المقاومة العراقية : زخم الفعل المقاوم ومتغيرات الميدان بما يخص العدو

 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
كثر الحديث عن تناقص الفعل  المقاوم لفصائل الجهاد بالعراق العظيم وتعرض اليوم لثلاثة اتجاهات من الاعلام وهي الاعلام المقاوم البطل الرافد والساند العنيد لفعل المقاومة المسلحة منذ نشوئها على ارض الرافدين والنوع الثاني هو الاعلام المعادي وهو اما من طرف العدو المحتل او من قبل ذيوله القابعة في كل الدهاليز النتنة من العالم  وخاصة في المنطقة الخضراء وما يتبعها وتتبعة من اصحاب النيات السيئة .واما النوع الثالث من الاعلام فهو الاعلام المحايد او المنافق ان صح التعبير وكما قال المرحوم الشاعر العربي الكبير نزار قباني(لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار) أي هنا بما يخص الاحتلال  وجوره والمقاومة وحقها في تحرير بلادها فلا توجد منطقة وسطى بين الحق والباطل فأما مع المقاومة او ضدها كموقف انساني  يحثك ان تقرر موقفك بين الحالتين ولا ثالثة لهما.

 
من الطريف بالذكر انه عندما تدخل بعض الغرف البالتوكية التي تقول عن نفسها انها مقاومة او على الاقل تساند الموقف الوطني وتشيد بشهيد الحج الاكبر صدام حسين رضى الله عنه بل وتأخذ من اسمه عنوانا لايصال صوت حق يراد به باطل تسمع التعليقات الرهيبة عن تدني مستوى المقاومة وشدتها في الفترة الاخيرة بل ويذهب البعض من اصحاب الاغراض السيئة الى ان الصور الاعلامية لضربات المقاومة هي معادة ولا تعني بالجديد؟!تقول وتسوق تلك التقديرات وكأنها تعيش  الميدان جنبا الى جنب مع ابطال المقاومة الثوار بل وكأنها المنتج والمخرج لافلام المقاومة التي تعرض على بعض شاشات القنوات الفضائية المهتمة بالمقاومة وبفعلها  على ارض الميدان.
 

ليس هذا فقط بل راحت كثير من وسائل الاعلام الاخرى المقروءة والمسموعة والمرئية والتي تقف وراؤها نفوس ضعيفة ومريضة في  التصدي للفعل المقاوم من خلال صناعة الاعلام المقيتة التي تقول وتقيم الفعل المقاوم على انه ضعف في الاونة الاخيرة وخبى لدرجة تصويرها احيانا ان المقاومة في  حالة التقهقر والابتعاد عن واجباتها ومسؤولياتها التي اعلنت عنها في حرب العدو ناسية الحقيقة الساطعة في ان المقاومة العراقية لم تقم بسبب ضرف طارئ ولا هي حصيلة مواقف عاطفية جاءت نتيجة الاحتلال  والقهر الذي اصاب المجتمع العراقي ابان الاحتلال.حيث ان المقاومة والكثير يعرف برامجها من خارجها انها ذات ستراتيجية بعيدة المدى بدأت قبل الاحتلال على يد قيادة العراق الشرعية برئاسة المرحوم الشهيد صدام حسين ولن تنتهي افعالها ووبطولاتها الا بتحرير العراق تماما من براثن الاحتلال البغيض بعد ان اعطت ما اعطت من التضحيات من الرجال الرجال والماجدات الماجدات وعلى رأس هؤلاء الشهداء الابطال بطل العرب القومي شهيد المقاومة وقائدها المؤسس لها رفيق دربنا  الثائر الاصيل صدام حسين رضى الله عنه وارضاه.

 
نحن نقول لهؤلاء المتجنين على مقاومتنا البطلة  الجسور هل قرأتم ام رأيتم متغيرات الميدان منذ العام الاخير أي بعد ان بدأت قوات الاحتلال بالانسحاب من المدن والطرقات والدروب ام انكم لا تريدون الاعتراف بتلك الحقيقة المرة بالنسبة لكم لا للمقاومة لان المقاومة العراقية البطلة بكل اطيافها هي السبب الاول في اضطرار العدو على الانسحاب اما خارج الحدود او الى قواعده وما تراه وما نراه من ارتال ما زالت تمشي هنا وهناك على الطرقات لا يشكل واحد بالمئة من مجموع قوات الاحتلال التي كانت تجوب البلاد طولا وعرضا وليل نهار.كنت اذا اردت السفر من بغداد الى الموصل او الى الرمادي على سبيل المثال لا الحصر عليك ان تحسب الساعات الطوال من الحركة والتوقف ومن ثم الحركة والتوقف بسبب كثرة الارتال التي تواجهك في الطريق من ناحية ومن ناحية اخرى كثرة اصطدامها بضربات المجاهدين الابطال ومن ثم قطع الطرق ليبقى المسافرون واقفون على قارعة الطريق طبقا لقانون قوات الاحتلال بسد الطرق وايقاف الحركة  عندما تتعرض تلك القوات لاية ضربة وهكذا الحال استمر الى الامس القريب.

 
اما اليوم  وبعد انسحاب جزء كبير من تلك القوات خارج الوطن ولا نشك في ذلك ولدينا معلوماتنا السوقية وتقديراتنا لعدد تلك القوات المتناقص في القواعد الرئيسية من مراكز المحافظات فضلا عن انسحاب قوات اخرى للمحتل من شوارع المدن الى داخل قواعدها والابقاء على بعض القوات التي تمارس نشاطات المتابعة الادارية والاشراف على مفاصل الدولة قيد الاحتلال وهنا نخص زياراتها الاسبوعية لتلك الدوائر قيد قانون الاحتلال  وسيطرته على افعالها واحوالها الى اليوم.

 
المهم في الامر بما يخص هذا المقال وطبقا للسياقات العسكرية المعروفة   اثناء الحرب فهناك اهداف للعدو وهناك  فصائل مجاهدة متربصة لها فكلما زادت تلك الاهداف كلما زادت فرص ضربات المجاهدين اليومية لها في قاطع ما من قواطع القتال .وطبقا لتلك المعادلة وبما ان العدو راح يختفي من الشارع وبتسارع مقارنة مع بدء الاحتلال وللسنوات الماضية التي تلت ذلك  فعليه تناقصت الاهداف المعادية التي  ينتظرها المجاهدون للانقضاض عليها.اي بمعنى اخر كلما زادت الاهداف المعادية كلما زاد عدد الضربات للمقاومة  والعكس صحيح لتبقى المعادلة ثابتة والزخم هو الزخم بما يخص فعل المقاومة البطلة. ومن هنا يلاحظ المراقب الدقيق لواقع حال  حرب تحرير العراق والفعل المقاوم ان الكثير من الضربات التي تحصل اليوم راحت توجه الى القواعد كون قوات الاحتلال انحسرت داخلها بعد ان شح تواجدها في الشارع أي تقلص الى درجة كبيرة جدا .

 
اذا عدد الضربات التي تنفذها مقاومتنا البطلة محكومة بتوفر اهداف العدو  على الارض التي يمكن ترقبها ومن ثم الاجهاز عليها ومن هنا فلا يمكن لهذا الرقم ان يشكل تقييما للمقاومة او المطالبة من قبل أي مراقب لفعل المقاومة بأن يرتفع هذا الرقم او يستقر على حاله وهو محكوم بمتغيرات الميدان  وبمعادلته الطردية مع اهداف العدو المتوفرة  في مكان يمكن الاجهاز عليها وتسجيل ضربة معينة وأن لم تتوفر تلك الاهداف بالنتيجة لا توجد ضربات للمقاومة.

 
واخيرا نقول للاعلام المعادي ان المقاومة العراقية تسير وفق منهجها العسكري الثابت والذي تقره قيادتها العسكرية العليا  ووفق متغيرات الميدان وتواجد العدو وتوفر حركته ومتابعتها ليل نهار من قبل فصائل المقاومة الابطال الذين اجبروا تلك القوات المعادية على الانسحاب  رويدا رويدا من الشارع العراق اما الى خارج الحدود وقد حصل او الانكفاء داخل قواعد العدو كمرحلة نهائية قبل الانسحاب النهائي من ارض الرباط.وهنا لا بد ان نؤكد بوجود قوات محتلة استعراضية في اكثر الاحيان او ادارية  مشرفة على دولة الاحتلال تراها هنا وهناك في الشارع العراقي لكن بالمجمل لا تشكل الا النزر القليل مما كنا نراه ونقابله في السنوات العجاف الماضية وهذا الحال لم يأت من خلال رغبة قوات الاحتلال بالانسحاب طوعا بل من خلال الفعل المقاوم الشرس والاسطوري الذي اذاق تلك القوات الامرين وما زال زخم المقاومة تديمه فصائلها وتجهز على ما تبقى من تلك القوات الخائرة في ارض العراق والتي هي يقينا ليست بخير عسكريا واقتصاديا ولوجستيا بل وحتى نفسييا  وكما هو معروف لكل منصف  من المراقبين.

 
نقول دع الكلاب تنبح فالقافلة تسير وربنا الناصر المتين يرعاها  وأما اصحاب الاغراض السيئة فسيرون غدا الحقيقة المرة عليهم  عندما يرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ومن ثم يرى اهل الحق أي نصر ينتصرون وستعود بغداد لؤلؤة الشرق الى اهلها الاحرار الابطال الثوار من اهل العراق العظيم وقريبا جدا باذن الله.سوف يسجل التارخ المواقف ويشهد للرجال ويبصق على الخونة المارقين بعد ان تطلع شمس العراق ثانية  ويتم تنظيف العراق من كل قذارات الدنيا الوافدة اليه من الغرب والشرق وسيرى العرب أي عراق واي عراقيون اقحاح  لا يهابون المنايا على بوابتهم الشرقية.

 

عراقيون قاتلوا اعتى قوى الشر واشرسها وانتصروا عليها تحت راية الله اكبر بنجومها الثلاث رمزا للوحدة العربية ورمزا للبعث العربي العظيم ورمزا للروح العربية والاسلامية المعتدلة النابضة في الدم العربي العراقي الاصيل ودمت يا وطني الغالي العراق ويا امتي العربية المجيدة وعشت يا فلسطين العربية الحبيبة فنحن العراقيون اهل ابنا الفاروق وصلاح الدين اهل الفتوح.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور