المقاومة العراقية : اميريكا ولعبة تدجين العراقيين الفاشلة

 
 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
منذ الغزو الاميريكي البغيض للعراق وامريكا تتبع سياسة تفريغ ما بالعقل العراقي الوطني من محتوى  لا يتوافق ومشروعها العالمي الجديد الذي يلغي القوميات والشعور بها لدى المواطن اينما كان من الكرة الارضية بدأ بالدول والقوميات التي تعاني من ازمات داخلية وانقسامات سياسية  ومنها القومية العربية التي تعاني من مشكلة تقطيع اوصال الوطن العربي الى دويلات بائسة لا يمكن لها ان تصمد سياسيا واقتصاديا ولوجستيا امام أي انقضاض يأتي اليها من الخارج وبالتأكيد اول اعداؤها هم المقسمين للوطن العربي أي العالم الاستعماري الغربي ذات المصلحة الاولى سلفا بهذا التقسيم.
 
العالم العربي والاسلامي هو الهدف الاول الذي وضع في جدول الاحتلالات الاميريكية وقد بدأ الهجوم الضاري عليه في بداية الالف الثالث بعد الميلاد وحسب ما هو مخطط لتلك الهجمة المعقودة بمعطيات العصر التفردي بالقوة الاعظم وهي اميريكا المتحالفة سلفا ومبدئيا مع الكيان الصهيوني وبريطانيا وايران.لقد كان الهدف الاول في غزوات الاستعمار الاستثماري الغربي هي افغانستان وذلك لعدة اعتبارات اولها وجود مشاكل داخلية سياسية واقتصادية وثانيا تمركز القاعدة التي مثلها ومركزها هناك الطاغي الاميريكي كجواز سفر احتلالي  بدعوى القضاء على الارهاب الاسلامي كما صورت لذلك قوى الاستعمار الصليبي المتصهين الجديد.فضلا عن ذلك هو وجود ايران المجاورة لافغانستان والتي ظمنتها اميريكا كمتعاون ومسهل للغزو الاميريكي لهذا البلد وقد اوفت طهران بوعودها لحليفتها اميريكا ومن ثم حصل احتلال افغانستان وما تبع ذلك من ويلات الخراب والدمار على ايدي قوات الحلف الغربي العسكري.كانت الرسالة التي عبرتها الولايات الاميريكية للشعب الافغاني هي اننا جئنا محررين ومخلصين للعالم من خطر القاعدة  ومن ثم بث روح الحرية والديمقراطية على ارض تلك البلاد التي لم تر ولم تذق لحد الان طعم الحرية ولون الديمقراطية سوى المزيد من الات الموت والدمار.
 
تحولت في ذات الوقت وتمددت اظافر الولايات الاميريكية الى الهدف الثاني ظمن برنامجها الاحتلالي وهو العراق الذي اضعفته كثيرا من خلال الحروب المهيأة له وهي الحرب مع ايران ومن ثم دخول الجيش العراقي الى الكويت وبعدها الحرب الكونية عليه عام 1991 ومن ثم الحصار المدمر لهذا البلد.فضلا عن الدور الخياني غير المدروس النتائج الوبيلة على العرب من قبل الانظمة العربية التي مكنت اميريكا وحلفءها من احتلال العراق.مضافا الى ذلك الدور الايراني المتحالف مع الولايات الاميريكية وكل التسهيلات التي قدمتها للحلفاء من اجل احتلال ومن ثم تدمير العراق كقوة اقليمية يحسب لها حساب.هنا لا بد ان نذكر الدور الصهيوني الفاعل عسكريا ولوجستيا  وبدافع الانتقام من النظام الوطني العراقي الذي ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ بعيدة المدى وفي ذات الوقت المدافع المستميت عن القضية الفلسطينية.
 
هنا لا بد من ذكر القوة الرابضة على ارض العراق والمدفونة في اوساطة التي هيئت واوعدت قوى الاحتلال بتسهيل مهمته وتقليل خسائره  حال دخوله العراق أي لعبت دور الحليف لقوى الغزو بدافع خيانة الوطن  وغريزة الانتقام من الذات .هذه القوى الخائنة تشكلت على ارض العراق من الحزبين الكورديين وبيش مركتهما في شمال العراق وخاصة بعد جفائهما للدولة ومركزها بغداد ومنذ عام 1991.فضلا عن ذلك الدور الخياني الشرير الذي لعبته الاحزاب ذات المنشأ الايراني وخاصة حزب الدعوة والمجلس الاعلى  ومن ثم الدور المنافق الذي لعبه الصدريون والذي بانت نواياهم وتبعيتهم الايرانية وولاية الفقيه من خلال الاجهاز على ابناء الشعب وخاصة في بغداد وقتلهم وتهجيرهم طبقا للاوامر الفارسية الصفوية.
 
اما الكويت كوصلة تاريخية من العراق فقد فتحت ساقيها للغازي الاميريكي  ومن معه يدفعها في ذلك حب الانتقام من العراقيين خاصة بعد ما دخل الجيش العراقي الى تلك القطعة من الاراضي  العراقية الصرفة ولكن يبدو ان للدهر سناته والايام دول لمن له القدرة على الصبر وعلى الخيال؟!


 الانظار شاخصة تستدير ولا ترى غير الاعداء يهجمون من كل الانحاء ومن كل الجهات ومن حيث تعرف ولا تعرف ومن حيث تتوقع ولا تتوقع الى ان حصل الاحتلال وبأسرع وقت مما كنا نتوقع ويتوقع الاخرون.
 
اختفت الدولة العراقية  الوطنية تحت الارض بعد ان حظنتها مناطق معينة من العراق ومعروفة  كونها اكثر امنا من باقي مناطق العراق قيد الاحتلال فلا الشمال امين لها كونه يحتوي بين دفتيه الحزبين العميلين الكورديين وكون الجنوب استفحلت به الاحزاب الممنهجة فارسيا وكما سبق ذكرها.
 
ان ضيافة تلك المناطق وهي وسط  والوسط الشمالي والغربي من العراق للدولة الوطنية كانت السبب الذي علق عليه المحتل واعوانه تسمية حزب البعث بالحزب السني وهم يعرفون جيدا ان هذا الحزب القومي لا يعترف بالطوائف ولا الاعراق على ساحة الوطن العربي كله وليس فقط العراق لكن في الضروف الصعبة وحالات المطاردة لا بد لك من ان تلجأ الى المكان الامن بعيدا عن العدو وهذا نوع من ادارة الصراع من اجل البقاء وهو الذي تبعته القيادة الوطنية بالعراق لا لكونها سنية بل حتى الشيعة والاكراد وباقي البعثيين من مكونات الشعب العراقي التجاؤا الى تلك الديار وهي ديار عراقية  سمت على  فكرة طاعون المذهبية والعرقية البغيضة.
 
منذ ان وقع الاحتلال راحت محاولات المحتل تطال الشخصية العراقية التي تجدها لا تخدمها وهي تحمل كل ذاك العنفوان والكبرياء .اذن لا بد ان تتحور تلك  الشخصية من خلال التدجين المستمر وبشتى السبل كي تقبل الحالة الجديدة وكي تجيد التعامل مع الواقع الجديد  من خلال محاولة سلخ الكثير من جذورها الوطنية وقطع منابتها اليعربية  باتباع الاساليب  الاخلاقية التي ابتدعها للعراقيين  وتعاملت معهم على هذا الاساس ومنها:


اولا:جرائم السجون:


لقد اوغل الاحتلال من خلال عناصره المدربة على الارهاب والمعدة سلفا لتحطيم الشخصية العراقية باتباع ابشع الاساليب بالتعذيب والضغط النفسي على الاسرى والتي تصل احيانا الى مرحلة انتهاك حرمة الانسان  الى منتهاها من خلال العتداء الجنسي عليه وبدافع جعله يقبل املاءات المحتل وقبول العنصر الوطني بالتعامل السياسي معه والتنازل عن مبادئه التي لا تخدم الغزاة ولا ترعى نظريتهم في السيطرة على العالم.لقد استخدموا الكلاب والوحوش المدربة على الاعتداء على السجناء كما تركوا هؤلاء الاسرى في زنزانات ذات اضوية حمراء وفي ذات الوقت فتحوا صنابير المياه  وهي تنقط بطريقة تعصف بالوضع النفسي للاسير وتمنعه من النوم حد الارهاق عله يعترف من ناحية ومن ناحية اخرى عله يتنازل عن افكاره  ويسير طائعا في  جوقة المحتلين الطغاة.كما جعلوا من الاسرى عمال مرافق يحملون الغائط البشري ويلفضونه في البراميل الجاهزة لذلك ويحرقونه وهي طريقة اخرى لتدمير انفة الانسان العراقي وتدجينه لما هم يريدون وما يخدمهم من خلال جرجرة الانسان العراقي الى جانبهم بتلك الطرق المتوحشة التي تنصب في غالبيتها على هدم شخصية الانسان وتحطيمها ومن ثم التنازل عن المبادئ(humiliation).


ثانيا:الاعتداء على الاسيرات:


الاحتلاليون يعرفون مسبقا ماذا يعني العرض للعراقي  والعربي والمسلم بشكل عام ولهذا كانت احدى وسائل الاحتلال هو الاعتداء على الاعراض من خلال الاجهاز على الاسيرات العراقيات الى الحد الذي حملنا منهم وامام الرجل العراقي ومن اجل الضغط عليه كي يذعن لمطالبهم وكي ينكسر نفسيا ومعنويا من خلال الاعتداء الجنسي(sex insult) وجعله مستباحا رويدا رويدا وكما المحتل يفكر ويخطط وهذا طريق صهيوني يراد منه تهشيم النفوس وتحطيم عذرية الشرف العراقي الذي يتمجد به على مدى الايام وامام كل الشعوب.طريقة في منتهى الدناءة والخسة  التي دمرت حقوق الانسان في ما يرى وفي ما يريد من نمط التفكير والعيش  والمعتقد الذي يناسبه.
 
ثالثا:انتهاك حرمة بيوت العبادة وما تحتويه من كتب مقدسة:


لم تسلم الجوامع ولا دور العبادة الاخرى من انتهاكاتهم  بل حتى القران المجيد اتلفوه وداسوه ببساطيلهم القذرة قذارة افكارهم المتوحشة الحيوانية.كما قتلوا المصلين وعباد الله في بيوت العبادة .ان هذا الاجراء البشع بالتطاول على اقدس مقدسات العراقي يعني لهم ان العراقي سوف يجد ان كل شئ مستباح وأن ما كان يعتقده الخطوط الحمراء وخاصة المعتقد وكتبه المقدسة وتوالي تلك الاعتداءات ربما يجعل من العراقي  ان يتعايش مع هذا المنظر البشع الذي كان يستبعد حدوثه .بل ربما واخيرا سوف يتكيف(acclimatization )معه وهو الهدف الاحتلالي المجرم  في تحطيم الذات الاعتقادية للعراقي وهي اقدس المقدسات فأن قبلها فسوف يقبل أي شئ.
 
رابعا:الاعتداء على  منازل المواطنين:


لقد زاول الاحتلال ومنذ اليوم الاول  عملية مداهمة بيوت المواطنين وفي الاوقات الشاذة وهي فجرا أي في عز النوم  من ناحية وقبيل صلاة الصبح من ناحية اخرى وبهذه الطريقة يكون المحتل قد استباح حرمة البيوت وساكنيها واخرجهم من بيوتهم هم واطفالهم  ليخرب ما يشاء ويهشم ما يشاء من موجودات المنازل ومن ثم يسطو على مقتنيات اهل البيت من الذهب والنقود والاشياء الثمينة والخفيفة.في ذات الوقت قام المحتل بفعلته المقصودة وهي تغيير موعد صلاة الصبح من خلال اشغال الناس بعبثية التفتيش المهينة.هنا المراد من ذلك ليس البحث عن مجاهدين ولا عن سلاح بل استباحة العراقيين في عقر دارهم نساءا واطفالا وشيوخا.العدو يعرف تماما ان دخول السلطة أي سلطة الى بيوت العراقيين وبتلك الطريقة المهينة لم تحصل في تاريخهم بل حتى في زمن السلطة الوطنية العراقية كان اذا ارادت الدولة دخول أي بيت او جلب أي متهم فيكون بمعية الشرطة مختار القرية او المحلة حفاضا على حرمة الدار والعرض والمقدسات الاخرى من الانتهاك.ان الهدف من وراء ذلك هي رسالة من المحتل الى العراقيين انه لا يوجد مستحيل ولا مقدس في حياتهم وأن ما كانوا يزاولونه من اخلاق راحت وذوت وعليهم قبول الجديد وفي حالة قبولهم له يعني قبولهم بكل املاءات المحتل وهو الهدف الذي يبتغيه.


لقد علم ودرب المحتل افراد الحرس الحكومي وافراد الشرطة على تلك الجريمة فراحوا يدخلون البيوت دون انذار وينهبونها دون ادنى اعتبار أي بمعنى اخر استطاع المحتل ان يخلق من مجتمعنا ما يقبل افعاله بل ويقلده وهو اخطر مراحل التدجين التي زاولها المحتل البغيض مع العراقيين.
 
خامسا:تدمير الدين من خلال الاسلام السياسي:


جاء المحتل برجال دين بيض وسود لقيادة العراق ومن المؤسف حقا ان الذين لبسوا عباءة الدين وتعمموا بالابيض والاسود  وتلفعوا اللحى كانوا سياسيين من النوع المشوه العميل القذر والذين لا تصدهم مضاهرهم الدينية الاسلاموية عن أي فعل دنئ وشرير.مجموعة  كلها عاهات اخلاقية وتقبل أي شئ في سبيل حرث الدنيا وابعد ما تكون عن الاسلام والمسلمين وعن الله في علاه.مجموعة من السراق والنصابين والطائفيين المقيتين والمقاولين والعملاء والجواسيس بذات الوقت.هذا المنظر البشع  والردئ دعى بعض الناس الى الهروب من الدين  والتمرد عليه مع الاسف كردة فعل على هؤلاء الدعيين بالاسلام والاسلام منهم براء.المحتل من خلال هذه الخطة الشيطانية استطاع ان يضرب عصفورين بحجر من خلال  استهداف الدين الاسلامي من جهة وقد نجح في مقصده وكذلك من خلال تفتيت المجتمع العراقي الى طوائف متناحرة حد الاقتتال الدامي  وكما حصا عامي 2006-2007 وما زالت نذر الحرب الطائفية قائمة في العراق المجنى عليه.


لقد نجح المحتل في ان يكون الحكم الرقيق والمرقع لثقوب المجتمع العراقي الجهنمية  وهو الشعور الذي يمتلك المحتل اليوم بأن وجوده في العراق اصبح ضرورة من اجل اطفاء نار الفتنة الطائفية وبطلب من اهل البلاد؟؟؟!!!
 
سادسا:سياسة الكتل والتحالفات:


لا يوجد بلد في عالم اليوم توجد فيه كتل ونحل وتحالفات سياسية بقدر العراق والتي بلغت في بعض الاحيان اكثر من مائتين مرة تتحالف وتتكتل ومرات تنفرط شرورا على العراقيين.لقد (ضاع الخيط والمخيط)بين هؤلاء فلا سياسة وجدت ولا معتقد مبرمج بل كل الذي جاء به الاحتلال هم مجموعة افراد معتوهين لكنهم مدربين على هدم ما كان مبنيا في الذاكرة العراقية وكذلك جاؤا بفكرة مغانم السلطة لمن يريد التالف والتحالف معهم تحت مراقبة وقبضة المحتل المهيمن على المشهد المحزن للعراق.هذا التشرذم في التشكيلات السلطوية لحد ان تقاسموا الوزارات ودوائر الدولة حصصا بينهم اساءت للعقلية العراقية وجنت عليها وهي العقلية التي كانت ولسنين طوال تحكم من قبل جهة مهيمنة واحدة  وعلى حين غرة يتحول البرلمان الى مجموعة من الاحزاب والكتل بعدد افراده وكأن كل عضر برلمان هو حزب لانه لا توجد عقيدة سياسية حتى ظمن التكتل او التجمع الواحد بل توجد مصالح انية متسارعة في القبض وقبل فوات الاوان.


ان هذا المشهد الذي خلقه الاحتلال جعل من اعضاء الحكومة والبرلمان اشبه (بكلاب الفطيسة فمن لا يجد له مكانا للنهش ينهش مؤخرة صاحبه ليعطيه المجال بالتقاسم)؟!مشهد مضحك في اكثر الاحيان ومبكي عندما تنظر للعراق العظيم بعينك اليمنى ولهؤلاء الشلة بعينك اليسرى؟؟؟
 
ان هذه الصورة الغريبة لا يمكن ان تحكم الا من خلال المحتل الذي دربها على تلك الطريقة تحت قوة عصاه الغليظة لشلة لا تستحي الضرب على مؤخرتها.لا رئيس الدولة يعرف صلاحياته ولا رئيس الوزراء  يدري من هو ولا قائد البرلمان له تعريف بل وحتى اعضاء البرلمان  لا علم لهم بما يفعلون وهذه الدوامة المسرحية هي هدف الاحتلال فكلما ارادوا محاولة التفكير وضعهم المحتل في كيس ليخبطهم  بكل عنفه المعروف ومن ثم يرميهم مصابين بالدوار ومتكئين عليه؟
 
سابعا:جريمة اجتثاث البعث:


هذي هي الطامة الكبرى التي ابتدعها الاحتلال ليضع العراق على هاوية الانهيار والتطاحن حتى بين افراد العائلة الواحدة صعودا الى العشيرة والقبيلة والناحية والقضاء والمحافظة وبالتالي الدولة.جزب وطني عروبي قومي قوي كان يحكم البلاد ومجموع اعضائه اكثر من خمسة ملايين ونصف العراقيين يتنمي له بعربهم وكردهم وباقي مكونات الشعب العراقي وفي لحظة يتم اجتثاث هذا الحزب وبالنتيجة تتم عملية اجتثاث اعضاؤه المدنيين والعسكريين وهم اصحاب الخبرة وكادر البلد من مختلف الاختصاصات.ان اجتثاث البعث خلق نوع من الصراع الدامي من اجل الحقوق والمطالبة المشروعة بها  بين كل مكونات المجتمع العراقي سالفة الذكر.


 ان معظم المتواجدين الان بالمنطقة الخضراء كانوا يوما ما بعثيين حتى وان كانوا من النوع الانتهازي الردئ.اليوم البعض منهم يزايد على الاخر انه بالاساس كان بعثيا وعليه فهو وطني وبالمقابل تحتوي شركة المحتل الفوضوية الخضراء على مناؤئين للبعث بل ومتطرفين بعدائه كونهم ليسوا بعرب.


ان فكرة الاجتثاث جاءت كطريقة للضغط على الكادر الوطني من اجل التخلي عن مبادئه والسير في ركاب المحتل البائسة.هذا الضغط تأتى من خلال محاربة البعثيين برزقهم  وبحريتهم بمزاولة العمل السياسي المشروع كحزب له تاريخه وجمهوره ليس العراقي فقط بل العربي كذلك.اذن بالنتيجة ستكون عملية محاربة البعث هي نوع من المقامرة بمصير العراق عربيا واسلاميا وهذا الامر سوف يقابله ردة فعل مساوية من قبل اهل المبادئ البعثية الاصيلة ومن هنا حدث الصراع  وقامت المقاومة الشرسة التي طحنت المحتل اكثر مما اراد طحن الحزب وفكره العروبي الوحدوي.


اليوم وبعد التجربة العنيفة التي عاشها المحتل مجابها البعث مدنييه وعسكرييه راحت دعوات القادة الامريكان لتطرح الجديد على الساحة العراقية وهو ان على العراقيين التفريق بين البعث الصدامي والبعث(؟)أي لا ندري ما هو البعث الاخر واحقية البعث الاخر بمارسة العيش والسياسة والحقوق بعد البراءة من البعث الصدامي؟؟؟!!!
هذا المخطط الخبيث الذي جاء ظمن جدولة زمنية من الاحتلال كان بهدف ضرب البعث كفكر عروبي وحدوي وتحويله بعد كل هذه الويلات الى كتلة حالها حال الكتل الاحتلالية الحقيرة وبالتالي تصفية كافة اعداء المحتل وتسجيل العراق بل والامة العربية اجمع ملكا صرفا لاميريكا وبعض اطرف الغنيمة لحلفائها من الصهاينة والفرس والبريطانيين ودول اخرى تفعل فعلها الخبيث فينا لكن بالخفاء وربما كانت صديقة لنا بالماضي القريب.
 
واخيرا وليس اخرا ومن خلال هذا المشهد الدامي الذي يعيشه العراق فلا حل يرتجى لا من حكومات الاحتلال ولا من كل انتخاباته الباطلة بطلان الاحتلال بل الحل يكمن في المقاومة الوطنية والاسلامية التي هي مستقبل العراق والعراقيين الاصحاء الاصلاء.
 
كما ان الحل يكمن في وحدة المقاومة بجميع اطيافها ومشاربها من خلال تشكيل قيادة عليا لها وحكومة ظل تشتمل على كل اطيافها اضافة الى الشخصيات الوطنية معروفة المواقف.في تلك المحنة لا بد من نكران الذات وتذكر الوطن الجريح ومستقبل الاجيال الذي لا تعلو عليه أي مصلحة دنيا او كرسي حكم بل الرصيد الوافر عند الله وعند عباده للرجال الشجعان النشامى هو بالوحدة  وبالانتصار على العدو ومن ثم التحرير الكامل للعراق العظيم ومن الله التوفيق.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١١ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور