في ذكرى العدوان على العراق ١٧/١/١٩٩١  - لماذا العراق في دول محور الشر

﴿ الحلقة الرابعة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

أدرج المجرم الدولي بوش دبل يو العراق ضمن دول محور الشر وفق تصنيف الإدارة الأمريكية للدول المناهضة لمخططاتها رغم ما كان العرق يعيش من ظروف مابين حصار يرتقي إلى مستوى حرب إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية وقتل جماعي لشعب العراق متزامنا مع عدوان عسكري وحرب إعلام بشعة، إذن لم تكن قدراته التسليحية أو برامجه التقنية ولا إمكاناته العسكرية هي السبب، فما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت مجرمي الحرب في واشنطن ولندن ومن حالفهم يجعلوه أول دول محور الشر؟؟؟؟ هذا الأمر يجعل أي كاتب ومحلل يضع كثير من علامات الاستفهام عن الأسباب التي جعلتهم يضعوا العراق في مقدمة الدول المعادية لهم والتي أسموها محور الشر ..والدول المارقة..

 

من خلال استقراء دقيق وتحليل موضوعي لذلك اثبت الأسباب الآتية :

 

1.  إن العراق بوجود حزب البعث في السلطة والحكم ببرنامجه الإيماني الحضاري القومي الإنساني الكامل حتى مع كل أنواع العدوان والجور العالمي ضده سيظل مصدر تهديد حقيقي للبرنامج الامبريالي الصهيوني الساعي للهيمنة على العالم واستغلال البشرية من خلال السيطرة على أكثر العوامل فاعلية وتأثيرا بالاقتصاد العالمي الذي ترتبط به كل الجوانب السياسية والاجتماعية للبشرية.

 

2.  إن فكر البعث ومنهجه الرافض للتجزئة ولا يعترف بتقسيم الشعب العربي عبر ما أسموه دول وكيانات ويعمل بإيمان كامل وقناعة ثابتة بذلك، ويؤمن بجدية مطلقة إن الوطن العربي يشكل وحدة بشرية ونضالية واقتصادية وثقافية وسياسية واحدة فهو سيظل الخطر الأكبر بوجه المشروع الامبريالي الصهيوني الإرهابي الفاشي الباغي الاستعمار الشرير.

 

3.  إن العراق بوجود البعث ومنهجه المقاوم الداعي للدفاع عن الأمة العربية وقضيتها المركزية، سيظل مصدر تهديد حقيقي لوجود الكيان الصهيوني، ومصدر الهام للجماهير العربية للتمسك بمنهج المقاومة والكفاح الشعبي المسلح، ورفض دعوات التخاذل والاستسلام أمام العدوان والإرهاب الصهيوني المدعوم والممول من كل قوى ودول الامبريالية لا يتيح مجالا للأنظمة التي تحكم الأقطار العربية خصوصا غير المجاورة للكيان الصهيوني بالموافقة على الدعوة الأمريكية الملزمة لهم بالاعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة علاقات معه، وفي حالة إقدام أي من تلك الأنظمة على هذا الفعل الخياني سيخلق مشاكل بينه وبين الشعب تصل إلى مستوى القطيعة والحرب.

 

4.  إن نموذج التجربة التي بناها البعث في العراق ستظل مصدر الهام للشعب العربي وكل الشعوب المتطلعة للتحرر وبناء أوطانها.

 

5.  إن العراق والبعث وتجربة التعايش السلمي الراقي المبني على الإخاء والمحبة والشراكة بالوطن وعلى مبدأ التعاون لبنائه والدفاع عنه سيسقط واحد من اقوي أسلحة الامبريالية ألا وهو الفتن المبنية على تعدد الأديان أو المذاهب ضمن الدين الواحد، وما تبناه الحزب في حل المسألة الكردية وتجربة الحكم الذاتي ستسقط إمكانية استغلالهم للأقليات العرقية في الوطن العربي لأجل التغلغل من خلالها واستخدامها ضد الشعوب.

 

6.  إن الكفاءات العلمية والتقنية والخبرات العملية التي بناها العراق في ظل قيادة البعث قادرة على إعادة بناء العراق وإحداث تغيير نوعي بعموم الوطن العربي فيما لو ظلت تعمل وفق المنهج البعثي الذي لا يؤمن بالمستحيل إلا فيما اختص الله سبحانه لنفسه.

 

7.  إن العراق بكل صوره التي حاولوا تبشيعها بتضليلهم وإعلامهم الكثيف يظل مصدر قوة لكل العرب ولا يقتنع أي عربي حاكم أو مواطن بان العراق مصدر تهديد له، رغم آثار الخطأ الاستراتيجي في الموقف من الكويت، واستغلاله من قبل الإعلام المعادي لشيطنة البعث.

 

8.  إن وجود العراق وحكمه الوطني القومي عامل إحساس عند كل العرب بأنه يمثل عامل ردع للقوى الإقليمية الطامعة في الوطن العربي خصوصا النظام الإيراني، وهذا ما يناهض المخطط الامبريالي بالسماح بتقوية إيران لاستخدامها فزاعة وعامل تهديد للعرب ومن خلال ذلك تحقيق ارتماء الأنظمة العربية خصوصا الخليجية بأحضان الامبريالية.

 

9.  أمريكا وبريطانيا أكثر من غيرها بحجم الاحتياطيات النفطية للعراق وثرواته الأخرى، وهم يعرفوا ما هو تأثيرها على مستقبل الاقتصاد العالمي والإنتاج الذي يشكل النفط والغاز المحرك لآلته بكل مجالات الاقتصاد.

 

10.  احتلال العراق يضمن لهم عدة أهداف مهمة وذات آثار كبيرة على مخططاتهم وهي الآتي :

 

  • السيطرة فعلا على اكبر احتياطي نفطي في العالم والهيمنة الكاملة على اكبر منطقة تمويل للطاقة وبذلك تبدأ الضغط على مجمل الدول والكتل الاقتصادية العالمية وإخضاعها.

 

  • إضعاف موقف سوريا ولبنان القطرين العربيين اللذان ما زالا لم يقيما علاقات مع الكيان الصهيوني، وكذلك إضعاف أو إنهاء منهج المقاومة الرافض للتسوية والاستسلام المذل وتامين إسقاط خيار الحرب مع الكيان الصهيوني والقوى الداعمة والممولة له.

 

  • احتلال العراق سينتج تداعيات نفسية وعسكرية خطيرة في الوطن العربي، واحتلاله سيجعل أمر الضغط على سوريا أسهل وممكن لاتخاذ موقف مماثل لموقف نظامي مصر والأردن، أو إسقاط نظام الحكم في سوريا من قبل أمريكا مباشرة أو بحرب يشنها الكيان الصهيوني عليها - خاب فألهم - وبذلك يكون كل المشرق العربي ومصر والسودان التي تتعرض لفتنة ورائها أمريكا والصهيونية، وهذا يعني سيطرة أمريكا والكيان الصهيوني على أهم ممر مائي في العالم، يتحكم بالتجارة العالمية وهو البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وليتصور العالم مدى ذلك وأثاره على التجارة والاقتصاد والسياسة العالمية.  

 

هذه الأسباب الحقيقية التي جعلت أمريكا وبريطانيا بزعامة المجرمين الدوليين بوش وبلير وإداراتهما وقوى الإرهاب والبغي والاحتكار والفاشية ومافيا الرذيلة بدءا من التجارة بالإنسان وجسده وأعضائه إلى تجارة المخدرات والسلاح والأموال السوداء وكل أنواع التجارة الساقطة تتحالف معهم.

 

هذا الموضوع جرني لأستمر بكتابة ملف تحليلي بالحجج أن ما أسموه حرب تحرير الكويت؟؟؟ ومن ثم الحرب العالمية على الإرهاب؟؟؟؟؟؟؟ وحرب تحرير العراق !!!!!!!هو عدوان إرهابي باغي إجرامي يمثل عدوانا على البشرية وإنسانيتها وحضارتها بل يتعداها إلى حرب على الحياة بأكملها، مسبق التخطيط والاعداد، وسأباشر بنشر حلقاته بعد الانتهاء من هذا الموضوع،بعون الله وتوفيقه.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٤ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور