صدام حسين من الزنزانة الامريكية : هذا ماحدث

 
 
 
شبكة المنصور
أبو علي الاعظمي

صدر مؤخراً كتاب ( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث ! ) لمؤلفه الأستاذ المحامي خليل الدليمي . تم طبع الكتاب في الخرطوم ويحوي على 480 صفحة .. وتأتي أهمية الكتاب كون المؤلف رئيس هيئة الدفاع عن القائد الشهيد أثناء ما سمي بالمحكمة المهزلة التي نصبتها دولة الشر والعدوان والاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية .

 

يقول السيد المؤلف :

 

( وها انذ أقدم ما رواه لي الرئيس صدام حسين ، الرئيس الشرعي لجمهورية العراق في ذكرياته عن جوانب أساسية من حياة العراق ومسيرة دولته لما يقرب من أربعة عقود ) .. ( ملاحظة الى القارئ الكريم .. ان كتاباً واحداً لا يتسع لمذكرات الرئيس الشفوية والخطية التي بلغت مئات الصفحات ، بالإضافة الى الشعر الذي ناهز الألف بيت ، لذا اكتفي في هذا الكتاب بنشر مذكرات الرئيس الشفوية على ان انشر مدوناته الخطية لاحقاً ) .

 

ولذلك فان صدور الكتاب في هذه المرحلة هو خير رد على ما نشره البعض بهدف الكسب الشخصي من مذكرات مزيفة للقائد الشهيد .. ويتألف الكتاب من (27) فصلاً ..

 

جاء في مقدمة المؤلف : ( انه عرض عام 2005 على الرئيس الأسير صدام حسين رحمه الله في المعتقل الأمريكي فكرة تدوين مذكراته لغرض نشرها ، وافق الرئيس على الفكرة غير ان حرس السجن الأمريكيين حرموا علينا تبادل أية أوراق حتى ربيع 2006 ، وفي أحدى جلسات التحقيق التي يديرها ( القاضي ) منير حداد سلمني الرئيس بعض  الأوراق من مذكراته المكتوبة بخط يده ، ولكن الكابتن مايكل ماكوي ( مدير مكتب الارتباط الأمريكي في المحكمة ) طلب من الرئيس إعطاء هذه الأوراق الى القاضي ، وبعدها اتفقنا على إملاء هذه المذكرات وتمرير الكثير منها بخط يده وتمرير الكثير منها بخط الرئيس وتوقيعه ) .

 

 

والكتاب يحوي بعض مما رواه الرئيس الشهيد أو أجابته على الأسئلة التي كان يطرحها عليه المؤلف بهدف توثيقها ..  ومن المواضيع التي وردت في مقدمة الكتاب ( صدام حسين من العوجة .. الى  القصر الجمهوري ) وهو عرض تاريخي عن حياة القائد صدام حسين .

 

( تمت الكتابة الى السيد المؤلف لتلافي بعض المعلومات غير الدقيقة التي وردت فيها في الطبعات القادمة )

 

هذا الكتاب المهم والقيم والوثيقة التاريخية جاء في الفصل الاول : تحدث المؤلف عن كيفية بداية تشكيل هيئة الدفاع عن الرئيس في المحافظة الانبار برئاسة المحامي خليل الدليمي نفسه وأخرى في الأردن تشكلت من بعض رجال القانون العرب والأجانب .. إما الفصل الثاني فتحدث فيه عن اللقاء الاول مع الرئيس الأسير يوم 16/12/2004 .

 

يحوي الفصل الثالث معلومات الرئيس الأسير عن معركة الحواسم ومعركة المطار الأولى يوم 5/4/2003 .. ويؤكد الرئيس الشهيد عن مكان تواجده في اليوم الاول للعدوان ( كنت في منزل متواضع في حي التشريع ليس بعيداً عن القصر الجمهوري ) .

 

وبعد ان أكمل العدو احتلال بغداد ذهب الرئيس الى محافظة الانبار يوم 11/4/2003 وزار مضيف  آل الخربيط ، وكان يلتقي بعدي وقصي وبرزان وبعض المرافقين ونتيجة استخدامهم هاتف ( الثريا ) تم قصف الموقع بصواريخ الطائرات فاستشهد اللواء روكان عبد الغفور وعدد من المرافقين وعدد من    آل الخربيط ثم توجه الرئيس بعدها مع اثنين من المرافقين الى قضاء هيت واستبدل سيارته بسيارة القائمقام وعاد الى الرمادي .

 

إما الفصل الرابع فيتحدث الرئيس فيه عن الصفحة الثانية من المعركة ( المقاومة العراقية ) فيقول الرئيس رحمه الله : ( لذلك كان أول سؤال وجهه لي الأمريكان بعد اعتقالي هو عن المقاومة وعن  ( أبو احمد ) الرفيق ( عزة الدوري ) فقلت : حين يعتدى على الشعوب وتستباح كرامتها وتنهب ثرواتها لابد ان تقاوم ولا سبيل غير المقاومة .. وقلت لهم  لو كان عزة الدوري في جفوني لوضعته في عيوني واطبقتها عليه ) .

 

ويقول القائد عن الرفيق المناضل الأمين العام للحزب عزة ابراهيم الدوري : ( ذات يوم التقيت مع      ( أبو احمد ) في أحدى البوادي . فكان كما عهدته في أعلى المعنويات ولدماثة خلقه ، قام بوضع عباءته وفرشها على الأرض كي نجلس  عليها .. ) .

 

وتحدث الرئيس في الفصل الخامس عن أحداث سبقت العدوان الثلاثيني عام 1991 وبخصوص دخول الجيش العراقي  الى الكويت يوم 2/8/1990 يقول الرئيس : ( كان من المفروض ان نتعامل مع الكويت بطريقة أخرى ، ومع الأسف حصل ما حصل ، وسامح الله من كان السبب ( كررها عدة   مرات ) ورحم الله شهداءنا من كلا الطرفين ) .  

 

يقول المحامي خليل الدليمي : ( وسألته عن مفاوضات جدة التي جرت بين وفد عراقي برئاسة النائب الأستاذ عزة ابراهيم الدوري ووفد كويتي برئاسة رئيس الوزراء وولي العهد وقلت له : يروج في بعض الأوساط ان الأستاذ عزة ابراهيم قد تشدد كثيراً في المفاوضات ) فأجاب : ( ان أخي أبو احمد أبدى التشدد إليه بناء على توجيهاتي وكان الغرض من التشدد دفع الكويتيين لحل النزاع سلمياً وعدم التمادي في تأزيم الحالة بيننا ولم يكن تشدد الأخ ( أبو احمد ) رغبة منه في التشدد فهو والله لم يكن من المتشددين في هذا الموضوع .. ولم يحرض ولم يدفع على الإطلاق باتجاه الحل العسكري ) .

 

 

في الفصل السادس تحدث الرئيس عن قصة الشبيه ونفيه لذلك وتحدث في الفصل السابع عن بغداد وكيف احتلت ؟! ..  يقول الرئيس : ان من أهم أسباب تمكن الأمريكان من احتلال بغداد هي :

 

  • الحصار الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً وما رافقه من استمرار الحرب بكل صفحاتها .

  • اعتماد أمريكا سياسة الخداع والتضليل حول مزاعمها مما دفع بعض الأصدقاء وبعض الأشقاء العرب لتصديق رواياتها .

  • الفرق الهائل بين القوتين وخاصة القوة الجوية التي لابد منها لحسم أي معركة .

  • معرفة العدو التامة بكل الأهداف العسكرية والمدنية من خلال فرق التفتيش ووسائل الكشف الجوي .

  • استخدام القصف الجوي الظالم مما شل على قدرة قواتنا .

  • استخدام العدو لأسلحة محرمة دولياً ، بعضها استخدم لأول مرة وخاصة في المطار فقام  بضرب قوات الحرس والقوات المتجحفلة معها بقنابل نووية تكتيكية وأخرى حرارية تؤدي الى صهر الحديد والجسد للتأثير على معنويات المقاتلين . وهذا السبب يعتبر من أهم الأسباب التي سرعت في احتلال بغداد .

  • استمرار القصف على بغداد وضرب السكان المدنيين وضرب قوات ومراكز القيادة وقطع كل أنواع الاتصال .

  • استخدام العدو للطريق الصحراوي لمحاذاة المدن وتفوقه النوعي بالسلاح المتطور والغطاء الجوي الكثيف .

  • الانزالات الكثيرة والمتكررة هنا وهناك خلف قطعاتنا وعلى الطرق الرئيسية وإرهاب السكان وقطع الطرق . بالإضافة الى قيام العدو بدفع بعض آلياته بسرعة فائقة الى مواقع خلف   قطعاتنا .

  • الحرب النفسية ، واستخدام الوسائل الدعائية والإشاعة التي  نـجح العدو في إدخالها في صفوف قواتنا المسلحة من خلال الطابور الخامس وعملائه وكذلك قيام بعض العملاء والمتسللين بإعطاء إحداثيات لطائرات العدو لتدمير المواقع الهامة والأهداف العسكرية .

  • انقطاع وسائل الاتصال بين القيادات العسكرية وآمري القطعات نزولاً ، وعدم وصول الأوامر أدى الى تحلل بعض القطعات العسكرية على اعتبار أن الأمر قد انتهى .

  • في الحرب العراقية الإيرانية كان القادة والآمرون يتصرفون وفق تطور الظرف وعلى أساس الموقف ، ولم نضطر الى إخضاع فرقنا وفيالقنا والقادة الى الأوامر السياسية . فقط كان التصرف للقائد أو الآمر بحتاً باستثناء القيادة العامة .

  • هجوم العدو من كل الجبهات وللأسف فقد سهلت بعض الدول الشقيقة دخول قطعات العدو ودروعه من أراضيها .

  • قيام العدو باستخدام عملائه من المخربين وعملاء إيران في الهجوم وكذلك بعض الميليشيات الموالية لإيران والتي تدعي الإسلام زوراً .

  • كان غدر إيران من أهم العوامل المساعدة لدخول القوات الأمريكية والبريطانية الى العراق .. هذه العوامل كلها أدت الى انسحاب الجنود تباعاً من ارض المعركة من دون أمر .

 

وأوضح سيادته في الفصل الثامن من قصة الاعتقال فقد جاءت الرواية الأمريكية مجافية للحقيقة وروى الرئيس قصة  أسره التي حدثت عصر يوم الجمعة 12/12/2003 في مزرعة المدعو قيس النامق الواقعة على نهر دجلة بالقرب من قضاء الدور وهي نفس المزرعة التي لجا إليها عام 1959 بعد محاولة ضرب الطاغية عبد الكريم قاسم وعبوره النهر الى  الضفة الأخرى .

 

وتحدث الرئيس في الفصل التاسع عن أحداث 11 أيلول 2001 ، وفي الفصل العاشر تحدث عن  الدولة والمعارضة ، إما في الفصل الحادي عشر فتحدث فيه عن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية تشويه صورة الرئيس القائد وحوى الفصل الثاني عشر موضوع ( ديمقراطية الذئاب ) .

 

إما الفصل الثالث عشر فأوراقه تحدثت ( كيف يستشرف الرئيس صدام حسين المستقبل ؟ ) وتحدث الرئيس في الفصل الرابع عشر عن الموقف العربي والدولي .. وتحدث سيادته في الفصل الخامس  عشر عن دعوة الرئيس للتخلي عن السلطة ومبادرة الشيخ زايد فيقول سيادته : ( قلت حينها لأبي احمد: ان الأعداء يتوهمون مرة أخرى فهم لا يعرفون منهج البعث ولا يعرفون حقيقة صدام حسين ورفاقه )

 

ويتحدث السيد المؤلف في الفصل السادس عشر عن الجهود الدبلوماسية لإنقاذ الرئيس يقول المؤلف :   ( قام الرئيس بتكليفي بنقل رسائل شفوية وخطية الى عدد من الزعماء  لتوضيح الصورة عن الوضع في العراق كان هدفي الاول إنقاذ الرئيس وإنقاذ العراق من خلاله ) وعن المفارقات المعيبة والقاسية والمؤلمة يقول المؤلف : ( وهنا لابد ان أشير وللتاريخ بان كل السفارات العربية والأجنبية التي قصدتها - لغرض اللقاء بزعمائها -  كان سفراؤها يستقبلونني بكل حفاوة واحترام .. باستثناء سفارة فلسطين التي خرجت منها كما دخلت من دون ان يستقبلني احد ) .   

 

في الفصل السابع عشر يتحدث المؤلف عن الرئيس وسير ما يسمى بالمحاكمة .. يقول الرئيس : ( ان القاضي الطرطور رؤوف والعريبي ، ينفعنا كي يطلع العالم على حجم المهزلة ) .. ويقول سيادته :    ( سلمولي على الحزب .. فبياناته الأخيرة قوية ومتفائلة ) .

 

ويتحدث المؤلف في الفصل الثامن عشر عن محاولة مساومة الرئيس صدام حسين .. ويشير القائد الشهيد الى فعل  المقاومة العراقية الباسلة : ( في يوم 1/1/2006 ضربنا النشامى صاروخاً سقط في البحيرة - قرب المعتقل الذي كان  فيه الرئيس في محيط المطار - وصار واحدهم جريدي وأرادوا ان يدخلوني بعيداً حرصاً منهم علي فرفضت وقلت لهم : دعوني اسمع طك النشامى ) .

 

وجاء في الفصل التاسع عشر عنوان ( توقعات ومشاعر ورسائل ) من بينها رسالة مرسلة من الرئيس الشهيد الى أخيه ورفيق دربه الأستاذ عزة الدوري وتاريخ الرسالة 13/5/2005 جاء فيها :

 

( قل لهم يا أبا احمد الشيعة هم جزء من شعبي ولولا الشيعة لما انتصرنا في حربنا مع إيران . فلا تضعوا اللوم على الشيعة بسبب تصرفات الخائنين منهم . فنحن في ذلك الدولة الوحيدة التي تلتزم بالوازع الأخلاقي والديني والعرفي . ونحن الدولة الوحيدة التي لم تترك للأجنبي فيها أي نفوذ ) .

 

وأسهب الفصل العشرون عن محاولات اقتحام سجن الرئيس وصدور الحكم الأمريكي الإيراني يوم 5/11/2006 .. إما الفصل الحادي والعشرون فتحدث عن محاولات اختطاف الرئيس الأسير .. وضم الفصل الثاني والعشرون خلاصة بما دار في جلسات التحقيق مع الرئيس الشهيد رحمه الله .. وتحدث الفصل الثالث والعشرون عن بعض الجوانب الإنسانية في شخصية الرئيس .

 

 

تحدث المؤلف في الفصل الرابع العشرون عن اللقاء الأخير مع المحامي ، وحوى الفصل الخامس والعشرون الساعات الأخيرة ويقول المؤلف : ( ان الدستور يمنح نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب القائد العام للقوات المسلحة ورئاسة الدولة صلاحية رئاسة المجلس والقيادة العامة للقوات المسلحة ورئاسة الدولة في حال تعذر فيها على الرئيس ممارسة سلطاته الدستورية بصورة مانعة دون الحاجة الى إصدار قرار إضافي .. إما النظام الداخلي للحزب فهو أيضاً يمنح  نائب أمين سر القطر كافة صلاحيات أمين سر القطر في حالات تعذر ممارسته لصلاحياته ومسؤولياته الحزبية وبصورة تلقائية .. ووفقاً للقواعد الدستورية ونصوص النظام الداخلي للحزب وكأستحقاق فان السيد عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب القائد العام للقوات المسلحة قد شغل السلطات الخاصة برئيس المجلس وأمين سر القطر تلقائياً بعد اسر الرئيس ) .

 

 وهذا ما أكده الرئيس الشهيد في اللقاء الاول مع المؤلف . ثم جاء تأكيده خلال اللقاء الثاني في بداية 2005 بقوله : ( قل لابو احمد أن يشغل مكانه الطبيعي وان لا يترك أي فراغ يحصل ) .

 

واحتوى الفصل السادس والعشرون نص الوصية الوثيقة التاريخية .. وجاء في الملاحق :

 

بعض من رسائل صدام حسين المقاوم ورسالة موجهة الى الرفيق الأمين العام للحزب الأستاذ عزة ابراهيم الدوري في اليوم الثاني للاحتلال .. وأورد المؤلف بعض بيانات النعي ومن ذلك : ( الأستاذ عزة ابراهيم الدوري ينعى رفيق دربه صدام حسين ) الذي اغتاله الأمريكان والصهاينة والفرس صبيحة عيد الأضحى 30/12/2006 .

 

 

ختاماً : نقول للسيد المؤلف انك عربي أصيل وفارس شهم وكنت وفياً لشعبك وأمتك وقائدك ونحن نعلم ونقدر مدى حقول الألغام التي كنت تسير عليها فيما يسمى المنطقة الخضراء والمطار ومحافظتك المجاهدة وعاصمتك الحبيبة.. نعلم ان دمك كان على كفك فهيئة الدفاع قدمت نجوماً ساطعة قرابين في سبيل تحرير العراق والدفاع عن الشرعية والمبادئ .. فلا يضيرك كتابات بعض الأخوة حول مؤلفك الوليد الاول فهو وثيقة رائعة ومفيدة وحسبك انك رجل مبادئ ورجل قانون أولاً ودخلت محراب  التأليف ثانياً وجل من لا يخطئ ولكن حلمك يكفي لتحمل كتابات بعض الأخوة بما فيها من قساوة .. فنحن ( شطار ) بجلد أنفسنا أكثر من قول : شكراً .

 

 

وبدوري أقول لكم : شكراً لكم والى المزيد من الحلي والجواهر بعد ان سودت الكثير من الصحف الصفراء والفضائيات وبعض الكتابات على المواقع الالكترونية شوارعنا وبعض المساحات في أذهان البعض ممن يتعبهم فرز الغث من السمين .. شـكراُ أبا عـلاء

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٢ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٦ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور