في ذكرى العدوان على العراق ١٧ / ١ / ١٩٩١ لماذا العراق في دول محور الشر

﴿ الحلقة الثالثة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

كما أسلفت في الجزء 2من المقال تعرض لعدوان وحشي إرهابي في 17/1/1991من قبل ثلاث وثلاثين دولة من بينها ثلاث دول دائمة العضوية بزعامة أمريكا، وتعرض لأكبر عدوان بكل أنواع الأسلحة المحرمة والغير مجربة والتقليدية ولقصف صاروخي وجوي لم تشهده البشرية منذ الحرب العالمية الثانية، وان معظم منشآته الصناعية ومعامله العسكرية والمدنية بكل طبيعة إنتاجها بما فيها معامل صناعة حليب الأطفال والمواد الغذائية كالسكر والطحين والدواء والورق وأقلام الكتابة قد تم تدميرها، وما سلم منها تم تدميره من قبل لجان أو فرق التفتيش الأمريكية (فرق التفتيش الدولية) بحجة إمكانية الاستخدام المزدوج، فما هي الأسس التي جعلت الإدارة الأمريكية أن تجعله ضمن دول محور الشر؟ ولماذا؟

 

لقد استخدمت قوات التحالف في عدوانها على العراق اليورانيوم المنضب وقصف العراق بما يعادل قنبلتين نوويتين بقدر تلك التي تعرضت لها اليابان على هيروشيما وناكازاكي، والى ألوف الطلعات الجوية التي لم تترك هدفا على أرضه مصنع أو معمل أو مركز بحوث أو دار كتب أو منشئة مدنية أو عسكرية في أي مجال بما فيها محطات الماء والصرف الصحي والمستشفيات ومحطات توليد وتوزيع الكهرباء وكل القطاع العام (حكومي) أو للقطاع الخاص إلا ضربتها، بل طال القصف المشاريع الزراعية ومشاريع الثروة الحيوانية ومراكز بحوث الجامعات ومعامل النسيج والأدوية والمواد الغذائية، إنها لم تكن حرب بمواصفات الحرب بين الدول، بل هي حرب قذرة تنم عن حقد وسبق إصرار في قتل البشر مدنيين أطفال ونساء وشيوخ تصوروا حتى مستشفى الطب النفسي والأمراض العقلية (مستشفى الرشاد) والسجون تعرضت للقصف المباشر والمقصود، كما استهدف قصفهم المدارس والمساجد والكنائس ولم يتركوا مكان إلا ضربوه بالقنابل العنقودية واليورانيوم المنضب من (البدو) سكان الصحاري وحيواناتهم، إلى سكان الريف ومزارعهم، إلى سكان المدن وخدماتهم، لم يتركوا في بغداد إلا ثلاثة جسور من سبعة جسور تربط جانبيها، وضربوا كل جسور المؤدية من شمال العراق إلى جنوبه لتقطيع أوصاله، علما بان العراق فيه نهرين عظيمين هما دجلة والفرات وتفرعاتهم التي لا تعد، ضربوا كل الجسور والمعابر عليها ليقطعوا أي إمكانية لانسحاب القطعات وحركة المواطنين، إلا تلك الجسور التي تربط شرق العراق بغربه لم تتعرض إلى القصف والتدمير؟ وهذا دليل على إن أمريكا كانت قد خططت واتفقت مع إيران على الصفحة المتداخلة ولا أقول الثانية لدخول القوات الإيرانية ومرتزقتها من أحزاب العمالة الدعوة والمجلس الأعلى وفيلق بدر مع قوات حرس خميني واطلاعات الفارسية لتدمير وقتل منتسبي الجيش العراقي أثناء انسحابهم من الكويت ونهب أو تدمير معداته، واستباحة مدن العراق وتدمير كل شيء وهذا الذي يحاول الخونة و الجهلة الآن أن يصفوه بالانتفاضة الشعبانية،هذا الدمار الذي تعرض له العراق انه يفوق ما أحدثه توسامي اندنوسيا وزلزال هاييتي كل ذلك واجهه العراق منفردا بإمكاناته المدمرة واقتصاده المحدود وهو يخضع لحرب إبادة جماعية وقتل شامل أسموه (حصارا)، ليأتي المجرم الدولي وعدو الإنسانية بوش الكلب ويسانده الأقذر منه بلير الكذاب بدفع ورغبة ونهج صهيوني إرهابي فاشي عنصري باغي ليجعل العراق ضمن دول محور الشر التي تهدد الأمن والسلام العالمي للخطر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فما هي الحقيقة والأسباب التي دعته لذلك؟

 

·   على رغم من أن العراق دمر كل المعدات والمنشآت المفيدة لتطوير أسلحة نووية، وحتى تلك التي كان استخدامها للبرنامج المدني طبي وبحثي وفي تطوير خططه الزراعية والحيوانية، مما لم يدمره العدوان الصهيوني الذي شنه الكيان الصهيوني على مفاعل تموز في شباط عام   1981 وبعلماء ذوي خبرة ومهندسين وكوادر ماهرة  وهذا الذي كانوا يستهدفوا تدميره بأي وسيلة القتل والتهجير والقطع بين الأجيال وكل وسائل الشيطان الرذيلة.

 

·   يحتاج العراق إلى عشرين عاما أو أكثر وبمساعدة خارجية أساسية لإقامة بنية تحتية للعراق كحد أدنى وفق تقديرات أكثر الباحثين تفاؤلا مواد كافية للأسلحة النووية.

 

·    كان لدى بغداد برنامج مركز لتطوير بحوث نووية سلمية في 1990 إلا إن القصف والرقابة والعدوان الوحشي الإرهابي أنهى ودمر كل شيء.

 

·   نتيجة للعدوان المتتابع على العراق منذ 1980من قبل إيران والذي استمر ثمان سنين وتبعه بعد اقل من عامين الحصار الجائر والعدوان الامبريالي الصهيوني بتواطؤ من أنظمة عربية عميلة ومباركة وتسهيلات من حكومة إيران تعرض الاقتصاد العراقي لانهيار كبير أدى إلى تضخم لا يعقل وبات الدينار العراقي شبة ساقط كقيمة، ولو ذكاء وحكمة القيادة لتعرض العراق لانهيار كامل وأعلن الإفلاس ومجاعة، لكن شجاعة الشعب وإصراره على التحدي والشموخ في مواجهة العدوان.

 

·   فقد عشنا على ما كنا نجعله أعلافا للحيوانات والطيور واستغنينا عن كل الترف والكماليات حتى مر الموسم الزراعي الأول بعد العدوان، فتوجه العراق كله من قيادته إلى جيشه وموظفيه ومن أطفاله إلى شيوخه إلى الأرض لإنتاج قوتهم وبارك الله في سعيهم وعملهم فجاءت المواسم كافية ووفرت فائضا، حتى استطعنا أن نعيد كثيرا من حقول تسمين المواشي والدجاج وتجهيز المربين بالأعلاف بسعر مدعوم كي يكون سعر اللحم مناسبا لقدرات المواطن التي تعاني نتيجة التضخم جراء الحصار.

 

·   أعدنا معظم منشأة البنية التحتية خصوصا الماء الصالح للشرب والكهرباء والمحروقات والدواء ومؤسسات التعليم والسكن والطرق والاتصالات والجسور والمواصلات بجهد عراقي كامل.

 

·        رتب كل ذلك ديونا كبيرة على العراق يحتاج إلى عقود كي يتجاوزها.

 فما هي أسس إدراجه على قائمة الدول التي تدعم الإرهاب، وهو يواجه كل إرهاب الامبريالية ووحشيتها في ظل صمت مستهجن من كل العالم، هذا يجعل أي متابع منصف يقرأ الأسباب ولا أقول يحللها لأنها واضحة مكشوفة،فهي بالنسبة لكل طرف من أطراف الاحتلال شيء وتلتقي كلها لذلك هم شركاء أو حلفاء متعاونين،فلأمريكا منهج ومخطط وللكيان الصهيوني له غايات وأهداف، وحكومة إيران الفارسية لها منهج ومخطط ،كلهم لهم برامج إقليمي ودولي وكالاتي:

 

أولا: حكومة إيران الفارسية:

 

1.  إيران تخطط لمد نفوذها إلى العراق وبالتالي تلتقي مع الاحتلال في برنامجها وهي تمكين حلفائها ومرتزقتها ضمان موطئ قدم تؤسس من خلاله لتمدد نفوذها إلى أقطار الخليج العربي وكل المشرق العربي.

 

2.  إنها متأكدة وعبر التجربة المريرة التي عاشتها يوم شنت عدوانها بقيادة خميني على العراق، وثبت لها إن مخطط إعادة الإمبراطورية الفارسية لا يمكن أن يتحقق بوجود العراق القوي بقيادة البعث العربي الاشتراكي.

 

3.  السعي عبر النفوذ الذي وفره لها الاحتلال ومشاركتها عبر التعاون المباشر وعبر حلفائها ومرتزقتها من الكيانات الطائفية المرتبطة بها والحزبين الانفصاليين في شمالنا الحبيب برئاسة العميلين المتعددي الارتباطات برزاني وطلباني، على ترسيخ منهج أطراف العدوان جميعا أمريكا وحلفائها والصهيونية العالمية وحكومة إيران الفارسية للعمل على تنفيذ المخطط العدواني الشرير تقسيم العراق عبر ما يسموه الأقاليم والفدرالية وتدمير بنيته الاجتماعية والمادية والتنموية وقتل مفكريه وعلمائه وقادته الجماهيريين والعسكريين.

 

4.  حكومة إيران المدعية الدين والتشيع وتوظف الدين والفتن المذهبية لمخططها، ونحن كمسلمين وشيعة منهم براء لأنهم خرجوا منا وحالفوا الاحتلال وصاروا منهم، مهما ادعوا وتظاهروا، وتعرى منهجهم ومخططهم التوسعي، واعترفوا هم قبل غيرهم إن لتعاونهم دورا أساسيا في قدرة أمريكا وحشدها الشرير على احتلال العراق وقبله أفغانستان.

 

هذا وللموضوع أجزاء لاحقة، سننشرها بعون الله لاحقا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٨ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور