الحل الوحيد : هيهات منا الذلة !

 
 
 
شبكة المنصور
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي
نريد عراقيين يؤمنون حقا بشعار هيهات منّا الذلة. ونريد عراقيين يعلمون حملة هذا الشعار من الاذلاء بانهم يعيشون في احضان الذلة وعليهم ان ينفضوا عن اجسادهم غبار العار والشنار، او ان يقنطوا في بيوتهم ويلبسوا عصائب نساءهم ويتوقفوا عن اطلاق شعار مقدس أساءوا له وفرغوه من معانيه السامية الجليلة .هيهات منّا الذلة أطلقها الحسين الثائر عليه السلام وهو يمتشق سيفه ويقاتل ما رآه واعتبره إنحرافا وارتدادا عن الدين ولم يطلقها وهو يخلع جلبابه لينام عاريا في فراش تغطية أتربة الذلة التي تثيرها دبابات الاحتلال وبساطيل جنود اليهود والنصارى واشباح الفرس. واطلقه مستندا على كل بحر الموج الهادر بعنفوان الاسلام الحنيف وبقوة ربط قد اخفق الناس من ان يربطوها مع صرخة الحرية الكبرى التي اطلقها الفاروق ابن الخطاب رضوان الله عليه: كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا... وهنا يكون الربط الجدلي العميق بين خلفاء الرسول وآل بيته الاطهار الذي أغفله ازلام الطوائف لانهم يريدون ان يجردوا فلسفة الموقف الحسيني عن جذرها الاسلامي لتخضع لمنطق الانحراف الطائفي او ليجعلوا منها لباسا اخرقا ترتديه مجموعة لا تجيد في الحياة الدنيا غير الذلة الا انها تختبئ خلف جبل العطاء الحسيني الفذ.


عن اية ذلة يتحدثون: أهي ذلة القبول بان تدنس ارض كربلاء والنجف بدبابات الرجس والكفر والاغتصاب؟ أم عن ذلة تدنيس مقدساتنا ببساطيل اليهود والنصارى الذين جلبهم معمموا المجلس والدعوة وخفافيش ولاية الفقيه الفارسية وعرّاب الخيانة احمد الجلبي ورعاع الكرد واسلاموي الكراسي العميلة؟. يكفي للرعاع والجبناء ان يظلوا رعاعا وجبناء ولكن على ابناء شعبنا العظيم ان يقولوا كلمتهم في ما يؤمنون به على الاقل ضمن اطار الملة: هيهات منّا الذلة!!. نعم إن لم يقولوا الآن للاذلاء : كفوا عن التغطي والتخفي خلف متاريس الزيف والرياء وعودوا من حيث جئتم. وبغير هكذا وقفة فان الحسين سيرحل .. وأنا اقولها لكم .. انه سيرحل مع الفرس الى حيث هناك، مَن لا يجيد العربية أو يستنكف من استخدامها فلا يخدش حياء الحسين الثائر وروحه البطلة بالادعاء كذبا في حضرة البطولة الحسينية. سيغادر الحسين مرغما او مخيّرا إن لم يوقف ابناء الفرات الاوسط والجنوب رفع لافتات الرياء والنفاق الذليلة .. فالذلة كل الذلة هي ان يتعايش هتاف هيهات منّا الذلة مع ذل العبودية لأمريكا وعبودية الخنوع المذهبي لعمائم العجم ارباب دولة السفيه وهذه جزئية من جزئيات المخطط الطائفي الفارسي لو تعلمون.


تُرى .. كيف يتكلم أهل ( العگل واليشاميغ الفراتية والجنوبية ) مع نسائهم وأولادهم حين يعودون من تظاهرة يرددون فيها فحيح الاجتثاث والولاء لقرارات الاقصاء ظهرا ثم يأتي بايدن الامريكي عصرا ليثبت لهم ان هيئة الاقصاء ليست قانونية، وان مصلحة العراق تقتضي ان لا يجتث أحد !!. كيف سيعلسون ذلتهم وانحطاط تدابيرهم حين يبصق بايدن على تظاهرتهم الفقيرة بآدابها واخلاقها وبوجوهها الكالحة الساقطة في عار الرشوة ورخص أثمان البيع وذل الموقف؟. ألا يخجل أشباه الرجال من أن يظهروا في الشوارع وامام خلق الله على انهم محض أدوات لأحزاب ومليشيات من اذلاء الخنوع للاحتلال؟


اي هيهات منّا الذلة يقصدون؟ ومَن هو الذي اطلقها ولماذا؟ هل كان يرضى ان يتحول مَن يدعون مشايعته والتشييع به الى كتل قمامة تفوح منها روائح الذلة وعار الجبن وعفن التعفن خضوعا وامتهانا لمنطق الملة الرذيلة المنحرفة التي تقتل وتذبح وتدنس شرف بيوت خلق الله وتقطع رزقهم وتمنع عنهم هواء بلدهم وتحول بينهم وبين ممارسة حياتهم الطبيعية تحت وطأة ثأر لن ينتهي لفعل لم يحصل وطغيان ظالم مظلم ردا على ادعاء طغيان.؟


هيهات منّا الذلة قالها الحسين عليه السلام لوحده مواجها جيوشا عرمرم وانتصر بدمه على سيف الحقد وفكر الظلام والعبودية ... وهؤلاء الاوغاد العجم والمستعجمين يتجنبون حتى مجرد التفكير في احتمال ان يصرخ في كربلاء والنجف ألف حسين وألف عباس وألف رياحي، هيهات منّا الذلة لان اذلال الناس الذي تمارسونه ايها الاغبياء البلداء هو ضد ارادة الله وضد ارادة خلائفه في الارض. وقد ثبت باليقين ان الارض حبلى بالزلازل والسماء حبلى بالغيث والبرق المرعب الذي سيغرق اهل هيهات منّا الذلة الاذلاء، عما قريب باذن الله.


ان غضب الله عليهم وغضب آل بيته وصحبه عليهم قد وضعهم في طريق الهلاك لانهم أذلاء جبناء أبناء خنث ووضاعة وديوثية، فحبطت أعمالهم في الدنيا وفشلوا الا في فعل ما يغضب الله ويزيد من اكداس ذنوبهم بالكفر والفجور وزيف الادعاء والفسق والفساد واللهاث خلف المصالح الانانية المقيتة على حساب الدين والملة الحقيقية والوطن يحملونها معهم الى جهنم يوم الدين ... على حساب كل ما علمنا اياه الاسلام الحنيف وقدمه لنا عرفا وقانونا وشرعا على أنه دين مقدس والانتماء له هو القيمة الاعظم في حياة الانسان السوي الشريف. فما أجادوا في سياسة ولا في دبلوماسية ولا في تجارة ولا في زراعة ولا اقتصاد بل برعوا في القتل والاعتقال والتهجير والاقصاء واختطاف الاطفال واعراض الشرفاء ليذلوهم ... سبحانك ربي جل جلالك وتعاليت يا ذي الجلال والاكرام. قوم اذلوا الحسين بذلتهم وبادعاءهم الباطل بأعظم ما خلفه الحسين من الإباء وعزة الرجال والبطولة، فشئت يا ماكر يا جبار أن تذلهم بخوف مستديم يدفعهم لمزيد من الغرق في دماء الابرياء وبؤس البسطاء وشقاء الجياع والمستضعفين من النساء والعيال والشيوخ ويعرضهم لمزيد من الذلة أمام أنفسهم وأمام الناس.


هيا يا اهل هيهات منّا الذلة الحقيقين .. هيا يا أبناء الحسين الثائر وأحفاد العباس والحر الرياحي والقاسم الصبي الوسيم المخضب بلاءات رفض الذلة والمقطع بسيوف الغدر والخنث ... هيا يا رايات بني حسن وآل فتله وتميم وزبيد وبني اسد .. هيا يا ليوث الحسينية والحيدرية والدويهية واسود آل جميل والثراون والجباس وفرسان الدعوم الجبور ونمور المجاتيم وطفيل والحواتم .. هيا يا ورثة الشرف الرفيع من موسى آل عمران وحاتم آل حسن وخفاجة وبني عامر وعوائل الغرابات وآل ياسر والموسويين وآل نصر الله .. انتم يا أبناء الامير والعباسيتين والكوفة والمشخاب والمثنى والكفل .. يا .. كل اهالي كربلاء وبابل والنجف والقادسية وواسط وذي قار وميسان والبصرة ..

 

فأنتم بسوادكم الاعظم تعرفون انهم الباطل وانهم الذل والاذلال وانهم الاعجمية العدوانية ورذيلتها التي طالما شبهتموها بالخرق البالية وجماجمهم عشعش فيها القمل والبرغوث وجلودهم الوسخة البشعة ونفوسهم الساقطة تحت كوابيس المال الحرام والجنس الوسخ. يا أنتم يا غيرة العروبة المسلمة والاسلام العربي, يا مَن جُبلت نفوسكم على هيهات منّا الذلة الحسينية الحقيقة تناخوا وتعاضدوا وتكاتفوا ولملموا جروحكم ووجع الزمن الاغبر وارفعوا اكف الرفض والعصيان على كذابي المذهب وعبيد المحتل اليهودي والنصراني .. التحقوا بصفوف البعث انصارا ومؤيدين .. التحقوا بصفوف جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني فهي المعضدة بالنصر القادم وهي المتحزمة بحزام ثورة سيد الشهداء. وبعثكم العظيم الذي عرفتموه بانيا ومقاتلا .. عرفتموه مثقِفا وناصحا ومنتجا. عرفتموه في عز السلام والتعمير وفي خضم القتال والمعارك الدفاعية عن الارض والعرض. لقد كنتم في زمن البعث تنتخبون وتختارون وكنتم تنتجون وتزرعون حتى تكالب عليكم جراد العصور المظلمة يحمل لواء الذلة وعار الخيانة تحت لافتة تزييف عنفوان الحسين وتمرغل جبروت هيهات منّا الذلة في وحل الذلة.

 

فسحقا لانتخاباتهم المزورة المخادعة التي ما جاءت الا لتكون دربا لهلاك الوطن والشعب، وسحقا لديمقراطيتهم المزروعة تحت خلفيات جنود الاحتلال. والله ثم والله انهم يخدعونكم ويضحكون عليكم فما هم بمسلمين وما هم بشيعة ولا صلة لهم بالحسين وهيهات منّا الذلة الا بقدر ما يخططون له لتقويض عراقكم وطمر او نقل قباب حسيننا وعباسنا الى قم وطهران ومشهد حيث هناك تصير تحت قبضة ابو لؤلؤة ومجوسية المجوس وانتم تعرفون اني لا أاتي بكلامي هذا ببدعة والعياذ بالله بل اذكر بحقائق اعلنها العجم مرارا ولا ادري إن حصل هذا المخطط اين سيلطم اللطامة وينوح النائحون ويرددوا زيفهم الذي يسيئون فيه الى نداء الحسين الثائر .. غذوا الثورة واسقوا جذورها وبراعمها ..

 

انتموا الى البعث وفصائل الجهاد وكفاكم ذلة لعبيد الذلة ايها الاحرار الاباة واكتبوا بمداد الارواح: هيهات منّا الذلة لديمقراطية اميركا الصهيونية والعجم الفرس المتحالفين مع مَن اراد اذلال العراق خاسئا كما القردة والخنازير.

 
aarabnation@yahoo.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٨ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور