نداء من مواطن حر اليمن أيها الأهل والوطن

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

عندما تشتد الصعوبات تتكشف معادن الرجال الأصالة والصدق والمواجهة الواعية للصعاب أوالوهن والصغر والانسحاب، نعم في وقت الصعوبة تغدوا الرجال رجالا، والدعاة الكاذبون من أشباه الرجال، للأسف في كل الشعوب والأمم هناك من هم محسوبين على الوطن ويحملون جنسيته لكن روابطهم به هي مصالحهم لا غير، دائما هناك فئتان فئة الحق والصدق المؤمنة بالله والواجب الذي يرتبه الانتماء وخندق دعاة الضلال والفتن أو المصالح والصيد بالماء العكر من المتاجرين بشعارات الوطنية الكاذبة والدفاع عن حقوق الآخرين، خندقان خندق الخير وخندق الشر دائما جماعة خندق الخير هم الأكثر ولكن المؤسف إنهم متفرقون تنازعهم قضايا فرعية بالإمكان حلها بالحوار الجاد والشفاف الذي لا يراد منه سوى مصلحة الجميع ولكن اسلوب طرح تلك المواضيع وتحكيم أمرين مخافة الله واستخدام العقل والجدية في تغليب مصلحة الشعب والوطن على الأنانيات الذاتية سواء كانت لفرد لو حزب أو منطقة، في المحن التي تعيشها البلدان تسقط كل أشكال التناكف والمعارضة، عندما يتعلق الأمر بشيء مقدس هو الوطن واستقلاله وكيانه ومصلحته لا معارض، فالوطن اكبر من أي اختلاف في رؤيا أو وجهة نظر، لا معارض للوطن ولا متخلف عن الاستعداد للدفاع عنه، مع كل قوى الشعب ومن يتخلف فهو دخيل يتخندق مع والعدو والمتآمر والغازي، أما الشعب وطلائعه فلا شيء يجمعهم أكثر من الحرص على الوطن، في هذه الظروف تسقط كل أشكال الاختلاف ويدعوا الكل إلى الجهاد المقدس والتعاون والتشاور في اختيار أفضل صيغ المواجهة لتحقيق النصر للوطن ضد من يريدوا به الشر، حتى من كان مختلفا ومعارضا وقد يكون حاملا للسلاح للمطالبة بحق يراه وقد لا يقره الآخرين أو يرفضوه، لنا في رموزنا وآبائنا أسوة حسنة وهل هناك رموز في تاريخنا أفضل من رسول الله واله وأصحابه صلى الله عليه وعليهم وسلم؟ ألم تقرءوا أو تسمعوا بكتاب سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام عندما بلغه تحرك إمبراطور الروم لتحشيد قواته لغزو العرب والمسلمين خلال حرب صفين، كتب له: إن كان ما بلغني عنك حقا فتأكد إني وصاحبي عليك، ويقصد بصاحبه معاوية، رغم ما كان بينهما من حرب وخلاف، الآن يفترض بكل مؤمن عربي أصيل حريص صادق في مواطنته أيا كان انتمائه الحزبي أو المذهبي أن ينحاز لليمن ويسعى لوحدة الصف ونبذ الفرقة والفتنة وأولهم وأكثرهم مسؤولية الأكثر وعيا والأكثر قوة وعصبة، إن من ينظر لليمن وفق النظرة المتشائمة أو المغرضة التي تحاول كثير من وسائل الإعلام تصويرها عبر تناقلها لوضع اليمن قد يتسرب الإحباط واليأس والقنوط إلى نفسه، ولا أقول الخوف فالخوف قضية مشروعة وهي إحدى الغرائز التي جبل عليها البشر بأمر الله، وقد تكون هنا واجبة لان لا يؤخذ الرجل – وهنا المعني كل الشعب – إلا من مأمنه، فمطلوب الخوف على اليمن والأمة كلها، لان الأمة مرتبطة فيما بينها وان تضرر أي عضو أو جزء منها تضرر الكل.

 

تتناقل الآن وكالات الأنباء ولا أرى إن تناقلها لهذه الأمور ببراءة أو سذاجة بل له أهدافه الخطيرة وغاياته الشريرة، تتناقل إن اليمن أو بعضها يقول بلؤم إن النظام اليمني أو الحكومة اليمنية تواجه أربع أشكال من النزاع وتقصد الأتي بل تقولها صراحة إنها تتمثل بالاتي :

 

1.     الحرب مع الحوثيين في صعده.

2.     الحراك في جنوب البلاد.

3.     الخلافات بين الأحزاب في السلطة والمعارضة.

4.     التصدي للخطر الحقيقي والذي يؤسس ويخلق أرضية لقوى الشر للتدخل بالشأن اليمني بهذه الحجة.

 

أنا مواطن عربي أحب اليمن كما أحب أي جزء آخر من وطني الكبير - ولم يدر في خلدي يوما أن أفكر مجرد تفكير، إني مجرد مقيم في اليمن أو شقيق لليمن بل استاء عندما يلاطفني بعض أهلي بالقول أنت ضيف عزيز كريم فانا لا استسيغ حتى هذا الخلق الرفيع بل أحب أن يروني كما أراهم أهل وعصبة واني احدهم – أتوجه إلى أهلي وشعبي أن يرتقوا فوق كل الخلافات للدفاع عن الوطن ووحدته وحماية استقلاله وترابه، وأقول لكم جميعا بلا استثناء لأحد من لا يحمي بيته الكبير (الوطن) واهم _من وهم_ انه سيحمي بيته الصغير، إننا جميعا بسفينة في بحر متلاطم الأمواج بعيد الساحلين فان لم نحمي جميعا وكشخص واحد في الحرص والاندفاع والتسابق للعمل الصالح والمفيد سنغرق جميعا، لذا أوجه ندائي لكم أيها الأحبة يا من قال عنكم من هو خير مني ومن كل البشر (الإيمان يماني والحكمة يمانية) جسدوا قول رحمة الله للعالمين رسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه واله وسلم والعنوا الشيطان واتقوا الله في أمتكم واليمن والتقوا على الخير والهدي والتسامح والحوار بالتي هي أحسن كما أمرنا الله وتعاهدوا على تنقية الأجواء و تشخيص كل انحراف وخلل وفساد بغية القضاء عليه، بعد تامين امن اليمن وأرضه وشعبه فلا شيء قبل مواجهة الخطر، وعلى كل الأشقاء العرب والأصدقاء إن كانوا فعلا تهمهم امن واستقرار اليمن دعم التنمية في اليمن لان واحدا من اكبر أسباب نمو الإرهاب هو الإحباط والجوع والجهل والمسيئين الذين يتنفذوا ويستفيدوا من أجواء الفرقة والخلاف وأولهم الجشعين وتجار الحروب والمفسدين في الأرض من موظفين وتجار.

 

نص النداء:

 

1.  تعليق أي خلاف واختلاف لحين اجتياز الأزمة، بما فيها معارك صعده، كي يثبت الحوثيون بأنهم مطالبين بحقوق داخل الوطن ولا يتبعوا أجندة خارجية، وتلبية دعوة الأخ الرئيس على عبد الله صالح للحوار الوطني.

 

2.  وقف أي خلاف أو مطالبات قبلية بثأر أو حيف لحين جلاء وإنهاء الأزمة، ومطلوب من المشايخ ووجوه القوم والعقلاء السعي بجد وجهد لتوعية الناس بالانتقال من اسلوب التخلف إلى الأساليب المدنية والشرعية والقانونية عبر التحكيم القبلي واعتماد احتكام القضاء والمحاكم.

 

3.  وقف كل أشكال التظاهر المشروع وغيره خلال فترة مواجهة الفتنة وتوعية المواطنين إن وقت تعرض الوطن لازمة توقف كل أشكال المطالبات، وهنا اقصد الأهل والإخوة في الحراك الشعبي في جنوب اليمن، كما أود أن اوكد للإخوة اللذين يقودوا ذلك الحراك إن أي مطالبة بتقسيم اليمن ليست خيانة فقط بل هي جريمة وطنية وقومية وشرعية.

 

4.  وعلى المؤمنين الذين يتصوروا واهمين إن تنظيم القاعدة هو جهاد ضد الكفار، إن يدركوا الحقيقة ويعودوا إلى صوابهم، فكثير من الأفعال التي يؤسس لها ويتبناها تنظيم القاعدة – على الأقل في الوطن العربي ولا أقول العالم العربي لان الامبريالية لا تريدنا وطنا وشعبا واحدا بل يرددون ومعهم كل الأغبياء أو المرتزقة ذلك - باتت يبدوا كأنها أعمال مقصودة لخلق مبررات للامبريالية وقوى الشر في العالم باستهدافنا كدين وأمة ووطن، حتى بتنا نشك في أن يكون هناك تنظيم رديف لتنظيم القاعدة يعمل لخدمة تلك القوى، فليكن عمل التنظيمات الجهادية إن كانت فعلا مجاهدة في سبيل الله ومواجهة قوى البغي، كالعمليتين النوعيتين الأولى عبر قرار طالبان باكستان بنقل نشاط مجاهديها إلى أفغانستان لمواجهة تعزيز قوى الإرهاب الامبريالي لحشدها ضد مجاهدي أفغانستان، والثانية تفجير مجموعة ضباط المخابرات في أفغانستان من قبل المجاهد البلوى، أما تفجير طائرة مدنية أو قطار وقتل سائح وضرب سفارة واستهداف مؤسسة وطنية أو مبنى أو فندق يدخل به سائح أو خبير أو استشاري غربي فهذا تخريب وليس جهاد بل هو إساءة للإسلام كدين وللعرب كأمة.

 

5.     على كل مواطن أن يساعد بالمعلومة والخبر والدلالة على المتربصين باليمن والساعين لتدميره.

 

6.  على كل الإخوة في أحزاب اليمن وقواه المخلصة الاحتكام إلى لغة الحوار في موائمة رؤاها لتغيير ومعالجة الوضع السياسي والاقتصادي في اليمن، والتوحد لتوعية الشعب ضد مخاطر الأزمة وأبعادها.

 

7.  على الإخوة في مجلس الوزراء ومجلسي الشورى والنواب مواجهة الاختلال والفساد الإداري والوظيفي بنفس الشدة المطلوبة لمواجهة المنحرفين ممن يدعون إنهم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

 

8.  على الإخوة في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الدقة المتناهية في الفرز بين المتدينين والمخربين وعدم فسح أي مجال للمتصيدين في الماء العكر.

 

تحية لشعب الأصالة والإيمان والحكمة الشعب العربي في اليمن.

تحية لكل مخلص شريف عزيز يضع اليمن في صدارة كل الأولويات.

تحية لكل من يحمل سلاحه ويحمل روحة على كفه دفاعا عن اليمن وفي مقدمتهم إخواننا أبناء القوات المسلحة اليمنية.

 

تحية للقائد العربي الحريص علي عبد الله صالح.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور