المقاومة العراقية : ترحيب الجماهير بالبعث العربي في العراق الجريح

 
 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
لم يمر حزب قومي  بمؤامرات وتشويه  له كما حصل لحزب البعث العرب العربي الاشتراكي وهنا عندما نقول اشتراكي  ومن باب مجاز التعبير بحكم ضروف المرحلة الحرجة التي تمر بها الامة العربية وخاصة العراق فنقصد وبعد تجارب الايام العجاف فلقد اثبت البعث انه الحزب الوحيد في الوطن العربي الذي يقبل كل سكنة تلك البلاد  بشرطه الوحيد هو الايمان بالقومية العربية ومن ثم الامل في الوحدة العربية ذات السمات الانسانية الممزوجة بروح الاسلام المتسامح المعتدل.عليه ومن خلال معطيات الزمن الصعب الذي يعيشه العراقيون اليوم فقد اتضح لهم بما لا يقبل الشك ان حلهم في حياة حرة كريمة ومتساوية الفرص يكمن في عودة حزب البعث العربي الى قيادة العراق.

 

لقد اخفقت كل الاحزاب وكل التكتلات في التعبير عن الذات العراقية وعن الطموحات  المعبرة عن الشخصية العراقية المتفردة على مر العصور والتي تتوق دوما للقوة والحصافة  واللون العراقي المستقل بعد ان اختبرت الجماهير نفسها وشهواتها على مدى سبع سنين من العبث الاحتلالي وفوضوية الديمقراطية المستوردة  التي لم تخلق سوى المزيد من الاصرار على اللون العربي العراقي الاصيل والتوق للخلاص من الضياع بفعل هيمنة الافكار المستوردة من خارج حدود الوطن العربي والبعيدة عن وراثة الطبع العراقي الممييز تاريخيا بين الامم.

 
لقد اثبتت الايام وكما اثبتت من قبلها ايام احتلالات اخرى ينقلها لنا تاريخ العراق ان كل الموجات التي دخلت العراق وحاولت تغيير انسانه بالبطش او بالاقناع قد فشلت لان العراقي خاصة والعربي بشكل عام يميل بل يقاتل من اجل تفرده  وعصي على اعطاء ولائه بسهولة لاي قوة في الارض ومهما كانت باطشة ومن هنا  جاءت فكرة تكوين فكر عربي قومي حديث يحافظ على تلك الميزات ويمكن ان يقودها بالنتيجة .هنا قبل الكثير من العرب هذا الفكر وانتشر في الوطن العربي بشكل مذهل وسريع بل وعاش لسنين طوال وما زال لان الوطن العربي بشعبه كان حاضنا له بحكم تعبير الحزب عن مكنون بشر تلك البلاد.

 

كلما حصل تغيير او انقلاب في بلد كان يحكم فيه البعث كلما كانت النتيجة ان يرفض الشعب تجربة الغير بعد فشلها في اقناع الجماهير لتعود تلك الجماهير مطالبة برجوع البعث المعبر عن ذاتها وهذا ما يحصل اليوم في العراق الجريح.

 
هناك الكثير من الاصوات التي ظهرت قبل وبعد الاحتلال وعلنا تطالب باسقاط البعث واجتثاثه وفعلا حصل لهم ما ارادوا ولكن ما النتيجة؟دخلت الوان من ما يسمون انفسهم بالسياسيين الجدد في العراق ومن على ظهر الدبابات  وقد دربوا اجنبيا لقيادة الشعب العراقي  ناسيا المحتل القائد لهم البيئة المنافية له ولمن جاء بهم  ونسي الحقيقة العلمية المناعية ان الجسم لا يرفض الاشياء الغريبة  المزروعة فورا بل بعد التعرف عليها من قبل جهازه المناعي ومن ثم يرفضها بل ويقتلها بعد التشخيص الدقيق المتأني والمحسوب لها ومن ثم يلفظها دون رجعة ولا يمكن التطابق بعد ذلك الرفض النهائي ولا مناص من تحمل نتائجه رغم الخسائر التي يتمخض عنه الرفض المبني على الحقيقة.

 

لقد راح  المحتل بحقن الجسد العراقي بالمثبطات المناعية لاكثر من ست سنوات كمحاولة لمنع الرفض الجسدي (الشعبي)العراقي لحكومة الاحتلال المزروعة الغريبة لكنه بالنتيجة فشل وفشلت معه محاولات هذا الجسم الغريب بالعيش بشكل سوي ومقبول من قبل الاعضاء والانسجة الاخرى من الجسد العراقي حتى فشلت بالنتيجة كل مجاولات التصالح والتعايش مع من هوغريب مائة بالمائة وتم قبول الجزء الاخر من قبل الجسد العراقي والذي يمثل نسبة تطابق لا تقل عن سبعين بالمئة؟؟؟؟؟؟

 
ان البعث العربي الاشتراكي ولد من رحم هذه الامة ومن تلافيف انسجتها  فلم تحصل له حالة رفض بل حصلت له حالة من العطب في بعض مكوناته أي مكونات الحزب وبالتالي احتاج الى تصحيح واستطباب ومعالجة هذا العطب من اجل الحفاظ على باقي اجزاء الجمهور ومن ثم ايقاف أي استشراء النخر داخل الحزب والذي بالنتيجة سوف يمتد الى باقي انسجة الشعب العربي فيتلفها لكن قدرة الحزب الجبارة على تصحيح ومعالجة جسده  بالمراجعة والتجديد وقلع ما هو منخور جعلت من الحزب نسيجا صحيحا صالحا يقبله الجسد العربي ويجد فيه وفي الارتباط به الطاقة القومية الهائلة قيادة  وتنظيما للمجتمع ومن ثم اعادة وشائج واوصال هذا الشعب للالتحام  والتوحد تحت بيرق العروبة الممزوجة بروح الاسلام العقلاني المعتدل النزيه من الاجتهادات الخارجية المقحمة به والتي لا تمت لحقيقة الاسلام بشئ بالرجوع الى فكرة الاسلام التي جاء بها الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم.

 
لنا اصدقاء ولنا زملاء كانوا يختلفون معنا في الفكر ورؤيا السياسة قبل الاحتلال وكنا نتحاور معهم  بما نحمل كبعثيين وبما يحملون من رؤى  فكان لهم وجهة نظرهم ونقاطهم التي نحترمها  .

 

حصل الاحتلال فقلنا لهم اليوم رحل البعث وجاء دوركم ان شئتم حكم العراق بالالتقاء مع المحتل فمنهم من هوى في قاع الاحتلال ومنهم من رفضه عن قناعة ولم يرى فيه الافضل من حزب البعث نتيجة التشكيلة السياسية التي جاءت مع المحتل لحكم العراق والتي يرفضها أي عاقل رشيد بعد برهة من التأمل وتحليل تلك التشكيلة التي لا تمت للعراق بصلة.المهم بذلك راحت التجربة تتواصل وراح المحتل في معالجتها ومحاولة انقاذها وهي تلفظ الانفاس في غرف الانعاش وما من نتيجة حينها التقينا نحن وهؤلاء الزملاء والاصدقاء فكان ان تغيرت رؤاهم وتبدلت نظرتهم تجاه البعث بل وقسم منهم التحقوا بالتنظيم واخرين تمنوا رجوعه لان لا خلاص من بلوى العراق والقول لهم الا بالبعث  ورجوعه الى سدة الحكم قائدا لا فريدا بالحكم .

 

قلنا لهم لا بأس ان يقاد العراق من خلال برلمان عراقي يؤمن بعروبة العراق وبأسلامه الذي تعرفونه والبعيد عن خزعبلات ولاية الفقيه التي منهجها المعلن اسلامي وحقيقتها المخفية اعادة الشأن الامبراطوري الفارسي من جديد على حساب العرب والاسلام وهذا ما نرفضه.قلنا لهم وما زلنا نقول العراق بحاجة ماسة لكل وطني غيور يؤمن بوحدة العراق  وبعروبته ومهما كان انتماؤه السياسي وطائفته وعرقه طالما انه عراقي الولادة والتاريخ والشعور والانتماء الصميمي لا الدعوي.

 
من هنا وبتلك الافكار الهادئة النظيفة والتي تحمل البندقية المقاتلة ضد الاحتلال من جهة اخرى لا المنظرة فقط كانت ان حصلت قناعات وتبدلت رؤى وتوازنت الافكار  وتحصنت العقول بقبول الاخر المجتث اجنبيا والمقبول المتجدد وطنيا لينهض البعث العربي هنا كالعنقاء من جديد بدماء جديدة ورؤى جديدة  تغلغلت داخل سريرة العراقيين الاصلاء بالفطرة .ومن هنا راح الفكر البعثي المنقذ وفعله الجهادي الهادر ينتشر بسرعة الصاروخ جماهيريا سرا وعلنا  في العراق المجنى عليه وبدأت الجماهير تطالب برجوعه علنا ودون خوف ومن على شاشات التلفزيون لا ترهب التشخيص ولا المساءلة ولا الة الموت الاجنبية التي تحكم العراقيين اليوم.كانت الجماهير وما زالت هي المتحدث الاكبر والرئيس بأسم البعث وهي المطالبة الاول بعودته  وهذا تعبير عن نجاح الحزب من خلال قيادته العليا في الصمود والصبر الجميل على الانتظار المر لتلك اللحظات المبشرة بالخير اليوم.

 
اذا الفكر العربي القومي من خلال تشذيبه ومنهجيته البعثية يمكن ان يحدث الانقلاب الهائل بالذات اولا وبالجماهير ثانيا ومن ثم يتغير كل شئ لصالح الامة ولصالح الانسان العراقي صاحب المصلحة الاولى برجوع البعث العربي الذي  الذي عانا ما عاناه من ابشع محاولة للتشويه والاجتثاث بدعوى الدكتاوتورية  والتفرد بالسلطة واضطهاد الاخرين والمقابر الجماعية والجوع والحروب  والحصار الخ من الاتهامات الباطلة التي تجتزئ الحقيقة ولا تذهب الى جذورها ومن ثم تعرف حقيقة ما مر به الحزب او ما كان مضطرا عليه من قرارات  اكثرها بسبب التامر الدولي وخلق الحفر امام مسيرته كي يقع في مشاكل تتبعها مشاكل وكوارث تطال مستقبل الانسان العراقي  الذي راح قسم منه يتحسس من وجود البعث قبل الاحتلال كما قلنا نتيجة الضغوط العالمية على هذا الفكر القومي وكثرة المشاكل التي مرت به والتي انقلب تأثيرها السلبي بالنتيجة على الانسان العراقي الذي تحمل ثقل هذا المسير ولكل انسان مداه من الصبر.

 

المؤامرة العالمية كان هدفها ان توصل العرب والعراقيين بشكل خاص الى قناعة مفادها ان اتباعكم أي فكر قومي اصيل وموحد يعني  الويلات لكم والهلاك كون المحتل الاجنبي هو من قسم الوطن العربي الى دويلات وهو بالنتيجة سيدافع عن مخططه  القاضي بعدمية الوحدة العربية التي يظنها مهددة لمصالحه ومشروعه  الاستعماري الاستثماري على المدى البعيد.فكان قدر البعث ان يمر بكل هذه المنعطفات الخطيرة وبكل تلك الاجتثاثات التي خرج منها في كل مرة منتصرا كنتيجة لاصالته وبالتالي اختيار الجماهير صاحبة المصلحة العليا به  وله.

 
البعثيون مطلوب منهم اليوم السماع للجمهور والحوار معه بروح التسامح  وقبول الاخر الذي لا تتقاطع معه روح الافكار القومية ومصالح الامة  واهداف البعث كون الجمهور في نظري على الاقل بعثي التطلعات  والتفكير والمشاعر  ولا يحتاج الا لمن يلهب تلك المكنونات في ظمير تلك الجماهير التي اعلنت عن نفسها البعثية في اصعب الاوقات واعسرها التي تمر بها بلادنا وهي الاحتلال البغيض مع اقامة جمهورية الموت على رقاب الناس هنا في وادي الرافدين الخالد.فالجمهور لا ذنب له في ما يكون في لحظة من الاوقات فقد يخطئ وقد تنحرف بعض اذياله نتيجة الصدمة لكنه يبقى في نظر الساسة والحكماء والعقلاء الطينة التي تعجنها كما شئت ان كنت خبيرا  بالتعامل معها فكيف اذا كنت بعثيا  عقائديا تمتلك من ارث البعث تجربة طويلة ومريرة ومنذ اربعينات  القرن العشرين مع خبرة حكم بالعراق لاكثر من خمس وثلاثين سنة.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٠٤ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور