علاء اللامي رئيس لجنة إجتثاث البعث مسيرة حافلة بالإرهاب

 
 
 
 
شبكة المنصور
ضحى عبد الرحمن / كاتبة عراقية
لا يعنينا كثيرا إستبعاد شخص السيد صالح المطلك زعيم جبهة الحوار الوطني مع أربعة عشر كيانا سياسيا آخرمن المشاركة في الإنتخابات القادمة الجارية تحت خيمة الإحتلالين الأمريكي والإيراني للعراق، ولسنا بصدد الدفاع عنه رغم أنه في الحقيقة يعد من أفضل السيئيين من رؤساء الكتل السياسية و أعضاء مجلس النوام.

 

ولا أحد ينكر بأن المطلك لم يكن من حظيرة الدواب المغتربة عن الوطن الذين أمتطاهم الإحتلال ليغزو بهم العراق، فالرجل عاش في وطنه وكان قريبا من كل الأحداث التي مرً بها الشعب العراقي بحلوها ومرها، ولم يكن يتسكع حاله حال بقية طابور العمالة على أبواب المخابرات الأجنبية مستجديا فضلاتهم متجسساعلى بلده أو مقدما معلومات مخابراتية لإعداء العراق. والرجل حاصل على شهادة الدكتوراة في علوم الزراعة وتبوأ مناصب علمية وإكاديمية مهمة، وليس من قافلة أصحاب الشهادات العلمية المزورة أو الصادرة من قم وطهران.


والرجل رغم كل ما أطلق عليه المناوئون من صفات كالإرهاب أو الطائفية وإنتسابه السابق لحزب البعث فأنها كلها محاولات فاشلة لتشويه صورته. فالرجل بعيد كل البعد عن الإرهاب سواء كان تنظيم القاعدة أو الميليشيات، ولا علاقة له عن قريب أو بعيد بميليشيات السلطات الحاكمة، وربما هو من زعماء الكتل السياسية القلائل ممن لا يملكون ميليشيات مسلحة أو ما يسمى بالإذرع العسكرية قطعها الله من جذورها، وأذل من يمولها ويدربها ويسلحها ويرسلها لتقتل شعبنا وتدمر وطننا.

 

ولم يعرف عن الرجل إطلاق تصريح واحد بنفس طائفي رغم المجازر التي تعرضت لها طائفته على الميليشيات الرسمية كوزارة الداخلية ومغاوير صولاغ وقوات حفظ النظام وغيرها، إضافة إلى الميليشيات غير الرسمية المعروفة للجميع، وربما صدر عنه ردود فعل أزاء ما تكيده له الحكومة وزملائه النواب وهذه حالة طبيعية. اما علاقته بحزب البعث فالرجل لم ينكرها والبالوعة التي غيروا غطاءها من لجنة إجثاث البعث إلى لجنة المسائلة والعدالة أدرى بهذا الشأن من غيرها! فقد قطع علاقته بالحزب منذ عام 1977. وبقائه كنائب منذ الدورة البرلمانية السابقة وعدم (إجتثاثه) يؤكد تلك الحقيقة وإلا كيف يفسروا سلوكهم الشاذ ويقنعوننا بصحة إجرائهم الجديد بتنحيته؟


المطلك له مواقف جيدة لا يمكن أن ينكرها أحد! لكن مع هذا فأن مساهمته في العملية السياسية العرجاء تحت خيمة الإحتلال جعله خارج الرؤية الوطنية مهما كانت تلك المواقف! فهو من المبصمين على الدستور الفيلدماني ومن الموقعين على الإتفاقية الأمنية مع إدارة الإحتلال وهذه كبائر وطنية! والرجل من النوع الذي لا يبالي بالخطوط الحمراء التي وضعها نظام الملالي على إداء البرلمان العراقي وحكومات الإحتلال المتعاقبة! ومن هذه القاعدة أنطلقت الصواريخ الإيرانية والطائفية ضده. فالمطلك كما هو معروف من أبرز السياسيين العراقيين الذين يرفضون التدخل الإيراني في الشأن العراقي الداخلي فهذا من أول ذنوبه! وهو من رؤساء الكتل الذين لم يزورا إيران كأياد علاوي وغيره ليسيروا في ركابها علنا أو تقيه وهذا ذنب آخر! وبحكم وجوده في البرلمان يعرف جيدا طول الذراع الإيراني في الشأن العراقي؟ ويعرف أيضا من يقف وراء التفجيرات الإرهابية التي تعصف بأرواح العراقيين يوميا ونوه بهذه الأطراف بصراحة مرفوضة من قبل البرلمان والحكومة العراقية التي تتستر على هذه الأمور لغاية مكشوفة وهذا ذنب آخر.


كما ان المطلق له علاقات جيدة بزعماء العشائر وخاصة في وسط العراق ويحظى بإحترامهم وتقديرهم و يحسب له حساب على مسيرة الإنتخابات القادمة سيما ان الكتل على المشهد السياسي تحاول أن تضييق على مرشحي الطائفة السنية! كم أن المطلك من رافضي فكرة فدرالية الحكيم وسبق أن وجه إنتقادات قوية للزعامة الكردية وخصوصا موقفها من قضية كركوك! إذن فقد أزعج الأكراد من جهة وإيران من جهة أخرى.

 

والذنب الأكبر الذي لا يغفره حكام قم وأتباعهم في الحكومة والبرلمان العراقيين هو دعمه لإستضافة منظمة مجاهدي خلق في العراق ورفضه للإنتهاكات الجسيمة التي تعرض لها معسكر أشرف والتي تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية ومباديء حقوق الإنسان ومنها تفجير مضخات الماء ومداهمة المعسكر من قبل فيلق القدس وعناصر ميليشيا وزارة الداخلية وأختطاف عدد من المدنيين والمراوغة في تأخير إطلاق سراحهم، ومنع وصول الدواء والغذاء اليهم ومصادرة أموالهم وسياراتهم بلا وجه حق. فمجاهدي خلق وثوار ومجاهدي عربستان واكراد إيران يمثلون الهرم الثلاثي للمعارضة الفعالة التي تؤرق هذا النظام سيء الصيت رغم ان فرع مجاهدي خلق في العراق سلم أسلحته كاملة للحكومة العراقية بموجب إتفاقية مع القوات الأمريكية والاسترالية وتحول إلى المعارضة السلمية! لكن هذا التوجه لم يجد نفعا فالملالي يمقتون كلمة معارض ويعتبرونها تحد صارخ لولاية الفقيه والقيم السماوية والأرضية.


كانت الخطوة الإيرانية في غاية الذكاء وتم تسجيل الهدف الحاسم في الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع عبر لاعب هجوم المنتخب الإيراني علاء اللامي وهو من أبرز وجوه نظام قم في العراق وسبق أن سجن حوالي سنة ونصف عند الأمريكان بسبب مشاركته في عمليات إرهابية إستهدفت الأبرياء من شعب العراق قدر عددهم بأكثر من (400) مواطن! علاوة على تدبيره عملية تفجير المجلس الإستشاري في مدينة الثورة. وما أن أطلق سراحه بموجب مساومة مع الأمريكان حتى كرمته حكومة الميليشيات على نبوغه الإرهابي بإرجاعه إلى منصبه كرئيس (لجنة إجثاث الشرفاء والوطنيين والرافضين للتدخل الإيراني في الشأن العراقي) فكان "الشخص النتن في المكان العفن", اللامي تسلم توجيه الولي الفقيه وأزلامه في طهران بتنحية المطلك منذ فترة طويلة ولكن الملالي يعرفون كيف يلعبونها فوقتوها في اللحظة الحاسمة! وعندما سئل اللامي من قبل قناة تلفازية عن سبب إجثاث حزب المطلك؟ أجاب بعبقرية فذة: لأنه كان منتميا لحزب البعث؟ وعندما أفحم بسؤال أقوى عن تفسيره لإحتفاظ المطلك كل تلك الفترة الماضية بمنصبه كنائب في البرلمان؟ أجاب اللامي بمنتهى الشفافية وبعيدا عن الإستبداد والدكتاتورية بأنه كان معتقلا لدى الجانب الأمريكي ـ كنا نتمنى من مقدم البرنامج أن يسأله عن سبب توقيفه ـ إذن! اللامي وحده؟ فهو الذي يقرر مصير من يدخل الإنتخابات بذريعة البعث! فلا قانون ينفذ أو يلتزم به فما يقرره اللامي هو القانون في دولة القانون؟أما أعضاء اللجنة كما نستخلص من حديثه فليسوا سوى (خراعين خضره)! فهل هناك ديمقراطية أكثر من هذا؟


هيئة المساءلة والعدالة حسب التسمية الجديدة بسبب شرورها غير المحدودة حاول رئيس الوزراء المالكي تغيير وجوهها الشاحبة بوجوه جديدة من حزبه لا تقل شحوبة عن عصابة اللامي. وقد رفض نواب إيران في البرلمان العراقي ترشيح المالكي بعد ألإتفاق مع علاء اللامي على إستبعاد الكيانات الخمسة عشر من الإنتخابات في اللحظة الحاسمة.


أما شر البلية فهو أن إيران لم تقف عند حد تنحيه المطلك عبر عميلها الإرهابي الدولي علاء اللامي وإنما الحقتها بمحاولة مفضوحة كشفت وجهها الحقيقي المفعم بالشر، حقيقة من يقف وراء إجتثاث المطلك فقد ربطت مصادر إيرانية منع التجول والإجراءات الأمنية المشددة بغلق محافظة بغداد التي اتخذتها يوم 12 الشهر الجاري بأن ورائها محاولة إنقلابية قام بها صالح المطلك بسبب إجتثاثه؟ طبعا الخبر لم ينشر من قبل أي مصدر عراقي أو عربي أو أجنبي ما عدا وكالة براثا وهي مرتبطة بإيران يقودها السفاح جلال الدين الصغيرحيث أفادت"سرت شائعات فجر اليوم في بغداد عن محاولة انقلاب قامت بها جماعات إرهابية في منطقة الكرخ من بغداد، تابعة الى البعثي صالح المطلك"ثم نفت الوكالة المحاولة الإنقلابية المزعومة في وقت لاحق! والأنكى أن المحاولة باءت بالفشل كما أشارت( وكالة أنباء فارس) ـ هكذا اسمها كي لا يعترض من يستهجن تسمية الإيرانيين بالفرس ـ معتمدة في ذلك على مصدر مقرب جدا من المالكي... مسكين المطلك فهذه هي الهزيمة الثانية خلال إسبوع فيا لحظه العاثر!


لكن هل فعلا لدى المطلك مثل هذه القوة والقدرة السوبرمانية ليقوم بمحاولة إنقلابية عسكرية بهذا المستوى؟ ومن المعروف أن كبار الضباط في الجيش العراقي ووزارة الداخية والأجهزة الأمنية من غير طائفته! فكيف تمكن من توظيفهم بمثل هذه السهولة لإنقلابه المزعوم؟ وهل يمكن القيام حقا بمحاولة إنقلابية في ظل الإحتلال الأمريكي ـ الإيراني دون تسلم ضوء أخضر من إدارة الإحتلال؟ وأي غباء أكثر من هذا التوقيت! أولا: في عاشوراء حيث مشاعر الإستياء والحزن والإصطفاف الطائفي بأوج قوتها. ثانيا: إن الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في حالة نفير عام بسبب عاشوراء والإنتخابات القادمة. ثالثا: إن إعتراض المطلك لدى المحكمة الدستورية العليا لم يحسم بعد؟ فلماذا يحرق إذن كل أوراقه ويغادر خانة المظلومية؟


وكالة فارس أسندت جملة شاذة للمطلك لا نعرف من أين أستقتها ولماذا لم تسم مصدرها؟ وكيف ومتى صرح بها؟ وإن كان فعلا قد صرح بها يفترض أن تسحب منه الحصانة فورا ويحال إلى محاكم المالكي العادلة جداجدا جدا وغير المسيسة جدا جدا جدا!!! وإذا كان الإدعاء كاذبا فيفترض بالمطلك ان يقدم شكوى إلى المحاكم المحلية أو الدولية لرد أعتباره وتحميل الجهات التي إتهمته بهذا الزعم بالتعويض الأدبي والنفسي! وقد رددت وكالة براثا كالببغاء هذا الزعم وهو" البعثي المعتق صالح المطلك يهدد بحرق بغداد اذا منع من الترشيح بالانتخابات البرلمانية القادمة". اللًهم أخمد النار وصيرها بردا وسلاما كما فعلت مع النبي إبراهيم. لكن كيف سيحرق المطلك بغداد وإيران تعلم بوجود أزمة وقود في العراق؟ ومن أين سيأتي المطلك ببراميل النفط وهي بيد الولي الفقيه وخادمه المطيع وزير النفط حسين الشهرستاني؟ وما هو موقف قوات الإحتلال الأمريكية من هذا الحريق المزعوم؟ هل تترك ولاعة المطلك شغالة بتلك البساطة؟ ولماذا بغداد وليس غيرها وللمطلك فيها شأن؟ مسكينة بغداد! بالأمس لم يهدأ بال للجعفري الأشيقر إلا بعد القضاء على آخر سني فيها! واليوم يحرقها المطلك لأنهم حرموه من المشاركة في الإنتخابات أسوة بهولاكو وبوش الأب والإبن لعنهم الله أجمعين من اليوم حتى يوم الدين.


حسنا لنمشي مع الكاذب حتى بيت أعوانه! فاللواء قاسم عطا ينفي ما اشارت إليه وكالة فارس، فقد أفاد بأن السبب وراء غلق حدود محافظة بغداد هو وجود معلومات " عن نية جماعات إرهابية بتفجير سيارات مفخخة في بغداد مما استدعى فرض إجراءات أمنية مشددة حفاظا على أرواح المواطنين؟ بل أن الببغاوين علي الدباغ ومحمد العسكري الناطقين بإسم رئيس الوزراء ووزارة الدفاع نفيا محاولة إنقلاب المطلك وإعتبرا المزاعم الإيرانية "مزاعم مضحكة! ولا وجود لأي تحرك عسكري في بغداد دون موافقة السلطات العليا في البلاد".


الطرفة الأخيرة هي ان المالكي لم يتدخل في الموضوع على أساس إن اللجنة مستلقة... يا سلام! وربما يقصد مستقلة عن حكومته لأنها مرتبطة بحكومة الرئيس احمدي نجادي. لكن يا ترى كيف سيكون الموقف لو تخيلنا إن وكالة عراقية أذاعت خبر عن محاولة إنقلابية قام بها مجاهدو عربستان أو منظمة مجاهدي خلق ضد نظام الملالي؟ وكيف سيكون موقف حكومة المالكي والبرلمان أزاء نشر مثل هذا الخبر، وموقفها من الوكالة العراقية؟ تصوروا وليحتفظ كل واحد بالصورة في مخيلته مع نفسه، متذكرا القول المثل " بخيرهم ماخيّروني وبشرهم عمّوا عليّة".

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٠٤ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور