تأملات / ما العمل .. أمام التكامل الستراتيجي الامبريالي الصهيوني الإيراني ؟

﴿ الجزء الحادي العاشر ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
سمير الجزراوي
أن التصادم الأمريكي الإيراني في العراق والمنطقة وبتعبير أدق أن الاختلاف الأمريكي الإيراني لان التصادم تعبير لا يمكن لهذين المحتلين إن يسمحا بأن يتطور أي خلاف بينهما إلى تصادم أو صراع,و بشكل عام فقد اخذ هذا الاختلاف منحنيات عديدة,ففي العراق السباق يجري على تبادل المواقع وكل طرف يحاول خلق قواعد رصينة لنفوذه وتقويتها و بالتأكيد سيكون لإيران النصيب الأكبر وبحكم عوامل طائفية و عامل الجيرة, ولكن أمام عدم التوازن هذا ستعمل الولايات المتحدة على الحفاظ بوجود عسكري الذي يحفظ لها تفوقا في موازين القوة والنفوذ لأنه لا يمكن الولايات المتحدة أن تضحي بما حققته في العراق و الذي كلفها ثمن كبير جداً وتهبه لإيران مجاناًالابموجب صفقة كبيرة ,وهذا الأمر ولغاية اليوم لا يوجد ما يعطي أي مؤشرا على ذلك,لان غنيمة العراق كبيرة ,فالعراق يملك احتياطي من النفط بأرقام عظيمة وكذلك لديه من الاحتياطي من الغاز ما يستحق المراهنة على الأخلاق من قبل المحتل, وأيضا لموقعه الجغرافي أهمية بالغة بالنسبة للمصالح الغربية و الأمريكية بشكل خاص و سيؤثر على أمن هذه المنطقة و الخليج العربي بشكل خاص,فالعراق اليوم أصبح عقدة أمنية مهمة لأمن الولايات المتحدة الأمريكية لأنه ليس ببعيد عن القواعد الأمريكية وبالأخص من البحرين التي يوجد فيها مقر الأسطول الخامس وبحسب السوق العسكري في حالة استحوذت إيران على العراق فتكون هذه القواعد في خطر, لا تفرق هذه الخطورة في التي كان عليها الأسطول السابع في قاعدته في بيرل هاربر في زمن الحرب العالمية الثانية الذي كان مصدر تهديد لإمدادات الطاقة لليابان آنذاك, الأمر الذي أستدعى أن تهاجم اليابان الأسطول السابع وتدمره تماماً,وعليه لا يمكن أن تتراجع الولايات المتحدة أمام التوسع الإيراني في العراق والذي أخذ تسارعا واندفاعا كبيرا قبيل الانتخابات في آذار القادم من أجل ضمان ولاء السلطتين التشريعية والتنفيذية القادمتين لها,والشواهد كثيرة.

 

وتأتي تصريحات هيل السفير الأمريكي في العراق الأخيرة بشأن الانتخابات ونفيه لتراجع الدور الأمريكي في العراق تؤكد على التنافس الكبير بين الأمريكان والإيرانيين في كسب المواقع في مربعات الانتخابات القادمة لضمان الحكومة والبرلمان القادمين.وأيضا انتقاداته المتعلقة باللجنة السيئة الصيت والغرض التي تسمى بهيئة المسألة والعدالة في اجتثاثها للكيانات والشخصيات الني لا ترتبط بإيران ويمكن أن تكون إدارة أياما قد انتبهت للخطر الإيراني فسارعت إلى التصدي للنفوذ الإيراني باستخدام ورقة الشفافية في الانتخابات,ومن المضحك إنه بعد أتفاق ما يسمى بالرئاسات الأربعة مجلس الوزراء والرئاسة والنواب والهيئة القضائية على أن يكون القرار بيد اللجنة التمييزية القضائية وتوالت تصريحات عملاء إيران بتأييدها لما يصدر عن القضاء العراقي وعندما جاء قرار اللجنة التميزية القضائية بتأجيل النظر في هذا الموضوع لما بعد الانتخابات يعود عملاء إيران لإعلان رفضهم للقرار القضائي غيظا وهم الذين صوتوا على اللجنة القضائية في مجلس نوابهم وبدءوا ينعتون الهيئة القضائية بالتحيز! أية ديمقراطية هذه التي تهاجم فيه السلطة التنفيذية السلطة القضائية وتفند قراراتها وأي نظام يتحدثون عنه ويقولون فيه فصل بين السلطات الثلاثة, إنه التسلط بكل ما تعنيه الكلمة..

 

لابد للامريكين أن يدركوا الحكمة العربية التي تقول لا يلدغ المرء من(....)مرتين,أي إن ملالي إيران يتجهون للتصعيد بل حتى للمواجهة لان لعبة الفار والقط انتهى وقتها وذلك عندما عمدت القوات الأمريكية للإعلان عن انسحابها من المدن بسبب ضربات المقاومة العراقية البطلة وأيضا بفعل الهجمات المسلحة للمليشيات التابعة لإيران لتجعل القوات العراقية الضعيفة هي كبش الفداء في المواجهة وبذلك تتجنب إحدى وسائل الضغط الإيراني على الولايات المتحدة ,إن إيران اليوم تعمد على الضغط على الطرف الأمريكي أمام دفعها لعملائها للتصعيد بمواقفهم وتحت شعارات وطنية كاذبة فهم يرفضون تدخلات السفير الأمريكي في الشأن العراقي ولكنهم لم ولن يرفضوا تدخلات السفير الإيراني في العراق والاملاءات التي يصرحون بها المسئولون الإيرانيون بل تأخذ في بعضها صفة الاوامر! فأية مفارقة هذه؟

 

الم نقل جاء الزمن الذي سيختلف فيه المعتدون ومن ثم يتصارعون في ساحات مكشوفة , وعندها يكون الفصل والحكم عند الشعب و مقاومته العراقية البطلة.أنها فسحة جديدة في المواجهة بين المحتلين, أن الصراع الغربي وبالتحديد الأمريكي مع إيران,جعل من حكام إيران يغيرون ويضيفون لإستراتيجيتهم في العراق والمنطقة عاملا احتياطيا سوف يطرحونها عندما تتأزم الامورمعهم وهو دورهم المؤثر في الصراع في أفغانستان لأنه يحتفظون بأوراقهم كاحتياطي إستراتيجي وحيث تؤكد كل التقارير على أن إيران تدعم مجاميع من القاعدة في العراق!فهل يبقى أدنى شك لأي متتبع للإحداث في الشرق الأوسط على أن الملالي هم سياسيون معممين وقريبين من الصهاينة في انتهازيتهم ولا صلة لهم بأي دين أو مذهب أنهم يتقنون السياسة كما يتقنها كيسنجر وشولزوبيكر وغيرهم..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٨ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ١٢ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور