المقاومة العراقية : انتفاضة شعبانية ام جرائم وفضائع غوغائية ؟

 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
يشهد لنا التاريخ السياسي بقيام الكثير من الانتفاضات في العالم ضد الحكومات  والعراق من هذه الدول التي شهدت الكثير منها في العصر الحديث وخاصة ابان الحكم الملكي تحت الانتداب البريطاني.عرفنا من هذا التاريخ ان الانتفاضة هي عبارة عن حركة ذات جذور او ابعاد سياسية تتقاطع والحكم الذي يقود البلاد.كما فهمنا ان الانتفاضة يقودها عادة عدد من قادة الجيش يساندهم في ذلك بعض الشخصيات المدنية ذات التأثير في الوسط الشعبي.فضلا عن ذلك وهو المهم في مفهوم الانتفاضة انها تهدف الى تقويض النظام الحاكم وتستهدفه دون المساس بهيكلة الدولة الاساسية ودون المساس بمصالح الشعب العليا بل عادة القيمين على الانتفاضة  همهم الرئيسي استقطاب السواد الاعظم من الشعب ظمن برنامج سياسي سري ومعلن يهدف الى الانقلاب السلطوي ومن ثم تغيير الكثير من المفاهيم والرؤى واساليب حكم البلاد اذا ما نجحت الانتفاضة في السيطرة على مقاليد الحكم.الانتفاضة عادة تأخذ طابعها الشعبي نتيجة رفض المجموع الاكبر من المواطنين لنظام حكم ما عاد يعبر عن مصلحة المجموع أي الاكثرية بل انحرف عن المسير الوطني الذي يبغيه المجتمع في دولة ما وهنا يحصل التقاطع بين السلطة والرأي العام ليمهد الضروف للقيام بتلك الانتفاضة التي قد تنجح وقد تفشل الا انها في كل الحالات تعبيرا عن رفض الشعب لنظام الحكم القائم .

 
اذن الانتفاضة كمفهوم هي حركة وطنية تماما  لها قيادتها السرية في الداخل التي خططت لها ومن ثم قامت بها بغض النظر عن النتائج كونها  تعبيرا عن الغضب الجماهيري ضد نظام حكم ما وبالتالي هي قوة ضغط  على نظام السلطة حتى في حالة فشلها ومن هنا يبدأ النظام الحاكم بأعادة النظر في اسلوب اداء  الحكومة بما يتماشى ورغبة الجمهور والتودد له .هذه هي مجمل ملامح الانتفاضة الوطنية والتي منها ما قامت على ارض الرافدين كحركة مايس عام 1947.

 
وفي مناسبة قيام الحرب الكونية ضد العراق في ام المعارك عام 1991 والتي جيشت كل جيوش العالم الرئيسية من 33 دولة منها الكبيرة لتحارب العراق تلك الدولة محدودة العدد والقوة الا ان الذي حصل وبدوافع استعمارية استثمارية بحتة كانت مدعاة لتجمع بين الكفار والمسلمين من جهة وبين العرب واعدائهم من جهة اخرى وفي كلا الحاليين كان الهدف هو تدمير العراق نهائيا وعلى شكل مراحل  تقلل من خسائر العدو الاكبر للعروبة والاسلام والراعي والمخطط لتلك الحرب وهي القوى العالمية الصهيوصليبية-الصفوية ذات الاهداف المشتركة في تلك الحرب.وفعلا استطاعت تلك القوى من انتزاع  الهوية العربية الاسلامية من الكثير من الدول التي شاركت في جريمة الحرب هذه بحجة اخراج الجيش العراقي من الكويت والعقلاء المراقبون يعرفون ان السبب ليس الكويت كون الكويت لا تشكل مفتاح مستقبل العالم تلك القطعة من الارض الواهنة والمنسية بالقياسات السوقية البشرية والمادية ولكن الكويت اصبح الحجة التاريخية والفرصة الذهبية للقوى الاستعمارية الحاملة والمتبنية لفكرة العالم الجديد وانهاء أي فكر وطموح لدى أي حكومة في العالم العربي والاسلامي وهو المخطط الاستعماري الكارثي الذي لم تنتبه اليه وتقرأه جيدا دول العالمين العربي والاسلامي وبالنتيجة كانت نتائج هذا المشروع كارثية على العالمين حيث برزت نتائجه وويلاته وبلواه على المنطقة بعد تحقيق الحلم التحالفي الستراتيجي الصهيوصليبي- الصفوي بعد مقاتلة ومحاصرة ومن ثم مقاتلة واحتلال العراق.

 
انتهت مهمة الجيوش الغازية بعد اسابيع من بدء الحرب الاجرامية والتي خربت ودمرت كل البنى التحتية للعراق وقتلت الالاف من ابنائه ومن ثم الانسحاب غير المنظم للجيش وتحت مطرقة الاحتلال والتي ادت بدورها الى تدمير القوة الاعظم من الجيش العراقي الباسل الذي كان قويا على الارض لكن الة الحرب العدوانية الهمجية وتطورها وتفوقها الجوي كلها اسباب لتحجيم الدور القتالي الفاعل لقواتنا المسلحة .

 
ما تسمى بالانتفاضة الشعبانية :
في الوقت الذي كان فيه البلد يعاني من اثار العدوان الثلاثيني على العراق وتزامنا مع انسحاب الجيش العراقي- ومعروف ان الجيوش المنسحبة هي مشلولة قتاليا-فقد استغلت قوى اجنبية وخاصة الايرانية هذا الفراغ العسكري وتلاقت مع عصابات منظمة سلفا من داخل العراق عميلة  في تشكيلاتها للعدو الفارسي والمكونة من حزب الدعوة وقوات فيلق بدر وجيش المهدي الذي لم يكن معروفا حينذاك كونه ما زال يفعل فعله في السر ويلبس العباءة الوطنية متخفيا هنا وهناك وقد فات على الاجهزة الامنية في حينه تشخيصه واعلانه للجمهور ومن ثم توعية الناس حول مخاطره وعائديته لولي الفقيه  الصفوي هذه التشكيلات الغوغائية التي ظهرت بجنوب العراق اما مثيلاتها وحلفاؤها في الشمال فقد نزلا كل من حزب الجلاليين وحزب البرزانيين الى ساحاتهما في الشمال وتحت مخطط متقن ومتفق عليه بين تلك الاحزاب الحاكمة اليوم بالعراق بقيادة حلف الصهيوصليبية-الصفوية العالمية.

 
لقد قامت تلك التنظيمات الاجرامية بابشع ما يمكن ان تمارسه اية قوة او عناصر تخريب وتدمير للمنشات الحكومية بل وسلب الاسحلة  من الجيش بعد قطع الطرق ونصب الكمائن امام الجيش المتعب المنسحب .لم تسلم من تخريب تلك المجاميع الاجرامية والمأجورة اية دائرة من دوائر الدولة بظمها البنوك والمستشفيات والجامعات ودوائر المرور والمحافظات والمدارس  وغيرها من دوائر الدولة حيث استغلت فراغ السلطة وغياب الدولة وانشغالها بالحرب وسحب الجيش ومن ثم اجهزت على ممتلكات الدولة فخربتها ونهبتها  دون ادنى واعز من ظمير او شعور بالانتماء للوطن .

 
الادهى من ذلك هو ان هذه العصابات المنظمة قامت بأبشع الجرائم ضد العراقيين حيث انتهكت اعراض الناس امام اعينهم وبأمر من (ساداتها) ومن قياداتها المقيتة ولمن يريد البرهان على كلامنا فليسأل  المجنى عليهم في المناطق التي  انتشرت بها تلك العصابات وخاصة في جنوب العراق.لقد اقام (السيد)المحاكم الصورية في الجوامع وفي الحسينيات وتم اعدام الالاف من مواطني العراق بحجة الانتماء لحزب البعث من ناحية وبحجة كون هؤلاء من القادة الاداريين في الدولة  ومن هنا  وبعد القضاء على تلك المجاميع من العناصر المجرمة من قبل الدولة فقد تم العثور على عشرات بل المئات من المقابر الجماعية نتيجة القتل العشوائي للعراقيين الوطنيين  والحقيقة لذلك تكمن في وجوه وفي قلوب وفي نصاب العوائل المغدورة من اهلنا في الجنوب وفي الشمال حيث تواجدت تلك المجاميع المجرمة.الاف من البشر والكادر الحزبي والاداري والعلمي اختفوا والى اليوم ما زال اهلهم يبحثون عنهم  ولا يجدون لهم اثرا.

 
هذه هي التي يسمونها(الانتفاضة الشعبانية) والعراقيون الشعب لا نحن هم الشهود على افعالها المشينة والتي دمرت الحرث والنسل والبناء بل وحتى سرقت اسلاك الكهرباء وكل المحركات بظمنها سيارات الدولة لتعبرها الى جارة السوء ايران العهر والكفر والرذيلة بقيادة ولي اللقيط.ترى هل هكذا انتفاضات الشعوب؟ فلو كانوا وطنيين ومن اهل البلاد السويين لقاموا بأنتفاضتهم  ضد سلطة المركز في بغداد وقلبوا النظام ان يستطيعوا ذلك ولهم الفكر والمد الوطني للقيام بأنتفاضة كما يحلو لهم تسميتها زورا وبهتانا لكن الذاكرة العراقية الذهبية ما زالت تحتفظ بصور المشهد القبيح والاجرامي الذي خلفته في تاريخها الاسود مجاميع الغوغاء بالامس وعصابات المنطقة الخضراء اليوم كونهم نفسهم الذين شاركوا في تدمير العراق ولمرتين في حربي 1991 و2003 وبتوجيه مباشر من قياداتهم الصهيوصليبية-الصفوية.

 
انهم اجبن من ان يقوموا بأنتفاضة بل ما فاموا به بالمرتين هي مؤامرة لتخريب وصهينة وتصليب وتفريس العراق ومن على ظهور دبابات المحتل المجرمة وبكل خبث الغرباء عن العراق  لا كما يدعون انهم من اهل البلاد لان اهل البلاد وفي الحربين نأوا بأنفسهم عن مشاركة المحتل الغازي جرائمه والتعامل معه بل قاوموه بالدم الزكي بعد ان تنازلوا عن كل امتيازاتهم في الدنيا وعضوا بالنواجذ على الدار الاخرة وهم يذودون عن حياض الوطن الحبيب الغالي.

 
هم يقولون عنها انتفاضة شعبانية وكما يحلوا لهم ويحاكمون ابطال النظام الوطني اليوم عن قيامهم بطرد جراد الغوغاء الاكل لكل اخضر في العراق العظيم.نعم يحاكمون اشرف رجال العراق لانهم دافعوا عن المتبقي من الشرف العراقي وعن العرض العراقي وعن ممتلكات الدولة التي نهبت وسرقت وتم تسويقها الى دولة المؤامرة ايران الملالي  والتي اخذت على عاتقها تنفيذ وصية والد الشاه رضا بهلوي في بداية القرن العشرين حين قال له(لقد قمت يا ولدي بظم شرق الخليج العربي الى ايران وعليك ظم غربه من بعدي)؟؟؟؟؟؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور