أحمد عرابي ... المطلوب ردع العنجهية الفارسية

 
 
 
شبكة المنصور
سعد الدغمان
ردا على ماجاء في مقال احمد عرابي كاتب من القطر السوداني الحبيب في جريدة البيان الإماراتية الصادرة الخميس المصادف 18 فبراير 2010 بصفحة أراء وأفكار المعنون (العلاقة العربية الإيرانية بين الأمس والغد)؛نقول لقد حمل مقالكم الكثير من المغالطات والتجني على الحقيقة والتي لابد لنا كعراقيين عرب أن نرد عليها ونشير إلى مواطن الضعف بل التجني على مرحلة مهمة من مراحل تاريخنا المعاش والذي لاتزال الذاكرة تحتفظ بالجزء الأكبر منه ولا يزال شخوص هذه الأحداث على قيد الحياة مما يستوجب تصحيح معلوماتكم كونكم والظاهر من استطرادكم بالموضوع ومن قراءتي المتأنية لما سطرتم غير عارفين بما جرى؛(وأهل مكة كما تعلم أدرى بشعابها)؛فقد جاء على لسانك ولأذكر ما سميته با لمغالطات أولا لأعود وأسجل ما أتفق معك فيه؛وعذرا لصراحتي ولا مجال للزعل والتحامل؛ذلك إن اختلاف الرأي لايفسد للود قضية.


*جاء في معرض حديثك أن الخميني (رحمه الله) كان قد قدم من باريس بعد أن طرده نظام حزب البعث في العراق؛وهذا صحيح فقد جاء الرجل من باريس التي أختارها كمنفى اختياري له بعد خروجه من العراق مخيرا بين البقاء وترك العمل السياسي وبين الرحيل ؛فأختار الرجل الرحيل إلى باريس وجاء منها إلى طهران والمشهد معروف وحوله من الشبهات الكثير.


*توتر العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يقودها الراحل أبو عمار والقيادة الإيرانية ربما تعود لما ذكرت ولكن أضف إليها العلاقة الحميمة التي تربط المخابرات الإيرانية الثورية والموساد الإسرائيلي وهو إن أردت براهين حوله فهي متوافرة على شبكة المعلومات ممكن أن تحصل عليها دون كثير من العناء؛وليس أدل عليها من (فضيحة إيران جيت)؛وهي فضيحة دوت لها الأصداء.


*توتر العلاقة العربية الإيرانية لم يأتي من أسباب الحرب التي أبتدرها عراق صدام كما نوهت؛وهذا فيه تجني مبالغ فيه على الحقيقة واستغفال لعقلية القارئ العربي والقراء بشكل عام وغبن كبير لحق العراقيين في الدفاع عن وطنهم وأهلهم وعلى رأسهم صدام حسين (رحمه الله) كما هم اليوم يدافعون ويقاومون المحتل الفارسي والأمريكي الغاشم وتنكرون أنتم وغيركم عليهم حق مقاومة الغزاة؛ذلك أن إيران هي من بدأت الحرب وساهم الخميني باستمرارها وإطالة أمدها وهي قصة معروفة كان من المفترض بك كعربي من السودان الحبيب أن تعتبر هذا في حكم المنتهي ولا نقاش فيه كون أن هناك المئات من مذكرات الاحتجاج الرسمية التي قدمتها الخارجية العراقية آنذاك لمجلس الأمن الدولي تشير إلى أن إيران التي تقول فيها قد احتلت العديد من المخافر والمناطق الحدودية العراقية وأسرت العديد من الذين كانوا يعملون فيها؛وكان هذا قبل أن يرد العراق في أيلول1980؛كما كانت إيران تقصف المناطق الحدودية في (سيف سعد وخضر وهيلة) وغيرها من مناطق ديالى والبصرة وخانقين وبنجوين ومدن أخرى بالمدفعية مما أوقع أضرارا مادية وبشرية في صفوف المواطنين الأبرياء؛فهل لك أن تقول لي ما عمل الحكومة حيال تلك التجاوزات التي تعتبر بمثابة إعلان حالة الحرب؛وهل تقف الحكومة العراقية مكتوفة الأيدي أم ترد بالمثل حفاظا على سيادة البلد وكرامة أهله؛ناهيك عن الاستفزازات المتكررة ومنع الملاحة البحرية في الممر الوحيد للعراق على الخليج (شط العرب).


*أما فيما يخص تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ودخولها على خط الحرب لصالح العراق كما ذكرت؛فهذا الذي لاينكر وقد أوردت الحقيقة حين قلت (في الجانب الأستخباري والمعلوماتي)؛وفي نفس الوقت كانت إيران الخميني تتلقى الدعم الأمريكي بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن طريق طرف ثالث كما حدث وذكرناه في (إيران جيت)؛أي عن طريق إسرائيل؛سيما وأن التسليح الإيراني منذ زمن الشاه (رحمه الله) كان أمريكيا صرفاً؛بمعنى أن التعاون العسكري بين البلدان ليس بسبة تحتسب على صاحبها أي العراق؛خاصة وهو في حالة حرب ؛كما لانعيب ذلك على إيران الطرف المعتدي فيها؛فهم كانوا يسمونها ولازالوا بالشيطان الأكبر في النهار ويتسلموا منها الأسلحة ليضربوا أهلك في بغداد بالليل؛واني لأشيد بما حصرت فيه كلامك حول المساعدات الأمريكية للعراق على جانب الاستخبارات؛وهي معلومة دقيقة جدا؛حتى أن الشهيد صدام حسين (رحمه الله)كان قد ذكرها ولأكثر من مرة وفي مناسبات عديدة؛وحين تدافع عن أرضك يا أخي العربي من السودان الحبيب إلى قلوب العراقيين جميعا فأن الضرورات تبيح المحظورات؛سيما وأن عدوك يتعامل مع إسرائيل دولة العدو الأولى.


*نعم إسرائيل هي العدو الأول ولا أتصور أن هناك من عربي واحد لايعتبرها كذلك على طول خارطة الوطن العربي الكبير حتى الذين يتعاملون معها لاينسون تلك الحقيقة؛لكن حين تصدر تلك تصريحات عن لسان الخميني الراحل بأن طريق القدس يبدأ من (بغداد) عاصمة الخلافة الإسلامية؛وعاصمة الرشيد فهذا كلام ذو شأن وله معاني كثيرة؛ليس أقلها خدمة الأسرائليين أنفسهم بتدمير بغداد مصدر الرعب الأول والأخير للصهيونية؛وهو ما تم تحقيقه اليوم ومنذ سبع سنين على أيدي من يتخذ من نهج الخميني منهجا وأسلوبا في التعامل ؛وهاهم وسط بغداد وعلى أطلالها يعيثون في الأرض فسادا وقتلا ودمارا وتخريبا؛فلا أجد ما يبرر دفاعك عن نهج أساء للإسلام الحنيف وللعروبة التي تنتمي إليها؛لذلك لابد لنا أن نقف عند هذه النقطة ونضع النقاط على الحروف؛أما قضية العرب المركزية كما نسميها؛قضية فلسطين؛فهي أول من تضررت من جراء الأسلوب العنصري الذي تمارسه طهران ضد العروبة أجمع وليس الفلسطينيين لوحدهم؛وها هي مليشيات الفرس وسط بغداد تمزق أخواننا الفلسطينيين هناك وتهجرهم وتقتل أولادهم وتغتصب نسائهم على مرأى ومسمع من الخامنئي نفسه؛فهل أجد عندك جوابا أو تفسيرا لذلك؛أن تدعم حماس وتقول بالمقاومة وتقتل الفلسطينيين هناك في بغداد؛فأي ازدواجية في المعايير ؛وأي خدمة تقدمها لإسرائيل على طبق من ذهب؛ثم أين أنت ورهطك مما يجري في العراق منذ الاحتلال والى اليوم؛ألم تكن لكم أذان تسمعون بها وعيون تبصرون بها ما يجري هناك على أرض الرافدين؛والدليل هو اغتيال صدام حسين بصفقة أمريكية بريطانية إيرانية دبرت بليل والرجل رحمه الله أسير حرب عند قواتهم؛والاعترافات والهتافات تدل على أن من قام بالفعل المشين هم مليشيات الفرس وأذنابهم في بغداد؛ألا يكفي هذا من دليل ليتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود؛ وتوضح الحقائق سيما وأن الدم العربي كان ولا يزال هدفا للفرس قبل غيرهم من الأعداء ؛ولا نستثني الكيان الغاصب المحتل لأرضنا في فلسطين؛ذلك أن كلاهما سواء؛ في الفعل على الرغم من اختلاف القول ؛راجين أن تكون على قدر من سعة الصدر لتتقبل منا هذه الملاحظات ولك إن شئت قبولها من عدمه؛فأنت الأخ العربي العزيز الذي نعتد به ونحترم رأيه لكن يحز في نفوسنا أن تجانبوا الحقائق التي باتت أوضح من أشعة الشمس وسط سماء تموز؛ذلك التموز الذي اغتالته أيادي الفرس القذرة؛لذا لابد من أن تصدر عنا ولو ردة فعل واحدة تجاه ما يقترفه الفرس من تطاول على هذه الأمة ليكون رادعا لهم في حلهم وترحالهم وسط تراخي الجموع العربية بل الاصطفاف خلف منهج أعد لتقويض مايسمى بالعروبة ووأدها بل تدميرها عن بكرة أبيها؛وهو ماتسعى إليه دولة المجوس الباطنية في هذا العصر( إيران الشر).

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ٠٤ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٨ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور