فضول عملاء الإحتلال في أزمة العريفي ـ السيستاني

 
 
 
شبكة المنصور
علي الكاش - كاتب ومفكر عراقي

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ))

                                                                            سورة البقرة / 42

 

أشرنا في الإجزاء الثلاثة السابقة إلى حقيقة أسباب الأزمة العريفية السيستانية وتناولنا كذك موضوع التكفير في ضوء مدى أحترام شعور السنة من قبل علماء ومشايخ الشيعة ردا على مطالب الشيعة وتظاهرات الإستنكار التي أمتدت رقعتها إلى شيعة لندن فأيقظتهم من غفوتهم بعد أن فشلت إلإساءة للرسول الكريم من إيقاظهم. وعرجنا بعدها إلى موقف إيران الرسمي من العريفي وسنتناول في هذا الجزء موقف الحكومة العراقية من الأزمة وهو موقف يتميز بالتبعية المطلقة لإيران بل أنه تجاوزه في الحدة والصلافة بشكل يصعب تفسيره وتبريره. وقبل أن نتوغل في الموضوع نود إن نشير إلى بعض الملاحظات الضرورية لما أثير من ردود أفعال متشنجة من البعض. وهي إننا عندما ننتقد ظاهرة معينة كأزمة العريفي ـ السيستاني فالغرض هو تحليل ظاهرة الإنفصام في المواقف السياسية وإنعكاساتها السلبية على الشارع العربي والعراقي بشكل خاص، ومحاولة إماطة اللثام عن إستغلال الدين لأغرض سياسية، مع معالجة الموضوع بحيادية ما أمكن ولكن البعض يأخذ علينا في إنتقادنا لتصرفات مشايخ وعلماء الشيعة وخاصة الشعوبيين، بأننا نقف ضد مذهب آل البيت وهذا في قمة الحمق والجهل. فآل البيت رضوان الله عليهم عرب عروبيين ولم يحيدوا عن مباديء الإسلام قيد إنملة والتشوته الذي طالهم كان بفعل المد الشعوبي والصفوي بشكل خاص. كما إن العلماء والمشايخ من أية فرقة إسلامية يمثلون أنفسهم أولا وأتباعهم ثانيا وليس الطائفة كلها وإلا لكانت كارثة عندما نستمع إلى فتاوى وخطب وتصريحات بعض علماء الشيعة والسلفية كمشايخ تنظيم القاعدة.

 

نعود إلى موضوعنا وهو موقف الحكومة والبرلمان العراقي من أزمة العريفي ـ السيستاني، وهو موقف محير وموضع غرابة وإستهجان! فالسيستاني مرجع ديني فارسي وجنسيته إيرانية، ورفض بحسم قاطع مكرمة البرلمان العراقي بمنحه الجنسية العراقية إعتزازا بقوميته الفارسية وجنسيته الإيرانية وهو كما ذكرنا موقف رائع يعكس جوهره النقي وتفانيه في حب وخدمة وطنه إيران ولا يمكن أن يعاب على موقفه هذا مطلقا بل العكس. ومن الأولى أن تتفاخر به إيران ويتخذ كقدوة لمراجعنا النائمة في أحضان الإحتلال والعملاء. والسيستاني كضيف على العراق وليس عراقي فإن تصريحات رئيس الحكومة الطالباني ورئيس الوزرء المالكي وبيان البرلمان العراقي بشأنه يدخل في مجال اللامنطق! فلماذا يحشر السياسيون أنوفهم الوسخة في أمور الدين وهم أبعد الناس عن الدين ومبادئه وتعاليمه السامية؟ بل هم أعداء الدين كما كشفت ممارساتهم! من الأولى أن ينحصر الدفاع عنه على حكومة نجادي وبرلمان لاريجاني، لأنه مواطنهم ويجيز لهم ما لا يجيز لأعوانهم في العراق. ولو كان مكتسبا الجنسية العراقية لإنقلبت الآية. أما دفاع علماء الشيعة العراقيين عنه وأبرزهم الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني فهذا أمر طبيعي ومقبول لأنه لا يمثل وجهة نظر رسمية بل مذهبية.

أرسل الطالباني برقية إلى القيادة السعودية يطالبهم بإستنكار مقولة العريفي ويطالبهم بالإعتذار؟ وحث العاهل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على التدخل لمنع التجاوزات ضد المرجع الديني الاعلى آية الله علي السيستاني. موضحا بأن" التطاول على شخص المرجع السيستاني يصب في سياق دعوات الفرقة والخصام التي إشعلت نيران الفتنة في العراق والسعودية وغيرهما من البلدان عجبا لهذا الكلام " نقول له ثور! فيقول ليست مشكلة نحلبه"! ألم يعلم السيد الرئيس أو أعلمه المستشارون الأفذاذ بأن الديوان الملكي إستنكر تصريح العريفي ورفضه، وأوضح بإنه لا يمثل رأي المملكة؟ فما الذي يستدعي إرسال هذه البرقية أصلا؟ فالموقف الرسمي السعودي واضح ولا لبوس فيه! وأن أصر الطالباني على الإعتذار أليس من الأولى يالسعودية أن تطالبه بالإعتذار عن تهجم الوزير باقري صولاغي على القيادة السعودية كأعراب يمشون وراء الجمال وتهجم أعضاء البرلمان عليهم؟ تاركين تهجم رجال الدين بإعتبارهم جهة غير رسمية. وهل يعرف الطالباني من أشعل فتنة البقيع؟ وما رأيه بإعتراف عضو البرلمان العراقي محمد الدايني بأن " إيران شكلت فيلق مكة لنقل الفوضى إلى الأراضي السعودية"؟ ولكن الرئيس الطالباني معذور ولا ملامة عليه فقد وصل إلى أرذل العمر، الذي قضاه في العمالة للأجنبي، والعتب على مستشاريه الأفذاذ.

 

البرلمان العراقي لم يقف مكتوف الأيدي، أنه البرلمان الأغرب في العالم كله! فقد حنث نوابه باليمين الذي أدوه وهتكوه هتكا، ونهبوا المال العام, وتستروا على المفسدين، وروجوا للطائفية، وأساءوا لكرامة الشعب, ومسخوا عروبة العراق حولوه إلى تابع ذليل لإيران. برلمان ظلامي ملعون يضم أقذر العملاء والمجرمين والإرهابيين والطائفيين واللصوص والسفلة من مزدوجي الجنسية. هذا البرلمان العتيد الذي لم يجتمع بكامل أعضائه منذ تأسيسه المشؤم لحد الآن، إجتمع ولمساوئ الصدف ليصدر بيانا يطالب بإعتذار الرياض عن تصريحات العريفي تجاه السيستاني وإتخاذ موقف صريح ازاء" التصريحات التي تبث الفرقة بين المسلمين"! تصوروا البرلمان الإيراني لم يجتمع بشأن العريفي وإنما صرح رئيسه لاريجاني تصريحا خارجه! في حين يجتمع البرلمان العراقي بوقت قياسي يدخله عالم غنيس للأرقام القياسية معلنا دعمه لمرجع إيراني ويطالب حكومة العريفي بالإعتذار؟ لكن هل تعتذر السعودية له أم للبرلمان الإيراني؟ ماذا نسمي ذلك تبعية؟ حتى التبعية لا تكون بهذا المستوى الذليل والرقيع؟ ولمزيد من الضوء على هذا البرلمان السحري فأنه لم يجتمع لمناقشة مشروع معالجة الأمية في العراق والذي قدم له من أكثر من سنة ونصف! يقول نهاد الجبوري وكيل وزارة التربية "العراق الآن يعاني من إزدياد نسبة الأميين بنسبة مقلقة جداً ويجب التسريع بتشريع قانون محو الأمية الذي قدم منذ عام ونصف العام على طاولة مجلس النواب ولم يصادق عليه؟ وأن البيئة العراقية الآن أصبحت ممتازة جداً لإنتشار الأمية. ولا غرابة إن قلنا إن أعداد الأميين في العراق بلغ 5 ملايين عام 2008 و2009 بينما عام 1991 انتهت ولم يبق أي أمي في العراق". عجبا وألف عجب! لاوقت لدى البرلمان العراقي لمناقشة موضوع كارثي يرجع العراق إلى عهد التخلف والجهل! ولكنه يجد له متسعا من الوقت ليجتمع بشأن مرجع إيراني له حكومة وبرلمان يدافعان عنه؟ هل كرامة السيد أفضل من كرامة(5) مليون عراقي؟ وهل معالجة مسألة الإعتذار لسماحته أهم من معالجة مصير(5) مليون عراقي جاهل؟ هل يقبل سماحته ذلك؟ قبل الإنتقال إلى فقرة أخرى هاكم هذه النكته: فقد ورد في المادة 33/ أولا من الدستورالآتي" التعليم عاملٌ أساس لتقدم المجتمع وحقٌ تكفله الدولة، وهو إلزاميٌ في المرحلة الابتدائية، وتكفل الدولة مكافحة الأمية"!!! فعلا فقد كفلت الدولة ونعم النتيجة!

 

بطل جريمة بنك الزوية عادل زوية نائب رئيس الجمهوريه ـ وهو رجل مشهود له في المواقف الصبعة ففي عاشوراء يتقدم المشاة في المسيرة المليونية لكربلاء, وهو رجل متواضع جدا لا يجد حرجا في توزيع القهوة على الحاضرين في مجلس عزاء الحكيم ـ فهو لم يفوت العزاء العريفي دون أن يشارك بالنواح ويحمر صدره من اللطم، فهذه الطقوس من لذائذه ويسيل لها لعابه. لقد بعث برسالة إلى العاهل السعودي ( وليس إلى ولي العهد كما يفترض بروتوكوليا) مطالبا جلالته بإستخدام قوات التدخل السريع على حد قوله" التدخل السريع لمنع تكرار مثل هذه الإساءات التي تضر بالوحدة الاسلامية". السبب واضح! إنها الإنتخابات القادمة وما أدراك ما الإنتخابات القادمة؟ إنهم على إستعداد لتأجير أعراضهم وتقديم بناتهم الرضع عرايا لمفاخذة المراجع الدينية كي يفوزوا بالمناصب.

 

الطامة الكبرى كانت في تصريح رئيس الوزرء المالكي الذي ما زال البعض يظن إنه أقل تبعية من غيره لنظام الملالي! فقد صرح مستعينا بشاهنامة الشاعر الفارسي المعروف الفردوسي ـ من يهود اصفهان ـ صاحب المقولة الشهيرة" الكلب يلعق الثلج في اصفهان والعرب تاكل الجراد في الصحراء" بأن" الخطر الذي يجب أن يوحد الناس فإنه يفرقنا اليوم بسبب هؤلاء الذين يسرحون مع الذئاب ويأكلون مع الغنم" تشبيه غريب فحكومة المالكي هي حكومة ذئاب فعلا وهو الذئب الأمعط بينهم, لكنها في نفس الوقت حكومة خراف تجاه المرجعية الدينية! الرجل ما أن وطأت قدماه عتبه السيد السيستاني مغادرا حتى جمع الصحفيين ليكشف لهم عن سر عظيم! بأنه إعتاد " أن يسمع من المؤسسات الدينية السعودية وممن يسمون أنفسهم علماء(متهكما) تجاوزات تحمل فكرا تكفيريا حاقدا عدوانيا" ! عجبي!!! أنه يسخدم نفس السلاح الذي ينقده وهو الإساءة إلى علماء الدين! فهل هناك سياسي مخضرم بهذه العبقرية الفذة؟

 

صدق الشاعر بقوله :

ابدأ بنفسك فإنهها عن غيـــها      فإذا إنتهت عنه فأنت حكيـــــم

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثلــــه     عار عليك إذا فعلت عظيــــــم

يبدو ان المالكي لم يسمع بتكفير بطانته للآخرين فهو يرفع القطنة من اذانه فقط عند سماع تكفير علماء السعودية! لم يسمع المالكي بالطبع موقف الديوان الملكي من تهجم العريفي لأن موجة التردد الإنتخابية لإلتقاطه كانت طويلة المدى في حين موجة الديوان الملكي قصيرة.

 

المالكي الذي فشل ضبط أبسط  شيء في العراق المحتل بما في ذلك سلوك أقرب الناس اليه كولده احمد الذى عرى صحفية في الشارع وانهال عليها بالضرب. وفشل في ضبط ألسن مستشاريه العباقرة الذين دخوا العالم بغبائهم المهول وحمقهم النموذجي! تصوروا يطالب السعودية بأن" تضبط هؤلاء، كما ان الحكومة السعودية تتحمل قسطا من المسؤولية". ويجب عليها ان ترد على الذين يكفرون ويثيرون الفتن، وهي ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها هؤلاء للرموز الدينية والمرجعية". كلام مكشوف  للإستهلاك الإنتخابي مصيره"مكب النفابات" بلا تردد.  الأولى بالمالكي أن يولي إهتمامه لهموم شبعه الجريح الذي خدعه طوال أربع سنوات عجاف، متشبثا بإنجازه الوحيد (التحسن الأمني) الذي كشفت التفجيرات الأخيرة الدامية مدى ضعفه وهشاشته، علاوة على فشله الذريع على كافة الأصعدة، ونجاحه الباهر في الإستهانة بأرواح الشعب العراقي وثرواته. ويبدو أن المالكي معجب بشعار( التملق سيد المواقف).

 

لنجري مقارنة موجزة بين الموقفين الرسميين العراقي والإيراني فالأخير تمثل بنقد مباشر من رئيس البرلمان لاريجاني(لم يرسل برقية أو رسالة لحكومة المملكة السعودية ولم يجمع البرلمان) وحديث جانبي لأحمدي نجادي يخص الحوثيين فقط. أما الموقف الرسمي العراقي فقد إجتمع البرلمان و أصدر بيانا مع تصريحات جانبية أخرى لنواب برلمانيين, وبرقية من رئيس الجمهورية الطالباني للعاهل السعودي وأخرى من نائبه عادل زوية أيضا لجلالة الملك عبد الله. ونقد جارح من المالكي وحشره للحكومة السعودية في الأزمة رغم موقفها الصريح من تهجم العريفي.

 

 فأي الموقفين كان أشد بأسا وضراوة؟ ألم يكن من السهل على حكومة الرياض أن تدسر أفواه المسئولين العراقيين بأن السيد السيستاني إيراني الجنسية، وهو ضيف عليكم وليس من حقكم أن تفاتحونا رسميا بشأنه لأنه ليس مواطنا عراقيا وهذا يخالف الأعراف الدولية وتغلق الأبواب بوجههم؟ هل للحكومة العراقية فلا رغبة في تصحيح توجهاتها السياسية للإنفتاح على الدول العربية بعد أن خنقها الإنصياع  الذليل لنظام نجادي؟ مشاكل حكومة المالكي مع مصر وسوريا والسعودية واليمن تكشف زيف هكذا إدعاء.

 

أما الطريف في المسألة كلها فهو إعلان رئيس مركز أهل البيت العالمي في لندن (محمد الموسوي) بأنه مع مواطنين بريطانيين من آل البيت (يحملون الجنسية البريطانية/صنف شيعة) سيقاضون العريفي ويحكمونه غيابيا وغبائيا أيضا حسب القانون البريطاني لعام 2006 الذي ينص" كل تصريح يؤجج الكراهية جريمة يحاسب عليها القانون البريطاني "! العريفي يا عباقرة الألفية الثالثة أولا: ليس مواطنا بريطانيا. ثانيا: لم يطلق تصريحه في بريطانيا. ثالثا: لم يهين المواطنين البريطانيين الشيعة. فعلى أي أساس تنظر المحاكم البريطانية في قضيته؟ وكيف يسري عليه القانون البريطاني؟ ثم اليس أقرب لكم من العريفي، جاركم سلمان رشدي صاحب(آيات شيطانية) الذي سب الرسول الكريم وأهان شرف سيدات بيت النبوة، و أفتى الخميني بهدر دمه. ومع هذا تخفيه حكومتكم البريطانية وتؤمن له الحماية الشخصية الكاملة. أم أن السيستاني أعلى مكانة لديكم من النبي محمد(ص)؟

 

 لماذا لم تخرجوا تظاهرات وتقيمون دعوى على مقدم البرنامج الأمريكي الذي سخر من السيد السيستاني وإعتبر سماحته" مراسل من القرن الثاني عشر لمجلة بلاي بوي ( اباحية )" وتهكم بشكل ساخر من فتوى السيستاني الذي أحل وطأ الزوجة من الدبر( شريطة رضاها) وتحريمه مصافحتها؟ أم يحق للأمريكان ذلك بإعتبار أنهم أصبحوا بعد غزو العراق وافغانستان شركاء ومن أتباع آل البيت؟ ولماذا لا تخرجون تظاهرات مماثلة ضد مجرم الحرب توني بلير رئيس الوزراء السابق؟ الذي قتل مئات الآلاف من العراقيين ودمرت قواته اللعينة جميع المؤسسات والبنى الإرتكازية فيه ونهبت وإغتصبت وإنتهكت! وتقيمون الدعوى ضده وهو مواطنكم! انكليزي مثلكم ويسري عليه القانون البريطاني ولا توجد مشكلة في الأمر؟ لكي يكون لكم فعلا شرف الإنتماء إلى آل البيت العربي وليس البريطاني أو البيت الأبيض!

 

 التفكير وحرية الرأي والتعبير ليسوا متهمين ليمثلوا أمام  القضاء يا سادة يا كرام! وكما قال المفكر نصر حامد أبو زيد " ليست وظيفة القضاء محاكمة التفكير. لأن التفكير بذاته ليس جريمة، وإن إدخال القضاء طرفا حاكما في شئون الفكر هو الجريمة بعينها".

 

مثلما بدأنا المقال بآية كريمة فسننهية بآية كريمة ذات مغزى ولكنها مفهومة لكل لبيب." إن شرً الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون" سورة الأنفال/22 صدق الله العظيم. وبهذا نكون قد أكملنا الإجزاء الأربعة من أزمة العريفي السيستاني. نأمل التوفيق وما التوفيق إلا من عند الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت  / ٢٩ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور