جرائم أمريكا وحلفائها الإقليميون والدوليون

في العدوان على العراق من ١٧ / ١ / ١٩٩١ ولحد الآن ، فأين القانون الدولي ؟

﴿ الجزء الاول ﴾

 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

لم يكن حشد أمريكا عام 1990الارهابي الشرير وتحالفها مع أنظمة المشروع الامبريالي في الوطن العربي وبعض الأنظمة الإسلامية كنظام إيران لتحرير الكويت من الاجتياح العراقي، بل كان لتدمير العراق وقوته المتصاعدة والتي باتت تشكل رادعا فعليا للكيان الصهيوني قاعدة العدوان الامبريالي في الوطن العربي والمنطقة، والتي لم تكن يدها بعيدة عن إيجاد مبرراته وتسبب الاجتياح العراقي للكويت، وهذا الفخ الذي وقع به العراق والذي سماه الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس جمهورية العراق الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة ولجبهة الجهاد والتحرير المقاومة للاحتلال الرفيق عزت الدوري في خطابه بمناسبة الذكرى  89 لتأسيس الجيش العراقي خطأ استراتيجي.

 

باشرت أمريكا بقصف وحشي استهدف كل شيء في العراق، الأهداف المدنية عموما أسواق مناطق تجمع بشري ومدارس ومؤسسات صحية ومدنية وأبنية وزارات مدنية لا علاقة لها بالحرب التعليم والتعليم العالي المدارس والجامعات، الصحة والمستشفيات المجمعات السكنية والجسور ومنشئات الري السدود والنواظم ومؤسسات وزارة الثقافة ووزارة الإعلام والمعامل والمصانع وسنأتي تفصيلا لذلك في جزء خاص، وقد أعلن الإعلام العراقي والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية ونقل جزءا متلفزا من تلك الجرائم للعالم، وكانت جريمة قتل المدنيين نساء وأطفال وشيوخ في ملجأ العامرية وحرقهم بقنابل أو صواريخ تجرب لأول مرة في الحروب واحدة من فضاعات الوحشية والعدوانية الأمريكية وحلفائها، وما تم من قصف وحشي لأحياء سكنية في البصرة وذي قار وبغداد وغيرها من مدن ومحافظات العراق وقصف سوق الفلوجة في محافظة الانبار وساحة العامل في محافظة واسط تأكيد إصرار واستهداف متعمد لقتل المدنيين واستهداف المنشآت المدنية.

 

وقد امتد القصف الجوي للحشد الإرهابي ليشمل المدارس بحجة اتخاذها كملاجئ آمنة للطيارين بعد ضرب كل القواعد الجوية ولجوء الطيارات لدول الجوار خاصة إيران والأردن، فهل جائزا قتل إنسان غير مقاتل؟ وشمل قصفهم المكثف خيم البدو في الصحراء وبيوت الطين المتناثرة في المزارع والتجمعات الريفية للفلاحين بحجة استهداف قواعد إطلاق الصواريخ، هذا الاستهداف لأهداف مدنية ولا قيمة اقتصادية أو تعبوية لها جعل كثير من المحللين السياسيين والعسكريين يحتاروا: هل يمكن لأي عقيدة عسكرية أو مدرسة تعبوية أن تعتبر خيمة أو مدرسة أو بيت منفرد أو قرية نائية هدفا للقوة الجوية أو الصاروخية في مناهج الحرب؟ حتى بات الكثير يعتبر ذلك خطئا عسكريا في تحديد الأهداف أو إفراط ووحشية في استهداف المدنيين واستخدام القوة الغاشمة، واعتبره آخرون انه جبن وخشية من الصدام المباشر والمباشرة بالحرب البرية واستمر ذلك 42 يوما لم يظل منشأ أو مؤسسة أو جسر رابط بين شمال العراق وجنوبه أو معمل أو مصنع إلا طاله القصف الجوي أو الصاروخي.

 

هكذا كانت كثافة نيران العدو على الشعب والتي يعرف كل العالم كم كان حجم الجهد الجوي والصاروخي المعادي وكم كمية القنابل التي ضرب بها الشعب العراقي، واتضح لاحقا ماذا كان يوزع الطيران الإرهابي وما هي حجم الجريمة، إنهم لم يكتفوا بالأسلحة المحرمة دوليا كالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية والقنابل التي لم يتم استخدامها سابقا بأي حرب وإنما كانت تلك القوات المجرمة ومن خلفها مجرمو الحرب وأعداء الإنسانية ومبيدي الحياة لكل كائن حي فاتضح إنهم كانوا يوزعوا الإشعاع والأسلحة النووية عبر استخدام اليورانيوم المنضب الذي أدى إلى تلوث البيئة العراقية ودول الجوار وأدى إلى تفشي الأورام السرطانية والخبيثة حيث تضاعفت الإصابة بالأورام السرطانية الخبيثة وتشوه الأجنة عند الإنسان والحيوان مئات المرات، وماتت آلاف من الأشجار خصوصا النخيل وإبادة الحيوانات البرية والطيور في المناطق التي شملها التلوث، فالعمل الإجرامي اثر على البشر والطير والحيوان والشجر وكل حياة وسيستمر لقرون، لذلك اسميه عدوان على البشرية وقيم الإنسانية لما يحمله من عدوانية ووحشية وإرهاب وسادية وجريمة، كانوا يزرعوا الموت والأمراض الفتاكة لتظل ملازمة لأبناء المنطقة لآلاف السنين، إن أمريكا وبريطانيا وضمنا معهم الكيان الصهيوني ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والحياة كلها مع سبق الإصرار والقصد، وهذه المرة بشكل أوسع من جريمتها السابقة في هيروشيما وناكازاكي.

 

 لم يكن العدوان لتحرير الكويت كما سموه بل كانت لتدمير العراق الأدلة كثيرة، إن كان العدوان الثلاثيني الذي حشدت له أمريكا وحالفت كل قوى الإرهاب الدولي فيه لتحرير الكويت كما تدعي فلماذا استهدف القصف الجوي والصاروخي كل مشاريع تصفية الماء في المدن العراقية؟ لماذا تم شمول كل محطات توليد وتوزيع وخطوط نقل الكهرباء؟ لماذا استهدف القصف المستشفيات والمؤسسات الصحية؟ لماذا استهدفوا مخازن المواد الغذائية ومشاريع الزراعة والإنتاج النباتي والحيواني؟ لماذا استهدفوا معملي الورق في البصرة وميسان؟ لماذا استهدفوا معملي السكر في نينوى وميسان؟ لماذا استهدفوا مصنعي الدواء في بغداد وسامراء؟ لماذا شمل قصفهم الجوي والصاروخي معامل الغزل والنسيج في خمس محافظات إضافة إلى بغداد؟ لماذا شمل قصفهم كل مصافي الوقود والمشتقات النفطية في عموم العراق؟ لماذا قصفوا معامل حليب الأطفال؟ لماذا قصفوا أبنية الجامعات والمدارس؟ لماذا قصفوا المراقد والمساجد والكنائس؟ لماذا استهدفت سدات ونواظم توزيع مياه الري؟ ما علاقة هذه المنشآت بتحرير الكويت؟ أليس هذا استهداف للمدنيين وتقصد في قتلهم؟ أليس هذا عدوان ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية ضد شعب العراق وتدميرا لبنيته؟ ما علاقة معامل البتر وكيمياويات ومصانع حديد قضبان التسليح وإنتاج أنابيب الماء بكل الأقطار بتحرير الكويت؟ ومعامل إنتاج البطاريات والمصابيح والحاجات المنزلية (ثلاجات غسالات مجمدات أجهزة الراديو والتلفزيون) بالحرب هذا وغيره الكثير يؤشر إن ما أسموه حرب تحرير الكويت هو عدوان إرهابي باغي فاشي يعبر عن حقد ووحشية وسادية وامتهان للجريمة غايته تدمير العراق لا تحرير الكويت؟

 

لقد كان عدوانا لاحتلال العراق وكل دول الخليج العربي ، وهدفه الهيمنة على المنطقة والسيطرة على منابع البترول والغاز والتسلط على العالم، وتدمير قوة الردع العربية متمثلة بجيش العراق وتامين تفوق الكيان الصهيوني وفرض الاستسلام على الأمة العربية، فأين القانون الدولي وهيئاته من المجرمين؟

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٠ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٤ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور