التكفير بين مطرقة العريفي وسندان السيستاني

 
 
 
شبكة المنصور
علي الكاش - كاتب ومفكرعراقي

قال الإمام علي(رض) " أعرف الحق تعرف رجاله"

كلمة الحق كلمة مقدسة لها إيقاعها السحري وترنيمة جذابة تطرب لها النفوس ولاسيما عند الكتاب الذين ينشرون ما يكتبون في الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية ولهم عدد من القراء يتابعون ما يكتبون. ربما الحق يغفو أحيانا لسبب أو آخر ولكن مما لاشك فيه أنه لا يموت ففي بوتقة السرمدية الكريستال يكمن سر أكسير خلوده وروعة قدسيته. عندما تتعلق الكتابة بالدين والوطن لا بد من الخروج من صدفة التعصب والإنحياز ومواجهة الحقائق بصورة مجردة من المشاعر الشخصية, ولابد من توفر رؤية شاملة للموضوع والإطلاع على كل جوانبه وزواياه وتمحيصه قبل أن نطلق حكمنا عليه. فالكتابة مهمة شائقة ومسئولية كبيرة وعندما تندمج مع الأنا غالبا ما تبتعد عن الحقيقة بنفس مسافة الأنا وأحيانا قد تشوه او تضبب الرؤية كلها على القاريء فيفقد بذلك الكاتب أهم ميزة وهي الحقيقة.

 

في هذا الجزء سنناقش تصريحات الشيخ العريفي بشأن السيد السيستاني وأنعكاساتها على الرأي العام ونحن لا نصطف إلى جانب العريفي ولا إلى جانب السيستاني سنقف في وسط الطريق ونعرض وجهة نظرنا في الموضوع وندلو بدلونا بعد أن تطرق له بعض الكتاب الأفاضل من زوايا متعددة لكنها بعضهم مع الأسف إنطلق بشكل عفوي معبرا عن إختلاجات شخصية بعيدة عن الموضوعية, وهذا لا يعني بأننا سنعالج الموضوع بشكل أفضل منهم ـ معاذ الله ـ ولكن سنطرح وجهة نظرنا ونترك القرار للقاريء الكريم فهو ميزان الحكم. ونأمل أن تكون ردود الفعل بعيدة عن الإنفعال والتشنجات وتتوخى الطرح العلمي والموضوعي والرؤية السديدة. فلسنا بصدد تبادل الإتهامات بقدر ما نود أن نبين بأنه عندما نطالب فئة ما بأن تنهج نهجا صالحا بعيدا عن الإساءة والتهديد والوعيد فمن الأولى أن نقوم نهجنا ونحصره في الطريق القويم قبل أن نطالبهم بذلك وإلا لكانت تلك إزدواجية! فكلنا عورا وللناس أعين كما قيل. وأرجو ان لا يفهم من كلامنا بأننا ندافع عن الشيخ العريفي ضد السيد السيستاني فكلاهما غير معصوم عن الحطأ، وكلنا أبناء آدم وإبن آدم خطاء. لكن العبرة هي في من يبدأ بالتسامح ويتراجع عن أخطائه ويمد يده للآخر معتذرا أو متساحا، فقد ذكر عن الأمام علي بأنه ما كان يبدأ بالسلام على أحد وعندما سئل عن السبب أجاب بأنه لا يريد أن يحرم الآخر من الأجر ويفضل ان يتركه لمن يبدأ السلام. ذلك هو جوهر الكلام ونبوغ الحكمة فعلام نترك جواهر الكلم خلفنا ونتشبث بالرخيص؟

 

من الامور التي أثارت زوبعة من ردود الفعل في الشارع الشيعي وتناولها بعض الكتاب ما تطرق إليه الشيخ السعودي العريفي في تهجمه على السيد السيستاني وهو هجوم هامشي رغم قساوته جاء في معرض حديث له عن الحوثيين ومطالبتهم الغريبة بوساطة السيستاني دون غيره للتفاوض مع الحكومة المركزية في اليمن! وهو مطلب شاذ يحمل بين بذوره طيات فنائه. فمن الأولى أن يطالب الحوثيون بشخصية وطنية يمنية وما أكثرها للتوسط أو منظمة أقليمية كالجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو دولة عربية أو إسلامية كما جرى في الوساطة القطرية أوغيرها بدلا من الإستعانة بشخصية أجنبية يفترض انها ليس ذات علاقة بأحداث اليمن وشأنها الداخلي! كما أن مشكلة الحوثيين مع السلطة المركزية ذات طابع سياسي وليس دينيا، فلماذا يطالبوا بوساطة مرجع ديني. اللهم إلا إذا كانوا يعتبرون السيستاني رجل سياسة إضافة إلى كونه رجل دين نظرا لمواقفه السياسية المعروفة في العراق منذ الإحتلال ألامريكي! ولكن كما يبدو ان الحوثيين أرادوا ان يبينوا للعالم أجمع بأن ولائهم الطائفي يعلو على ولائهم الوطني وأن يكشفوا بأن للسيد السيستاني يد خفية في دعم التمرد الحوثي وهذا بحد ذاته يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي لليمن ويتعارض مع مفاهيم السيادة. مع أن وجود مكاتب للحوثيين ـ بإعتراف نائبة عراقية في البرلمان ـ قرب مقر السيستاني يؤكد حقيقة تلك الشكوك. زاد الأمر حلكة أن السيد السيستاني ووكلائه كالعادة لم يتطرقا للموضوع لفك اللغز! مما يعني وجود أسرار في الدهاليز لم يرغب السيد ووكلائه التحدث عنها لغاية ما.

 

الحوثيون أثتبوا حماقتهم وقلة معرفتهم بفنون السياسة وألاعيبها بطلبهم توسط السيستاني فقد أحرجوه وأوقعوه في فخ كان سماحته في غنى عنه، فهم كانوا ينكرن دعم إيران لهم! كما كانت إيران تنكر ذلك رغم وجود مئات الدلائل! لكن طلب تدخل شخصية إيرانية للتوسط كشف حقيقة تلك الإدعاءات. لذا فهم بالدرجة الأولى من يتحمل إهانة السيد قبل العريفي ولو نأوا عن مطلبهم هذا لما أثيرت القضية برمتها وأخذت هذا البعد. كما ان الحوثيين كمجموعة متمردة على الحكومة المركزية وفي موقف ضعيف ليس من حقها أن تشترط تحديد شخصية الوسيط فهذا من شأن الحكومة المركزية التي تختاره وفق مواصفات مناسبة أهمها أن يحظى بقبول الطرفين المتصارعيين وليس العكس كما جرى! كما إن أختيار السيستاني يثير الكثير من المغالطات فالسيد كما هو معروف لا يفارق صومعته حتى أن بيت الله الحرام لم يغريه بزيارته وإداء فريضة الحج! وكانت آخر مغادرة له عندما دكت القوات الأمريكية والحرس الوطني مرقد الأمام علي(رض)بالمدفعية والطائرات السمتية فتضررت قبة المرقد، فولى سماحته شطره لبريطانيا بناءا على نصائح امريكية بريطانية تحت ذريعة سحب الماء من عينه وهي زيارة مفبركة أثارت سخط الكثيرين من طائفته. ومن المعروف أن المراجع البقية أختفوا من الساحة ايضا ولم يسمع لهم حيص أو بيص بعد الإعتداء الآثم على مرقد الإمام علي (رض)!

 

من المعروف أن سماحته سبق أن حذر قوات الإحتلال من مغبة التقرب من النجف فهي منطقة حمراء كما نقل عنه! لكنه سرعان ما طلاها إلى منطقة خضراء يجوز عبورها بل ودكها بالمدفعية في تصرف يثير علامة إستفهام عملاقة! كما أن رحلة العلاج إلى لندن تثير الدهشة سيما أن سماحته يملك أفضل مستشفى في الشرق الأوسط متخصصة بأمراض العيون في بلده الأم إيران هذا ما مثبت في موقعه الألكتروني! كما فشلت كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة في إجراء لقاء معه، فصوت السيد حكرعلى السياسيين فقط! حتى الصوتيات التي تتحدث عن مواعظه لا وجود لها إلا في عالم الخيال ولم يسمعها بشر! ومعروف عن السيد  انه لا يختلط بأتباعه فما بالك بالاغراب! فلم يؤمهم يوما ولم يلق خطبه واحدة عليهم طوال حياته ولم يعرف عنه زيارة مرقد الأمام علي منذ أكثر من(12) عاما هو على بعد أمتار منه فهل سيغادر النجف لليمن حسب طلب الحوثيين؟ إنه المحال.

 

ولو إفترضنا إن الحوثيين أرادوها بشكل آخر حيث يحضر وفد عنهم وآخر عن حكومة اليمن إلى مقر السيد السيستاني فهل ستوافق الحكومة اليمنية على هكذا مطلب؟ أليس في ذلك إهانة كبيرة للحكومة ودلالة على ضعفها؟ ولو أفترضنا جدلا موافقتها على وساطته فكيف سيكون موقفها لو رفض السيستاني هذه الوساطة؟ وهل من حق السيستاني أن يستضيف وفود يمنية رسمية في العراق وهو بحد ذاته ضيفا عليه؟ وهل هكذا تصرف يتوافق مع أصول الضيافة؟ من جهة ثانية فأن حكومة اليمن ليست ذات علاقة جيدة مع نظام طهران بسبب دعم الأخير للمتمردين الحوثيين وقد أشارت حكومة صنعاء مرارا بأن نظام الملالي يدعم المتمردين الحوثيين في صعدة بهدف إنشاء جيب شيعي على طول الحدود اليمنية الشمالية، لخلق توتر في المنطقة لصالح إيران وأهدافها. قد تهجمت قيادات من الحرس الثوري على شخص الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ووصفته بأوصاف غريبة بحجة أنه عقد إتفاقية مع واشنطن لتأجير جزيرة سقطري وتحويلها إلى قاعدة أمريكية وتزويد اليمن بصواريخ موجهة وطائرات مقاتلة لضرب معاقل القاعدة في اليمن. وقد نفى وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي هذه الأدعاءات جملة وفصيلا! وهنا يتبادر إلى الذهن لماذا تتدخل إيران بشأن يخص اليمن سواء عقدت أم لم تعقد هذه الإتفاقية؟ اليس في هذا التهجم تدخل صارخ في شأن داخلي لدولة ذات سيادة ويتعارض مع المواثيق الدولية؟ الأمر الآخر لماذا تدافع إيران عن تنظيم القاعدة وهو تنظيم مصنف كإرهابي؟ اليس في ذلك إعترافا صريحا بأنها تدعم الإرهاب لذلك رفضت الإتفاقية اليمنية المزعومة لمحاربة القاعدة؟ والأنكى من ذلك هل علاقات حسن الجوار سيما بين دولتين إسلاميتين يجيز التعرض إلى شخص الرئيس اليمني؟ أليس في ذلك تجريحا للشعب اليمني؟ فإن جاز ذلك! عندئذ يجوز التهجم على أي مسئول إيراني مهما كان موقعه الرسمي أو غير الرسمي وسواء كانت له حصانة أم لم تكن! فقد وصفت وكالة فارس(عائدة للحرس لثوري)الرئيس اليمني بأنه "صدام الصغير والحاكم الأطول عهدا في الشرق الأوسط بعد معمر القذافي في ليبيا. .. أللهم بلا حسد مدد بطول عمره والقذافي ـ ثم لماذا التشبيه بصدام حسين وهو بين يدي الله سبحانه تعالى؟ لقد شهدنا الرئيس الشهيد يجرعهم السم في حياته! فهل مازال يجرعهم السم حتى في مماته؟ـ كيف يطالب الحوثيين بوساطة مرجع إيراني بعد كل ذلك؟ اللهم إلا إذا كان ذلك شرطا تعجيزيا لوأد الوساطة قبل ولادتها!

 

بالطبع لسنا في موقف الدفاع عن الفكر الوهابي فإذا اعتبرنا الصفوية تمثل قمة التطرف الشيعي فأن الوهابية تمثل قمة التطرف السني، وكلاهما  فكر متخلف وتكفيري لا يصلح لقيادة الأمة الإسلامية بل أضرا بصورة الإسلام أشد الضرر وشوها معالمه النقية السمحاء وحولاه إلى مرآة بشعة عاكسة للإرهاب وهو دين السلام والمحبة والأخاء. ولاشك ان العراق يمثل نموذج حيً للصراع بين هاتين الظلالتين فبالإضافة إلى قوات الإحتلال الأمريكي الإيراني الإسرائيلي للبلد فإن تنظيم القاعدة من جهة والميليشيات الصفوية من جهة أخرى تقفان وراء الإرهاب المحدق بالعراق والذي يدفع ثمنه المواطنون الأبرياء, فأذا كان الشر يحلق في سماء العراق فإن رأسه الأمريكان وجناحيه هما تنظيم القاعدة والميليشيات الصفوية.

 

من المعروف أن الشيخ محمد العريفي مواطن سعودي ويهمه وطنه الذي كان مسرحا لأعمال مسلحة من قبل الحوثيين ولا أحد يعيبه على موقفه هذا، وقد ردت القوات المسلحة السعودية على أعمال الشغب الحوثي على حدودها وهذا من حقها وتكبدت خسائر بشرية ومادية نتيجة لذلك. وقد ثارت ضجة مصطنعة على السعودية لأنها كما قيل دخلت الأراضي اليمنية لملاحقة الحوثيين مع أن الحكومة اليمنية أنكرت ذلك! وفي العراق وإيران أنطلقت حملات رسمية متناغمة مصدرها الولي الفقيه ضد العمليات المسلحة السعودية التي اعتبرت إرهابا وإنتهاكا لحقوق الإنسان وخرقا لسيادة اليمن وغيرها من الأوصاف ـ الغريب إن اليمن لم تعترض على الخرق السيادي المزعوم فبأي حق يعترض نظاما بغداد وطهران؟ـ والأنكى إن الحكومة العراقية لم تعترض على دخول القوات التركية عدة مرات الأراضي العراقية لملاحقة عناصر حزب العمال المعارض لكنها إعترضت على ملاحقة السعوديين لعناصر التمرد الحوثي داخل الأراضي السعودية؟ لذلك فان من حق الشيخ العريفي أن يصرح بما يراه متوافقا مع مصلحة بلاده بغض النظر عن رضاء الإخرين أو إعتراضهم، وهو يرى أن التمرد الحوثي يضر ببلاده حتى لو إقتصر تإثيره أيدولوجيا فقط. فم بالك وهو يزرع الفوضى ويثير الفتن الداخلية في المملكة! لذلك تهجم على الحوثيين هو تعبيرا عن وجهة نظره الشخصية وليس الموقف الرسمي السعودي كما سنناقشه لاحقا.

 

ولذلك فإن تهجمه على الحوثيين له أسبابه ومبرراته، ولسنا بصدد مناقشتها حاليا ولكن سنتوقف عند وصفه السيد السيستاني بأنه" شيخ كبير زنديق فاجر، في طرف من أطراف العراق" ونحاول معرفة فيما إذا كان سماحته يستحق هذا الوصف من عدمه؟ وهل يجوز تكفير المسلم من وجهة نظر الإسلام والفكر الشيعي بصورة عامة؟ من المعروف أنه لا يجوز تكفير المسلم أو من قرأ الشهادة، ولا يجوز أيضا سبه ففي ذلك فسوق وهناك الكثير من الأحاديث النيوية الشريفة والشواهد التأريخية التي تؤكد ذلك منها قصة خالد أبن الوليد عندما قتل احد الكفار بعد أن نطق بالشهادة وما أثارته من سخط لدى الصحابة رضوان الله عليهم. ولذلك فإننا نعارض تكفير أوسباب المسلم! ولكن هل المذهب الشيعي الإثنى عشري يعارض ذلك ؟ وهل السيد السيستاني نفسه يؤمن بهذه القاعدة الإيمانية؟ لنطلع على ما موجود في فتاوي كبار الآيات العظمى وعلى موقع سماحته وللقاريء الكريم الحكم. فالسنة يسمون بالنواصب وهذا أمر مفروغ منه، وقد اضافوا له التكفيريين والأرهابيين والوهابيين والسلفيين مع إن الوهابية هي فرقة واحدة ولا تمثل المذهب السني بشكل عام شأنها شأن الكثير من فرق الغلاة الشيعية.

 

يذكر الإمام الخوئي رحمه الله وكان أستاذ وسلف السيد السيستاني في كتابه منهاج الصالحين" لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب"! كما يذكر الخميني في كتابه تحرير الوسيلة بأنه "غير الشـيعة، إذا لم يظهر منهم نَصْبٌ أو معاداة لسائر الأئمة الذين لا يعتـقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب" ويستطرد بالقول"أمـا النواصب والخوارج لعنهما الله، فهما نجسان" وأجاز الخميني نهب ماله وسلب ممتلكاته وهتك عرضه بقوله" الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم"! أما آية الله العظمى صادق الحسيني الشيرازي فأنصتوا لكلامه" إذا كنا نؤمن بالقرآن الكريم، فالوهابي الإرهابي الكافر الناصب الوحشي يجب قتله، وكل من يؤيده بنحو أو بآخر، من رجل دين أو غير رجل دين يجب قتله، ومن لم يقل بوجوب قتل هؤلاء، ووجوب قتل مؤيديهم، فهو علانية يكفر بالقرآن الكريم والمساجد التي يتخذها الإرهابيون الوهابيون الكفرة النواصب الوحوش محاور لنشاطهم؛ فكل هذه المساجد يجب أن تدمر وتهدم وتحرق، وإلا فنكون كافرين بالقرآن الكريم"! أما السبب وراء حمى القتل والتدمير فهو برأي الآية العظمى لأنه"الوهابي الإرهابي ضد الله وضد الإسلام وضد القرآن وضد رسول الله، وضد أمير المؤمنين، وضد سيدة نساء العالمين، وضد سائر المعصومين". إذن ليس القتل محصورا بالناصبي فقط بل مؤيديهم كذلك!!!  اما المرشح لآية عظمى مقتدى الصدر مؤسس أعتى ميليشيا إجرامية في تأريخ العراق(جيش المهدي) فقد طالب في آب2005"نطالب باجتثاث البعثيين والوهابيين والتكفيريين" واحسرتاه لو أضاف قوات الإحتلال الأمريكي لجملته! أما تابعه السيد حازم الأعرجي فكان أكثر صراحة من مقتدى الصدر فقد شدد بأن"الوهابي كافر نجس،  بل هو أنجس من الكلب،  فخذ سلاحك وأقتل كل وهابي نجس" هي بوضوح دعوات صريحة ليس للتكفير فحسب بل للقتل!

 

أما موقف السيد السيستاني فإنه لا يخالف هذا الطرح، فقد أجاب على سؤال من سيدة شيعية بشأن زواجها من سني والعكس؟ فكان ردهً بعدم جواز ذلك شرعا "خوفا من الضلال المبين"معتبرا السنة كفرة! وبسبب الضجة التي أثارتها تلك الفتوى من قبل علماء الشيعة المعتدلين قبل السنة تم رفعها من الموقع، لكنها ما تزال نافذة يفتى بها لكن ليس علنا! إذن ليس الشيخ العريفي و مشايخ السعودية الذين يتبعون المذهب الوهابي هم زناديق وكفرة وأنجاس بل كل أبناء السنة أو النواصب! لذا كان العريفي متساهلا جدا في هجومه على الشيعة والسيستاني! فهو على أقل تقدير لم يحرض على قتلهم في حين علماء الشيعة يصرحون بقتل الوهابيين وشيوخهم ومؤيديهم وكل من لا يفتي بقتلهم! فأيهما أشد على الآخر وأكثر إساءة؟ وقبل أن ننتهي من هذا الجزء نترككم مع حديث آية الله مجتبى الشيرازي الذي علق على أحداث البقيع بأقوال يخجل أن ينطق بها مأبون وأبن زنا عاش كل عمره في المباغي! فما بالك برجل دين يحمل صفة آية الله العظمى! يقول"إن من تعرض للشيعه في البقيع لا شك أنه زنديق. ولا شك أنه ناصبي، ولا شك أنه حسب النصوص الشرعيه إبن قحباء، وكل من آذى هولاء الزوار والزائرات فلا شك أنه من أبناء العاهرات من أبناء الزانيات، وإلا فالنصوص الشريفه في النواصب تكون كاذبه، وحاشا المعصومين أن يكونوا كذابين". عجبا أليس هذا الكلام أكثر جرحا من كلام العريفي؟ ألم يكن العريفي أكثر أدبا وحشمة وترفعا من هذا الآية العظمى وما هو وجه عظمته بإستثناء قلة الأدب؟ وكيف سيكون الموقف لو وصف العريفي آية الله السيستاني بهذه الأوصاف؟ نترك الحكم للقراء.

 

سيخصص الجزء القادم حول موضوع إحترام مشاعر الآخرين بعدم الإساءة لرموزهم الدينية بعون الله. ويليه جزء آخر عن موقف الحكومة والبرلمان الإيراني والعراقي من الشيخ العريفي والسعودية.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٧ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور