المقاومة العراقية : كارثية النظرة الغربية الى بدائية الشعب العربي ونظرية الاكتشاف الجديد

 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي

لم تتعرض امة او ارض الى هجمة شرسة  طالت البلاد والعباد وصادرتهما لاطماع العالم الاخر كما تعرضت وتتعرض له اليوم منطقتنا العربية بقيادة الغرب الاستعماري الاستيطاني وبمعونة حلفائه من الشرقيين الفاعلين معه في السر والخفاء وتحت عناوين شتى.ان الحملة التي تقودها سياسة الغرب تجاه الامة العربية وارضها كانت على اشدها قبيل وبعد الحرب العالمية الاولى التي جرت على انقاض الدولة العثمانية المريضة انذاك فكان ان حصلت المحاصصة للحلفاء اذ تفننوا بالقاء القبض على الوطن العربي ومن ثم تهشيمه الى امارات  وقبائل وعوائل تحكم ظاهريا تلك  الامارات التي اقيمت على حساب وحدة الامة ووحدة ارضها المستباحة بحجة تحريرها من الاستعمار العثماني الذي ازاد في تخلف تلك المنطقة حتى تركها مهجورة الفكر والحضارة حينما رحل بعد الحرب العالمية الاولى الى غير رجعة.

 

لم يأت الغرب الى ارض مسكونة بل وكانت مهد حضارة اولى في العالم قديمه على الاقل بل جاء الى ارضنا وكأنه المكتشف لها ولاول مرة في العصر الحديث فكانت اليته في الاستيلاء على تلك المنطقة من العالم اشبه بنظرية استيلائه على العالم الجديد اميريكا بعد ان اكتشفها كرستوفر كولومبس ومن ثم دعى العالم الغربي الى ضرورة الهجرة اليها وبسط نفوذه عليها كمنطقة بكر خاوية من أي نظام حضاري متمدن يمكن له الدفاع عنها واستثمارها .حينها توجه العنصر الانكلوسكسوني الى تلك الارض وراحت طلائعه تحتلها  وتستوطن على حساب اهلها الاصليين من الهنود الحمر بل وعلى اشلاء جثثهم بعد ان ابادت اكثر من 80 مليون منهم ثمنا للاكتشاف الغربي الجديد لتلك الارض؟!

 

نفس العنصر الغربي مضافا له العنصر اليهودي الصهيوني والعنصر الفارسي المجوسي   صاغوا نظرية اكتشاف العالم العربي وتوجهوا اليه بالتقسيم الى ولايات(امارات) ليستطونوا فيها وينعموا بخيراتها وعلى مراحل  بعد ان بدأ تهجير اهلها وقتلهم  وطبقا لنظرية استيلائية شيطانية خبيثة بعيدة المدى وحذرة مراقبة للواقع العربي وردود الافعال المحلية لشعب اشبه بالميت تحكمه بقايا عوائل تنتسب الى بقايا قبائل متخلفة مأزومة ومسحوقة سلفا حتى العظم تم اختيارها بعناية من قبل الغازي الغربي المتحضر والذي يمتلك حنكة الحكم والاستعمار والاستيطان والتلاعب بمقادير الشعوب البدائية والمتخلفة ولنا في جنوب افريقيا واستراليا ونيوزيلندا دالات مفيدة بغض النظر عن زمن الاسكان كون الزمن العربي ما زال كما هو في بدايات الاستعمار.

 

كانت فلسطين تجربة الغرب الاولى في مصادرة الارض العربية وعلى غرار ما فعله في العالم الجديد(اميريكا).لقد تميزت تلك التجربة بالنجاح المذهل  في عالم عربي خالي من الفكر والحضارة المتجددة بل ومن الانسان العربي الذي يحمل موروثات البابليين والسومريين والفراعنة والكنعانيين والاشوريين وعرب الرسالات السماوية الكبرى التي انتهت بتشكيل دولة العرب الاسلامية العظمى من فرنسا الى الصين وغير ذلك من الامجاد العربية التي استغنى عنها الحاكم العربي الموتور في زمن الاستعمار المكتشف للعالم العربي البدائي في الازمنة الحديثة؟؟!!

 

فلسطين صودرت  للمهاجرين الغربيين الجدد والمكتشفين للعالم العربي لتكون اول ولاية غربية تزرع على الضفاف الغربية من وطننا وتصبح نقطة انطلاق الى باقي اجزاء الوطن العربي اليتيم سياسيا.العرب الفلسطينيين امسوا بين مهجر وبين قتيل .في ذات الوقت ثارت بقايا العرب ضد الاستيطان الغربي  على ارض اولى القبلتين كثورة الهنود الحمر لاسترداد ارض اجدادهم  والذين طحنتهم الة الغرب المكتشف لارضهم لا لشئ الا لكونهم اصحاب حق لكن بدون وعي ولا فكر ولا ادوات للفعل المقابل فكان ان تمت ابادتهم  ومن ثم تخلص الغرب منهم واستولى على ارضهم تحت يافطة تمشيط الارض من ساكنيها واحلال ما هو اصلح منهم في تلك البلاد .انها النظرة الغربية المتوحشة الى الشعوب البدائية الغبية التي افتقدت روح القدرة على الانقلاب والثورة من اجل حماية وجودها من العدم.

 

ان نظرة الغرب الينا كشعب بدائي متخلف هي الكارثة التي حلت بنا وهي مركز تفكير واطماع  القوى الجامحة التي نالت منا وما زالت تريد المزيد لا باحتلالنا لاننا اصلا محتلين من قبل الغرب ولكن الاهداف الاخطر لمستقبلنا هي محاولة تهجيرنا من ارضنا  او قتلنا مرة بيدنا ومرة بيدهم ومن ثم استبدال العنصر العربي باخر غيره  وتحت عناوين ومسميات ووافدات شتى.

 

لم تحصل كارثة اخطر واسوأ مما حصلت وتحصل اليوم  ضحيتها الشعب العربي والارض العربية الا ما حصل للهنود الحمر على ذات اليدين الغربيتين وذات سياسة الاكتشاف ومن ثم الاستيطان القسري  لاراض تحكمها شعوب بدائية غير معترف بأنسانيتها من قبل العالم المتمدن كما يرى نفسه هو لا بعيني اهلنا الحاكمين بنا والذين ما زالوا يرون انفسهم قادة  وسياسيين والحقيقة المرة هم ليسوا اكثر من رؤساء قبائل هندية حمراء بائدة وجب تخليص الارض منها؟؟؟!!!

 

نظرة واحدة الى العالم اليوم لا يمكن ان نجد  اسوأ وضعا مما نحن عليه في الوطن العربي من هجمة استعمارية  مدمرة لا تكاد امارة(قطر)عربية واحدة سلمت منها بل حتى الدول الافريقية على تخلفها فهي بالاجمال اكثر حظا  واستقرارا بل واحتراما من العرب.

 

ربما احد يقول كل ذلك بسبب امتلاك العرب للنفط ونقول وهل فقط العرب يمتلكون النفط ام هناك اعظم من النفط واغلى الا وهي الارض العربية البكر التي تحتوي على كل شئ بظمنه النفط في ذات الوقت التي تفتقد الى الانسان العربي المفكر والمتحظر الثائر الذي يمتلك ادوات الثورة والتغيير للواقع بل وذو التأثير الفعال والمتقدم في العقل الجماهيري العربي الذي راح ضحية مؤامرة التخدير التي تعاون عليها  وجذرها هنا كل من المهاجر الغربي والفارسي المجوسي والحاكم العربي والضحية هما البلاد والعباد في دارنا العربية...

 

مراجعة بسيطة للواقع العربي البدائي في عصر التقنيات السياسية والايديولوجية الجيوبولوتيكية المتقدمة نرى اراضي عربية اخرى غير فلسطين تم الاستيلاء عليها وتحولت الى ولايات  يحكمها المهاجرين الجدد فتلك ولاية الاسكندرونة واخرى الاحواز ومضيق جبل طارق واصقاع المحيط في جنوب افريقيا والجزر العربية في الخليج العربي وربما في المستقبل القريب وحسب خطة المهاجرين الجدد البحرين  وارتيريا وجنوب السودان وجنوب لبنان وغزة والصحراء الغربية من المغرب وجزر القمر ومن ثم الانقضاض على القلب العربي وهما مصر والسعودية...لا ندري؟

 

اما العراق وهو البوابة الشرقية للوطن العربي فقد حصل له ما لا يمكن تصوره الا بوساطة المطابقة تماما مع ما حصل من غزو لاميريكا في زمن الاكتشاف والهجرة الاستيطانية هناك..! بلد عامر لكنه موبوء بجسده العربي المحتل والمهترء بفعل التعرية الغربية والشرقية الاستعمارية التي اكتشفت العالم العربي البدائي  على انقاض الدولة العثمانية المريضة.نعم بلد يتم غزوه وتجرده حملة الغزو الغربية والشرقية المتوحشة من كل صفات الدولة والمدنية بعد ان حلت مؤسساته المدنية والعسكرية والحزبية ودمرت بنيته التحتية تماما بل وهاجمت مقتنياته الاثارية وسحقتها ومن ثم فتحت كل الجبهات حرة لمن يريد الولوج والعيش في ارض العراق من المهاجرين الغزاة الجدد وخاصة الفرس والصهاينة والغربيين من مختلف الجنسيات فكان الذي حصل اكبر مما كنا نتوقع واوحش من التوحش وشريعة الغاب من الارهاب والتعزير والتهجير واستباحة كل المحرمات حتى امسى العراقي ما عاد يشعر بأن العراق هو موطنه وما عاد الحظن الامن له حتى راح هائما على وجهه في شتى انحاء المعمورة تخلصا من العذاب والقهر والموت الذي طاله على ايدي جلاديه من الغزاة المستوطنين الجدد وعلى ايدي اقذر العملاء من بني جلدته والذين كانوا في اكثر الاحيان اقسى حتى من المهاجرين الجدد المستوطنين في ارض الرافدين عنوة على انقاض(هنودها الحمر العرب).

 

انه لمن الخطأ الجسيم القول بأن العراق قد تم احتلاله (في غفلة من الزمن) اذ ان هذا التعبير لا يتوافق في ما ندعيه من اننا كنا شعب ذا نظرية فكرية بعثية كبرى تحمل الهم العربي كله وتبغي علاجه ومن ثم توحيد هذا الوطن بعد تخليصه من براثن الاحتلالات والسيطرة والتدخل اللامشروع وهنا وهناك على الارض العربية.ان الفكر لا يغفل كون الفكر الحي والزمن صديقين يسيران معا بخطين مستقيمين وعليه لا يغفل احدهما الاخر ولا يتجاهله.لكن الذي يحصل احيانا  هي  الغفلة عن الفكر وليست غفلة الزمن  ومن هنا يحصل ما لا تحمد عقباه..الاتحاد السوفيتي سابقا لم يتم انفراطه بسبب ضعف في قوته العسكرية او الاقتصادية بل بسبب  الغفلة عن الفكر الذي صاغه كدولة اعظم .اذن عندما تعرف السبب يبطل العجب...

 

نعم تم غزو العراق والاستيطان فيه من قبل الفرس والصهاينة والغربيين  وبعد ان تمت مصادرة مضاهر الدولة الحديثة ونحويل البلاد الى ارض يباب (يسكنها العراقيون العرب الحمر) وكأن البلاد اكتشفت لاول مرة راحت صيحات الغزاة تطرح فكرة الاقاليم أي تحويل العراق وتقاسمه على شكل ولايات من اجل تسهيل مهمة الاستيلاء عليه وذهابه كعراق وكما جاء بسيرة التاريخ القديم والجديد حتى وصل الامر الى اعلان احد شيوخ العشائر ان الناحية التي يسكن فيها هو وعشيرته ولاية؟؟؟!!!يبدو ان الشيخ الجليل كان متأثرا جدا بولاية واشنطن او نيويورك التي اسسها المهاجرين الانكلوسكسون في اميريكا عند الاكتشاف على سواحلها الشرقية؟؟؟!!!

 

صحيح ان العربي فردي النزعة لكن ان تصل الامور وفي فراغ السلطة وفي القرن الواحد والعشرين من التمدن والتحضر والاتحادات المعلنة في العالم ان يعلن الانسان العربي عن ولاية على مساحة ناحية  فهذا الامر العجب يجعلنا نعيد النظر بنظريتنا تجاه المخزون في تلافيف العقل العربي اليوم وخطورة ذلك على مستقبلنا ان كنا نؤمن فعلا بنظرية الوحدة العربية  وببناء انسان عربي مستعدا لان يضحي بكل شئ من اجل المجموع.

 

لم يتوقف الامر عند هذا فقد شرع الاستعمار المهاجر الى ارضنا بأيقاد روح التطلع الاثني والديني الى بناء كيانات وولايات على حساب مستقبل العراق ووحدته فللجنوب اقليم وللوسط اقليم وللفرات الاوسط اقليم وللشمال الغربي اقليم وللكرد العراقيين اقليم ولسهل نينوى النصراني اقليم  وللاتراك العراقيين اقليم وهكذا يصبح العراق المكتشف واحدا وخمسين ولاية أي بقدر ولايات اميريكا والفرق ان ولايات اميريكا لا تنفرط بسهولة على الاقل في الوقت الحاظر لقوة الدولة ولاحاطة المحيطات الامينة بها لكن ولايات العراق  المحاطة بالاعداء داخليا وخارجيا من البساطة انفراطها وتقاسمها ومن ثم غياب العراق العربي  وبالتالي هدم البوابة الشرقية من ناحية ومن ناحية اخرى خلو شرق الكيان الصهيوني من قوة عربية معروفة تاريخيا بتأديب تطلعات اليهود غير المشروعة  في الوطن العربي شرقه وغربه أي بمعنى اخر قطع اللجام الذي يحد من حركة هذا الكيان؟

 

مخطئ من يتصور ان الدور الايراني الصفوي يمكن لجمه من خلال استهدافه مباشرة في الوقت الذي تتواجد فيه القوات الاميريكية الحليفة لايران على ارض العراق.اذن التخلص من الاستيطان الفارسي في العراق يمر من خلال التخلص من الاستيطان الغربي والصهيوني لبلادنا.علينا بمقاتلة اميريكا التي جاءت بأيران لحكم بلادنا .عند ذاك وعندما تنفك رابطة اميريكا وايران المجوس يمكن لنا مكافحة الجراد الاصفر الصفوي  الحقود.من هنا تصبح مسؤولية الذراع العسكري والاعلامي المقاوم هي استهداف المسبب الاساسي في تدخل ايران السافر بشؤون العراق وهو الباطش الاول ببلادنا وبدولتنا وقائد المؤامرة الاحتلالية الا وهي اميريكا التي لم تخرج من أي بلد احتلته الا بالقوة  وبالصمود الاسطوري ولنا في فيتنام تجربة سابقة يمكن الاستفادة منها.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٩ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور