جرائم أمريكا وحلفائها  في إيران
صفحة الغدر والخيانة أو كما أسموها الانتفاضة هذه حقيقتها

﴿ الجزء الثالث ﴾

 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

ما أن انسحب الجيش العراقي من الكويت حتى تكشفت أحقاد حكومة الفرس وكهنة النار المجوسية وتواطئها بل مشاركتها لقوى البغي والإرهاب والحقد والعدوان على الإنسانية وخاصة العرب والمسلمين بقيادة أمريكا والصهيونية، وكان عدوانها في ليلة 28/2/ 1991 وصباح 1/3/1991 الذي حاولوا أن يسموه الانتفاضة الشعبانية، والذي لم يكن إلا عدوانا مزدوجا من قوى الكفر والبغضاء بقيادة أمريكا وقوى الردة والنفاق والغل بقيادة الخامنئي ليلتقي جمع الفاشيين والنازيين والعنصرين في الصفحة اللاحقة صفحة الغدر والخيانة.

 

إن الفعل الدوني الغادر الذي يعبر عن حقيقة حكام إيران وتوظيفهم الدين لأغراض عنصرية وأهداف توسعية، وما قامت به قواتهم النظامية ومليشيات أعدوها لهذا اليوم بقيادة وإشراف ضباط اطلاعات الفارسية وحرس خميني، لم يكن أمرا آنيا بل هو صفحة مخطط لها ومتفق عليها مع قوى العدوان الثلاثيني لإلحاق اكبر الأذى بشعب العراق وإكمال تدمير بنيته التي قد يكون العدوان لم يكمل تدميرها.

 

لقد شكلت حكومة إيران في فترة الحرب بينهم وبين العراق طيلة ثمان سنين مليشيا من أسرى الحرب التي كانت نتيجة لعدوان خميني على العراق، نعم لقد استطاعت حكومة إيران وعملائها باقر الحكيم وأخوه عبد العزيز وأعضاء حزب الدعوة اللذين هربوا إلى إيران خلال الحرب تجنيد عدد كبير من الأسرى بظروف قهرية وأشكال متعددة مارست فيها الحكومة الإيرانية كل أنواع الاستباحة لمعاهدات جنيف بشان أسرى الحرب، وإضافة العناصر الهاربة من الخدمة العسكرية إلى إيران وأعداد من المسفرين الإيرانيين اللذين كانوا مقيمين بالعراق لهم وثبت من خلال التجربة والدليل بأنهم رغم عيشهم في العراق بحرية واحترام لكن ولائهم رغم مرور عقود طويلة لوجودهم في العراق فان ولائهم ظل لإيران، إنها طبيعة  النفس البشرية وعمل المخابرات كل هؤلاء دفعت بهم بعد تسليحهم وتهيئة المستلزمات اللوجستية المطلوبة لدورهم وتامين إمدادهم، هؤلاء دفعت بهم حكومة إيران التي تدعي إنها إسلامية! لاعتراض منتسبي الجيش العراقي المنسحب تحت قصف جوي لم يشهد له تاريخ الحروب مثيلا، واستباحة المدن والقرى والقصبات وترويع سكانها ونهب كل موجودات الدولة وحرق كل المؤسسات والتركيز على المؤسسات ذات العلاقة بالمواطنين وحقوقهم وقيودهم السكانية وأملاكهم، كدوائر التجنيد والأحوال المدنية والطابو وسجلات وزارة التجارة والبطاقة التموينية ومخازن المواد الغذائية الإستراتيجية والمدارس والجامعات.

 

تصوروا انسحاب جيش بشكل غير نظامي تحت قصف جوي وصاروخي معادي كثيف ليواجه معضلات كثيرة أولها تدمير كل الجسور على نهري الفرات وشط العرب التي تربط بين الحدود العراقية مع السعودية والكويت ومدن العراق جميعها، وعدم إمكانية إنشاء جسور ميدان لسيطرة الطيران المعادي على الأجواء بشكل مطلق وضربه لإجهاض أي محاولة لتأسيس جسور سريعة، وهذا يعني مشكلات مركبة للقطعات بكل مستوياتها:

 

·   فمن تمزق وحدة الجحافل والتشكيلات المنسحبة نتيجة القصف المعادي وبالتالي أثره النفسي والأمني والضبط على التجمعات الجديدة التي تكونت نتيجة اختلاط منتسبي وحدات مختلفة.

 

·   العبء الذي ترتب على القادة والآمرين وواجبات التصرف في مواجهة تمويل هذا العدد الكبير من الجنود بالأرزاق والماء مع انقطاع كامل لإمكانية التمويل من المذاخر بسبب انقطاع الطرق والجسور. هذا الوضع الصعب أدى إلى تسرب كثير من الجنود تحت ضغط الجوع والتعب والسهر إلى القرى والبلدات القريبة ولو بعبور الأنهار سباحة مما رتب أمرا أخر على الأمرين والقادة هو ضرورة التصرف لجمع الأسلحة والآليات التي تركها هؤلاء الجنود وتكدست في مواقع غير مهيأة ولا مناسبة لذلك، مما أضاف معضلة أخرى .

 

·   هي لابد من إيجاد حل لتلك الأسلحة والمعدات والآليات في مناطق لا توجد فيها مشاجب ولا مخازن للأسلحة ولا مرائب ورحب إيواء للعجلات والآليات، ولا موجود بشري كاف لتامين الحماية الكافية القادرة على جمعها وحمايتها وترتيب مخازن ومئاوي مؤقتة لذلك، خصوصا إن المناطق التي انسحب لها الجيش مناطق صحراوية قليلة السكن.

 

·   لابد أن يفكر القادة والأمرين بترتيب نزول الموجودين إلى مدن سكن عوائلهم بوجبتين متقاربتين، أي ينزل نصفهم ويعود لينزل النصف الثاني، مع الأخذ بنظر الاعتبار مسائل عدة، أولها كيفية نزول هؤلاء وعودتهم بفترة زمنية معقولة حيث إن وسائط النقل شبه مشلولة بحكم تقطع الجسور وصعوبة الحصول على الوقود حيث تعرضت جميع المصافي وحتى الخزين الاستراتيجي إلى القصف المعادي مما جعل التموين بالمحروقات مقنن، وهذا يعني أن فترة نزول الوجبة تتطلب وقتا قد لا يتحمله الباقون للحراسات والواجبات.

 

·    أيضا على الآمرين والقادة أن يؤمنوا الأرزاق والاسقاء للمتبقين وإدامة تواجدهم ومنامهم بظل تلك الظروف.

 

في خضم هذه الظروف العصيبة تفاجئ الجميع اللذين بقوا واللذين نزلوا أو تسربوا بما لم يتحسبوا له، وهو أمر خسيس غادر لم يضعه أي مسلم بل أي إنسان بحسابه ويمثل فعلا عملا عدائيا غادرا وخيانيا من أي مسلم ، إلا وهو انتشار عصابات عسكرية ومدنية مسلحة ومجهزة بكامل احتياجات المقاتل المحارب تعترض المقاتلين في الطرق العامة وتهاجم المقرات غير المهيأة للمعارك وتدخل المدن وتستبيح أعراض وأموال وأرواح الناس، وتقطع عليهم طريق البصرة ميسان، وميسان واسط في مناطق متعددة بدءا من ساحة سعد والهارثة والقرنة والمجر والقلعة ومفرق البتيرة وكميت وعلي الشرقي وعلي الغربي، من هؤلاء؟ من أين جاءوا؟ وعرفوا بعد أن بدءوا يطالبوا الجنود العزل الجياع المتعبين بإعلان الولاء للشيخ أو السيد وللثورة الإسلامية وتسليم أي شيء معهم سلاحهم الشخصي وعتادهم أي مبالغ نقدية يملكوها ساعاتهم اليدوية حتى خاتم الزواج والخطوبة لمن يملك، وإلا فالقتل وفعلا قامت تلك العصابات بقتل الضباط وضباط الصف بدم بارد وحقد اسود،مما دفع الآخرين إلى نزع الرتب وهنا برزت لهم مشكلة جديدة وهي إنهم اعتبروهم جيش شعبي ومقاتلي الحزب وهم المطلوبون لان المرجعية ومرشد الثورة في إيران الإسلامية أباحوا قتل البعثيين وموظفي الدولة، وسموها فتوى السيد أي شيطان مجرم هذا الذي يسموه السيد.

 

هذا كان دور حكومة إيران الإسلامية في عدوان 1991 الإرهابي الباغي الفاشي اللاشرعي والاستعماري، جهزت كل شذاذ الآفاق واللصوص والخارجين على القانون والمجرمين في العراق وإيران والتحق بهم كل من لا أصل ولا قيمة له ليتعرض لأخيار الناس وأشرافهم وينهب وفق فتوى المرجعية في قم وفقه الولي الفقيه.

 

لقد قامت حكومة إيران  بتهيئة تلك العصابات وسلحتها ومولتها ونسبت لها قادة وآمرين من ضباط مخابراتها وحرس الثورة وأفتى لها الولي الفقيه، وامتد فعلها وتدفقها لتصل صباح يوم 1/3/1991 إلى طريق ذي قار واسط وتدخل مدن الحي والقلعة والرفاعي والشطرة والفجر والناصرية وسوق الشيوخ والجبايش وكل مدن محافظة ذي قار لتستمر امتدادا وجرائما إلى محافظات المثنى والقادسية والنجف الاشرف وكربلاء وبابل، وبنفس الأسلوب القتل والحرق والنهب والسلب ودعت العراقيين بالالتحاق بالثورة فما كان من العراقيين الاصلاء إلى أن يغلقوا بيوتهم عليهم ويقاطعوا هؤلاء السفاحين أو يتجمعوا لقبائلهم ليقاوموا هؤلاء الغزاة والساقطين. وذوي السوابق واللصوص والخارجين على الدين والأخلاق والقيم العراقية والعربية والبشرية، هذا حقيقة ما جرى بما يسموه الانتفاضة الشعبانية وسماه الشعب العراقي صفحة الغدر والخيانة.

 

لقد قتلوا هؤلاء الحاقدين والمجرمين كثير من الناس ومثلوا بجثث قتلاهم وحرقوا الشرفاء أحياء وأموات وانتهكوا أعراض ونهبوا ممتلكات وحرقوا دوائر السجل المدني وسجلات الطابو وسجلات التجنيد والبطاقة التموينية وكل ما يثبت حقوق وأملاك وهوية المواطن، وحرقوا ونهبوا مخازن المواد الغذائية ومذاخر الأدوية والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية وسرقوا أجهزة ومعدات المستشفيات وحرقوا المدارس والجامعات ونهبوا وسرقوا البنوك وحاسبات المدارس والجامعات ومعدات واليات الجيش والمشاريع والدوائر وهربوها إلى إيران، لقد ارتكبوا جرائم وشناعات يندى لها الجبين فكيف كان يجب أن يتصرف معهم العراقيون، هذا وهم وأسيادهم في إيران التي كان إعلامها يغطي العراق وبغياب الإعلام العراقي والاتصالات كانوا يعلنوا إن القيادة قد غادرت العراق وطلبت اللجوء السياسي إلى روسيا والجزائر، ومع هذا لم يستطيعوا أن يضللوا العراقيين، وشكلوا محاكم من هؤلاء الرعاع كان يحكم فيها بإعدام العراقيين على أي شيء قوله قصيدة في انتصار للجيش أو عائلة زارها القائد أو عسكري أو مدني حاصل على نوط شجاعة في القادسية الثانية وهكذا لا بقانون بل بموجب فتاوي الولي الفقيه الخامنئي! وسموها الانتفاضة، تبا لهم ولتلك الجرائم والفعل الشنيع، المنافي للدين والقيم. وسيكون من ضمن الجزء الرابع حقيقة المقابر الجماعية وإجراءات الشعب والقيادة.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ١٣ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٧ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور