أغتيال وطن

 
 
 
 
شبكة المنصور
الطيار العراقي
1 .لم أكن يوما سياسياً بل لم تكن لدي الرغبه العمل في هذا الجانب رغم ارتكاز كافة قوى الدوله عليه ، لكني ادركت ذلك من خلال عملي في المؤسسات العسكريه التي تستمد طاقتها واسسها من هذه القوه ...بدون مقدمات لمقالتي هذه والتي خصصتها من اجل رفع صوت الحقيقه التي باتت خافيه عن بعض افراد شعبنا بعد الاحتلال الامريكي – البريطاني للعراق وقبلها لكونها تشكل بيئه وطنيه واحده بحلوها ومرها .


2 .لكني والله لم أسمع ولم أقرأ او أطلع من قريب او بعيد او أشاهد حكومه مهما كانت قاسيه في حكمها على ابناء شعبها ان تكره وتقتل وتهجر شعبها من أجل اهداف اجنبيه ، كما هو حال الحكومات العراقيه التي جاءت بعد احتلال العراق في 9/4/2003 ، فبدلاً ان تؤازره وتحتضنه وتنتشله من معاناته الطويله من جوع ومرض وفقر جراء حصار شامل قاسي استمر 13 سنه دمر الحياة العامه له لكنها سعت منذ الايام الاولى مع المحتل ( الاجنبي ) الى اغتيال هذا الشعب وكانها جاءت من أجل ذلك و منهم الوطنيون والسكان الاصليين وكل من ينادي بالاصلاح وبناء الدوله والحفاظ على مكتسباتها وامنها الوطني وثرواتها الطبيعيه ،بعد ان طمئنته بالحريه والديمقراطيه ومنها حرية التعبير عن رايه .


3 .فالمطلع على الواقع السياسي العراقي بعد الاحتلال لم يلمس اي شكل من أشكال العمل السياسي البناء لينقذه ما هو فيه بل العكس فقد كشرت الحكومات بعد حكومة اياد علاوي تحديداً عن انيابها وباتت تمزق شعبها وتقطع اوصاله الى اجزاء يسهل القضاء عليها باسم الديمقراطيه والقانون والشرعيه من خلال الاجندات السياسيه التي جاءت بها والتي لاتهدف الا لتكريس احتلال العراق بعد أضعاف أمنه الوطني ومحاولة سلخه من محيطه العربي ويبدوا ان ذلك مخطط له جيداً وليس وليد الساعه فالمحتل ومعه حلفائه من صهاينه وفرس وضعوا استراتيجيه محكمه وهادئه يبدأ تطبيقها بعد ترويع وخذلان الشعب العراقي وقبوله باي الحلول التي تضمن بقاء ه حياً ليبدأ تطبيق الخطه الصفويه المشابهه تماما للخطه الصهيونيه في الاستيلاء على الاراضي العربيه في فلسطين منذ عام 1948 والا لماذا استعجل حلفاء المحتل من حل الجيش العراقي وكافة المؤسسات الامنيه والسياسيه وقتل وخطف وتهجير العلماء والاساتذه ومنتسبي الجيش السابق دون ان تستفيد منهم ،بعد ان وجدت انها غير قادره على استكمال مخططاتها بالشفافيه والطرق القانونيه والانسانيه المشروعه بوجود هؤلاء الوطنيون ، عندها جاءت بالمليشيات الحاقده والمشرعنه استكملت نيابتاً عن الحكومه ما تصبوا اليه وتركتها تخطط بهدوء في امتلاك الارض العراقيه وتسليمها الى المحتل الايراني الجديد بعد ان تحالفت مع قوى الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني على ذلك والا ما فائدة الاتفاقيه الامنيه التي ابرمتها مع المحتل في حفظ الامن العراقي ، الا ان الحكومه وجدت ايضاً ان اجراءاتها هذه لم تكرس لها احتلال العراق بسهوله حين اذن استقدمت الشركات الامنيه والحراسات الخاصه وسخرت قوات الجيش العراقي والشرطه في استكمال اهدافها في تسليم العراق الى ايران دون ان تخسر ايران شيىء بل تعتبرها دائنه للعراق من جراء حربه عليها وتقر ان على الحكومه الحاليه تسديد فاتورة ديون طويله الى ايران او اذا لم تتمكن فالاحرى تسليم العراق وهذا الذي يجري الان مجتزئاً من خلال عملائها المنتشرين في العراق ، بعد كل هذا تبين انها غير قادره فالشعب العراقي بدأ يتكلم ويتظاهر مطالباً الحكومه بطرد ايران من الاراضي التي احتلتها ومنها آبار الفكه العراقيه بعد تجاوز ايران ورفع علمها عليها ، ولكي لاتزعل ايران على عملائها الموجودين داخلالحكومه العراقيه بعدم تمكنهم من تسديد الفواتير الطويله لها وجد العملاء طريقاً جديداً آخر هو أضهار الكارت الاحمر باستخدام النعرات الطائفيه بشده مستندين على الخطة الايرانيه تجاه الامه العربيه والاسلاميه والتي اشرت اليها في مقالاتي الخمسه السابقه ( ايران ...اطماع لاتنتهي ) التي اوضحت فيها الدور الايراني الصفوي باستعادة امجادها التاريخيه السابقه بعد ان فتحة امامها البوابه الشرقيه للوطن العربي على مصراعيها أضافه للتسهيلات التي تقدمها لها الحكومه العراقيه الحاليه ، وقد سارعت هذه الحكومه بتطبيق ذلك تحت شعار المصالحه الوطنيه وجعلته بين احزابها وكيانانها المختلفه مع بعضها لكنها لم تلجىء الى التصالح مع كل ابناء الشعب العراقي وجعلت هذه المره من السنه العرب هم الاعداء ضدها وفسرت ذلك بانفاس صفويه صفراء بانهم يهادنون النظام السابق ويهادنون اعدائها العرب في كل الوطن العربي واتهمتهم بانهم وهابيين ونواصب عملوا ضد ايران ولا يؤمنون بمفاهيمها الطائفيه القذره في شتم واتهام اهل بيت النبي وخلفاء الرسول (ص) بشتى التهم والافتراءات كما يفعل الصفوين واعوان الهرمزان وهذا بطبيعة الحال ليس له علاقه بالعمليه السياسيه لامن قريب ولا من بعيد لكنهم يهدفون الى تاجيج المشاعر الدينيه الطائفيه التي قد تنسي بعض ابناء شعبنا لدور الحكومه في شق صفوف شعبنا المتآخي والمتوحد وزرع الكره والضغينه من خلال هذا المسلك الذي تتباكى من خلاله ايران على امجادها المزعومه .


4 .على اية حال وجدت ايران احتمال ان تشكل لها نتائج الانتخابات الدستوريه القادمه في العراق حجر عثره في تطبيق خططها لحتلاله والتوسع على حساب الوطن العربي ، بعد ان اتضح لها ذلك بوضوح من جراء موقف الشعب العراقي ضد حكومته اثاء انتخابات المحافظات و بعد احتلالها آبار الفكه وغيرها مؤخراً ، فكان خيارها هذه المره أكثر خبثاً مما جعلها تسارع الى فرض تكتيك جديد هو التخندق الطائفي بشده شيعه وقيادات كرديه شوفينيه ضد السنه ثم خرقت السنه من خلال بعض عناصرها الطائفيين ضد من وصفتهم بالوطنيين ممن لم يلجئوا لمثل هذه الترهات الطائفيه ، وهكذا حركت الحكومه باللجوء الى هيئة اجتثاث البعث او المسائله والعداله كملاذ خائب طفولي يلجىء اليه الاطفال اثناء لعبهم الشعبيه عند خسارتهم في لعبه معينه ، مما ادى هذه الهيئه الفارسيه الى اصدار قرارها بابعاد المئات من الوطنيين الرافضين للاحتلال الايراني والتخندق الحكومي الصفوي ممن رشحوا للانتخابات وكلهم من العاملين في الحكومه اذن اين كانت هيئة اجتثاث البعث من ذلك طوال عملهم فيها لماذا اختارة هذا الوقت بالذات لتغرس سمومها وتشّهر بالوطنيين الشرفاء وتتهمهم بتهم باطله لااثارة حفيظة الشعب العراقي ضدهم بواسطة ابواقها الاعلاميه الرسميه بعد ان وجدت هؤلاء يمثلون الاراده الحقيقيه للشعب العراقي و يمكن ان يسحبوا منها البساط الطائفي وبالتالي كيف سيكون موقفهم من ايران ، والله هذه مهزلة المهازل عندما يتصرف القابضين على السلطه بهكذا تصرفات تخدم اعداء العراق و تخدمهم واحزابهم القذره التي لاهم لها سوى قتل وتشريد وتهجير كل وطني يريد لوطنه العزه والكرامه وسرقة المال العام ...

 

انا في ختام كلامي اوجهه الى الحكومه ومجلس نوابها المسّير من قبلها عليكم ان تعلموا ان الشعب العراقي يوما كان كله بعثياً والقيادات العراقيه العامله حالياً في الحكومه ودوائرها الرسميه وشبه الرسميه بضمنها القوات المسلحه كلها كانت بعثيه والبعثيين من الشيعه اكثر من السنه وكنا كلنا حزبيون وغير حزبيون نخدم وطننا العراق ولا نقول هذا شيعي وهذا سني بل نرفض هذا المبدأ تماماً اذن لامناص لكم الا ان تشملوهم كلهم بالاجتثاث وتاتون بالمرشد الاعلى الايراني وزبانيته احمد نجاد ومن لف لفهم لكي يحكموكم عندها ستُفعل امريكا اتفاقيتها الامنيه لااسنادكم لكونها غير معنيه الان بما يجري .

 

واقول لكم ياحكومة المنطقه الخضراء لايصح الا الصحيح والعراق بحضارته وسفر تاريخه العروبي العريق سوف لايسمح لكم بتخريبه ولو بعد حين وسيجعل عمائمكم القذره لاتجد لها مكان فوق رؤسكم العفنه وان غدٍ لناظره قريب( وسيعلم الذين ظَلمو ايّ مُنقلبٍ ينقلبون، صدق الله العظيم) .


اذا الشعب يوما اراد الحياة   فلابد ان يستجيب القدر

ولابد لليل ان ينجلي         ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة     تبخر في جوها واندثر

ومن لا يحب صعود الجبال    يعش ابد الدهر بين الحفر      

 
Iraqi_pilot75@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور