في ذكرى العدوان على العراق ١٧/١/١٩٩١ - جريمة العدوان والمقاومة

﴿ الحلقة الخامسة والاخيرة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
هذه هي الأسباب الحقيقية التي جعلت أمريكا تجعل العراق الهدف الأول لعدوانها منذ 1991وتواصل العدوان عليه رغم انتهاء كل مبررات العدوان، لكن الصهيونية تريد تدمير العراق وتلتقي مع المخطط الامبريالي وتتعاون معها أنظمة عربية وحكومة إيران اللااسلامية، لأنهم يخشون المد الثوري الذي يبعثه العراق، وإمكانية تحرك الشعب عليهم فالتقوا جميعا صهاينة وروم وأعرابا وفرسا وحشدوا معهم كل أشرار ومجرمي الأرض وممتهني الجريمة من مافيا الرذيلة ومرتزقة المال بأي ثمن. وقبل أن أعرج إلى تصوري لمخطط أمريكا وحشدها لابد أن أوضح إنا كعرب ومسلمين نرفض وندين أي عدوان على الشعوب واحتلال الدول بأي ذريعة، بما فيها الشعوب الإيرانية الجارة المسلمة بالرغم من موقف حكومتهم المعادية لنا كعرب وعراقيين، أما لماذا تغاضت أمريكا وحلفائها عن كوريا الشمالية وإيران أهو بسبب قدراتهما العسكرية أم لشيء أخر؟ فهذا ما سأبينه .


تغاضت أمريكا عن إيران وكوريا لأسباب أخرى هي :


1. إن نظامي إيران وكوريا لا يشكلا تهديدا حقيقيا للمخطط الامبريالي من حيث المنهج والفكر والبرامج، بالرغم من جدية أمريكا وحلفائها في محاربة التوسع النووي، خصوصا في الدول التي تعارض المخطط الامبريالي في المنهج والبرنامج.


2. إن وجود إيران القوية وبإطماعها التوسعية على حساب العرب مع محاصرة البرنامج النووي لها يجعلها عامل مساعد ومفيد لمخططهم، فهو يضمن ارتماء حكام العرب وخاصة دول الخليج العربي في أحضان الامبريالية وأمريكا، والأمريكان بحاجة إلى أن يستخدموا إيران فزاعة لدول الخليج العربي والنظام الرسمي العربي الهش، خصوصا مع المنهج السياسي لإيران عن جهل أو تنسيق مع أمريكا في تدخلها بالشؤون العربية وإعلانها المستمر عن أطماعها في مناطق عربية واحتلالها للجزر العربية الثلاث ودورها في غزو العراق وتدخلها السافر والمشارك لقوى الاحتلال.


3. هذا يخدم أمريكا مرتان: الأولى إنها ستبقى في المنطقة بطريقة مشروعة ومقبولة لأنها رغبة أولئك الحكام، والثانية ستكون سياسة أمريكا بفرض شراء صناعاتها الحربية وأسلحتها وتكديسها في منطقة الخليج العربي كسلاح احتياطي ومتقدم لجيوشها وكذلك للكيان الصهيوني وبأموال العرب، وهذه خدمة كبيرة تقدمها حكومة إيران بوعي وإدراك أو جهل وغباء لأمريكا.


4. إن إيران بمنهجها المنحرف عن الدين وابتداعها منهجا يخالف الدين والمذهب الجعفري تمثل إضافة للمنهج الوهابي السلفي المتطرف المبتدع منهجا يخالف الدين ومذهب السنة يشكلان العمود الفقري لمخطط الامبريالية ضد الإسلام واستخدامهما لفرقة المسلمين وتدمير التضامن والمحبة وتوحد المنهج والرؤى لقضاياهم خصوصا اغتصاب فلسطين والقدس الشريف، وان توسعتهما وتنمية تطلعاتهما أي المنهج الصفوي الخميني والسلفي الوهابي سيشكلان سلاح الامبريالية والصهيونية ضد الإسلام والمسلمين ليكونا كمنهجي الكاثوليك والبروتستانت التي استخدمتهما لتفتيت المسيحيين وتحريف المسيحية.


5. أما كوريا فأمريكا تحتاجها بوضعها ومحاولاتها النووية المحاصرة أيضا لاستمرار الهيمنة الأمريكية على الشرق الأقصى خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية، وبفلسفة أخرى إنها تمثل تهديدا للمنطقة ونظاما شموليا يهدد الديمقراطية وفق المنظور الأمريكي وغيرها من صيغ التضليل.


هكذا تخطط أمريكا وتستثمر حتى أعدائها الأغبياء ليخدموا مخططاتها.


كان العدوان على العراق - والذي كانت أمريكا والصهيونية تخططان له منذ زمن بعيد- عدوانا على البشرية كلها وجودا وحضارة وقيما وقوانين ومعاهدات وثروات، تلاقى في ذلك العدوان الخميني على العراق، وما ترتب عليه من كلفة وخسائر أضعفت الاقتصاد العراقي وولدت مديونية كبيرة عليه، وانهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد أمريكا كقوة عظمى وحيدة وعراق يعاني من ضعف اقتصادي نتيجة العدوان الإيراني الطويل فكانت فرصة المتطرفين من اليهود (الصهاينة) والمتطرفين من المسيحيين الإنجيليين (المحافظين الجدد) فكانت الجريمة بدفع من الشركات الاحتكارية للثأر من شعب العراق الذي مرغها بالوحل يوم أمم ثرواته النفطية واستثمرها استثمارا مباشرا ووضع نموذجا لشعوب العالم لتقتدي به.


أي جريمة - جريمة العصر بحق – لقد أعادت البشرية عقودا من السنين إلى الوراء وامتهنت كل القوانين والمعاهدات والمواثيق التي وضعتها البشرية نتيجة المعاناة والتجارب المريرة من الحروب والعدوان واعتماد القوة الغاشمة والبغي الذي ساد في فترة الاستعمار المباشر التي امتدت لعقدين من الزمن تقريبا، وشكلت الدول وخصوصا الكبرى هيئات دولية ومنظمات تابعة لها لتحكم في الخلافات ووضعت نظاما عالميا اتسمت به مرحلة ما بعد الحربين العالمتين في القرن العشرين، فجاء العدوان الأمريكي ومن حالفها ليستبيح كل ذلك منظمات وقوانين وقيم وتطور حضاري وإنساني.


لقد التقى تطرف وإجرام الإدارة الأمريكية في عهد المجرم بوش دبل يو مع ظروف العالم بعد أحداث 11/9/2001 وهيمنتها على النظام السياسي العالمي نتيجة كونها الدولة الأكبر قوة عسكرية واقتصادية، وتسخيرها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات المرتبطة بها لتكون أدوات بيدها تفرض عليها ما تمليه دون اعتبار للقانون الدولي، فكان عدوانها الأول على العراق، ومن ثم أكملت غزوه واحتلاله دون أي مبرر كما أوضحنا سابقا، بل لاعتبارين لا ثالث لهما، الأول إن شعب العراق هو شعب الوعد الرباني لبني إسرائيل اللذين حرفوا آيات الله وقتلوا أنبيائه وعاثوا في الأرض فسادا وعلو علوا كبيرا بالبغي والعنصرية والعدوان والجريمة، وهذا يعرفه حاخامات اليهود من كتب الله المنزلة التوراة والإنجيل والقرآن، والثاني إن احتلال العراق يتيح لهم السيطرة على أهم منابع البترول والغاز في العالم والتي تشكل المحرك الأساسي لآلته الصناعية المدنية والعسكرية أي إنها العامل الفاعل بالتحكم باقتصاد العالم وسياسته، فحشدت أمريكا كل أشرار العالم دولا ومافيا وجندت المرتزقة والإعلام لغزو واحتلال العراق وقتل شعبه وتدمير بنيته ومن خلال ذلك ستحقق مخططها الشرير عبر الجريمة والقوة الغاشمة والأسلحة الفتاكة يوجهها فكر متطرف فاشي عنصري متطرف هو الفكر الصهيوني المعادي لكل قيم الفضيلة والإنسانية والحب والخير والسلام.


لذلك منذ بدأ عدوانها الأول على العراق في 17/1/1991 بدأت بالعمل على تنفيذ مخططها الشرير، فبدأت تهيئ لزعزعة كيان دول الشرق الأوسط وخاصة الدول العربية فبدأت مشاكل الصومال والسودان ولبنان واليمن ومصر وأقطار المغرب العربي، وكانت كل مخططاتها التي بدأتها في هذه الأقطار قائمة على الفتن الاثنية العرقية والدينية والطائفية، وهي أسلحة أمريكا والصهيونية في زعزعة استقرار الشعوب. نعم كان مخطط أمريكا من خلال احتلالها العراق إعادة رسم خارطة العالم السياسية وليس كما سربوا هم للإعلام إعادة خارطة الشرق الأوسط، وقيام شرق أوسط جديد، لكن الله أبطل مكرهم وهو خير الماكرين، كانوا يخططوا عبر الصورة التي قدمتها إلى الهيمنة الأمريكية والصهيونية على أهم ممر مائي في العالم البحرين الأحمر والأبيض المتوسط ، عبر السيطرة على المشرق العربي ومصر والسودان والصومال، وليتصور العالم مدى تأثير ذلك على التجارة والاقتصاد والسياسة العالمية؟ وكانت تخطط عبر وجود قواتها في أفغانستان وقواعدها في اليابان وكوريا الجنوبية وهونكونغ وتايوان والفيليبين وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في الشرق الأقصى وإغوائها لبعض دول أوربا الشرقية بالانضمام إلى حلف الأطلسي، وسيطرة وانتشار أساطيلها في كل البحار والمحيطات، أن تفرض حصارا على الاتحاد الروسي والصين وتحجيم قدراتهما، مكروا ويمكر الله والله خير الماكرين لقد نصر الله جنده من مقاتلي العرب والإسلام وفي مقدمتهم مقاومة شعب العراق، فاستطاع جند الرحمن من تفكيك حلف الإرهاب الشرير بقيادة مجرمي الحرب وأعداء الإنسانية بوش الكلب وبلير الكذاب، وهذا يعني سيطرتها على الشرق الأوسط والأدنى والأقصى أي قارتي أسيا وإفريقيا ومعظم أوربا.


نعم هكذا كانت الإدارة الأمريكية المتصهينة تخطط للهيمنة على العالم، عبر القوة الغاشمة والاستهتار بالقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية، يا أحرار العالم إن شعب العراق ومقاومته البطلة مع إخوانهم مقاومي الأمة المؤمنين، هم اللذان عقروا الغول الإرهابي وأدموه واقتلعوا أنيابه ومخالبه، وحطموا بغيه وجبروته وافشلوا مخططهم الشيطاني، أليس من العدل والوفاء والاعتراف بالحق وتثمين تضحيات من تحملوا وزر الإرهاب والبغي نيابة عن البشرية أن تعترف لهم البشرية بدورهم وتحييهم وتشكرهم وتساندهم على الأقل إعلاميا وسياسيا كحد أدنى، ورب العرش العظيم يقول لأن شكرتم لازيدنكم، وهو المستغني عن الشكر.


تحية لكل مؤمن مجاهد يحارب الإرهاب والتطرف الأمريكي الصهيوني.
تحية لشعب العراق ومقاومته التي عقرت الشيطان وأوقفت زحفه الإجرامي الإرهابي .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠١ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور