السيف اصدق انباءا من الكتب     في حده الفصل بين الجد واللعب

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
اختار البعثيون الطريق الصعب ولكنه الشرعي والمشروع، الشرعي كونه تلبية لأمر الله (وقاتلوا اللذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، ومشروع كونه احد أساليب الشعوب لمواجهة الغزو والاحتلال ضدها، وقد حشدت أمريكا والصهيونية كل فاجر شرير مجرم في العالم وحالفت كل حاقد على الحضارة والإيمان والخير والقيم من الأعراب والمتأسلمين ليشكوا حلف باغي إرهابي كافر شرير، فتكون أول أهدافه غزو العراق مهد الحضارة ورائد المدنية وحاضن الإيمان والوعي والثقافة وواضع الحرف ومؤسس القانون الإنساني، فلابد أن يكون البعث الذي استلهم فكره ومبادئه من كل ذلك العدو الأول لهذا الحلف الإرهابي الباغي الشرير، وان يكون العراق وشعبه أول أهدافهم لأنه النقيض الكامل فهو الحضارة وهم البغي .. هو الحب وهم البغضاء.. هو السلام وهم العدوان .. هو التعايش الراقي بين البشر وهم التجبر والاستهتار والغطرسة .. هو الذي بدأ الخطوة الأولى في معنى التحضر والمدنية لرسم صورة الإنسانية وقدمها للبشرية، وهم الذين بدءوا التدمير والقتل الجماعي والاستغلال والسيطرة بالقوة الغاشمة على البشرية، فلابد أن يكون التعامل بينهما تجسيدا لحتمية التصادم الأزلي بين الخير والشر.. بين أتباع الرحمن وأتباع الشيطان.. بين الحق والباطل.. بين الإيمان والكفر.. بين كل قيم الإنسان وطبائع الوحوش.. نعم هذه هي طبيعة الصراع بين البعث وحاضنه شعب العراق وبين قوى الإرهاب والبغي والجريمة والرذيلة..


نعم لقد اختار البعثيون الجهاد والمقاومة لمواجهة البغاة الارهابييين الفاشيين ومرتزقتهم وحلفائهم وصنائعهم، اختاروا بإيمان أن لا يوقفوا القتال إلا بإحدى الحسنين، إما أن يلاقوا ربهم أحرارا مخضبين بدمائهم، أو يوفوا لشعبهم بالعهد بتحرير الأرض وطرد العدو، نعم وكيف لا وهم الفرسان الذين وتربوا على المبادئ ورضعوا الشموخ والكبرياء في عوائلهم ومجتمعهم وحزبهم بإيمان راسخ بالله ورسله وكتبه ومستلهمين فكرهم من تراث أمتهم الزاخر بالقيم الحضارة والمدنية التي جبلها الله عليها.. المحبة والسلام والخير والرحمة وكل قيم الإنسانية، لأنه اختارها لحمل رسالاته لخلقه، لذلك جبلها الله على حب الخير للنفس والغير ونقاء الفطرة والاعتزاز بالنفس بلا تكبر أو تسلط على البشرية أو رفض للغير واستغلال له.


هنا أود أن اسأل كل ذي عقل وإدراك ودراية بتاريخ البشرية:
أين ولد نبي الله إبراهيم عليه واله الصلاة والسلام وعاش وبعث ومات؟ وكذلك أنبياء الله إسماعيل وإسحاق ويعقوب ولوط وداود وسليمان وموسى وهرون وزكريا ويحيى والمسيح عيسى بن مريم العذراء البتول عليهم السلام أجمعين؟ ومن أي قوم هم؟ من هو النبي الأمي الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟ ومن هم قومه وجنده الذي بشر به كل أنبياء الله وكتبه؟ أليس هو الصادق الأمين محمد صلى الله عيه وعلى آله وسلم العربي الهاشمي؟ أولد أحد منهم خارج ارض العرب ومنهم؟ الم تنزل التوراة والزبور والإنجيل والقرآن على العرب وبلغتهم سواء السريانية أو الآرامية أو الفصحى؟ من أين جاءت اليهودية للبشرية ومن الذين حملوها لهم ؟ أليس العرب قوم موسى وهرون؟ من أين جاءت المسيحية لأوربا وغيرها امن غير العرب؟ كل شرائع السماء نزلت على العرب وفي أرضهم وحملوها هم للبشرية وحفظوها من كل تحريف، وعندما تلقوها هم حرفوها ووظفوها لغير ما أراد الله بها من خير للبشرية، وكفروا بما جاء بها من ارفع وأرقى صور التجلي الإنساني للبشر، نعم لأنهم لم يؤمنوا بها بل أرادوها للبغي واستخدموها سلاحا لتدمير البشرية.


نعم هؤلاء هم العرب وهذا قبس من تاريخهم، ومنه استلهم البعثيون فكرهم ومبادئهم ودعوتهم الإيمانية الحضارية القومية الإنسانية (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) نعم امن البعثيون بكل ذلك ورفضوا الذل والبغي والتسليم لغير الله، حيث نشأ العربي حتى قبل الإسلام الذي عمق كل قيم الخير والإباء في العرب واقرها ودعا لها بقوة، كان العربي يموت بفخر وقناعة دون أرضه وعرضه وماله وكبرياء قومه ونفسه، وجاء سيد الخلق وأعلاهم خلقا ليؤكد ذلك بعد أن شذبه من العصبية ورفضها لأنها تعاكس الإنسانية، واقر بل أمر بالقتال دون خمس هي الدين والوطن (الأرض) والعرض والمال والنفس، واخبر المؤمنين أن من قتل دون أي منهم فهو عند الله مغفور له حي يرزق يرفل بما انعم الله به على الأنبياء والصديقين، فهنيئا لكم أيها المجاهدين ولحزبكم ولامتكم، ودعائي لربي أن يثبتكم على الإيمان ويثبت أقدامكم ويسدد رميكم وينصركم على القوم الكافرين البغاة.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور