مفارقات الزمن الاسود

( المشهد الأول : غالوي ابن الشيخ حسن )

 
 
 
شبكة المنصور
الهادي حامد / تونس
واعجبي مما يجري في بلادي !... صار الواقع يزحف على بطنه فلا هو يمشي على رأسه كما ألمحت فلسفة هيجل ولا على قدميه كما تميل إلى هكذا زعم فلسفة ماركس ... لاثوابت ولا قيم ولا سياقات واضحة يمكن أن ترسي عليها الرؤية...انه الغباء  وصناعة الفوضى وإيديولوجية الفساد والإفساد.. ولكي أشرككم في رؤية ماارى وفي قول مااقول ، آخذكم  إلى نزهة  ليلية في رياض الأشباح والفواجع:


المشهد الأول :


السيد غالوي  ابن الشيخ حسن والسيدة زينب ، أصيل  الحجاز ، كان والده رحمه الله شاعرا فطحلا مشهود له بعبقرية النظم ، بينما قضى جده شهيدا على ارض فلسطين حينما تطوع لقتال العصابات الصهيونية سنة 1948. اشتغل خاله في  فلح الأرض ومنه إلى التجارة وقد كان يتبرع بسخاء للمقاومة الفلسطينية حتى انه أوصى لها بثلاثة أرباع ثروته...وانتم تلاحظون ، أيها القراء ، إن مايفعله السيد غالوي من اجل فلسطين والعراق وقضايانا القومية كلها  لايمكن أن يصدر إلا عن عربي اللسان والهوى، عميق الانتماء للأمة وشديد الإخلاص لها وصلب في تبني أهدافها والنضال من اجلها..

 
لذلك صورناه عربي النسب ... فهو أحق به منا ومنكم.

 
ثلاثون عاما والرجل لايكل ولا يمل ولا يتزحزح في الدفاع عن العرب. نظّم الحج إلى بغداد وهي خلف أسوار شيدتها المخابرات العربية والأمريكية والفارسية والصهيونية. عانق البطل صدام ورفع من معنويات شعبه وقال أني معكم إلى النهاية. نظم القوافل إلى غزة وهي خلف أسوار حكام مصر وعصابات الصهاينة وحواجزهما الفولاذية... كي تموت غزة ويموت الحلم...وفي كل رحلة دماءا تسيل وشكوكا تبث وأكاذيب تطلق...حتى البسوه  ثوب المرتشي لأنهم يعتقدون انه لاوجود لمواقف مبدئية باعتبارهم غير مبدئيين ، لاوجود لالتزام نضالي لأنهم لايعرفون الالتزام..ولأنهم يعتقدون أن كل شيء خاضع للمتاجرة بما في ذلك الرجولة كرجولتهم.


نحن نتسلى على أجهزتنا الرقمية ونتواصل مع من نريد فنتبادل النكات والضحكات..نلتحق بمائدة الطعام وننتقي ماشئنا من المأكولات..نتناول شرابا ثم نتمدد قليلا أو كثيرا..نفترش الدفء ونريح أجسادنا من كل عبء..فنحن عرب في زمان العرب هذا!!.


ماذا يقول السيد غالوي ، الأكثر عروبة منا أو الأجدر بها منا ، في حوار مع عدو صدام وعبد الناصر في قناة الجزيرة القطرية مساء الأربعاء 06/01/2010 وبعد أن انتهى مأزق قافلة شريان الحياة3 ؟!..يقول عن نفسه : " أنه لم يستحم لمدة ثلاثة أيام ولم ينم طيلة هذه المدة إلا في السيارة أو على الرصيف "..فمن اجل ماذا كل هذا العناء..؟!!


القافلة مرت ب 17 بلدا تلقت خلالها كل العون والتشجيع والتأييد ، لكن ببلوغها مصر انتهى الحال بأفرادها إلى المستشفيات وهم ينزفون. ومن ضمن 500فرد جرحت قوات امن نظام العائلة الحسنية 55 فردا منهم.. أيهما العربي ابن العربي وأيهما الإفرنجي الحاقد..؟!!أيهما المسلم الملتزم وأيهما الوثني الكافر..؟!!..السيد غالوي أم أرملة شارون الست حسنيه..؟!!!..


إننا نخجل من عروبتنا ومن إسلامنا ، من نسبنا وأرضنا وريحنا وعباءتنا ...من أسمائنا العربية. ونعترف للسيد غالوي بالشجاعة والنضال والشرف والهمة والصدق والروح الإنساني الذي يسكن أضلعه. نعترف له بعروبته وإسلامه. بقدسه وبغداده. وبكل مالا نستطيع أن نكونه.


نحن العابرون..ست حسنيه وعمرو موسى وعصى موسى (القذافي الذي صمت سريعا) والأمير وأخ الأمير وصهره الأمير ورئيس لجنة الدفاع عن القدس ومدير تحريرها " وعلانا وفلانا وفلن الثاني وفهد..ماقصرنا أبدا "..أما أنت ياغالوي فحي لن تموت كما الذين عرفوا طريق الخلود.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٢ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور