ليس بالمـآذن وحــدها يعــلو شـأن الإســلام

 
 
 
شبكة المنصور
الـــــوعــــي الــعـــــربـــي
لسنا مع هذه الأصوات التي خرجت تندد على الأستفتاء الذي أجُري في سويسرا الأسبوع الماضي حول حظر بناء مآذن المساجد في أراضيها والذي حظي بتأييد أكثر من نصف السويسريين وفي ذات السياق أنتقد مفتي الديار المصرية الأستفتاء السويسري وأعتبر أن نتيجته إهانة للمسلمين في كل أنحاء العالم كما خرجت أصواتا من هنا وهناك كلها تصب في هذا المضمون باعتباره إهانة لكل المسلمين في العالم علي الرغم من إننا لا نعتبر بان ما قامت به سويسرا يسبب لنا آي أذي او إهانة مقارنة بما يجري من أعمال تخريبية وحفريات تدميرية للمسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين علي أيدي الصهاينة ولم نسمع صوتا عربيا او أسلاميا يندد بما يجري جهاراً نهاراً لهدم المسجد الاقصي وليس مئذنة ، وعلي الرغم أن قرار التصويت به من عنصرية وحقد علي الأسلام والمسلمين لاسباب تتعلق بالأسلام فوبيا وما أقترن بنا نحن المسلمين من دعاية صهيونية أوربية وصفتنا بالأرهابين إلا أن البرلمان السويسري ومن يواكبه في هذا الأتجاه عندما أختص المآذن بالحظر وليس المساجد هو أمر يكشف عن إدراك الداعين إليه رغم تطرفهم إلي الفارق بين المئذنة كمعمار إسلامي وبين المسجد كمكان أساسي يتم فيه تأدية الفريضة الإسلامية ،

 

ومع كل أعتزازنا بالمأذن لارتباطها في أذهاننا بالرمز الذي يتشكل في وجداننا بان المآذن جزء من ديننا الأسلامي الحنيف إلا أنها ليست فرضاً ولا سنة إنها فقط للدلالة علي أن بالمكان مسلمين وهو معلوم بطبيعة الحال لذا فهي شعيرة تأخذ حكم الفرض الكفائي ، وأن هناك أحصائية تقول بان أكثر من 75% من مساجد آي بلد أسلامي او عربي ليس بها مأذن ومع ذلك لم نغضب لكون هذه المساجد بدون مآذن فالمئذنة ليست لها علاقة بجوهر العقيدة فى الأسلام فالصلاة تصلح أيضاً فى أى مكان حتى بدون وجود مسجد فالعبرة بالإيمان كما قال في ذلك الحسن البصرى ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه بالعمل ورغم الأهمية الشديدة للمآذن فهي ليست من العناصر الرئيسية في المساجد كما يقول في ذلك بعض العلماء والفقهاء، حيث قالوا بان التصميم المعماري للمسجد والتي لا يخلو منها اي مسجد هي دورة للمياه و الصحن والقبلة والمحراب والمنبروأتفق الفقهاء علي مشروعية بناء المآذن علي وجه الأستحباب ليس أكثر ولم ينقل القول بالوجوب عن أحد من الفقهاء القدماء أو المعاصرين بل ووصل الأمر بقول أحد العلماء بانها بدعة محببه وأن تركها لا يستوجب الخروج عن صحيح الدين،

 

وقد أستخدمت المآذن قديما وفي عصور الأسلام الأولي في أغراض كثيرة منها إعلام المسلمين بمواقيت الصلاه ودخول شهر رمضان وإعلان الحروب ، أما اليوم ومع دخول التقنية الحديثة ومكبرات الصوت ووسائل الإعلام المختلفة لم تعد هناك أهمية لهذه المآذن إذا لم نتمكن من بنائها، فالأسلام اليوم هو الذي يؤرق مضاجع هؤلاء المصابين بفوبيا الإسلام ولكن ما يقلقنا اليوم أكثر هم أعداء الأسلام ممن يدعون الإسلام وهم ليسوا بمسلمين فاعدائنا نحن كفيلون بهم أما من يُحسبون علي الأسلام والمسلمين هم والذين يعملون علي خدمة الصهيونية والترويج للأفكار الهدامة والتشكيك في العقيدة هومكمن الخطورة ، كل هذا يتم بطريقة ممنهجة ومنظمة ومدبرة ومؤامرة عالمية ضد الإسلام يديرها أعداؤه بدس مثل هذه الدعاوي والمذاهب الباطلة في المجتمع الإسلامي وأن ما يدعونه عن حرية الفكر والعقيدة والتعبير ما هي إلا أكاذيب يروجوها أعداء الإسلام وأدواتهم من الصهيونية أو المتصهينين من أبناء جلدتنا لفرض واقع علي الأمة ولإيجاد المبررات للغزو والإحتلال كما العراق والصومال والسودان ،

 

انهم يتذرعون بحرية التعبير وحقوق الإنسان ولكن هذه الحرية لا نجد لها صدي إلا إذ كان الأمر يتعلق بمقدساتنا الإسلامية وشعائرنا الدينية والذي إن دل على شيء فأنه يدل عن مدى الحقد والضغينة والكراهية للإسلام والمسلمين إذن هي حرب علي إسلامنا ورسول البشرية جمعاء وهو هدفهم ومقصدهم، وهذه هي ليست المره الأولي التي توجه فيها الإهانات للاسلام والمسلمين فمنذ سنوات خرجت علينا الرسوم الدنماركية المسيئة الي رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام و كان قد سبق أن تعرض بابا روما" بنديكت السادس عشر" في تصريحات حوارية له والتي أساء فيها للرسول والإسلام والذي آبى أن يعتذر وإن كان قد أبدى شعوره بالأسف لرد فعل المسلمين في العالم على سوء عدم فهم تصريحاته كما لو كان علينا أخذ هذه التصريحات وتقبلها حتي نكون عقلانيين ومتحضرين ولانعانى سوء الفهم وإن كان إدعاء سوء الفهم في حد ذاته تفسير أشد حمقا وعصبيه حيث إنه لصق تهمه الغباء لمليار ونصف المليار مسلم وأن الخطأ يكون على قدر صاحبه ، الأسلام يا ساده ليس بناء او مئذنة وانما سلوك وفهم صحيح لروح العقيدة فالمسلمون هم المعنيون بهذه الإساءات وهذا التهجم وهذا الحقد علي هذا الدين العظيم و رسوله الكريم وذلك لما تمر به الأمة والمسلمون من ضعف وهزيمة وإستسلام ، لقد دخلت القوات الأمريكية الصهيونية الغازية الي العراق وقتلت شعباً باكمله وأنتهكت حرمات ، وفجرت مآذن وهدمت مساجد، وأتخذتها قواعد عسكرية لها ولم نسمع من ينتفض عربيا او اسلاميا علي مايجري هناك ،

 

إن بُعد المسلمون عن إسلامهم وعن الدفاع عن مقدساتهم ونصرة إخوانهم من المسلمين الذين يقتُلون ويحاصرون وتسُفك دمائهم كل يوم في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال والشيشان لهو خير دليل علي ما وصل إليه المسلمون من حالة الضعف والإنهزامية ولهذا تتكالب الأمم والجيوش علي أمتنا الإسلامية وعلي بلداننا العربية وسوف يظل هذا الحقد وهذه الإساءات مستمرة ما لم يكن هناك مسلمون حقيقيون قابضين علي دينهم كالقابض علي جمرة من نار و أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية كالإرهاب والجهاد ومقاومة المحتل ، ويجب علي مسلمي العالم الإنتباه لهذه الحماقات التي تشجع متطرفي الغرب من المتعصبين والمهووسين في إشعال حروب صليبية علي الدول الإسلامية وإعطاء الشرعية لهؤلاء العنصريين لندخل في حماقة الصراع والإنزلاق إلي الفخ المنصوب لنا لإغرائنا بالدخول في حروب الأديان ولابد من إضاعة الفرصة لهم عما يحاولوه من إستفزاز للمشاعر والإهانات والإساءات لرموزنا الإسلامية ولن نسُتدرج إلي هذا المعترك الخبيث ، لان رفع شأن الاسلام ليس بالمآذن وحدها وإنما في رفع شأن المسلمون أنفسهم لانفسهم وإحترامهم لذاتهم و توادهم وتراحمهم ومناصرة حكامنا وملوكنا لقضايا أمتنا العربية والأسلامية المصيرية ورد العدوان ومقاومة الإحتلال والطغيان عن بلادنا ومزيداً من الوعي بدلا من دخولهم في حروب كروية وسجالات ثأرية جانبية وقضايا خلافية تافهة لا طائل منها ولا منتصرفيها إلا أعداء الأمة ، ياسادة ليس بالمآذن ولا بالزي ولا القنوات الدينية ولا الدعاة يعلو شأننا ، الإسلام يا سادة يحتاج الي مسلمون حقيقيون .

 
http://www.alarabi2000.blogspot.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور