آخر لقطة في التحالف الثلاثي إيران والصهيونية والغرب

 
 
شبكة المنصور
د. ضرغام الدباغ

بين إيران والغرب والعرب: تدور مسابقة في السر والعلن، خلف الكواليس وأمام الجمهور. التصريح فيها ممنوع، التلميح فيها بدرجاته الدنيا مقبول، والغش والتدليس قائم قاعد بلا هوادة، لا تفوت مفرداتها على الذكي الأريب، بينما يقع فيها الساذج المتحمس، وصرعى الشعارات، والأهداف النبيلة في الظاهر، المستنزفة إلى حد الأبتذال في الباطن، أما الواقع فهو مؤسف ومرير، يسترزق منها من يؤجر رأسه، وقلمه، فيتهافت المتهافتون من شعراء سوق نخاسة الشعر، ممن يطلقون على أنفسهم رجال الأدب الغاضب ممتهني الهتافات والشتائم، وكتاب سياسيون تحولوا إلى رجال أعمال، وصحفيون يشكون غلاء المعيشة، وكل يدعي الوصل بليلى، وذاك متباك يدري أو لا يدري أنه قد غدا الجزء الملهاة من المسرحية.


تطالعنا رغم المراقبة والمتابعة الدقيقة جداً للأحداث، إشارات ومعطيات مدهشة إلى حد مذهل. وكنت قد أستمعت شخصياً عشية الحرب الاولى على العراق، لمؤنمر صحفي للرئيس الفرنسي الراحل ميتران الذي أشتهر بعدائه للخط التحرري العربي، وللرئيس صدام حسين بالذات، تلقى خلال إدارته للمؤتمر الصحفي مكالمة هاتفية من القصر الأبيض، ومن الرئيس بوش الأب، يعلمه أن قضي الأمر، وأعرب ميتران بكلمات يفوح منها الأسف الحقيقي: يا للأسف .. لقد قضي على العراق ..!


والأمر لهوله، لم يطقه وزير الدفاع في الحكومة جان بيير شوفنمان، فأستقال أحتجاجاً على حملة جبهتها تمتد في الواقع من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، والحرب على العراق ليست سوى المقدمة فقط والأفتتاحية الصاخبة ليس إلا، ولكن تفاصيل الخطة واسعة النطاق وتصيب بالذعر من يطلع عليها، لا تنجو من آثارها المدمرة أي بقعة عربية أو إسلامية في إطار خطة وضعت منذ زمن بعيد، وقد فاتحت الولايات المتحدة بعض أخلص حلفائها، وأستمزجت أراء آخرين، وكانت درجة التأييد والموافقة عليها متفاوتة جداً، ليس بسبب التعاطف مع العرب والمسلمين، بل تردد عدد من المراكز الغربية وتهيبها من الأتون الملتهب الذي تريد الولايات المتحدة أن تزج العالم فيه، بدون دواع حقيقية، جسمتها دوائر الصهيونية العالمية، واليمين المتطرف في الكنيسة، ومن ثم فتش دوماً من المستفيد من إذكاء الصراعات، فستجد دوائر رأس المال التي بموجب صفحات الخطة، ستبيع السلاح، وتستولي على مصادر خامات جديدة، وسوف تنفق المليارات، وتحرق أخرى بنيران حروب على كافة المستويات، حروب نظامية وأهلية، وصراعات محلية، وأخرى تدار بالوكالة، ومعارك تلفازية لذر الرماد في العيون، وبؤر توتر هنا وهناك، وتعطيل للتنمية، ونهب للثروات.


بالطبع كانت الصهيونية ولأداتها السياسية / العسكرية إسرائيل، من الموافقين المخلصين لهذه الخطة، وحقاً كما يصفها الأمريكي الصهيوني Nadaf Safran أن إسرائيل مثلت دوماً دور الحليف الحصين الموثوق: the Embattled Ally ، التي وضعت كل قواها في خدمة المشروع / الخطة التي تعد من عقود طويلة، ويعاد تنقيحها وتعديلها وفقاً للمستجدات، وكان إيجاد دور لإيران واحدة من أهم الفقرات في الخطة، والتي بموجبها تم التخلي عن نظام الشاه، الذي بدا أنه يفتقر إلى اللمسة السحرية Magic touch التي يوفرها نظام الملالي، وما العيب في ذلك ..؟ في أن يلجأ الأمريكان العلمانيون للخرافة والثيوقراطيين ويقيموا نظاماً أكريليكياً في أواخر القرن العشرين، أليسوا هم براغماتيين لا تهمهم سوى النتائج ..!


ما هي وظيفة الملالي ونظامهم ...؟


الأمريكان والغرب لاحظوا بالتجربة والتكرار، أن الغرب والصهيونية وإسرائيل عاجزة عن إحداث أختراقات ذات نصيب في النجاح في البلاد العربية والاسلامية، بل العكس من ذلك تماماً، الصهيونية والاستعمار والامبريالية ... فهذه القوى تتمتع بسمعة بائسة في البلاد العربية والاسلامية، فكلما فاحت رائحة هذا المعسكر كانت ردة الفعل مساوية له في القوة ومعاكسه في الاتجاه، وهذه قاعدة علمية ثابتة.


الملالي سوف يتسللون بصمت مطبق حيناً، وبصخب حيناً، يشترون الذمم، يغدقون أموال النفط، ولكنهم يحاربون عند الإيجاب، ويشعلون الحروب الطائفية الأهلية، ويقومون بأعمال التخريب والأغتيالات، دون الأكتراث لقاعدة الحلال والحرام، والعيب، والجيرة والأمان، فهذه مفردات لا معنى لها في عرفهم، وهم الذين يتخذون من نظام التقية علناً، وتلك تبيح لهم(شرعاً) أن يفعلوا كل ما يعود عليهم بالنفع.


قرأت مذكرات رئيس آخر مجلس السوفيت الأعلى (برلمان الاتحاد السوفيتي) رسلان حسب اللاتوف، وأدهشتني كثيراً معلومة أن تصفية حركة التقدم العربية كانت أحدى الفقرات الاساسية في النظام الدولي الجديد، وأنسحاب الاتحاد السوفيتي من المركز العالمي، وتفتته بالتالي. وحركة التقدم العربية لم تكن تعني حركة التحرر العربية بمعناها الكفاحي، بل وأيضاً إيقاف حركة التبلورات العربية، ومشاريع الاتحاد، الكتل الثلاث الرئيسية: الاتحاد العربي المغربي، الاتحاد الخليجي، الاتحاد العربي: مصر/ العراق/ اليمن/ الآردن، وتصفية القضية الفلسطينية، وإيقاف حركة الوعي الاسلامي بمختلف أشكاله. وتذكرت بعمق ما صرح به مستشار الرئيس الروسي يليتسين الجنرال ألكسندر ليبيد أنه لا ينبغي السماح للغرب بتدمير البلاد العربية، حلفاء الروس في الشرق، ولكن الجنرال الروسي الذي كان مرشحاً لرئاسة روسيا قتل في حادث طائرة غامض.


ثم أن الخطة أعتمدت في فقراتها التنفيذية، على قوى داخلية، ورسم لها أدوار في إحداث: حملات من أقليات عرقية وطائفية، قوى معارضة، حقيقية أو مزيفة باطلة، فالمسيحيون العرب وضعت لهم أدوار متناقضة، ووسط (حرص) مزيف بالطبع يبديه الغرب على مسيحيي الشرق، وهي عملية أبتزازية قديمة / حديثة، صنعت منهم (من العناصر الأكثر تطرفاً وأرتماء في أحضان، العاب للمخابرات) معارضة، حقوق إنسان، حريات أقليات في مصر، ولكنها (تلك الدوائر المخابراتية) ضحت بهم بسهولة شديدة عندما صاروا طعماً لنيران وأغتيالات حزب الله الإيراني في لبنان، ولم تبدي أقل درجات الأنزعاج. وبنفس الدرجة عندما نال المسيحيون العرب في العراق مصيراً دموياً على يد ميليشيات إيران، فكانت تصفيات مفجعة، غضت الولايات المتحدة والغرب النظر عنها لأنها تصفيات ضمن الخطة وأعتبروها خسائر لابد منها ..!


سكت الغرب عن جرائم المتمردون الحوثيون، بل هم كانوا أقرب إلى القبول بها طالما أن الهدف تحطيم اليمن وسلخ الجنوب عن الوطن صراحة، ولكن عندما أندلعت أعمال وفعاليات لتنظيم القاعدة في أماكن متفرقة، صدرت الأوامر للحوثيين، أن أهدؤا الآن .. فالوقت ليس وقتكم .. ، فأمتثل المرتزقة الحوثيين، فهذا تمرد تحت الإشراف الإيراني شأنه شأن أي مرتزق يخشى على مرتبه آخر الشهر ....!


الرئيس أوباما، رأى أن الأزمة المالية العالمية، والتي أندلعت أصلاً من بلاده، رأى أن تقليصاً حتمياً في المخصصات المالية قد يكون عاملاً فعالاً في أنقاذ أقتصاد بلاده المتهاوي، وماذا يستهلك المال أكثر من التخصيصات للأسلحة النووية ومخصصات إدامتها، لذلك أطلق مبادرته بالتخلص من تلك الاسلحة ومخزوناتها. ورحبت روسيا بالمبادرة، فالأمر سيعود عليها حتماً بالفائدة، ولإيران تقرأ التقويم بالمقلوب، وترى أن المستقبل رغم المكتسبات المجانية التي حصلت عليها، ليس لصالحها، وهنا بدا الصوت الإيراني نشازاً في الفرقة الموسيقية، فالعمل ..؟


الأمريكان يعلمون ما لدى إيران، ومالذي يمكن أن يكون بحوزتها من الآن وحتى قيام المهدي صاحب الزمان، ولكنهم وعلى سبيل سوق الذرائع، وهنا ليس من الضروري أن تقتنع بها أو لا، قالوا أن درع الصواريخ الأمريكية في أوربا هو لحماية أوربا من الصواريخ الإيرانية ... وشاهدت بنفسي وزير الخارجية الروسي يبتسم لهذه النكتة كما أسماتها الصحافة الروسية، ولكن الآن المطلوب هو أخلاء العالم من الاسلحة النووية، وإسرائيل مسموح لها أن تمتلك الاسلحة النووية، إيران تريد أن تعامل كإسرائيل، ولم لا ..؟ فهي تقدم خدمات أهم بكثير من إسرائيل، التي لم تنجح على مدار القضية الفلسطينية بأحداث أنشقاق وأقتتال فلسطيني / فلسطيني، كما فشلت إسرائيل وكل عملاء أمريكا في أن ينجحوا بأبعاد الفلسطينيين عن الحدود مع بلادهم إلا كما فعل حزب الله، وفوق هذا يتوج بطلاً مقاوماً ومن الوزن الثقيل ..!


أحد زوار الأرض المحتلة (حضر مؤتمراً دولياً في يافا) وهو نائب عراقي، قال علناً أن إيران تمارس ضغطاً شديداً على سوريا لقبول الصلح مع إسرائيل ..! ترى من يستطيع أن يمارس ضغطاً كهذا على سوريا عدا إيران ..؟


ولكن من الصحيح وفق معطيات مادية وعلمية مؤكدة، أن شمس الغرب في أفول، بل أن العراق والهزيمة في العراق وأفغانستان سبباً رئيسياً في الانهيار الاقتصادي والعجز العسكري، والأفول المحقق القادم دون أي ريب، بل تصدح مقدماته الموسيقية حتى لمن في أذنه وقر ..!


كان وزير الخارجية الفرنسي كونشير قد خاطب 180 سفيراً في مؤتمر لسفراء فرنسا في وزارة الخارجية الفرنسية بباريس( في آب/ أغسطس 2007)، ينبئهم بملامح المرحلة المقبلة، وهو غير سعيد، ولكن لا دخل للسعادة والتعاسة هنا، يقول:


" هناك عالم ما قبل حرب العراق، وهناك عالم آخر مختلف هو عالم ما بعد حرب العراق. إن زمن ما بعد حرب العراق يظهر أن أزمة الهيمنة الأميركية قد بدأت بعد انهيار المشروع الأميركي في العراق، وأنها أزمة ستدوم زمناً أطول مما يعتقد بكثير، ولن يقع أي حدث انقلابي يخفف من وطأة هذه الأزمة حتى لو تغيرت الإدارة (الرئيس الجمهوري) وجاء رئيس ديمقراطي إلى البيت الأبيض، وهو ما تحقق فعلاً بمجيئ الرئيس أوباما.


ولكن الدور الإيراني في عموم معالجات قضايا الشرق الاوسط، والتي تكتسب صفة الحسم( النفط والطاقة، الإسلام السياسي، حركة النهضة العربية، العراق، أفغانستان)، ودورها في أزمة الهيمنة الأميركية، يلقى الاهتمام، ليس من باب الإعجاب بالتجربة الإيرانية، ولا إقراراً بضرورة وأهمية دورها الإقليمي، بل إقراراً بأن دور إسرائيل آخذ بالتقلص، ونزوعاً نحو تضخيم دور إيران وجعلها عاملاً من عوامل إحكام الحصار ضد الأمة العربية وخنق أية محاولة لنهوضها، وهو هدف أمريكي / غربي معلن، حيث حضور إيران في حد ذاتها يبقى محمولاً وقابلاً للتعايش أو المعالجة أو الاحتواء، أما نهوض الأمة العربية فلا يمكن تحمله أو التردد في منعه، لأن الفشل في التصدي لهذا العملية التاريخية، سيعني نهوضاً عربياً وإسلامياً ستكون له أنعكاساته المباشرة وغير المباشرة في العالم الثالث بأسره. عربدة إيرانية محتملة، خيراً من نهوض عربي كاسح. ألم يتحدث الرئيس الفنزويلي تشافيز حقاً عن صمود دول أميركا الجنوبية بوجه الهيمنة الأمريكية بفضل المقاومة العربية.


أزمة الهيمنة الأمريكية تتفاقم وتتصاعد بمعدلات عالية، وحلول رئيس أمريكي من أصول أفريقية / مسلمة لم يحول دون مزيد من التدهور، وذلك سيزيد من قيمة إيران ودورها في الاستراتيجية الأمريكية، وستلعب دور الأبن المدلل لأصحاب القرار. ولكن هذه المعطيات تبدو على وشك التغير.


فالغرب الاستعماري إذن يتطلع عموماً إلى دور إيراني يحول دون نهوض الأمة العربية، ولكن خطلاً واضحاً يحيط بهذه النظرية، فلكل عملية لها منتج جانبي Side Product ، ولكل دواء ما يسمى بالأعراض الجانبية affect Side فالاعتماد على إيران سيطلق تنافساً إيرانياً / إسرائيلياً في المنطقة، وهذا التنافس سيثير شهية تركيا في التدخل، وهذه الشهية مرحب بها من الولايات المتحدة والغرب، كما في البلاد العربية التي تسعى لتغيير في أطراف المعادلة.


أعتماد ايران على درجة تقبل معقولة في البلاد العربية هو طموح أنتهى، بعد أن أتضحت أبعاد التحالف الإيراني / الإسرائيلي / الغربي القائم اساساً على كسب مواقع نفوذ في البلاد العربية وتهشيم قدراتها ومنعها من النهوض.


الولايات المتحدة تدرك اليوم أن أعتمادها على القدرات الإيرانية لم يخفف من وطأة الهزيمة المرتقبة في أفغانستان، ولا نفوذها في العراق جلب الاستقرار لهذا البلد، والأمر يبدو وكأنه ألقاء بالجهد والمال في برميل لا قعر له، وأنهم عولوا على أيران أكثر مما ينبغي، بل أن دوراً كالذي يلعبوه قد جلب لها المزيد من الكراهية، رغم كل محاولات التستر والتمويه، واللعب بالورقة الفلسطينية.


إيران خاضت معركة الحياة والموت في خدمة الغرب ولسان حالها يقول: فضلات القوي أفضل من فقر الشريف، ولعبت لعبة العمر، وفي هذه المعركة وظفت فصائل شيعية عربية وغير عربية تحت وهم الاعتقادات الطائفية، وشعارات كشف خيبتها وبها حازت على مواقع نفوذ في العراق ولبنان واليمن، وأحلام في شبه الجزيرة، كما ساعدها قبضة من الخونة العرب لقاء أموال سخية كان فقراء إيران أولى بها.


ولابد من الاعتراف أن الادوات الإيرانية كانت قوية ومموهة بشكل جيد في عملية Camouflage، إلا أنها زجت في معركة فاشلة من الأساس. فالغرب في أفول تنبأ به منذ الثلاثينات الفيلسوف الألماني أزولد شبنغلر(Oswald Spengler 1880/1936) والمستشار هيلموت شميدت أعلن منذ سبع سنين، أن الولايات المتحدة خاسرة لحروبها، لأن لا بديل لها لما تقوض سوى الخراب والدمار، نعم هي بوسعها أطلاق الصواريخ، ونقل القوات بمقدرة لوجستية ممتازة، إلا أنها لا تستطيع أن تحسم حرباً لا في معركة العراق، ولاحتى ضد مقاتلي الطالبان في أفغانستان.


مالعمل ...؟


بالطبع سيتواصل أعتماد الغرب والولايات المتحدة بخاصة، على إيران، رغم بروز أشارات مزعجة بين الحين والآخر، فالأرض تتحرك تحت أقدام حليفهم المتمثل بنظام الملالي، داخياً هناك أكثر من جبهة مفتوحة زاخرة بالاحتمالات، رغم أن الغرب لا يتفوه بحرف عن مجازر تحدث في إيران، وحيث يلجم الأمريكيون أي حركة كردية في كردستان إيران، وتحاول منع دعم الحركات الأخرى: أنتفاضة شعب عربستان، والبلوش، كما قدم الإيرانيون مساعدات ممتازة للروس في الشيشان، مقابل دعمهم في لجم التيارات الانفصالية الآذرية الشرقية. ولكن كل نظام يشيخ وها قد حلت شيخوخة نظام لم ينجح في حل أي من مشكلات الشعب الإيراني الحقيقية، والمفرقعات هنا وهناك ما هي إلا لصرف الأنظار عن مسلسل الفشل.


الغرب ينظر لهذه الأزمات بقلق، وتلك ملاحظة تتكون من خلال مراقبة دقيقة لوسائل الإعلام والنخب السياسية وقنوات القرار السياسي. ويحاولون جاهدين بصبر كبير إقناع إيران أن حيازة قنبلة ذرية لن تكون الحل السحري للمشاكل، بل تعميقها .. ولكن دون فائدة، فالقرار الإيراني ينطوي على شيئ من الفخفخة، وكثير من الغطرسة، والمبالغة في الاستعراض، وهروب من جوهر الأزمة.


ولكن مع ذلك فالغرب لن يتخلى عن إيران، فهم كالذي صاح وجدتها أو عثرعلى مصباح علاء الدين للتصدي لأرق وقلق النهوض العربي / الاسلامي، ولكن الأحداث المقبلة ستظهر للغرب سوء تقديراتهم كالعادة، عندما يرون أن الدور الإيراني في أفغانستان كان تافهاً، نعم تدخلوا ولكن فعلهم لم يكن مؤثراً، ودورهم في العراق لم يكن سياسياً محترماً، بل عبارة عن مسلسل جرائم قذرة سيتحملها وزرها أيضاً الولايات المتحدة والغرب فهي تدور تحت أنظارهم وبرضاهم، وأن هذه العاب زمان ستنتهي، وسوف لن يبقى منها سوى العبر.


حقيقة كبيرة، ستخلدها الاجيال القادمة والتاريخ: أن الشعب العراقي قلب كل الخطط والتوازنات التي جرى الإعداد لها سنين طويلة، وتلك أنهارت بفعل تضحيات جسيمة قدمها العراقيون، ومن مكتساباتهم، من دمائهم التي غسلت أرض العراق، وهو مستحق لذلك دون أدنى ريب، ستضاف لمآثر هذا الشعب من عصور سومر وبابل وآشور، حتى عصور الخلافة، وحتى الآن، سلسلة طويلة من المأثر تؤكد حقيقة العراق وهويته.

.
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء  / ٠٩ ربيع الاول ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور