جرائم أمريكا وحلفائها والقانون الدولي

ليلة ٢٨ / ٢ - ١ / ٣ / ١٩٩١ بدأت صفحة الخيانة والغدر وارتكبت جرائم لا يمكن بل نخجل أن ندرجها لأنها تمثل الوحشية والحقد والوضاعة بتواطؤ حكومة إيران الإسلامية وعملائها والحزبين الكرديين في شمال العراق

﴿ الجزء الرابع ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

كل ما جرى في محافظات جنوب العراق ومحافظات الفرات من قتل وتدمير ونهب وسلب واستباحة للحرمات والأعراض والتمثيل بجثث الشهداء من العراقيين تم بإشراف ضباط اطلاعات والحرس الفارسيين وأوامرهم، فأي انتفاضة هذه التي يتحدث عنها الخونة ومن باعوا الدين والشرف والأرض والعرض، إذا كان اللصوص والمجرمين والشاذين والمنحرفين ومن لا أصل لهم ولا يخشوا إلاّ ولا ذمة من المجرمين اللذين تجندوا لكهنة النار هم الثوار فسلام على الدنيا وعلى الشعوب، نفس ما جرى وأكثر شناعة حدث في المحافظات الشمالية الثلاث، ونفذت مليشيا المجرمين بارزاني وطالباني مجازر بحق العراقيين هناك دون تمييز بين عربي وكردي ومسيحي وايزيدي وشبكي وتركماني، حتى إن ثلثي سكان المنطقة الشمالية هجروا نتيجة الجرائم لبغداد والخارج حيث بلغ عدد المهجرين من الكرد مليون ونصف في بغداد وحوالي ثلاثة أرباع المليون إلى تركيا وإيران ومنهما إلى أوربا، تصوروا مليونين وربع إلى مليونين ونصف من ثلاثة ونصف مليون تركوا ديارهم فارين بأرواحهم وعوائلهم من الموت والقتل والاغتصاب، هذه صورة خجلة لما فعله الأوباش المجرمين ومن ورائهم أمريكا وحكومة إيران الإسلامية ولو تحدثت عما حدث بالتفاصيل لضاق صدر القارئ ولعن الحقد والغدر والخيانة، استمر الوضع بهذا الشكل المؤلم 16 يوما يعيث هؤلاء الفجرة الكفرة فنونا من الجرائم ليعبروا عن غلهم وما في نفوسهم المريضة من حقد ووحشية ضد العراق إنسانا وحضارة وبناءا وقيما وكبرياء، حيث بدءوا عدوانهم كما ذكرت ليلة 28/2/1991واستمر إلى أن تدخلت القيادة من بغداد بالحمايات الخاصة لفتح الطرق العامة وتطهير المدن والقرى المستباحة والتي تجمع معظم أهلها وقرروا أن يقاتلوا حتى الموت دفاعا عن مقدساتهم فتصوروا كم قتل في تلك المعارك من العراقيين والغزاة اللذين دخلوا العراق من إيران أو ميلشيا العميلين برزاني وطلباني. فقد توجه الرفيق القائد بحمايته لمحافظة واسط يعاونه الرفيق الشهيد محمد الزبيدي ومن هناك أدام الاتصال بالقبائل ومقاتلي الحزب لبدأ عملية تطهير جنوب العراق وتم الاتصال بالرفيق الشهيد أبو الحسن علي حسن المجيد الذي كان هو ورفاقه والقطعات العسكرية الموجودة في البصرة يجاهدوا لصد الريح الصفراء التي غزت البلاد من شرقه، وتوجه الرفيق الشهيد طه ياسين رمضان بما تيسر معه من الرفاق والحمايات الخاصة لبابل لتطهير محافظات الفرات، وتوجه رفاق إلى محافظة التأميم ومحافظة نينوى.


أمام هذه الصور البشعة من الإجرام والانحطاط الخلقي باستباحة كل شيء، توقع عدد تضحياتنا وقتلاهم؟ لقد دافعت حمايات مقرات الجيش ورفاق الحزب ومقاتلي الجيش الشعبي ومقاتلي القبائل عن مقراتهم وقراهم والأحياء المتواجدين فيها بما تيسر لهم من سلاح وعتاد حتى الاستشهاد أو وصول مدد لهم من القيادة، وكذلك موظفي الدولة وحراس المخازن، قاوم المدفوعين من إيران في بداية الأمر ضنا منهم إن إعلام حكومة إيران صادق بان الدولة قد انهارت وانتهى كل شيء، تماما كما توهم سيدهم المجرم الدولي بوش في 2003 بانتهاء العمليات العسكرية وأبكوه اسود وليوث العراق من بعد حتى باتت أمريكا تتواطأ مع إيران لتحمي جنودها، ولكن عندما عرفوا إن القيادة تمهلت كي تلقي الحجة ويفرز بين المغرر بهم والمخدوعين وبين الخونة والغادرين، نعم تأكدوا إن غضب الحليم قادم وليس أمامهم إلا الاستسلام أو الموت الزؤام حاولوا الهرب إلى إيران ومنهم من التحق بقوات العدوان بقيادة أمريكا وقتل من قتل والقي القبض على كثيرين، وهم اللذين تم تجنيدهم ليكونوا أدلاء وجنود مرتزقة في قوات الغزو والاحتلال لاحقا وسيأتي مجال بحث ذلك لاحقا، واللذين القي القبض عليهم سجنوا وتم إحالتهم للمحاكم المعنية كمجرمين ومعتدين غادرين، وفق القانون لكن القائد الشهيد صام حسين رضي الله عنه اصدر أمرا بالعفو العام عن العراقيين والتعامل مع الايرانين على إنهم أسرى حرب، وفعلا تم مبادلتهم بأسرى عراقيين كانت إيران تحتجزهم منذ الحرب التي انتهت منذ سنين، هؤلاء اللذين قتلوا في صفحة الخيانة والغدر أو صفحة إيران ومرتزقتها في العدوان على العراق عام 1991دفنوا بمقابر كونهم مجهولين ولم يتقدم احد من العراقيين لاستلامهم، وهؤلاء إضافة إلى مقابر الجنود المجهولين في القادسية وأم المعارك اللذين كانوا لم يتم التعرف عليهم هو ما طبل له الأمريكان وحلفائهم وحكومة إيران الإسلامية ليجعلوه أمرا يدل على جرائم ارتكبت في عهد الحكم الوطني، وما تدل إلا على جرائمهم لأنهم هم اللذين قتلوا كل هؤلاء مرة بسلاحهم ألتدميري الذي لا يبقي من الكائن الحي إلا الهيكل العظمي وأخرى بفتاوى الولي الفقيه الشيطانية الباطلة، في محاولة رخيصة من أمريكا وحكومة إيران والموساد والمرتزقة اللذين دخلوا العراق بعد الاحتلال تحت بساطيل المحتل لينصبهم حكومة.


نعم صدر قرار القائد الشهيد بالعفو العام عن العراقيين وقد احتج الناس بالعفو عن المجرمين فأعلن القائد بان العفو مشروط بتنازل ولي أمر القتيل وقبيلته عن مرتكب الجريمة، وفي جرائم انتهاك العرض ذات الشيء مع تصحيح الخطيئة، وقال القائد الشهيد بالنص (أنا أدعو الشعب للعفو والصفح عملا بما جاء بالقرآن وأخلاق المسلمين التي آمنا بها وأنا أضع عباءتي لأغطي على من اخطأ)، هذه أخلاقنا خسئ الإعلام المعادي ومن يروج أباطيله بانا ارتكبنا جرائم قتل جماعي لأهلنا في العراق، أما قضية حلبجة فسليل الدلالة ورمز الخيانة والنذالة جلال طلباني يعرف كيف ادخل قوات إيران لتحتل شمال العراق وتصل دربندخان لتهدد بغداد عبر تفجير سد دربندخان وبلا قتال تسقط المنطقة من بغداد إلى ميسان وتخرج ثلاثة فيالق من القتال، فتم إنذار المواطنين قبل المعركة لاخلاءها لحمايتهم حيث ستدور حربا ضروس في تلك المنطقة لخطورة الأمر بتواطؤ هذا العميل الساقط وحزبه بإدخال قوات إيران، وعندما عرفت حكومة الفرس إن العراق قد أخلى المنطقة تصورت إن القيادة قد زجت بخيرة القطعات لمواجهتها، فقامت بضرب المنطقة الكيماوي (الأسلحة الكيماوية) وهذه هي الحقيقة.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٧ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور