حينما تأكد البارونات ان العراق فيه العالم الفريق عامر رشيد والكثير من اخوته ورفاقه العلماء

 
 
شبكة المنصور
صباح ديبس

بات معروفا لكل العالم ان بارونات

القوى الأستعمارية والأمبريالية والصهيونية العالمية ومافيات الكارتيلات والعولمة والنهب والأستغلال والقهر والتسلط والأبادة واحتلال الدول واستعباد الشعوب وافقارها وتجهيلها .

حينما ترى وتتأكد هذه (( البارونات )) ان بلدانا وحكومات واحزابا وطنية ثورية وقادة شعوب احرار ثوار صلبون شرفاء غير مهادنون ، يعملوا لشعوبهم وأمتهم وللعدل والتكافئ في هذا العالم ، كما تناضل لكي تنهض بدولها وشعوبها من أجل تطويرها ، ولكي تضعهما ولو قليلا بمصاف الدول المتقدمة في هذا العالم ، هؤلاء قادة مخلصون مؤمنون عنيدون يريدوا لشعوبهم ودولهم وحكوماتهم ان تعتمد على نفسها في التمكن لصنع خبزتها وهدمتها وحاجتها ، وان تملك حريتها وكرامتها وسيادتها ، ولكي تحافظ على قرارها وأرادتها وأيضا على ثرواتهما وخيراتهما .

 

هنا رأى وعاش العالم والعراقيون قبلهم

مكمن القلق والخوف والخطر ، من خلال الحروب والحصار والعدوان اليومي بكل أشكاله ، وأخيرا لا آخرا رأى وعاش العراق والعراقيون الغزو والأحتلال والأبادة والتدمير والنهب والتقسيم وتمزيق وتهجير شعب وايصالهما الى عهد ما قبل الصناعة ،* كما قالها جيمس بيكر لأخينا طارق عزيز فك الله اسره واعطاه الصحة وطول العمر ، بيكر هذا احد عبيد البارون الكوني الأمريكي المجرم الكبير حينها بوش الأب شرطي السي آي ايه ،* كما فعل فعلته الأجرامية الكبرى ايضا ، يوم قرر غزو واحتلال العراق وتدميره البارون المجنون الأبلة بوش الصغير ..

 

اذن ماحدث للعراق وللعراقيون  

كان ولايزال من فعل بارونات مافيات كبيرة كونية متخصصة بالأجرام والنهب والتسلط والقهر

وما عملائهم وأدواتهم في العراق تحديدا وفي غير العراق ،* ماهم الا أدوات قتل ونهب وتصفيات وخدمات قذرة ، وكالعادة كانت هناك تغطية ومبررات وأدعآت مهيئة، لتبرير هذه الجريمة الكبرى ( جريمة غزو وأحتلال العراق ) ،* كانت أولهما ادعآت السلاح والقاعدة  ،* بعد ذلك جاء الكلام عن الديمقراطية وبناء العراق الجديد والفيدرالية والأنتخابات  ،* وبعد ان ادرك الشعب العراقي كذب كل هذا الأدعآت وهذا الزيف الرخيص،** جاء اخيرا لا آخرا ادعائهم ب ( تحرير العراق من صدام حسين والبعث ودكتاتوريته ) !؟ وهذا ما رأيناه أخيرا، من دور ومهمات بعض مدعي ( الوطنية والمقاومة ومناهضة الأحتلال ) وهم يقوموا بتغطية شيطنة البعث والشهيد صدام حسين من جديد ، شاهدوا مواقعهم لتروا فيها مهماتها المدفوعة الأجر .  

 

اذن السبب الحقيقي

من تمكن البارونات الأمريكية الصهيونية والغربية الأستعمارية ، والبارونات ( الدينية المذهبية الطائفية ) الأيرانية لتنفيذ جريمة غزو واحتلال العراق وما أنتجتهما من جرائم وبشاعات غاية في السادية والهمجية ، هذه الجريمة وقبلها من الجرائم الكبرى ايضا التي احدثوها انفسهم بعد عام 1991 ، جائت لأسباب وأهداف واغراض ومصالح مافيوية بارونية اجرامية ، غير قانونية وغير شرعية، تتنافى تماما مع كل المواثيق الدولية ومع عدالة وقيم السماء .

 

هي كثيرة الأسباب التي دعت ودفعت هذه البارونات لأرتكاب جريمتهم الكبرى هذه ، اهمهما كما نرى هو ان :-

* العراق يجلس على انهار من النفط ، وما ادراك ماالنفط ومصايبه التي حلت علينا 

* العراق بات خطرا على اسرائيل وحائطا منيعا ضد التوسع والمطامع الأيرانية

* العراق اقام تنمية بشرية اقلقت هؤلاء المجرمون وأخافتهم ، * احدهما وجود مثل ( العالم العراقي الفريق عامر رشيد وبقية اخوته من ضمن اكثر من 45 ألف عالم عراقي ،خبير وقائد وتكنوقراطي واستاذ وأكاديمي وأداري وفني

* العراق امتلك جيشا قويا وقدرات عسكرية وتصنيع عسكري ومخابرات قوية تعتمد حسابات العلم والمعرفة والتكنلوجيا والأدارة والتخطيط

* العراق يملك مشروع التويثة النووي

* العراق الذي صنع طائرة الأواكس عدنان 1 وعدنان 2 وصواريخ الحسين والعباس وطارق وووو

* العراق من يمتلك قراره وارادته وسيادته وأمنه

* العراق العربي كان له مشروعه الوطني والعروبي والدولي والأنساني

* العراق بات احد الدول الأستتراتيجية في المنطقة والأمة والعالم اجمع

* العراق يملك قائد ورئيس فذ شجاع لايخاف لومة لائم ، اراد وأصر على بناء وتقدم حبيبه العراق بشكل أخاف وأقلق اعداء الشعوب وقتلتها وسراقها ومحتليها ومغتصبيها من أمثال هذه البارونات تحديدا

* العراق امتلك قائد جسور اشده العالم بوقفته الأسطورية امام جلادي هذه البارونات   

* العراق من امتلك قيادات اتضحت للبارونات ولغيرهم ولكل ادوات وشرطة ومجرموا هذه المافيات، انهم شجعان محبي لوطنهم وأمتهم وانهم قادة متمكنون ممن رفعوا رأسه شعبهم بهم وون قدروا المسؤوزلية وتفانوا من اجلها ، وهذا ماتميز به العراق والشهيد صدام حسين تحديدا في هذات العالم ،* حينما صنعوا هكذا قادة رآهم العالم كله من خلال شاشات التلفزيون في محكمة الأحتلال ، كما يراهم اليوم وهم يقودوا اكبر واشرس وأوكح مقاومة عرفها التأريخ الأنساني

* العراق بات عنوانا ورمزا لأمته العربية، مدافعا عنها من اجل حريتها واستقلالها ووحدتها

* العراق بات مزعجا مقلقا  لهذا البارونات المجرمة ، لأنه يقف بالضد من اهدافهم ومحاولاتهم لتركيع العالم ونهبه وتمزيقه
* العراق 
رفض حتى النهاية بهمة شعبه وقائده وحكومته الوطنية، من ان يرضخوا لهذه البارونات ، كما هم الكثير من ( الدول والقادة والحكومات ) العميلة الجبانة صغيرها كان ام كبيرها ، كان العراق وصدام حسين متميزا بقاماتهم واقفة عالية في ظل وجود دول وقادة اقزام خاضعون اذلاء ، يملكون قدرات خارقة تساوي قدرات العراق اضعاف المرات، وخاصة بعد حصاره تحديدا

* العراق من امتلك جيشا مليونيا ارعب وأقلق الأعداء وشربهم السم الزؤآم

            

اذن ،، هذا هو الذي أحدثته هذه (( البارونات )) في العراق العربي وقبله لفلسطين ولمصر العربية وللكثير من الدول والشعوب والأنظمة الوطنية والقادة المناضلين الأحرار، وهاهو التآمر والعدوان مستمر وتعانية كل الدول الحرة والقادة الأحرار، مثل كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية وبعض الدول الأخرى القليلة مع الأسف ، ولكل دولة تفكر بالأستقلالية والأتكال على النفس وعدم العمالة والتبعية لهذه (( البارونات ودولهما ومافياتهما )) .

 

قد تأثرت كشخص هذه المرة من استعمال مصطلح (( بارونات ))

حيث كنت متابعا لعرض المسلسل التركي ((( وادي لذئاب ))) ، انصح هنا الأخوة ان يشاهدوا هذا المسلسل المهم والموجود في الأنترنيت حاليا، الذي من خلاله بدء بعض الفتور بين تركيا واسرائيل ،* من يشاهده يرى صورة مصغرة لهيمنة وجبروت هذه (( البارونات )) ، التي تتحكم في العالم وبمستقبله وبثرواته وغالبية حكوماته ، عدى القلة من المغضوب عليهما ،

 

حينما تشاهد مسلسل (( وادي الذئاب )) ترى صورة القسوة وبشاعة الأساليب والعقول الأجرامية والكثير من الأمور التي تتناقض تماما مع الروح البشرية الأنسانية ومع العدل ومع القانون والنظام والدين والقيم الأنسانية الروحية والثقافية ، كما تتناقض مع الضمير والمشاعر والأحاسيس الأنسانية ،* حينها تصل الى ادراك كبير وقناعة مهمة ، أن الذي احدثته هذه (( البارونات )) في العراق وامس في فلسطين وشيلي وفيتنام وووووووو، يلتقي تماما مع سياسة واساليب البارونات التي قاتلها مراد علم دار وأخوته في هذا المسلسل القيم ،* مراد يعد رمز وطني انساني اصر على مقالتلة هذه البارونات حتى نهايتهم، لخدمة دولته ومجتمعه وانسانيته ، حيث يرى كما يعتقد ان شيئا من اساليب هذاه البارونات ،* تم استعمالها من قبل مراد علم الدين واخوته المقاتلون، ممن شاركوه قتال وعداء هذه البارونات وجرائمهما المروعة ،** مراد يرى ان استعمال بعضا من اساليب هذه البارونات مع البارونان وادواتها ومرتزقتها، رآها تصب في تحديها وضعفها، وقد تقضي على هذه البارونات وجرائمهم وقهرهم ونهبهم للدول وللشعوب .

 

ما دفع البارونات الجديدة في هذا الكون لأحتلال العراق وتدمير قدراته ونهبه وابادة وتهجير شعبه

هو ايضا وجود العالم الفريق عامر رشيد في العراق ومعه الكثير من زملائه وأخوته ورفاقه ، هذا هو احد مكامن الخطر كما تراه هذه البارونات

هاهم اليوم علماء العراق ورموزه وقادته واحراره وشرفائه ووطنييه وعروبييه

هاهم ،، يتواجدون في اقفاص سجون ومعتقلات بارونات الأحتلال وعملائهم، وكان ولايزال مع الأخ الكريم عامر رشيد ، الكثير الكثير من اخوته ورفاقه العلماء العراقيون في السجون وفي الغربة وفي بيوتهم مختفون ، وهناك المئات ، بل الألاف منهم ، لحق بهم المحتل ومليشياته وتم قتلهم وتصفيتهم وسجنهم وتهجيرهم .

 

حينما تريد ان تعيد بناء دولة ومجتمع في حالة مثل العراق تحديدا

بعد انهاء احتلاله انشالله على يد رجاله التفاكة الغيارى الشجعان ،* تكون بحاجة ماسة وشديدة، لوجود مثل اخينا عامر رشيد وأخوته ، * لذلك هاهم يقتلوا العلماء والأساتذة والأطباء والعسكريون والطيارون ووووووو وكل الطليعة المتقدمة للشعب العراقي ، * لأنهم لايريدوا كما خططوا ونووا ،* من أن لايعود العراق وشعبه الى الحياة ،،* مرة اخرى أخطأوا احفاد التتر وبارونهم هولاكهم ، حينما اعتقدوا قديما ان العراق لايعود .

لكنه عاد مرات من قبل ،* وسيعود من جديد ايضا ،، هذا هو قدر العراق وشعبه العظيمان، وهذه عنقائهما التي عودتنا اكثر من مرة ، ان تنفض رمادها وتلعق دمها وتلئم جراحها وتخرج جميلة زاهية قوية وتطير من جديد نحو الشمس والفضاء متنفسىة هواء نقي جديد .. هذا ما يعمل له فشاكتنا المقاومون ..

 

قدر الشعوب الحية أن تنتصر ، وغدا لناظره قريب --       

 

** اخي القارئ الكريم مهما أن

تطلع على المرفق ادناه انها ، مقالة الأستاذ الكريم محسن خليل السفير العراق السابق فيما يتعلق بالموضوع 

 

الفريق عامر رشيد - أحد رموز مشروع النهضة العراقي والعربي

 

شبكة البصرة - محسن خليل

 

كان العراق بين الحالات القليلة في الوطن العربي والعالم الثالث التي أمتلكت مشروعا نهضويا حضاريا على مستوى القطر (العراق) وعلى مستوى الوطن العربي. والزم برامجه التنموية وسياساته العربية والدولية معياراً صارماً مفاده أن قيمة ما يتحقق في العراق من عناصر المشروع النهضوي مرهون بمدى قدرته على خدمة مشروع النهضة في الوطن العربي. وكان لهذا السبب أول من تبنى مشروع قمة عربية أقتصادية مكرسة لشؤون التنمية القومية عقدت بالاردن عام 1980، وللأسف نكص عنها الاخرون كالعادة عند التنفيذ..

 

اختارت القيادة العراقية الوطنية منهجا علميا في أدارة التنمية ومشروع النهضة، ومنذ بداية السبعينات دأبت على تكوين جيش من العلماء وخبراء التخطيط ضم في تلك الفترة عراقيون ومصريون،وأخرون من الاتحاد السوفييتي وبولندا وتحولت وزارة التخطيط العراقية الى أكبر ورشة عمل في الدولة قادت مشروع النهضة وكان على رأس مجلس التخطيط فيها خلال السبعينات الرئيس الشهيد صدام حسين.

 

ولان مشروع النهضة مشروعا شاملا يغطي كل قطاعات الاقتصاد والمجتمع والثقافة والسياسة،وكل الاقليم الوطني، فقد أنطلق مشروع النهضة دفعة واحدة على كل هذه الصعد.

 

طبقت القيادة مجانية التعليم من رياض الاطفال الى الدراسات العليا وجعلت الدراسة الابتدائية والمتوسطة ألزامية، ونفذت بالتوازي برنامج محو أمية الزامي، وأطلقت عشرات الالاف من الطلبة لأكمال دراساتهم العليا في مختلف دول العالم،

 

تنامت البنية التحتية للنهضة العلمية والتكنولوجية والصناعية وبدأ العر اق يستوعب التكنولوجيا المستوردة ويوطنها ويعيد أنتاجها، وأصبح مؤهلا لأطلاق برنامجه النهضوي على نطاق واسع.

 

سار مشروع النهضة بخطوط متوازية،وتفجرت طاقات الابداع العراقي، وراح العراق يسابق الزمن، وكل شيء فيه يتغير بسرعة..وفي أقل من عقد من الزمن برزت أسماء عراقية مبدعة في كل حقول المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة،وشهد عقد الثمانينات أنجازات هائلة في شتى المجالات.

 

برزت شخصيات علمية عراقية مميزة في أبداعاتها وأستطاعت أن تضع العراق على مسار الانتماء الى روح العصر علميا وتكنولوجيا.الفريق عامر رشيد العالم العراقي الكبير، واحد من آلآف العلماء البارزين،له أسهامات كبيرة في حقول تطبيقية شتى وخاصة في مجالات التكنولوجيا العسكرية، وقد كتب بدرالدين كاشف الغطاء مقالا عن بعض تفاصيل أسهاماته العلمية بعنوان (الفريق عامر محمد رشيد عبقرية عراقية تذوي في سجون الإحتلال) نشره موقع البصرة على الرابط التالي :

 

http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2010/0210/kashef_110210.htm

 

 

تحدث عن معاناة الفريق عامر ورفاقه الاخرين في سجون الاحتلال الامريكي، وحرمانه من الرعاية الطبية والشروط الصحية للأعتقال. أن معظم قيادات النظام الوطني التي وقعت في الاسر الامريكي وبينها عدد من أبرز العلماء العراقيين، يعاملون بطريقة لا أخلاقية هدفها أستنزاف طاقتهم على الصبر والصمود وتدمير منظم لصحتهم لكي لا يعودوا قادرين على العطاء وليمُنْعَوا من الادلاء بشهادتهم على جريمة العصر.. جريمة أحتلال العراق. لذلك أحتفظ بهم أسرى خلافا للقوانين والقيم.

 

كانت لي فرصة مع الفريق عامر تعرفت من خلالها على أحد أسهاماته العلمية التكنولوجية في مجال الدفاع الجوي، وهي مساهمته في تصنيع طائرة الاواكس العراقية. والقصة أصلها كالآتي : قرأت في الصحافة خبر عن نجاح أسرائيل في تصنيع طائرة الاواكس التي تستخدم هوائيات بدل الصحن المدور،وأنها أختبرت النموذج بنجاح وستبدأ بتصنيعها تجاريا وتسويقها وبسعر يبلغ سبعون مليون دولار للطائرة الواحدة. كان ذلك في عام 1989 أو 1990. يومها أرسلت الخبر الى الرئيس الشهيد صدام حسين، فكتب معلقاً على الخبر هامشاً كلفني أن التقي الفريق عامر رشيد،وأطلب منه أن يزودني بمعلومات عن الاواكس العراقية وتكاليفها ومقارنتها بالاسرائيلية.وحملت هامش الرئيس مع الخبر وذهبت الى الفريق عامر بمكتبه في هيئة التصنيع العسكري، وبعد أطلاعه على هامش الرئيس حدثني بتفصيل كامل عن المشروع العراقي لتصنيع الاواكس العراقية.والمعلومات التالية للفريق عامر رشيد أحاول أستذكرها بقدر المستطاع.

 

قال أن النموذج الاسرائيلي المعلن عنه ـ يعتمد على نظام الهوائيات،وقد ركبت 6 هوائيات موزعة على جسم الطائرة أثنان على كل جانب وواحد في مقدمة الطائرة وآخر في مؤخرتها وتعطي تغطية مقدارها 360 درجة،وقد أستغرق العمل بهذا النموذج أكثر من ثلاث سنوات.

 

نحن في العراق صنعنا هذا النموذج خلال ستة أشهر فقط وأستخدمنا في نموذجه الاول أربع هوائيات على جانبي جسم الطائرة وتعطي الهوائيات الاربعة تغطية مقدارها 300 درجة، وأطلق على هذا النموذج أسم (بغداد 1).

ثم صنع النموذج الثاني (بغداد 2) وأستخدم 6 هوائيات تعطي تغطية مقدارها 360 درجة. وفي ٍستة أشهر أيضا.

 

كان ما يشغلنا هو تصنيع الطائرة أواكس ذات الصحن الدوار، ولم يكن لدى علمائنا وفنيينا أي خبرة في هذا النوع من التكنولوجيا عدا المعلومات النظرية.ولكن الرئيس صدام حسين طلب تصنيع هذا النموذج ووضع تحت تصرفنا كل الامكانات المطلوبة.

 

أجتمعتُ مع الفريق العلمي المكلف بالمهمة، وتبادلنا الارآء وكان مايشبه الاجماع أن المهمة صعبة وليس لدينا أوليات أو خبرات فيها، كما أن متابعاتنا لتجارب أسرائيل والصين في هذا المجال لم تكن مشجعة لنا. فالاسرائيلون لم يتمكنوا من تصنيع نموذج الصحن الدوار وأكتفوا بتصنيع نموذج الهوائيات (الكلام آنذاك)،أما الصينيون فلهم تجارب عديدة لتصنيع هذا النموذج ولكنها لم تكلل بالنجاح، وسقط لهم أكثر من نموذج خلال الاختبارات ولا يزالون يواصلون تجاربهم (الكلام آنذاك أيضاً).

 

أقترح بعض أعضاء الفريق العلمي المكلف بالمهمة الطلب من الرئيس صدام حسين أستحصال موافقة الملك فهد ملك المملكة العربية السعودية على قيام الفريق العلمي بزيارة المملكة والاطلاع على نموذج الاواكس الامريكي الموجود لديهم. في البداية أستحسنا الفكرة، وقلنا ربما الاطلاع عن كثب على النموذج يساعدنا في تفهم الجوانب الغامضة لدينا .. لكننا لم نلبث أن تراجعنا عن الفكرة، وقلنا حتى أذا وافقت المملكة على زيارة الفريق العلمي فلن يسمحوا بأكثر من الاطلاع عليها دون أي تفكيك للأجزاء الخاصة بالصحن الدوار وفي هذه الحالة لن نستفيد علميا فائدة ملموسة من مشاهدة جسم الطائرة والصحن الدوار.

 

أضافة الى أن الطلب من المملكة بحد ذاته قد يحرج الرئيس أو يحرج المملكة دون أن يعود علينا بفائدة تذكر. وهكذا صرفنا النظر عن فكرة الاطلاع على نموذج الاواكس الامريكي الموجود في السعودية.

 

بدأنا العمل معتمدين على مالدينا من معلومات نظرية. كانت المهمة صعبة، وتتطلب خبرة تكنولوجية من نوع خاص لم تكن لدينا، خاصة وأن الصحن الدوار يزن نحو 2 طن ويجب أن يركب فوق جسم الطائرة مع ما تتسم به هذه العملية من دقة فائقة وحساسية شديدة، وهي عملية في غاية التعقيد وأصعب حلقات تصنيع الطائرة.

 

عملنا في المشروع على مدى 24 ساعة يوميا وكان المهندسين والفنيين ينامون داخل الطائرة عندما ينال منهم الاجهاد والتعب،ولم يغادروا موقع العمل الا للضرورة القصوى.كان مشهد الفريق مذهلا، تفاني لا نظير له واصرار على تحقيق الهدف يهيمن على عقول الجميع..كل فرد كان يشعر أنه يفعل شيء لحماية العراق شعبه. وبعد ستة أشهر من العمل المتواصل ليل نهار توصلنا الى أنجاز النموذج الاول.

 

اجرينا التجربة الاولى ولكنها لم تستمر في التحليق طويلا ثم سقطت الطائرة. كانت تلك التجربة الاولى والاخيرة، وعندها راجعنا حساباتنا ومراحل العمل وأعدنا الكرة وصنعنا النموذج الثاني ونجح نجاحا تاما وأستخدمناه في المرحلة الاخيرة من الحرب مع أيران وأطلق عليه أسم (عدنان 1).

 

كانت تجربة الصين في تصنيع هذا النموذج حتى ذلك التاريخ غير مشجعة، وتَعَرَضَ أكثر من أختبار للسقوط، ولذلك أعتبرنا فشلنا في الاختبار الاول والوحيد،وعدم وجود خبرة سابقة لدينا، مع نجاح النموذج الثاني ميدانيا، مؤشرا مشجعا على النجاح.

 

أما كلفة الطائرة الواحدة فقد بلغت 26 مليون دولار وبالمقارنة مع العرض الاسرائيلي البالغ 70 مليون دولار،يعد أمتيازا أذا أنتقل العراق الى التسويق.

 

ذلك بعض ما بقي في الذاكرة من لقائي مع الفريق عامر رشيد وهو يحكي لي قصة تصنيع طائرة الاواكس بنموذجيها.

 

لذلك ليس غريبا على التحالف الثلاثي الاسود (أمريكا وأسرائيل وأيران) أن يلاحقوا علماء العراق بالقتل والتعذيب والتهجير ومحاولات شراء بعضهم للعمل في أمريكا أو أيران، والاحتفاظ بالاخرين معتقلين في ظروف بالغة القسوة والسوء في أنتهاك فاضح للأعراف والقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الانسان.

 

مالذي يجعل قوات الاحتلال تحتفظ بعالم مثل الفريق عامر رشيد مدة سبع سنوات غير الثأر من قدرته العلمية وتدميرها، مع أنه أضافة الى صفته العلمية، كان رجل دولة تولى مناصب رفيعة آخرها وزارة النفط، وكان مثالا للخلق الرفيع والنزاهة والتفاني في خدمة وطنه.وكلها صفات من وجهة نظر الثالوث الاسود تستحق أن يعاقب عليها.

 

هؤلاء محتلون يحملون مشروعا منهجيا لتدمير العراق، وهدم كل ما بناه، دمروا كيان الدولة وصناعته وزراعته ومرافق الخدمات فيه ؛ معالم الهوية الوطنية والهوية الثقافية ؛ أنتقموا حتى من عروبة العراق فعاقبوه وأخفوا كل شيء يتصل بعروبته، فالدولة التي يبنيها المحتل وأدوات الصهاينة وأيران ليس فيها سوى طوائف وبلد (مكونات) أما ال 85 % من سكانه العرب، وهويته العربية التي عمرها آلآف السنين فقد توارت وراء واجهات شعوبية طائفية تفتيتية حاقدة يقودها الثلاثي الاسود.

 

الفريق عامر رشيد أحد رموز مشروع النهضة العرا قية والعربية، وعلى الدول العربية وجامعة الدول العربية، أن تتخذ ما يمليه عليها انتماؤها العربي، وواجب الدفاع عن كيانها الذي يحاول الثالثوث الاسود جعل العراق قاعدة ومنطلقا له، فلتفعل شيء للأفراج عن الفريق عامر ورفاقه من سجون الاحتلال.

 

كفى هذا الصمت غير المبرر، وعلى جمعيات حقوق الانسان في الوطن العربي أن تؤدي واجبها أزاء الظلم الواقع على الفريق عامر ورفاقه وتفضح ما يجري من جرائم بحقهم. صبراً أيها المجاهدون ..

 

صحيفة الموقف العربي

 
.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ١٦ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أذار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور