للاسف ستذهب احلام العراقيين في مهب الريح

 
 
شبكة المنصور
امير المر - عضو كتاب عراقيون من اجل الحرية

الاحد السابع من اذار (موعد الانتخابات ) ... اليوم الموعود الذي ينتظره الكثير من العراقيون بفارق الصبر بهدف تغير ما يمكن تغيره من حالهم واحوالهم التي باتت لا تطاق منذ سبعة سنوات من الهلاك والدمار والجوع والاعتقال والاقصاء ...  اما انا فلا اخفي عليكم سوف لن اكون من المنتظرين لاني مقتنع تماما وهذا شاني اذ ان هؤلاء القادمون الجدد سوف لن يختلفوا ابدا عن غيرهم ولن ارجوا من هؤلاء اي تغير ما دام الاحتلال سيدهم ومولاهم ولي حجتي ورؤيتي المتواضعة التي وضعتها امامي و اسبابي التي تجعلني غير متفائل عما سيحدث في بلدي الذي ارهقه الاحتلال والعملاء وخونة الدين والوطن وذهب بشعبه العظيم الى طريق مجهول لم يعد يميز بين الصح والخطا من شدة الصدمة التي رافقت السنوات السبعة من عمر الاحتلال  ...


كان الاحتلال قبل نهاية السنة الماضية يفكر بطريقة تختلف عما يفكر به اليوم اذ على ما يبدو قد اجرى تغيرات جذرية في استراتيجيته العسكرية والسياسية بما تتلائم مع المرحلة الجديدة المقبلة من عمر الاحتلال نتيجة للمستجدات على الساحة العراقية والاقليمية والدولية  ... بالامس كنا نسمع من بعض قليلي البصيرة ان الاحتلال يمهد بطريقة واخرى للانسحاب من العراق بطريقة وصفتها في حينها وقلت بانها تكتيكية وهي بحد ذاتها لا تعدوا عملية اعادة انتشارلقواته وهذا مبدا من مبادئ الانسحاب الذي يعرفها الكثيرين ... وقلت ولا ازال اقول ان الاحتلال لن يغادر العراق دون ان يدمر ما تبقى من ارض العراق ويمزق نسيجه الاجتماعي و يبعثر القوى التي تحاول جاهدة لملمة جراح العراق والحفاظ على وحدة شعبه وارضه .


هذا هو حال الاحتلال يتغير وفق الظروف التي تحدث او هو الذي يتدخل في صناعتها ثم يبني عليها ما يريد ان يفعل  ... وما يجري اليوم داخل العراق بين الفرقاء السياسين من مشاحنات وصراعات ليست الا من سيناريوهات امريكية بل اقول انهم من ساهموا وبشكل فعال لتاسيس هذه الكتل السياسية التي نراها اليوم تخوض الانتخابات  ... وانا اقول هل من المعقول ان كتله واحدة ولا حتى اثنتين تستطيع تشكيل حكومة بعد الانتخابات وسط هذا الصراع الحاصل بين الكتل؟ قطعا لا تستطيع اي كتله لا وحدها ولا حتى معا كتله اخرى لتشكيل حكومة بعد الانتخابات  ...


ان المحتل الامريكي هو اللاعب الاساسي في تشكيل المنتخب الحكومي القادم وانا اعتقد انه (اي المحتل )سوف يتدخل في بيانات نتائج الانتخابات لتظهر دون وجود فائز كبير ولا خاصر كبير بل ستكون النتائج متقاربة بين الكتل الكبيرة نوعا ما لكي لا تستطيع اي كتله من تشكيل الحكومة بل اكثر من هذا ستمنع اي كتله للائتلاف مع الاخرى لتشكيل الحكومة لا ترضاها وهكذا سيبقى الحال  ...


حتى استطيع ان اقول ان فترة انتظار تشكيل الحكومة بعد الانتخابات ستكون طويلة قد تذهب لشهور وقد تصل لنهاية سنة 2010 وستؤدي هذه الظاهرة الى فراغ كبير في السلطة والبرلمان و بالتالي ستؤدي حتما وكما مخطط له الى تداعيات خطيرة بل ستكون مخيفة تقلب كل التوقعات وستذهب للاسف احلام العراقيين الذاهبين للانتخابات في مهب الريح  ...


وعند هذا التاريخ الذي سوف لن ينساه العراقيين تبدا اللعبة الاخطر في تاريخ العراق اذ سيبدا الاحتلال ومعه حليفه الايراني عبر ملشياته التي تنتشر في كل ارجاء العراق اقول سيحاولون بكل الوسائل المتاحة اللاخلاقية للحيلولة دون اتفاق الكتل الفائزة لتشكيل حكومة وسيحرضون كتله على الاخرى بهدف تاجيج روح الصدام والفرقة والتفريق على ان تترافق معها تفجيرات ذات طابع طائفي لتتبادل الكتل الاحتلالية التهم والمسؤولية عن التفجيرات وللاسف سيشهد العراقيين معها عمليات القتل والتقتيل الطائفي العشوائي الذي سيذهب ضحيته الابرياء من شعبنا العراقي والتي ترتكبها الملشيات الموالية لايران وغيرها المنتشرة في كل ارجاء العراق طولا وعرضا من الشمال الى الجنوب  ...


و سوف يترتب على كل ذلك, ازدياد النزوح السكاني داخل العراق وخارجه, وعند ذلك ستتوفر الفرصة الكبيرة لمعارضي اوباما من الجمهوريين للضغط باتجاه تاجيل الانسحاب وربما العمل على تجميده لسنوات قادمة بحجة عدم استقرار المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص ... وستلجئ هنا الادارة الامريكية الاحتلالية لتشكيل حكومة طوارئ مؤقتة تقودها عدد من الشخصيات التي لها خلفيات عسكرية وموالية لامريكا قلبا وقالبا وباشراف قوات الاحتلال والسفارة الامريكية لتمضي بالعراق الى مرحلة خطيرة قادمة واخشى ما اخشاه ان يكون تقسيم العراق تحصيل حاصل ... ربنا احمي العراق واهله من شر الاشرار وكيد المجرمين  ...

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة  / ١٩ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٥ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور