اغتيال صحفي عراقي

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الناصرالدليمي

الاهداء

 

الى شهداء الكلمة الصادقة , المسؤولة , الشريفة والملتزمة .

الى كل أحرار العالم حيثما  وجدوا.

الى العرب الذين يدركون أنهم ليسو أدنى من شعوب الأرض الا بمقدار تقاعسهم وليسو أعلى من غيرهم الا

بحجم العطاء و الابداع و الالتزام باداء دورهم الانساني الذي يليق بتأريخم المجيد.

 الى روح زميلي و صديقي بسّام الحاقاني.

الى روح شقيقي سعد الذي أستشهد وهو يحمل السلاح دفاعا عن بيروت عام 1982.

الى روح شقيقي خالد الذي أستشهد في بغداد نيسان 2003.

الى روح ابن أخي علي خالد الشاب المهندس الذي اختطفته المليشيات الطائفية وهي ترتدي زي الشرطة الحكومية

عام 2005.

 

 

ملاحظة

 

 

هذه محاولة لكتابة رواية عن العراقيين ومعاناتهم , من المحتمل لن تقدّم جديدا على مستوى تقنية الكتابة ومراعاة شروطها الفنية المتعارف عليها , الا أنها  وبكل تأكيد تتحلى بميزات أخرى هي كونها قد كتبت بالعرق والدم والصدق فهي حقيقية و واقعية الى أقصى الحدود ولقد تم تغيير أسماء الأشخاص والمواقع والتواريخ لعدم احراج  أحد أبطالها خصوصا أن الكثير منهم ما زال على قيد الحياة .

 

 

 

الرصاصة الأولى

من يعتذر للقطّة  ؟!

 

 

في صبيحة يوم الخميس الموافق  السابع من تموز عام 2005 توجّه  حاتم الفراتي كعادته الى مقر عمله بسيارته القديمة المتهالكة وبصحبته أحد زملاء العمل و بعد انطلاقتهما بدقائق صادفا صديقين من أصدقاء الصبا وهما متوجهان مركز العاصمة بغداد فأقلّهما معه بدل أن يتكبدا زحمة المواصلات و بعد حوالي ربع ساعة انهالت خمس رصاصات على السيارة, اثنتان منها أصابت الباب الخلفي واثنتان غيرهما أصابتا باب السائق والخامسة في الزجاجة الأمامية قبالة رأس السائق مباشرة.

 

انها أيام و أشهر و سنوات خارجة عن المنطق و التأريخ و  جغرافيا العقل, اذ يتخطّف الموت أرواح الأبرياء بالجملة , الانفجارات في كل مكان و زمان , الجثث المجهولة, أرتال من آليات الجنود الأميركيين وأرتال لقوات مسلّحة عراقية وقد تغيّر زيّها بعد أن تغيّر كل شيءفي هذا البلد , أرتال أخرى لسيارات مدنية تسير مسرعة على غير هدى , ربّما هي لأحدى المليشيات او مجرد موكب لأحد المسؤولين يريد أفراد حمايته أن يفسحوا مجالا لمرور سياراتهم وسط الزحام ؟

 

لا أحد يدري و ربما لا أحد يريد أن يسأل فلقد اختلط الحابل بالنابل و معظم الناس يفكر بأمر واحد و يبتهل الى الله كلّ ساعة بل كل دقيقة كي يعود الى عياله سالما مع لقمة عيش كريمة تغنيه عن ذلّ السؤال.

 

في هذا الجو بالتحديد اخترقت الرصاصات الخمس بدن السيارة فالتفت حاتم الى المقعد الخلفي ليطمئن على سلامة صديقيه فوجدهما منبطحين و لا يحركان ساكنا وراح يصرخ :

 

" هل أنتما بخير ؟ هل أصابكما مكروه؟ "

ظلّ يكرر السؤال و ما من اجابة فأوشك قلبه أن يتوقّف من شدّة فزعه عليهما.

مرّت الثواني ثقيلة جدا وهنا اجتازهم رتل عربات من نوع همر و ناقلات جند أميركية , يعتلي العربة الأولى جندي أميركي من أصول أفريقية وهو يشتم ويلوّح بيده اليمنى لكي تصطف السيارات على الجانب الأيمن للطريق و يمسك بيده اليسرى زناد رشاشه المثبّت على عربته المصفّحة .

 

لم يلق بالا لشتائم الجندي و لا لرصاصاته و لا لصلفه و سطوته و جبروته فباله مشغول حدّ فقدان الوعي بسلامة أصدقائه بعد أن نجا هو بأعجوبة من موت محقق .

 

تحرّك أولهما ببطئ شديد و هو يشير بأصابعه دون أن يتمكن من الكلام أول الأمر, ثم نطق :

 

" سلامات , أنا ما بيّ شئ " .

 

و ماذا عن الثاني ؟! حاولوا أن يتحسسوا جسده لعلّهم يجدون أثرا لاصابة أو جرح أو موضع نزف لمعالجته فلم يفلحوا , لكن الرجل ما زال بلا حراك و بعد عدّة محاولات من الاسعافات الأولية , من صفعات خفيفة على الخدين وتدليك منطقة الصدر لانعاش قلبه الذي يبدو أنه قد توقف لدقائق من هول الصدمة وفعلا استعاد وعيه بالتدريج الا أن وجهه ظلّ مصفرّا كأن لا دم في عروقه .

 

اختفى الرتل الأميركي عن الأنظار , أصوات رشقات الرصاص مستمرة ودوي الانفجارات قلّما ينقطع , بعد انجلاء الموقف و مرور الديمقراطية الأميركية بسلام بدأ أصدقاؤه يشتمون حظهم العاثر و يصبّون لعناتهم ذات اليمين و ذات الشمال , هذا يلعن قوات الاحتلال وذاك يلعن صباحه المشؤوم لأنه استقل سيارة صديقه المجنون الذي أدخلهم معه في طريق ( محمد القاسم ) السريع في منطقة الدورة الساخنة جدا والتي تشهد منذ عدّة أشهر مواجهات دامية ما بين الجنود الأميركان و  بين عدّة مليشيات و فصائل مقاومة, حتى وصل الأمر بأحد الأصدقاء أن حمّل الرئيس صدام حسين مسؤولية كل ما يحدث , بينما ذهب آخر الى تجريم شرطة المرور لأنها لم تفرز بشكل واضح شوارع للمدنيين و أخرى للجنود و آلياتهم , كلّ هذا الجدل و صاحبنا سائق السيارة شارد الذهن و هو لا يفكر بموته أو نجاته و لا بأي من تصريحات أصدقائه و لا بمستقبل البلد و لا حتى بمصير زوجته وابنته الوحيدة, كان ذهنه متسمّرا على حادثة صغيرة كان قد غلّفها و وضعها في صندوق مغلق في زاوية مظلمة من زوايا ذاكرته و لم يكن يتوقع البتة أنها سوف تقفز الى السطح في هذا التوقيت بالتحديد و بهذه القوة لتلغي جميع ما سواها من خطايا و آثام و كأنها الجريمة النكراء التي لا تغتفر .

 

نعم لقد فعلها , لقد قتل قطّة صغيرة بعد أن سامها سوء العذاب , لكنه كان وقتذاك صغيرا لم يتجاوز السادسة من عمره بعد , لقد كان عبث أولاد بعد أن حرّضه الصبيان الصغار من أولاد ( الدربونة ) الزقاق في الحي الشعبي الذي أمضى معظم سنوات عمره في أزقته وساحاته, واليوم يكون قد مرّ أكثر من أربعين عاما على تلك الحادثة و هو يشر في قرارة نفسه أن تلك الواقعة لم تكن الأسوأ في مشوار حياته خصوصا أن جرح خاطر انسان بكلمة غير لائقة لا يقلّ أذى ودموية عن قتل تلك القطّة البرئية, لكن هيهات فعلى مايبدو أن هذه القطة قد حفرت بمخالبها عميقا في وجدانه و ضميره و ظلّ هاجسه الوحيد طوال أيام و ربما امتد لأشهر :

" من سيعتذر للقطّة ؟! "

 

المشكلة الحقيقية و العويصة تكمن في اضطراره لاخفاء سرّه الصغير و عدم البوح به أمام أي شخص و الا يكون قد وضع نفسه موضع سخرية واستهزاء , اذ كيف يمكن لمثله و هو صحفي متمرّس اضافة الى كونه ابن أحياء شعبية قد عوّدته قسوة الحياة منذ نعومة أظفاره؟ كيف له أن يتجاهل مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء و مسلسل القتل اليومي الذي كاد أن يكون هو أحدى ضحاياه لولا فضل الله ليتجمد عقله عند قصة القطة القديمة؟!

من أين له الجرأة ليخبر زوجته أنه قد تعرّض للاغتيال و أها لم تكن قلقه الأول و لا حتى ابنتهما الوحيدة وانما قطة قتلها قبل أربعين عاما؟!

 

من المؤكد أنه قد انزلق أكثر فأكثر في منحدر الأكاذيب البيضاء لكي لا يجرح مشاعرها وان حاول فلا حظّ له فزوجته التي تغار من مجرد اهتمامه بأصدقائه لا ريب سوف يكون اغتياله على يد الأميركان أرحم بكثير من الجحيم الذي سيعيشه ما تبقى من حياته اذا علمت انه كان قلقا بشأن القطة أكثر من قلقه عليها وعلى ابنتهما .

 

عندما يقال أن صحفيا قد توجّه الى مقر عمله صباحا سوف يتبادر الى الذهن - بلا أدنى شك - أنه ذاهب حتما الى مقر ادارة جريدة أو اذاعة أو تلفزيون فهذه هي الأماكن التي يفترض أن يعمل فيها, لكنه في حقيقة الأمر كان متوجها الى أحد مطاعم الدرجة الممتازة (خمس نجوم) كما يصطلح عليه في معايير السياحة, اذ كان يعمل مشرفا على عمال المطبخ اضافة الى استمراره في العمل الصحفي من خلال كتابة المقالات والتحقيقات التي يجريها في ساعات الفراغ .

 

لم تكن تلك الطريقة في العمل مجرد محاولة لعدم الوقوع صيدا سهلا بيد فرق الموت المتخصصة باغتيال و تصفية العلماء و الأطباء و المفكرين و الضباط والاعلاميين و الشيوخ و الوجهاء المناهضين للاحتلال, مع انها كانت مفيدة جدا وجعلت من رصد تحركاته و اصطياده أمرا في غاية الصعوبة خصوصا أنه قد غيّر مسكنه عدّة مرات خلال حوالي أربع سنوات .

 

الا أنه في الحقيقة لم يكن متفرغا للعمل الصحفي بشكل كامل طوال حياته المهنية التي امتدت الى أكثر من ربع قرن, لسبب غريب غرابة شخصيته, فهو شخص قد يغيّر مواقفه بسبب جملة أو عبارة أو تصرّف, و هو متورط حدّ النخاع بانفعالات غريبة قد لا يستطيع معظم الناس تفهّمها مثلما لا يستطيع هو نفسه أن يفسرها تفسيرا يقتنع به , لذا تجده دائما يلجأ الى أبسط الحلول بعد أن يعجز عن فلسفة أو تبرير ردّات فعله العنيفة أغلب الأحيان ويستسلم لعبارة :

" هذا أنا و هذا هو طبعي " .

 

موقف غريب آخر لا يختلف عن قصة القطة المقتولة هو الذي جعله لا يتفرّغ للعمل الصحفي عن قناعة و عن طيب خاطر, ففي منتصف عقد السبعينات أو مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي كان يتابع بشغف مسلسلا تأريخيا على شاشة تلفزيون العراق بعنوان ( عروة بن الورد أمير الصعاليك )بطولة الممثل الأردني الراحل والمتألق ( أسامة المشيني ) الذي أدى دور عروة في المسلسل بطريقة بارعة و أخّاذة , الأثر الذي تركه المشيني في سلوك صاحبنا الصحفي يتعلّق بالمعلومة التي أفاده بها شقيقه الأكبر عندما قال له :

" هل تعلم أن هذا الرجل الذي شدّ انتباهك هو فنان هاو و ليس محترفا ؟ "

 

فانفعل حاتم و توهّم لصغر سنّه وقتها أن أخاه أراد الاساءة الى ممثله المفضّل و لكن بعد التوضيح أدرك أن ما قاله شقيقه الأكبر هو مديح و ليس ذمّا بأي حال من الأحوال, فقد استوعب أن الاحتراف بالمعنى المهني يعني التفرّغ الكامل للعمل و جعله مصدر الرزق الرئيسي و ربما الوحيد الأمر الذي يجعل الفنان مضطرا لقبول أي عمل يعرض عليه للحصول على لقمة العيش , لذا يفقد القدرة - الى حد كبير - على رفض الأعمال التي لا تعجبه, بينما الهاوي يكون بداية قد أمّن وسيلة العيش التي تمنحه القدرة على اختيار النص أو المشروع الذي يلائمه , مثلما فعل المشيني فهو صاحب مطعم لذا  لديه المرونة الكافية لانتقاء العمل بحرية شبه مطلقة, و هذا الأمر ينطبق على جميع الأنشطة الأدبية و الانسانية بما فيها العمل الصحفي, وهكذا أغلق عقله عند هذه النقطة و استمرت حياته بالتقلّب بين العديد من المهن و الحرف لكي لا يجعل من الصحافة مصدر رزقه الوحيد , فيضطر حينها لكتابة ما لا يعجبه أو ما لا يمليه عليه ضميره و وجدانه .

 

مساء نفس اليوم أعدّ تقريرا صحفيا عن حادث اطلاق النار الذي تعرّض له و ضمّنه تهديدا صريحا باقامة دعوى قضائية ضد قوات الاحتلال و مطالبتها بردّ الاعتبار و التعويض له و لأصدقائه عن الأضرار المادية و المعنوية التي لحقت بهم من جرّاء الحادث و بسببه .

 

صوّر أكثر من خمس صور عن التقرير ليوزعها على الصحف التي يكتب فيها و هي في معظمها صحف ذات نهج مناهض للاحتلال و تداعياته , لذا كان واثقا أن خبر استهدافه سوف ينشر في الصفحات الأولى لأن تلك المؤسسات الاعلامية كانت تسعى جاهدة لفضح جرائم المحتلين , فكيف اذا كان الضحية واحد من زملاء المهنة ؟

في اليوم التالي كان حاتم على موعد مع صدمة جديدة اذ لم ينشر الخبر الا في جريدة ( الصدى ) الدولية لصاحبها (صبري نديم ) وهي جريدة متهمة بمغازلة الاحتلال من قبل معظم أو كل الصحف التي تدّعي أنها تعمل بالضد من الأوضاع التي نجمت عن غزو العراق و احتلاله عام 2003 م .

 

صحيح أن محرر الأخبار في جريدة الصدى قد غيّر العنوان من :

(قوات الاحتلال تطلق النار على صحفي عراقي ) الى صيغة أخرى تتلائم مع الخطاب الاعلامي الذي تتبناه جريدته

 

فأصبح :

( متعددة الجنسيات تطلق النار على صحفي عراقي ) الا أنه قد حافظ على مضمون الخبر و تفاصيله و خصوصا مسألة تهديده باقامة الدعوى القضائية و المطالبة بالتعويضات المناسبة .

 

قال لنفسه كم يقول الثعلب الذي لا يطال العنب فيردد أنه حامض و لا يستحق العناء, لكنه في قرارة نفسه قد شعر بمرارة كبيرة أوشكت أن تهزّ منظومة القيم التي يؤمن بها جملة و تفصيلا .

 

فلماذا يتصرّف زملاء المهنة معه بهذه الطريقة الغريبة ؟!

وكيف يتجاهلون خبرا يتعلّق بحياة و سلامة زميل لهم ؟!

 

ومن أين لهذه الصحف أن تدافع عن شعب مقهور و هي لا تلفت الى واحد من كتّابها و هو يتعرّض للاغتيال في وضح النهار؟ّ

 

تساءل و الأسى يغمره :

لو أن شخصا أقل منه شأنا و وضعا اجتماعيا و وظيفيا في دول العالم المتحضّر قد تعرّض لاعتداء أقل خطورة مما تعرّض هو له , فما هو دور الصحافة هناك للدفاع عنه و الضغط بكل قوة لمحاسبة الجناة؟

من المؤكد أن وسائل الاعلام  كانت ستقيم الدنيا و لا تقعدها حتى يرّد الضيم و ينال المسيء جزاءه العادل و حتى يحصل المظلوم على ما يرضيه .

 

وظلّ السؤال الأكثر ايلاما يطرق على رأسه :

ماذا لو حسمت تلك الرصاصات الأمر و أنهت مشوار حياته بضغطة زناد من بندقية جندي عابر للقارات ؟ّّ

ما هو مصير ابنته و زوجته؟!من سيتكفلهما ؟ ! على من يعوّل ؟!

 

اذا كان هو على قيد الحياة و مع ذلك بخلت الصحف التي يكتب فيها عن نشر خبر صغي عنه ؟ علما أن ذلك الخبر يتوافق مع نهجها و يخدم رسالتها الاعلامية ؟!

فهل يراهن على مثل هذه المؤسسات لرعاية عائلته اذا ما تعرّض الى خطر حقيقي آخر ؟!

 

قناعاته ماتزال في تنام و صعود , فهو كل يوم يتيقّن أكثر فأكثر أن هناك أسرارا في اللعبة لا يفهمها و ان فهمها فلن يتمكن من التعامل معها بنفس طريقة الآخرين , لقد أدرك منذ زمن بعيد أن الكذب و الابتذال لم يعودا خطيئة. والمتاجرة بدماء الناس أصبحت أمرا مألوفا , لكنه ما زال يرسم ملامح طريقه الخاص و لا يلتفت الى جموع المنساقين وراء المصالح و الفتات و بأخس الوسائل و أكثرها انحطاطا, أمر طبيعي أن تكون له شهوات و رغبات مثله مثل غيره , الا أنه يأبى أن يشبع رغباته بوسائل دنيئة .

 

انها مواجهة جديدة من نوع آخر , مثلما هي أجراس تدقّ في خاطره ايذانا بتمرّد من طراز يتلائم مع خطورة المرحلة و تداعيتها .

 

ومع الرصاصة التالية لنا تتمة.

 
turath0101@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور