مفارقات الزمن الأسود

المشهد الثامن : ثرثرة حول التسمية الأمريكية الجديدة للغزو الأمريكي للعراق

 
 
 
شبكة المنصور
الهادي حامد - تونس
قادني عنوان خبر يتمتع بقدر من الإثارة إلى تفاصيله في موقع تلفزيون الحرة يوم19/02/2010 ، والقصة هي أن أمريكا غيرت تسمية غزوها للعراق من " عملية حرية العراق " إلى " عملية الفجر الجديد "، أولى الملاحظات التي تحظرني هنا هو أن هذه الدولة الضخمة وغير المتحضّرة  نجحت وبملاحظة مشرف جدا في اختبار الغباء .. بحيث لااعتقد انه وجدت في التاريخ وفي الحاضر أيضا، ولا يمكن أن توجد في المستقبل ، بحسب تقديري المتواضع، قوة سياسية أو دولة يمكن أن تفوقها في هذ .. فالمعجزة الأمريكية الحقيقية هي معجزة الغباء ولا أبالغ أو أتعامل مع الموضوع بسخرية إذا قلت انه يحتاج إلى تأمّل أكاديمي تتلاقى فيه تخصصات أكاديمية كثيرة ، للاقتراب من هذه الظاهرة الشيطانية المحيّرة.


الغريب أن كل تصرف جديد أو خطوة جديدة في التعامل مع ملفات مطروحة أو سلوك سياسي جديد إلا وهو يمضي في اتجاه الإيغال في الغباء والانغماس فيه والتوحّد معه عقيديا وبشكل استثنائي في غاية الإثارة .. والأقسى أن تعتقد أمريكا بان الجمهور العربي والإسلامي  فاقد للعقل مثلها ويمكن أن تنطلي عليه مزاعمها وشطحاتها وشعوذتها " السياسوية ".


فماذا كانت تعني التسمية الأولى لغزوها للعراق .. ؟!!
"عملية تحرير العراق " .. يعني أن قوات البعث غزت العراق في لحظة من تاريخه المعاصر .. وأوقعت فيه تخريبا وتحطيم .. حيث أعدمت علماءه وكوادره ، بعثرت مؤسساته الصحية والتعليمية والعلمية والرياضية والثقافية والإدارية كله .. أوقعت القتل في أبنائه .. يتّمت أطفاله وثكلت نساءه وهجّرت البقيّة الباقية .. وسيّئ الحظ من اعتقلته وحولت آدميته وعفّته ملعبا للمثقاب والاغتصاب .. والبعث الغازي كما يشهد تاريخه جفف منابع التدين في العراق وبدّل عقيدة الشعب من عقيدة إسلامية إلى عقيدة مجوسية نجاسية حشيشية تركن للغازي وتتعاون معه وتفتي له وتبيع وتشتري معه في الزوايا والغرف المعطرة المظلمة ومواخير السي.اي.اي .. من اجل أن يستقر له المقام.


حين يعامل البعث أهل العراق الأصليين هكذ .. لن يكون غزوه مقبولا ولا يمكن التعايش معه .. وحق بالتالي لأمريك .. راعية الحرية في العالم .. أن تمارس مسؤولياتها الأخلاقية والدينية وان تعيد البلد لأصحابه الشرعيين!!!!!!!.


هذا_إن شئنا_  تحليل بنيوي للتسمية .. أما حين نتناولها من جهة الواقع .. فسنجد عملية التحرير، عملية تخدير وتعتيم وتضليل ونهب وقتل وتخريب وعبث وغرس لنبتة الشر المحرمة في العراق .. التي لم تنجح محاولات غرسها على امتداد التاريخ .. عملية تحرير للعقارب والخنافس والأفاعي والذئاب والدببة والخنازير والضباع والكلاب البرية من مخابئها ودشمها ومغاويرها، لتعيث في العراق العربي المسلم .. العراق العظيم .. فسادا لاقبله ولا بعده .. ولا قبل للإنسانية به.


ولان التسمية غبية فهي موجهة لنا وليس لحكامنا الذين لاتوجه لهم أمريكا شيئا وليست بحاجة لأن توجه لهم شيء غير التعليمات والتهديدات والإغراءات والتعيينات  .. وبقايا الموائد التي يؤثثوها من خيرات شعوبهم!!.
ولأن أمريكا تعتقد أننا أغبياء مثل الشعوب الأمريكية أو أكثر .. وبان شطحاتها ارفع من مستوى عقولنا  .. ولم يدر في خلدها أننا ندرّسها التحضّر والأخلاق والعدالة والمدنية في بعدها الايتيقي والإنساني  .. وندرسها الديمقراطية ومبادئ الحق الإنساني والفن .. مايدرّس ومالا يدرّس!.


نحن ياعصابة الشر .. أيها الشربوشيون .. نعرف ماذا كنتم تعدون وماتنوون .. ونعرف مقدار الحقد والشر الذي يقودكم في علاقتكم بن .. نعرف هذا منذ عشرات السنين .. رغم قصر عمركم في الدني .. ونعرف أنكم لاتعيشون إلا على الجماجم مثل تكوّنكم وتشكّلكم .. ونعرف مالا تعرفوه وهو خطير .. أن نهايتكم ستكون على أيديكم بإذن الله الرحمن الرحيم.


فماذا عنت أمريكا بالتسمية الجديدة ؟!!
" عمليّة الفجر الجديد " .. يعني أن الحرية تحققت .. مهمة عملية حرية العراق انتهت بنجاح .. هههههه .. لله ما أكذبكم!! .. وهذه المرة الثانية في هذه السلسلة التي اعبر فيها عن دهشتي: الأولى من جهلكم والثانية من كذبكم .. واطمئنو .. فان كل من يقرأ لن يعثر عندي على جديد ليس عنده .. فسمعتكم أدنى والله من سمعة   القردة ذوي المؤخرات المنتفخة والحمراء .. لقبحكم ، قبحكم الله وزادكم قبحا على قبح.


أي فجر  .. ؟؟!! .. وأي جديد .. ؟؟!! .. أم انه الهروب الجديد .. أو عملية الهروب الجاد هذه المرة.!.
ماذا بقي لكم أن تفعلوا في العراق أو في غير العراق .. ؟! .. في فلسطين وفي الصومال وفي اليمن ..  وحتى في مصر ..  فلااخالكم قادرون على فرض جمال مبارك! .. وفي أقسى الحالات ستنصّبون بديلا لن يكون عميلا بحجم عمالة أسرة حسني مبارك ولا وطنيا في مثل وطنية شعبان عبد الرحيم .. كأن يكون ألبرادعي أو عمرو موسى  .. أو انكم  تتعاونون مع الفرس والصهاينة وبعض العوالق للقضاء على عروبة العراق وإسلامه وعلى دوره الرسالي والحضاري في التاريخ ولن تنجحوا.


تزعمون إنكم نجحتم بمجرد مسرحة الساحة العراقية انتخابيا. والعملية التي تسمونها وصبيانكم" انتخابية "هي عملية تقاسم عوائد سياسية لقاء ادوار تعهّد بأدائها أصحابها وهم يتقاضون الثمن بشكل مستمر ..  وما حكاية  حظر البعث واجتثاثه إلا صيحة في وادي .. موتوا بحرقتكم: لن يلتفت إليكم البعث إلا وفوهات البنادق موجهة لمؤخراتكم أيها الأشرار .. البعث ليس حزبا طماعا ولا هجينا أو لقيط .. لايمارس فن التسول لأنه يقاتل من اجل وطن وأمة .. ولأنه يمشي في طريق رسمته مشانقكم أيها المجرمون!.


أما الذين يدافعون عن البعث ويقاومون مشروع الاجتثاث فإني أرى أنهم مخطئون كثيرا كثير .. من يريد أن يدافع عن البعث عليه بالدفاع عن العراق والأمة وساحات هكذا جهاد مفتوحة للمؤمنين الصادقين ..  من يريد الدفاع عن العراق والأمة لايلتفت لخطابات العملاء ومناوراتهم فهم على أية حال ينفذون سياسة أسيادهم في طهران وواشنطن وتل أبيب ولندن ..  ويضطلعون بوظيفة   انتدبوا لأجلها منذ زمان ونجحوا في اختبارات الوفاء والإخلاص أنى قلّبوهم!.


انتم تتظاهرون بمطاردة ومقاتلة المقاومة الأفغانية .. في حين أنكم تلاحقونهم للحوار معهم. وما اعتقال عملائكم الباكستانيين لبعض قادتهم إلا من باب ترتيب أوراق العملية التفاوضية .. اعتقادي أيضا أن تقديراتكم خاطئة  كما هي دائم .. فلا حل لمأزقكم في أفغانستان إلا بخروجكم ليلا وبشكل برقي وثعلبائي  .. ولا حل لغرقكم في الحرب الظالمة على شعب العراق إلا بالتسلل خلال فجر جديد عبر حدود البلد الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية .. ثم تتجمعون في إحدى المملكيات أو الإمارات أو في تركي .. حيث تنظمون مؤتمر الوداع تشيدون فيه بالانتصارات الساحقة التي حققتها أجهزتكم العسكرية والأمنية والسياسية في الشرق الذي شاء الله أن يشهد قبر أكثر الإمبراطوريات شرا وعدوانا في التاريخ .. الشرق الذي علم الإنسان البيان وعلمه حب الإنسان.


أما نجاد  والذي يصرح برفض شعب العراق محاولات الغرب فرض حزب البعث عليه .. فنقول له : انه يحارب البعث وأمة العرب والمسلمين بأمريكا والصهيونية أول .. وبعملاء أمريكا والصهيونية ثاني ..  وبكل الحثالات والعوالق والجراء التي  تزحف في الركب الشرير .. أذلهم الله واخزاهم أجمعين إلى يوم الدين .. آمين يارب العالمين.

 
Whamed6@gmail.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٠٦ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٠ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور