مفارقات الزمن الأسود

المشهد التاسع : إياد علاوي  ..  مرة أخرى !

 
 
شبكة المنصور
الهادي حامد / تونس

لما شاركت أسرنا العربية الحاكمة في غزو العراق وتخريبه وفي ملاحقة المقاومين وبيعهم أحياءا وأموات .. لما شاركت في ذبح صدام ورفاق صدام ومآثر صدام وذكراه ومشروعه .. تبيّن لها أن العراق مزرعة أمريكية من صنف لم يعهدوه : مزرعة ذات ملكية جماعية ، إسرائيلية وفارسية وأمريكية وانجليزية وفرنسية واسرائيلية وكويتية و كورية ويابانية واسرائيلية طبعا  .. حتى جيش الرب الأوغندي له بعض المواشي!! .. مزرعة أحيت التراث الصفوي والأطماع الفارسية القديمة التي قال عنها الخلفاء الراشدون ماقالو .. وذاقوا منها ما ذاقوا وتصدوا لها كما يقتضي الحال ..  وآخرهم كان صدام.

 

استيقظت أسرنا العربية الحاكمة على أن العراق الصفوي الجديد بات يشكل خطرا على أمنها أكثر مما كان يشكله حسب أوهامها الرامسفيلدية الشربوشية في عهد الضرغام صدام. فما العمل .. ؟! .. وكيف السبيل إلى إنقاذ الموقف وتصحيح الوضع ؟!!

 

العراق الصفوي الجديد يحتاج زعيما سنيّ .. ومن عساه يكون .. ؟!! انه إياد علاوي .. ذاك البطل المغوار الذي لا يشق له غبار والذي يطفح رصيده بالمواقف المشرّفة وبالعطاءات السخيّة للعراق والأمة!.

 

هذا البطل المغوار .. الفتى المدلل للإعلام الخليجي، من قناة الجزيرة إلى العبرية إلى اقلهما التزاما وأكثرهما عمالة وتخريب .. هذا البطل .. رفض وبعظمة لسانه أن يكون قوادا لعدد كبير من أجهزة المخابرات العربية والعالمية .. رفض أن يبيع شعبه وامته وآثر النضال ضد " الديكتاتورية " دون أن تؤطره أو تدعمه أية جهة .. هذا البطل ولما كان رئيس ماخور في العراق المحتل أمر الطائرات الأمريكية بان تقذف الفلوجة بالورود والعطور وبكعك الحلوى .. بالهواء البارد صيفا والساخن شتاء ..  وقد سجل التاريخ لهذا الجهبذ البلاستيكي انه ارتمى على عنق رامسفيلد في زيارة له إلى العراق وقال : " لن أطلقك أيها الكلب إلا حين تقول وبالعربي : بالروح بالدم نفديك ياعراق ..  عاشت فلسطين حرة  عربية .. الخزي والعار للخونة والعملاء! " .. وروي أن المسئول الأمريكي المسكين نطقها بشكل متعثر وقد جرى بوله ثم أغمي عليه .. فأطلقه ولحقه برفسة حذاء في بطنه!!.

 

من يفعل هذا لايمكن أن تحوم حوله شبهة الخيانة أو العمالة أو الإجرام .. حتى أنباء زيارته إلى الكونغرس متوسلا بقاء المحتل وصبره ومحرضا على مقاومة شعب العراق ليس إلا تشويها لصورته ومسا من نضاليته التي يشهد بها القاصي والداني! .. من يفعل هذا جدير بان تدعمه أمريكا وبنات أمريكا وإعلام أمريكا في مزارع أمريكا الخليجية وعلى رأسهم الصهيوني الحاقد والاخواني التقليدي المتخلف الصحفي بقناة الجزيرة احمد منصور.

 

في تقدير الذين يدعمون علاوي ، من ممثلي المؤسسة الحربية والسياسية الأمريكية في وطننا العربي، الذين مكنوا بوش اللعين من السيف ورقصوا معه، أنهم  يدعمون المقاومة من وراء دعمه، ويقاومون المد الفارسي، أي يدعمون العراق .. فكثيرا ماطلبنا منهم وطلب منهم دعم هذا البلد العربي العظيم كي لايختفي من الخارطة، ولكن دعمهم ابى أن يأتى الا بطلب وبتوجيه وإشراف أمريكي حين أرادت أمريكا أن تبدي توازنا كاذبا ومسموما في علاقتها بمكونات شعب العراق .. وهي التي لم تكن تحلم بالدور الفارسي الذي سيمكنها من سحق وتفكيك العرب والهوية العربية وليس العراق فحسب مرة واحدة والى الأبد!.

 

يمكن أن يعود علاوي إلى رئاسة ماخوره .. وقد يستمر المالكي فيه .. أو أن يؤول إلى طرف ثالث .. وان كان خامنائي نفسه إن رضي به .. فأمريكا وماتشتهي.إذ أيا كان يجلس على المقعد فانه يصلي إلى محراب بوش طوعا أو كرها!.

 

لكن الأمر لا يهمّ المقاومين في شيء.

لعبة الانتخابات لعبة أطفال يصرّون على الجدّ الذي هم ليسوا في حجمه إذ لايمكنهم تمرير تذاكيهم على شعب البطل صدام .. أن يكون شعب العراق شعب البطل صدام والله شرف تحسده عليه الشعوب الأخرى التي تآكلت من الذل والهوان .. وبعض من شعب العراق لا يعيه أو في غفلة منه ولا يدرك مقدار علوّه ..  شعب صدام لايجب أن تلعب به الثعالب والذئاب والأرانب والبغال .. شعب يدرك أن التسابق في هذه المرحلة هو على من يمسك بالبندقيّة أولا ومن يطلق قبل أخيه ومن يوقع علجا أمريكيا أو فارسيا جيفة أكثر .. على هذا يجب أن يتسابق العراقيون الذين لهم ضمائر ويقدّرون معنى الرجولة والشرف والثأر ..  ويدركون حجم العار الذي لحق بهم في القرن الحادي والعشرين.

 

نقول لعلاوي ولغير علاوي .. من الذين برزوا على الساحة كوطنيين من صنف خاص .. وطنية فيلق الغدر وكتاكيته .. وطنية رامسفيلد وديك تشيني وشارون وحسني مبارك .. وطنية زناة السلطة الفلسطينية وسراقها  .. وطنية من يحارب الإرهاب  ويتلقى الأوامر من السي.اي.أي دون أن يكون ثمة داع لذلك بالمنطق والشرع والسياسة والقانون الدولي إلا باعتباره عميلا بالمجان هو وأجهزته ..

 

نقول لهم وللإعلام العربي الذي أسندهم ويسندهم: إنكم عابرون مهما تراقصتم ! ولن تبقى في العراق إلا الراية التي تحمل " الله اكبر " بين النجوم .. الراية التي جعلت العراق عراقا وأعزت به أمته وشعبه العربي.

.
Whamed6@gmail.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء  / ١٧ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور