عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة الثالثة عشر ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

الفصل الثامن عشر

مساومة الشهيد

 

يقول الشهيد للاستاذ خليل إنه بعد اعتقاله بحوالي عشرة أيام جاءه جنرال أمريكي برفقة مترجم مصري وقال له: امامك فرصة أخيرة، إما أن تكون مثل نابليون بونابرت، أو موسوليني.. فقال الشهيد للمترجم: اذهب أنت وسيدك فول الله لن أكون إلا صدام حسين.. لن أدعو شعبي إلا إلى المزيد من المقاومة والجهاد لتحرير العراق وطردكم بالقوة... ولن أطلب من شعبي وقف المقاومة...

 

أما ما جرى من مفاوضات أخرى مثل ما قيل في صحيفة مصرية أحضرها الاستاذ خليل للشهيد تتحدث عن مفاوضات جرت بينه وبين رامسفيلد... فيقول الشهيد: والله لم يفاوضني أحد... إنهم يحاولون تهميش دوري وإلغاءه.. معتقدين أنهم بهذه الطريقة يستطيعون تغيير موقفي... ولم نخول أحد التفاوض نيابة عنا... نحن معروفون لديهم وموجودون عندهم... ولا أطلب من العدو إلا احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها... ونحن اختارنا الشعب وبعون الله لن نخذله...

 

إن من يريد الحل السلمي فليطرق الباب الصحيح ويقول نريد حوارا والحل السلمي في العراق هو أسهل الحلول التي يمكن لأمريكا أن تتجه إليه، فالعراقيين صعبين وبذات الوقت سهلين...

 

نحن نملك تاريخا، وصدام حسين يعتبر قزما قياسا مع أبوبكر وعمر وعلي رضي الله عنهم... فإن كان هناك توفيق فمن الله، وإذا وجد خطأ فهو مني، وجل من لايخطيء... وصمودي هنا هو أقل ما يمكن تقديمه للشعب العراقي...

 

ثم يتحدث الشهيد عن الرسالة التي وجهها للشعب الأمريكي... وحديث عن لقاؤه بالوفد الأمريكي الذي زار العراق في ربيع عام 1990..

 

صدام حسين ليس من هواة جمع الأسلحة، ولكننا كنا دائما وما زلنا مقتنعين بأن العراق يجب أن يكون قويا، فحدوده مع إيران توجب عليه أن يكون متيقظا دائما.. ولنا معها حدود أطول مما مع العرب.. وإذا بقي العراق ضعيفا فسيؤكل...

 

والله كانت الأضواء مسلطة على صدام حسين منذ عام 1959، وكانت الشعوبية أنذاك قد سيطرت على الحكم... وكانت حقيقة واقعة بسبب جارة النحس إيران... ولكن الشعوبية على المدى البعيد جبانة تقتل وتبطش... الشعوبية في العراق توجه دموي وهي منهج وجد لتدمير العراق، وهي مرتبطة كليا بإيران... والشعوبيون خنجر مغروز في ظهر الأمة... وحين كانت الاضواء مسلطة علي لم يكن يعنيني الالقاب والعناوين ولم يشغلني ذلك، وهي لاتساوي شيء عندي...

 

الفصل التاسع عشر

مشاعر ورسائل

 

يقول الشهيد في هذا الفصل:

 

ذات يوم أحسست أن الوضع غير طبيعي في المعتقل، فاستفسرت عم يحصل، فقالوا إن الحكومة بصدد وضع خطة أمنية.. فضحكت من هذا... ثلاث سنوات ويريد الاحتلال والحكومة العميلة وضع خطة أمنية!!!

 

اللي شعبه مو وياه ما يكدر يسوي شي... لم يحصل في العراق منع تجول منذ ثورة تموز... إنني أتألم على الدماء التي تسيل من شعبنا فهي عزيزة علينا... أنا أفهم شعبي أكثر من غيري لأننا قاتلنا به إيران.. ويهمني أن ينتصر الشعب والمقاومة والامة... فماذا تعني الحياة مع الذل، ونحن في عيشة مذلة ما نريدها... جهنم بالعز أطيب...

 

قبل مجيئي إلى الحكم كان الناس يعيشون في فقر، فأمنت لهم حياة كريمة، وصدام يعيش على راتب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وكنت أخجل أن أطلب تعديل راتبي... وحين كان يرتفع سعر البندورة كان صدام لاينام الليل... أما الآن....

 

قولوا للعراقيين أنتم عشتم شعبا واحدا وعليكم أن تعيشوا هكذا، وعليكم طرد الاجنبي... إن ما يزعجني أن يتقاتل أبناء شعبنا بفتنة طائفية، وأنا لايهمني توجه الانسان الحزبي أو الديني... وقلت يوما ما لأحمد حسين الخضير، رئيس ديوان الرئاسة، عليك التعامل مع الناس على أساس عراقية الانسان... والمعرفة الخلفية ضرورية... لكن نتعامل فقط على أساس الاستحقاق...

 

وحين وصلت إلى أسماع الشهيد بأن جلال الطالباني على استعداد لاستضافة عائلته قال: أرى أن مجرد الاعلان عن استعداده لاستضافة عائلتي ينطوي على رغبة صادقة إذا كانت مرتبطة بقرار، وهذا ينظر إليه بتقدير... قولوا له إن صدام أكثر ما يزعجه هو أن يحترب العراقيين فيما بينهم تحت أي مسمى....

 

سلامي للأنبار البطلة وأنا سعيد بالديوانية والسماة والعمارة، فهم صلب العرب... وسعيد بموقف الامام الحسني لأنه أعلن أنه مع المقاومة، إما الامام البغدادي فقد قلت لرفاقي إن البعثيين سينضمون إليه لأنه لايفرق بين فئات الشعب..... والمفروض إنه إذا قاتل إبن ديالا مرتين فعلى ابن صلاح الدين أن يقاتل أربع مرات... وسلامي إلى الفلوجة والبصرة والبيجي وغيرها من مدننا الحبيبة... وأوجه كلامي لشيوخ الفرات الأوسط وأقول لهم إن تاريخكم عظيم وعروبتكم صائبة... وسلامي للشيخ حارث الضاري وعفية عليه... وكذلك سلامي لعشيرة البوعامر وشيخها... وكنت فيما مضى اتابع أي قائد كردي حتى يصبح قائدا مرموقا...

 

وفي يوم 13.09.2005 بعث الشهيد رسالة شفوية الى رفيق دربه الامام المجاهد عزة الدوري كان فحواها يقول: يا أبوأحمد أن الشيعة جزء مهم من شعبي، ولولا الشعية لما انتصرنا في حربنا مع ايران.. فلا تضعوا اللوم عليهم بسبب تصرف الخونة منهم... وأرجوا أن توضحوا لكافة التيارات والفصائل الدينية بأن من أكبر الاخطاء الافتراض بأننا خصوم وأننا أعداء لهم، ولن نختلف معهم وخاصة في أمور الدين... كنا دائما ندعو إلى الايمان ونحن لسنا حياديين في ذلك، وكان نهجنا عدم زج الدولة في المذهبية....

 

في الفصل العشرين من الكتاب يتحدث الاستاذ خليل عن محاولة من المقاومة البطولية لاقتحام معتقل الشهيد، وكان هذا عرضا من قادة أحد الفصائل البطولية للمقاومة، وهو شخص كان عزيزا جدا على الشهيد... عرض على الاستاذ خليل تشكيل قوة من الفدائيين لاقتحام المعتقل وانقاذ الشهيد... وحين عرض المحامي خليل عليه هذا الامر قال: والله يا ولدي لا أريد أن يخسر أي عراقي من أجلي، ومع ذلك فليعد قوته ويجعلها على أهبة الاستعداد... لكننا سنترك قرار التنفيذ حسب الظروف المحيطة بنا... وآمل أن يعود الامريكان إلى رشدهم ويفهموا بأن صدام حسين هو الرقم الاصعب في المعادلة...

 

على أنني أترك هذا الفصل للقاريء كي يطلع عليه من الكتاب، فهو بالفعل هام، ويبين مدى قوة المقاومة البطولية  وإلى أين وصل الخوف الأمريكي منها... أشير إلى كلمة قالها الشهيد بأنه ترك فصيلا من الفصائل التي تم تدريبها على أعمال المقاومة يقدر بلواء، وقد صاروا فيما بعد الاحتلال بمقدار فرقة من فرق الجيش العراقي.... وهذا ما أفرح الشهيد وأدخل السرور على قلبه... وهم من خيرة رجال العراق الاشراف....

 

كان رجال المقاومة مستعدين لاقتحام المعتقل المتواجد فيه وإمطاره بوابل من الصواريخ والقذائف، وكان يمكنهم فعل ذلك منذ اليوم الاول الذي التقى فيه الاستاذ خليل مع الشهيد، لكنهم كانوا يخشون على حياة الشهيد وسلامته....

 

ثم في الفصل الحادي والعشرين يتحدث المحامي خليل عن محاولات لاختطاف الشهيد من معتقله... وهي كانت بالواقع محاولات لتخليصه ومن ثم التخلص منه...

 

باختصار... ومن خلال قراءة الفصل يتبين أن الدولة الصفوية الكسروية هي التي كانت وراء هذا الأمر، .... كانت الدولة الفارسية قد أعلنت مرارا أنها صارت قريبة جدا من "صدام" عبر دسها عدد من عناصر فيلق الغدر، واستطاعت أيضا دس عدد من المترجمين مع الجيش الامريكي، مستغلة نفوذها والغباء الامريكي بنفس الوقت... وحين أعلنت أنها صارت قريبة من "صدام" أعلنت أيضا وبكل وقاحة وحقارة مجوسية أنها يمكن في أي لحظة أن تأمر بإطلاق الرصاص عليه... حتى أنهم وضعوا خطة بأنهم إذا ما حددوا مكان الاعتقال فسوف يقومون بإمطاره بالصواريخ وتدميره بمن فيه... وكذلك وضعوا خطة أخرى.... وهي اختراق الطوق الامني المحيط بالشهيد واستغفال الجنود الامريكان واطلاق النار على الشهيد... ثم ينتحر الشخص الذي أطلق عليه الرصاص او يقتله زملاؤه لطمس معالم الجريمة... لكن الاستاذ خليل كان دائما ما يحذر الامريكان من هذا الأمر... ثم بدأ الخطر يتلاشي شيئا فشيئا حين لاحظ الاستاذ خليل وجود مترجمين عرب مع الجيش الامريكي....

 

أقول، يبدو أن المجوس الخمينيين أعجبتهم قصة قتل المعارض الفلبيني بنيجينو أكينو، الذي قتله عناصر الرئيس الفلبيني الاسبق فرديناند ماركوس حين نزوله من الطائرة التي كانت تقله عائدا إلى مانيلا... فما أن وطأت قدماه أرض المطار وسار قليلا حتى جاء شخص وقتله برصاصة على رأسه... لكن الحرس الذين كانوا محيطين بأكينو صوبوا بنادقهم على الفور إلى ذلك الشخص وأردوه قتيلا بأرض المطار... ثم تبين فيما بعد أن القاتل مدفوع من جماعة ماركوس... ومن يزر مانيلا، عاصمة الفلبين، سيرى قرب المطار مجسما لأكينو وهو ينزل على سلم.... تخليدا له، حيث كان من المفترض أنه قادم لتخليص الشعب الفلبيني من دكتانورية ماركوس...

 

المهم.... الحقيقة أننا قرأنا كثيرا عن تدريبات تقوم بها دولة السموم الفارسية لعناصر من فيلق الغدر الذين اندسوا في وزارة الداخلية حين كان ابن صاحبة الراية صولاغ المجوسي يتولاها.... فقد اتصل يوما أحد الاشخاص بالاستاذ خليل الدليمي مدفوعا من أحد التيارات المتسلطة على رقاب الشعب العراقي عارضا عليه أن تتولى تلك الجهة إخراج الشهيد من معتقله بطريقة ما وتسليمه إلى الشخص الذي يختاره الشهيد في أي مكان من دون مقابل.... وكانوا من قبل قد اتصلوا بالاستاذ زياد الخصاونة وعرضوا عليه نفس الأمر....

 

لكن الاستاذ خليل شك في الأمر وأحسن أن هناك أمرا غير عادي، وحين عرض الموضوع على الشهيد، قال له: إذا كان الامر يتعلق بحياة صدام حسين فإنني طلقت الحياة منذ سنوات، ولن أساوم على العراق وتحريره في سبيل حياتي، وعليه فإنني أرفض هذا العرض رفضا قاطعا، قل لهم إن صدام أمامه خياران: إما تحرير العراق والعودة من حيث اختارني الشعب، وإما شهادة أعز بها بلدي وكل الخيرين من الامة العربية وشعب العراق والانسانية....

 

عرض نفي الرئيس

 

بعد مؤتمر المؤامرة على العراق الذي عقد في شرم الشيخ قبل وقوع العدوان، تكرر عرض نفي الشهيد إلى بلد ما، وكان هناك دولتان عربيتان قد عرضتا استضافة الشهيد مع عائلته، لكنه كان يكرر: عشت في العراق وأموت فيه... وقد سنحت للاستاذ خليل رؤية القصر الذي كان من المفترض أن يقيم فيه الشهيد مع عائلته... على أن لايكون قصر النهاية إ ضافة إلى اموال طائلة...

 

ثم يتحدث الاستاذ خليل عن واقعة أطلق عليها مسمى: لعبة التصيد...

 

حيث اتصل به يوما ما شخص أمريكي عند وصوله إلى عاصمة عربية... وطلب اللقاء العاجل معه، والتقيا في الساعة الثانية عشرة ليلا... وقال له: سيد خليل... أعرف كم انك مهتم بموضوع صدام وأنك لم تلتق به إلا في السجن ولم تكن قريبا منه حين كان في السلطة...و.....و.... أريد أن أطرح عليك سؤالين، وحين تجيب عليهما أحقق لك ما تريد..

 

لماذا تجازف بحياتك وحياة عائلتك من أجل الرئيس ؟ فيجيب الاستاذ خليل: إن عدوان امريكا على العراق أمر لايمكن مغفرته... وقد شاهدت الطريقة التي حاولتم استفزازنا بها باعتقال رئيسنا وعرض صورته على شاشات التلفزة بطريقة حاولتم فيها قتل روح العراقيين والعرب... أنتم من دمر بلدي... والشهيد رجل قارب السبعين فليس من العدل والاخلاق أن يحصل له ما حصل منكم...

 

والسؤال الثاني كان: ما هو موقفك فيما لو كان حصل انقلاب من الشعب والقوات المسلحة؟ فيجيب الاستاذ خليل: موقفي مع ما يريده الشعب وأنت تعرف ان الرئيس صدام اعيد انتخابه مرتين، وقد شهد العالم أجمع نتائج هذين الاستفتاءين ولم يتم الطعن فيهما من أية جهة...

 

فقال: هل تستطيع اقناعه بأن يوجه نداءا الى المقاومة للتوقف عن عملياتها ضد الامريكان ؟

فيجيب الاستاذ خليل: لست أنا من يطلب ذلك...

ثم يسأل هل صدام من يقود المقاومة وما هي نسبة الرجال ؟

فيجيب المحامي خليل: الرئيس صدام هو من خطط للمقاومة ويحظى بقيادة ما نسبته 85% من عملياتها إن لم نقل أكثر... أرجو أن تعلم بأني محامي ولست سياسي...

 

هكذا كانت المخابرات الامريكية تحاول الدخول الينا من شتى الابواب... لم يدركوا بأن العراقي الشريف لايقبل المساومة... وقد اثنى الشهيد على الاستاذ خليل حين اخبره بما دار مع ضابط الاستخبارات الامريكية....

 

أقول، الحقيقة أن أمريكا تعبت وتعب جنودها من عمليات المقاومة البطولية التي حاولوا التعتيم عليها ما أمكنهم ذلك، وأعتقد أن كل عراقي يعلم أن عمليات المقاومة وصلت إلى حذ مذهل تضاءلت أمامه كل المقاومات التي قرأنا عليها عبر التاريخ الحديث، فهاتوا لنا بلدا محتلا في التاريخ وصلت عمليات المقاومة فيه الى سبعمائة عملية اسبوعيا إن لم يكن أكثر من هذا... ومهما فعل الامريكان وعملاؤهم، وخاصة الاعلام المستعرب، من محاولات تعتيم على المقاومة وعملياتها والتقليل من خسائر الامريكان، إلا أن ما ذكره الاستاذ خليل من لقاء مع ذلك الامريكي، ومحاولات مساومة، وغيرها من لعب استخباراتية وبيانات مجهولة من هنا وهناك... كل هذا يثبت بما لايدع مجالا للشك أن أمريكا بالفعل تتخبط من جراء احتلالها للعراق وأنها كانت تبحث عن سبيل... أي سبيل لوقف عمليات المقاومة التي أرهقتها...

 

أذكر أن الاستاذ صلاح المختار، وهو كان سفيرا للعراق في فيتنام قبل الاحتلال، قال – على الجزيرة - إنه أثناء احتلال امريكا لفيتنام كان لجنودها مراقص وملاهي ومقاهي ومطاعم في كل أنحاء البلد، وكانوا يجولون فيه بكل بحرية بدون أن يقف أحد بطريقهم... وأن المقاومة في فيتنام بدأت بعد سنين من الاحتلال... لكن في العراق الوضع مختلف تماما... بل مختلف بدرجات كبيرة جدا ولا يمكن مقارنته مع أي دولة أخرى احتلت في عصرنا الحديث...

 

ففي العراق بدأت المقاومة بنفس اليوم الذي دنسوا فيه بغداد ودنسوا فيه تمثال الشهيد... وفي العراق لم يجرؤ الامريكان على التجول بحرية فيه كما كانوا يحلمون ويخططون، وفي العراق كان الجنود الامريكان يقضون حاجاتهم في الدبابات والمدرعات، وفي العراق لم يكن لأمريكا ملاهي أو مراقص كما كان لها في فيتنام، وفي العراق كان ما يسمى رئيس الجمهورية المعين من قبل الاحتلال يغادر مقره في المزبلة القذرة بسيارة نفايات!!! تخيلوا شخص يدعي أنه رئيس دولة يغادر بسيارة نفايات... وفي العراق لم يجرؤ – وإلى الان بالمناسبة – أي من هؤلاء الجبناء الأوغاد الذين دنسوا العراق مع المحتل على التجول بدون مرافقة ضخمة في أي من شوارع بغداد... وفي العراق قصص بطولة وملاحم مقاومة اسطورية لم تحصل في أي بلد على وجه الكرة الأرضية... أقول هذا الكلام عن قناعة وحقائق وليس مجرد صف حروف... وايضا بكل فخر واعتزاز بالعراق وبمقاومته البطولية العظيمة...

 

كنت أقرأ مرة عن غاندي، الزعيم الهندي، هل تدرون أيها القراء كيف خرج الانجليز من الهند وكم كان عددهم ؟ والله شيء مذهل ومضحك بنفس الوقت... حين كان الانجليز يحتلون الهند، كان عددهم خمسة وعشرون ألف بريطاني!! جنود ومستشارين وموظفين و....و.....و..... وكان عدد سكان الهند يقترب من الاربعمائة مليون نسمة!!

 

تخيلوا الرقم المذهل... خمسة وعشرين ألف شخص يحكمون ويتحكمون بمصير أربعمائة مليون شخص!! ومساحة الهند تقدر بحوالي ثلاثة ملايين كم مربع !!

 

كيف خرج الانجليز؟؟

 

من أحد الأسباب التي أدت إلى خروج الانجليز من الهند ومنحهم استقلالها... أن غاندي طلب منهم الذهاب لقضاء حاجاتهم – أكرم الله القراء السائرين على نفس الخط الجهادي - بجانب البيوت التي يقطن فيها الانجليز!!! ففاحت الروائح الكريهة على الانجليز... فأدركوا أنهم أناس غير مرغوب بهم... فاستعجلوا الرحيل من البلاد... وهذه القصة قرأتها.... ثم سمعتها فيما بعد من شخص عربي درس في الهند أكدها لي... حيث قضى بين الهنود حوالي ثمان سنوات...

 

هذا يدل... التفاوت المروع بين رقم الانجليز ورقم الهنود... على أن الانجليز استطاعوا توظيف عدد هائل من الهنود لمساعدتهم على استقرار البلد وقمع أي تمرد – فيما لو قام، هو لم يقم على أية حال - 

 

فهل هذا حصل في العراق ؟؟ وإذا كانت أمريكا ودولة المجوس الكسروية قد جندتا بعضا من أبناء الشعب العراقي المغرر بهم... فهل يمكن مقارنة رقم الهنود مع رقم العراقيين العملاء ؟؟

 

نعود إلى الكتاب...

 

يتحدث الفصل الثاني والعشرين منه عم دار في جلسات ما يسمى التحقيق... حيث يقول المحامي خليل للشهيد سأواصل الدفاع عنك حتى ولو كلفني ذلك حياتي.... ومن خلال قراءة هذا الفصل يتبين مدى الاستفزاز الموجه للشهيد... لكنه – ماشاء الله عنه والله يرحمه – استطاع بكل ذكاء وحنكة القائد العراقي الاصيل أن يظهر شامخا أمام أقزام عملاء صفويين خمينيين كسرويين أنجاس...

 

صدقوني ايها القراء أن كل صفحة في الكتاب تستحق القراءة أكثر من مرة لكثرة ما هو ممتع ومفيد.... ولكي يعرف القاريء العراقي والعربي على السواء مدى حقارة المجوس الخمينيين الكفرة... والنية الاجرامية المبيتة لديهم... وصدق الله العظيم حين قال في كتابه كيف وإن يظهرو عليكم....

 

أما الفصل الثالث والعشرون فيتحدث عن جوانب انسانية في شخصية الشهيد رحمة الله عليه، وهذا ما سنعود إلى بعضه حين التعليق النهائي على الكتاب...

 

على أن أهم ما بقي في الكتاب هو الفصل الاخير الذي يتحدث عن اغتيال الشهيد ومن حضر عملية الاغتيال...

 

يتبع ....

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٠ صـفـر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٠٤ / شـبــاط / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور