في ذكرى العدوان على العراق ١٧ / ١ / ١٩٩١منهج أعداء الله والكافرين بدينه

﴿ الحلقة الأولى ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
منذ فترة ليست قصيرة وأنا أفكر في أن اكتب في هذا الموضوع، وكل يوم أؤجل لأسباب عدة احدها عدم استقراري حيث إني أعيش غربة وهجرة لا تتيح لي أن ارجع إلى مصادر وكتب في هذا المجال، وعدم إثارة مواضيع تحتاج إلى كثير من المناقشة والاستدلال والتوضيح والتحمل لمناكفات واعتراضات من آخرين ليسوا معادين ولكنهم يتصورون خطأ إن طرحي يناهض أو يستهدف أناس بأعينهم ، وأنا لا استهدف شخصا أو مجموعة بل استهداف منهجا خاطئا وفهما مخطوء أريد به وجه الله ووحدة وخير المؤمنين عموما والمسلمين خصوصا والبشرية جمعاء، واستهدف أسلحة التدمير والتخريب والإرهاب التي يستخدمها أعداء البشرية وارهابيوا الأرض وأشرارها، والمتاجرين بالدين كسلعة وليس رسالة الخالق لخلقه ليكونوا أكثر سعادة وإيمانا وإنسانية.


التوظيف المسيء للدين واستخدامه سلاحا ضد دين الله وعباده، منهج امبريالي صهيوني يشارك المرتدون عن الدين والعملاء المأجورين في تنفيذه، ويقوم عدد قليل من المسلمين بتعزيز تضليل قوى الكفر والإرهاب والفاشية للناس عبر إصرارهم على اسلوب خاطئ لمواجهة الهجمة التي يدعون كذبا وتزويرا إنها حربا عالمية على الإرهاب، مرة بإلباسها لباس ديني وحينا سياسي وامني وإنساني تارة أخرى، فتارة يطرحوا التعايش بين الأديان وهم يقصدوا أن يقولوا بين الأديان، وليس بين أتباع الأديان! فهم يعرفوا كما يعرف كل عاقل واعي إن الدين واحد، وهنا تقصدوا القول الصراع بين الأديان فالحقيقة لا صراع بين الأديان ولكن بين أتباعها، لان المفسرين والمفتين والقائمين على تلك الأديان على أساس إنهم رجال الدين هم اللذين عملوا بسبب جهلهم بحقيقة الدين وهذا احتمال ضعيف، أو إنهم نحو منحا باطلا منافي لحقائق الدين وأحكامه لأسباب عديدة أولها الغلو والتعصب، والثاني توظيف الدين لمصالح دنيوية لخدمة أهداف فئوية أو شخصية أو قومية أو مناهج سياسية عالمية وإقليمية، أي إن الصراع بين البشر وليس الأديان، وأنا مطلق الإيمان والقناعة إن ما جاء لبني ادم منذ خلق أبينا ادم عليه السلام وعلمه الخالق سبحانه إلى ما خيم به الله أوامره ونعمه على خلقه المكلفين الإنس والجن بما نزل على سيد الخلق وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين لم يختلف قيد أنمله، وانه واحد متطابق في ثوابت الدين وهو الإقرار المطلق بوحدانية الله سبحانه وعبودية خلقه له بوعي للمعنى العظيم لتلك العبودية التي تعني التزام الحق والعمل به والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبغي، إما المناسك والعبادات والأحكام في الحقوق والأموال والمسائل الدنيوية والحياتية فقد تدرجت تخفيفا وتسهيلا رحمة من الله الرءوف الرحيم لعباده، ولو بعث الله سبحانه احد من أصحاب سيدنا إبراهيم واحد أصحاب سيدنا موسى واحد أصحاب سيدنا عيسى واحد أصحاب سيد الخلق ورحمة الله للبشرية محمد عليه وعلى إخوانه أنبياء الله الصلاة والسلام وتعبدوا معا لما وجدنا خلافا بين أي منهم مع الأخر، لان الدين من الله وهو واحد وهو الإسلام أي التسليم المطلق لله والإيمان المطلق بوحدانيته وعمل الخير لأجل البشرية، قد يكونوا مختلفين في بعض الأحكام الدنيوية لكنهم لن يختلفوا بأحكام الدين مطلقا، وأنا لا أؤيد من يقولوا إن دين الإسلام جاء ناسخا لما سبقه بل هو جاء مصدقا لما سبقه ومهيمنا عليه أي أكثر منه خيرا وتسهيلا.


إن المخطئين أو المضللين من المسلمين أو غيرهم يجب أن يعوا الحقيقة إن العنف غير المنضبط وغير الموجه ببرنامج واضح وضد قوى الامبريالية وقواعدها بشكل مباشر يخدم منهج الأعداء ويدعم مخططهم ضدنا، وعلينا أن نكون دقيقين وموحدين في رؤيتنا لكشف تضليلهم وبيان حقيقة عدائهم لكل مقدس وإنساني، فهم يعملوا على إلباس الباطل ثوب الحق تحريفا، وعندما يخطئ بعضنا دون دراية وبجهل أو بتعصب وعدم إدراك لمخاطر استغلال الخطأ ضدنا كمسلمين ومجاهدين كما يفعل للأسف كثير من اللذين يدعوا إنهم مقاتلي القاعدة وأطراف أخرى، خصوصا وإن قوى الإرهاب العالمي بقيادة أمريكا وبمنهج صهيوني عنصري فاشي قائم على الإرهاب والجريمة والقتل واستباحة البشرية استطاعوا أن يوظفوا حكومات كثيرة باسم محاربة الإرهاب كما يجري في باكستان ومصر وغيرهما،ويجندوا المرتزقة (المعارضين) ممن ارتموا بأحضان مخابراتهم باسم التحرير والديمقراطية كما جرى في العراق والآن مع خونة اليمن، وان يشكلوا حكومات من المرتزقة والعملاء في العراق وأفغانستان، حيث إن هؤلاء اللذين ينهجوا منهج التصدي دون ضوابط ومنهج دقيق ومدروس يخدموا من حيث لا يدروا منهج الامبريالية، ويقدموا خدمات لصالحها ويعادون من حيث يدروا أو يجهلوا شعوبهم وأمتهم ودينهم بل يعادوا كل البشرية عبر موقفهم الخاطئ، وقد نجحت الامبريالية في ذلك نجاحا كبيرا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 وظهور أمريكا كقوة سياسية وعسكرية واقتصادية مهيمنة ووحيدة في العالم،

 

فبدأت تنفيذ المخطط المستند إلى الفكر الصهيوني الفاشي العنصري الإرهابي الإجرامي، واستطاعت الإدارة الأمريكية المتصهينة والمتشابكة العلاقات ولا أقول المتحالفة لأنها تعدت بشكل كبير مرحلة التحالف إلى مرحلة التوحد والاندماج مع الصهيونية، فبدأت الحرب على القوى التي تناهض مخططها الشرير وكانت وجهتها الأولى العراق، وهنا لابد من تسليط الضوء لماذا العراق دون غيره؟

 

وما هو المخطط من خلال استقراء دقيق، والذي سيكون موضوع الجزء الثاني من مقالنا إنشاء الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٣ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور