بيان من المؤتمر التأسيسي

بعد أن وصل التغلغل والنفوذ الإيراني في الشؤون العراقية الداخلية إلى كافة المفاصل الكبيرة والصغيرة ، وبعد إطلاق حكومة طهران لبالون اختبار لقياس ردود فعل الحكومة الهزيلة في بغداد بشأن عائدية الميناء العميق بذريعة وجوده ضمن المياه الإقليمية الإيرانية ، وبعد أن مدت إيران نفوذها إلى أدق التفاصيل اليومية في سلوك الحكومة وأجهزتها الأمنية ، لم تنتظر طويلا حينما أقدمت قواتها على احتلال البئر الرابعة في حقل الفكة العراقي النفطي ، واضعة حكومة بغداد في أحرج موقف علني تمر به ، وفي محاولة لمعرفة ردود الفعل التي ستبديها الولايات المتحدة قبل انسحابها المفترض نهاية عام 2011 ، وجس النبض في مدى التزام القوات الأمريكية في نص الاتفاقية الأمنية والذي تتعهد فيه بالدفاع عن حدود العراق.

إيران أكدت بعدوانها الجديد على العراق ، أنها تقف على رصيد هائل من العقد والأطماع التاريخية بالعراق أرضا وتاريخا وثروات ، وأنها لم تكتف بما فعلته من مآس بالعراقيين تحت ظل الاحتلال الأمريكي ، ولم تقم أدنى وزن لزمرة الحكام المرتبطين بها ، والذين يسعون لكسب رضاها مهما بلغ الثمن الذي تفرضه عليهم ، فأقدمت على فعلتها القبيحة باحتلال البئر الرابعة في حقل الفكة ، مستغلة وهن الحكومة العميلة ، وعجز القوات الحكومية التي أنشأها المحتلون بعد أن حلوا الجيش العراقي ، عن تأمين حدود العراق والدفاع عن وحدة أراضيه وسيادته الوطنية ، وانشغالها بقمع أبناء الشعب العراقي  .

إن المؤتمر التأسيسي العراقي الوطني يحمل الولايات المتحدة بحكم مسؤوليتها القانونية كدولة إحتلال وحكومة بغداد ذات الولاء المزدوج ، مسؤولية التقاعس عن الدفاع عن العراق وثرواته الوطنية ، ويطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها استنادا إلى ميثاقها وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، باتخاذ التدابير الرادعة والمانعة لإيران من أي تصرف عدواني معاد للعراق .

ويدعو أبناء شعبنا للوقوف صفا واحدا وراء المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي والأمل الوحيد في انتزاع سيادة العراق واستقلاله ، والوقوف بوجه أطماع الطغمة الفاسدة في طهران ، ووقف اعتداءاتها ونواياها الشريرة تجاه العراق ، كما يدعو إلى اعتماد سياسة حازمة تجاه الأطماع الإيرانية وإلغاء قانون حل الجيش العراقي الوطني الذي ذاد في ثمانينات القرن الماضي عن العراق والأمة العربية ويؤكد على ضرورة إعادة بناء وتنظيم هذا الجيش بتقاليده العريقة حارسا قويا وسدا منيعا لحماية العراق والأمة العربية من الأخطار الخارجية  .

محرم ١٤٣١ الموافق ٢١ كانون الأول ٢٠٠٩