العراق يــــدخـل دائــــرة النســـيان العـربـي

 
 
 
 
شبكة المنصور
الــــــوعـــــي الـعـــــــربـــي
أن حالة الإنهيار والضعف العربي الذي تمر به الأمة العربية وحكامها اليوم إلي الدرجة التي جعلتهم يعترفون بدولة الكيان الصهيوني ومنهم من يتعاون مع هذا الكيان سواءاً كان هذا التعاون في السر أم في العلن ومنهم من يفتح أبواب بلاده لهؤلاء السفاحين القتلة سافكي الدماء العربية الطاهرة وأن هذا التدني والانهيار الذي وصلت إليه هذه الأنظمة هو نتيجة الإحباط والفشل في تحقيق أي إجماع عربي خاص بالقضية الفلسطينية ومن ثم ضياع فلسطين من أيدي العرب ، فقد أضاع العرب بإطماعهم وتطلعهم إلي المكاسب الشخصية فلسطين بل وتحالفوا مع الإنجليز ضد تركيا إبان دولة الخلافة العثمانية وأسقطوا فلسطين من يد الخلافة لتدخل في حقبة الإحتلال الإنجليزي ومن ثم تسليمها لليهود الصهاينة علي طبق من ذهب ،

 

كل هذا تم بمباركة عربية لأسباب تتعلق بالعرب أنفسهم وانشغالهم عن واجباتهم المقدسة في الدفاع عن الأرض العربية المغتصبة وهكذا أعطوا الفرصة للنبت الشيطاني أن ينمو في الأرض التي باركها الله ، لقد جاء الإنجليز في البداية بذريعة تحرير الشعوب من براثن الإستعمار التركي وساعدهم في ذلك الملوك والسلاطين أصحاب العروش والكروش تزلفا وجريا وراء الملك والعروش و الوعود البريطانية وما سوف يحققونه من مكاسب ولكن سرعان ما ضاعت وعودهم وأنفرد الإنجليز بفلسطين وتم تسليمها إلي اليهود ولكن بصيغ قانونية مختلفة بحجة حماية مصالحهم وتكريس تواجدهم عن طريق وعد بلفور الذي أعطي من لا يستحق ما لا يملك ومنذ ذلك الحين وحتي اليوم مازال العرب يلهثون وراء الحلم في إستعادة الأرض السليبة من براثن الأيدي الصهيونية ولكن عن طريق اللقاءات والمقابلات والقبلات مع الصهاينة وليس عن طريق الجهاد ودعم المقاومة في فلسطين ، وما أشبه حكام الأمس بحكام اليوم وما حدث ويحدث في فلسطين اليوم ومنذ ما يقارب مائة عام نعيشه وبنفس تفاصيله مع عراقنا الحبيب الأسير المحتل والمختطف من قبل الإحتلال الأمريكي والصهيوني والفارسي وأيضا من قبل عملائهم المستعرقين منذ السنوات السبع من عمر الإحتلال الإمبريالي الصهيوأمريكي علي الرغم من سقوط كل الأقنعة والأكاذيب التي روجتها الإدارة الإجرامية للرئيس الأمريكي بوش وتابعيه من عصابة آل كابوني عن العراق وعن الرئيس الشهيد صدام حسين من أمتلاك بلاده للأسلحة الكيماوية وعلاقة الرئيس صدام بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عن طريق فزاعة وخديعة أرتباطه بتنظيم القاعدة ومن ثم غزو العراق وإحتلاله تحت سمع وبصر حكام أنظمتنا العربية وهيئته الممثلة في جامعة الدول العربية بل ووصل الأمر إلي الحد الذي ساهم من ساهم منهم وشارك من شارك وتحالف مع الإدارة الأمريكية الإجرامية لكي ينال الرضا السامي من أمريكا وإسرائيل فاقروا أحتلال العراق واغتيال رئيسه الشرعي في يوم عيد الأضحية والفداء وهو من أقدس الأيام لدي الأمة الإسلامية بل ووصل الأمر أيضا إلي من قام وتعجل وطالب بوش بالتخلص من الرئيس العراقي صدام حسين إمعانا في تقديم الخدمات بالمجان وهكذا ومنذ ذلك الحين مازال العراق المحتل يعيش قسوة هذا الإحتلال بكل معني الكلمة ، ولن يعرف معني كلمة أحتلال إلا من عاش وقاسي وذاق طعم العبودية في ظل عدو همجي مجرم يتعامل معنا نحن العرب والمسلمين أقل ما توصف بأنها إرهابية وإجرامية ،

 

وحتي ذلك الحين مازال العراق يعيش مراحل من التأمر من أطراف عدة منها الأمريكان والصهاينة والمتأمركين والمتآمرين و العملاء المستعرقين الذين جاءوا علي ظهور الدبابات الأمريكية والبريطانية ونصبهم المحتل علي رأس السلطة في المنطقة الخضراء بعد أغتيال قادة هذا البلد وتهجير الملايين وأعتقال الآلآف من الأسري العراقيين وإلقائهم في غياهب السجون التي أقامها لهم فرعون الأمريكي ووزيره هامان العميل وتدمير مفاصل الدولة وتفكيكها إلي أجزاء وتسليمها إلي عملائهم من الصهاينة والمستعرقين الفرس مما يؤكد بان الهدف من هذه الحرب وما جري لهذا البلد العربي ورئيسه هو هدف أكبر وأعمق من العراق لأنه بذلك المخطط يستهدف تقسيم الأمة إلي أجزاء لا يربط بينهما أي رابط من عروبة أو إسلام وما يجري اليوم من تخريب لمناهجنا التعليمية ولأفكارنا ومبادئنا وعقائدنا الدينية والعربية ومواجهات بين أطراف البلد الواحد ما هو إلا دليل علي إستمرارية المشروع الإستعماري الإمبريالي مع إختلاف الأدوار ولكن أخطر ما يمر بنا اليوم وهو ما يمثل قمة المأساة تلك الخيانة والتهاون والتخاذل والتراجع والصمت للدور العربي أمام ما يجري لهذا البلد وتركه وحيداً يواجه مصيره أمام جحافل التتار والمغول الجدد الذين يتربصون به من كل حدب وصوب وتكرار مشهد ضياع جزء عزيز علينا من الأرض العربية بعد فلسطين وأيضا بأيادي عربية ومباركة عربية وتخاذل وصمت عربي ودخول العراق إلي سراديب النسيان حتي نستيقظ علي فقدان بلد عربي آخر وأغتيال رئيسه علي مقصلة إعدام المحتلين، فما يجري في العراق اليوم من جرائم ومن طمس لهوية العراق العربية تقع مسئوليته علي عاتق أنظمتنا العربية وحكامها الذين تحالفوا ومازالوا يتحالفون مع الشيطان الأمريكي فأضاعوا العراق ودخولها حُقبة الإحتلال وكما فرطوا في فلسطين بالأمس يفرطون في العراق ويقمعون وينكرون مقاومتها ويصفونها بالإرهابية ويساعدون العملاء ويعترفون بشرعيتهم ويتبادلون البعثات الدبلوماسية ويقدمون الخبرات الأمنية والمخابراتية لقمع الشعب العراقي وإجباره علي قبول ما يفرضه الإحتلال من السياسات الإستعمارية ،

 

إذن لا أمل في أنظمة عربية مفككة وهيئات عربية متهالكة وعلاقات عربية عربية فاسدة ولكن الأمل المعقود فقط علي مقاومة الشعوب العربية لأي إحتلال سواء كان في فلسطين اولبنان اوالعراق بل ويجب دعمها من كافة كل القوي الوطنية المخلصة المحافظة علي شرف هذه الأمة فانجازات المقاومة العربية الشعبية بما تمثله من شجاعة وبطولات وإنتصارات وما حققته في لبنان وفلسطين والعراق هي التي تحسم أمر الاحتلال في أي جزء من أجزاء أمتنا العربية ولكن هذا الحسم لابد له من ركائز ومقومات هامة ومن أهمها وخاصة في فلسطين و العراق وهي وحدة فصائل المقاومة في مواجهة الإحتلال وأدواته وعملائه فالأصل هو تحرير البلاد وإفشال مشاريعه الإستعمارية وعملياته السياسية المفروضة ، لان برامج التحرير تحتاج الي منهج وطني وقومي مبنيا علي أًسُس عربية خالصة لا طائفية ولا عرقية ولا عقائدية لان الهدف واحد هو تحرير الأرض وصون العرض من رجس وبطش الأحتلال والمحتلين ، فوحدة المقاومة هي الخطوة الأولي لرفع راية التحرير لان الأمة اليوم في ظل تخاذل حكامها وتقصيرهم في حق شعوبهم وبلادهم ووطنهم بحاجة للشعور بالنصر وهي الخطوة الأولي لنجاحها في مشروعها لتحرير أرض فلسطين ،وبلا وحدة هدف أو عدو لن نصل إلي النصر لان القوة الحقيقية لأي ثورة أو حركة تكمن في الإصرار والإستمرار علي مقاومة الإحتلال ، كما أن قوة المقاومة ضد أي أحتلال هي في قدرتها على الصمود حتي زوال أسباب الأحتلال الحقيقي وليس زوال الظرف الحالي ،إذن الأمل الوحيد في إحباط المخطط الملعون لتمزيق الأمة العربية وفى قطع أواصر العراق البوابة الشرقية للأمة العربية وتحويله إلى حمامات دم طائفية وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من قيادة المنطقة وتنفيذ مشروعهم الحلم من إقامة دولة إسرائيل الكبرى ،

 

فالمقاومة فكرة وعقيدة وتراث يتعلق بها مصير أمتنا العربية واليوم لانستطيع إغفال أن المقاومة أصبحت جزءاً أساسياً من الخريطة الفلسطينية و العراقية والتي لاتكتمل الصورة إلا بها فإذا ما أستطاعت هذه المقاومة الشجاعة والأبطال المجاهدين في التصدي لقوى الشر والبغي وإفشال مشروعهم سوف يتحدد مستقبل الأمة بل ومستقبل العالم ،و علينا نحن أبناء الأمة العربية أن ندعم هذه المقاومة في كل مكان و بكل ما نملك وعلي المثقفين و القوميين والسياسيين والمجاهدين ورجال الدين وكل صاحب قلم شريف أن يدعم فكر المقاومة وفلسفتها ونشر بطولاتها فالمقاومة هي طوق النجاة لنا جميعا ولا أمل في حكام الصمت العربي .

 
http://www.alarabi2000.blogspot.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١١ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور