فمثلا الموارد المصروفة على محو الاهمية في العراق عام 1979 عند انطلاق الحملة التي شهدت لها الامم المتحدة والعالم بالنجاح لم يكن الغاية منها هي تعليم فنية القراءة والكتابة على اهميتها لكن الغرض الاول ان القيادة ادركت بان العدو قد بدأ استحضارته لمعركة حاسمة وعلى القيادة ان تفقد العدو سلاح فاعل هو السلاح الاعلامي وهذا لا يتحقق دون الغاء ظلام الامية والجهل ذلك الظلام المهلك الذي يتسلل منه العدو ويمكن ان يحقق موطىء قدم ليس من السهل التخلص منه وبهذا المعيار كان الفرق بين نظرتين لحالة واحدة احداها ينطلق من نظرة فنية مهنية واخرى تنطلق من رؤية قيادية ادركت خطوات عدو يتقدم وبما ان الشعب هو الاحتياطي المضموم فيجب ان يسلح بسلاح المعرفة ليجهض مخطط الاعداء وبموجب هذا يكون حشد كل الامكانيات من اجل انجاح الحملة يمكن للفني العادي ان يرى ان تلك مهمة هي من واجبات وزارة التربية وشيىء بسيط من التعاون من وزارة الداخلية لكن من حيث يقف ويرى ويخطط صدام حسين كان ينبغي ان تشترك جميع الوزارات وهذا ما حصل .


بكلام اخر ان حلبة الصراع الذي دخلته ثورة تموز هو صراع تاريخي دخلت فيه نيابة عن الامة وعن الانسانية ووسام الشرف هذا يجب ان لا تنفرد به جهة فنية دون سواها لذلك كان القائد من حيث يقف يريد لكل عراقي مشاركة في بطولة صنع الحياة وصنع المجتمع ورفد الانسانية بما اعتادت ان تقدمه لها الامة العربية وهي في حالة العطاء الايجابي ، وان تكون القيادة مسوولة ليس عن تحقيق الهدف لوحدة وانما تحقيق الانتساب الى الهدف وجماعية المشاركة الشعبية في صنعه باعتبارة عمل بطولي شجاع حتى لا يحتكر شرف بناء العراق على فئة او مجموعة واهم ما كان يكز علية ان يشترك الجميع حتى عندما تتفاخر الاجيال المستقبلية ببناء تجربة العراق لا يبقى عراقي خالي من هذا الشرف وهذا هو الاساس في حملة قص القصب والبردي في مواجة العدوان الايراني على العراق وكانت القوات الايرانية تتقدم لاحتلال العزيرفي شرق دجلة،وربما كان ذلك موضع نقد من قبل من هم في قاعدة السفح بأعتبار حشد الشعب في الخطوط الامامية يؤدي عسكريا الى خسائر يجب ان لا تقع ولكن هذه النظرة الفنية صحيحة عندما تكون المعركة لا تعني الحياة بالنسبة للاجيال في المستقبل.


ان ذلك الهدف كان يكلف الدولة الجهد والمال ولكن بناء العراق بيد كل الشعب العراقي مجتمعا هو اكبر من اي مستلزم يمكن ان يوضع لاجله وهذا هو الفرق بين الراي الفني والراي القيادي المسؤول ولذلك عندما كانت القيادة هي المسوولة وليس الجانب الفني هذا يعني اننا امام مشروع صنع الجيل العربي الجديد والمجتمع الجديد وليس النجاح في الخطوات لوحدها فنيا والذي يتولى قيادة المجتمع هي القيادة وان الفنيين هم هيئة الركن لنجاح المهمة وليس الخطوة لذاتها على اهمية الخطوات باعتبارها درجات على سلم المجد من اجل بلوغ الغاية .


من ما تقدم نصل الى استنتاج ان الذي يرتقي في رؤاة لايمكن ان يرتقي دون ايمان هذا الصعودهو ما نسميه الانقلاب على الذات فتتحرر الذات من قيود الواقع وتعيش في اجواء المستقبل وهي في الواقع ليست حالمة انما برأس ينزع الى المستقبل واطراف تعيش في ارض الواقع وهكذا كان صدام حسين يعيش المستقبل بثقة ووثوق كما لو انه واقع قائم ويعيش الواقع بهمومة وارهاصاته ، يرى حاجات بناء المستقبل قائمة في الواقع المادي المعاش لذا يقول اننا بحاجة الى الطفل الرضيع، لا يرى عون من غير الشعب لذا يؤكد على ان الاحتياطي المضموم هو الشعب وكان صادقا في كل ما يقول وبموجب هذه الرؤية كان العدو يخاف صدام حسين ويتعجل خطواته للقضاء على مشروع صدام حسين وهذا ما حملته الخطة الصهيونية عام 1982 وكانت المحطة الاخيرة فيه هي احتلال بغداد عام 2003 والتي كان يمكن لها ان تسقط بغداد لولا قدرة الشعب العراقي على دعم مقاومته البطله وافشالها المشروع الاحتلالي حتى اضطر العدو الى الاعتراف بالهزيمة.


اما العناصر الواقفة عند القاعدة فهم يقعون تحت ثاثيرين الاول سعي صدام حسين لانتشالهم وهو سعي حثيث مبرمج ولكن ليس سهلا .


التاثير الثاني هو التركيز الاعلامي والجهد المعاديين الذين يسعيان الى احد نتيجتين هما اما جعل هذه العناصر عبء مضاف على الجهد الذي تواجهه القيادة في نحتها لمشروعها الحضاري او خلق معرقلات منها تقف في وجه المشروع وهذا ما تحقق في الايام التي تلت عام 1991.


وكانت الفئة الثانية هي الطاقات الضائعة التي لم تستفق الرشد (( الا ضحى الغد )) فكان الندم وهذا ما وجدته في مقال السيد علي الصراف حيث يقول مخاطبا الشهيد صدام حسين ((كنت تريد ان تبني وطنا قويا وامة حرة وكنت تطالبنا بالولاء الاعمى لانك كنت تنظر الينا ليس من حيث نقف بل من حيث ترى نفسك ... كانت فرائصهم ((اي الاعداء)) ترتعد من المستقبل الذي تقترحه على هيمنتهم وغطرستهم واحتلالهم .... كنت ديكتاتورا رائعا اما انا فقد كنت على خطأ دائما ))


والحمدلله رب العالمين .. للموضوع صلة

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١٨ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور